فصل: ثانيا: عدد آياته، وكلماته، وحروفه:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التفسير القرآني للقرآن



.ثانيا: عدد آياته، وكلماته، وحروفه:

وكان من اهتمام المسلمين بالقرآن، وحرصهم عليه أن أحصوه آية آية، وكلمة كلمة، وحرفا حرفا.. ونسجل هنا هذا الجهد المشكور لعلماء القرآن رضى اللّه عنهم.
عدد آيات القرآن:
اختلف الدارسون للقرآن في إحصاء آياته.
فقال بعضهم: هي ستة آلاف آية.
وقال آخرون: ستة آلاف آية ومئتان وأربع آيات.
وقيل: سنة آلاف ومئتان وأربع عشرة آية.
وقيل: ستة آلاف ومئتان وتسع عشرة آية.
وقيل ستة آلاف ومئتان وخمس وعشرون أو ست وعشرون أو ست وثلاثون.
عدد كلماته:
أجمع العلماء على أن عدد كلمات القرآن سبع وسبعون ألفا وأربع مئة وسبع وثلاثون كلمة.
عدد حروفه:
وأما عدد حروفه فهى ثلاثمائة وواحد وعشرون ألف حرف.
وقيل إن الحجاج بن يوسف جمع القراء والحفاظ والكتّاب، فقال لهم:
أخبرونى عن القرآن كله، كم من حرف هو؟ فأجمعوا على أنه ثلاثمائة وأربعون ألفا وسبع مئة وأربعون حرفا.
قال: فأخبرونى عن نصفه.
قالوا: عند الفاء من قوله تعالى في سورة الكهف: {وَلْيَتَلَطَّفْ} [19: الكهف].

.سورة الفاتحة:

نزولها: مكية، وقيل إنها نزلت بمكة، ثم نزلت مرة أخرى بالمدينة.
ولا وجه لهذا القول.
عدد آياتها: سبع.
عدد كلماتها: خمس وعشرون كلمة.
عدد حروفها: مائة وثلاث وعشرون حرفا.
من أسمائها: سميت بأسماء كثيرة، جاوزت المائة، وذلك حسب ما يقع في الخاطر منها.
ومن أسمائها: الفاتحة، وفاتحة الكتاب، والحمد، وسورة الحمد، والشافية، والشفاء، وأم القرآن، وأم الكتاب: والسبع المثاني لأنها تثنى- أي تكرر- في كل صلاة.

.تفسير الآية رقم (1):

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)}.
التفسير:
باسم الألوهية يقوم الوجود، وإليه يركن كل موجود.. فكل عوالم الكون مألوهة للّه، خاضعة لمشيئته، محفوفة برحمته.
ووصف الألوهية بهاتين الصفتين: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} يدل على أن هذا الوجود إنما هو فيض من رحمانية اللّه ورحمته. إذ الوجود- على أية صورة من صوره- نعمة وخير، إذا هو قيس بالعدم، الذي هو فناء مطلق، وتيه وضياع.

.تفسير الآية رقم (2):

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2)}.
التفسير:
بهذا الحمد للّه تنطق المخلوقات كلها، فهو سبحانه الذي أوجدها من العدم وأعطاها خلقها بين المخلوقات، وقام عليها مدبرا، وحافظا، {الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى} [50: طه]، فحق عليها أن تحمده، وتشكر له، وقد لزمها هذا الحق الذي لا انفكاك لها منه، إن لم تؤده اختيارا أدته اضطرارا، وإن لم يفصح عنه ظاهرها نمّ عليه باطنها: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [44: الإسراء].

.تفسير الآية رقم (3):

{الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3)}.
التفسير:
استفاضة رحمانية اللّه، وشمول رحمته، يجدها كل موجود في نفسه، وفيما حوله، ولهذا كان حمد اللّه واقعا بين هاتين الصفتين، كأنه تعقيب عليهما أولا، وكأنهما تعليل له ثانيا.

.تفسير الآية رقم (4):

{مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)}.
التفسير:
يوم الدين: هو يوم الدينونة، أي الحساب والجزاء، وهو يوم القيامة: {وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [17- 18- 19: الانفطار].
ومجيء {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} معطوفا عطف بيان على {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} للإشعار بأن هذه الملكية ملكية رحمانية ورحمة، تضع موازين القسط للفصل بين الناس، حيث يثاب المحسنون، ويعاقب المسيئون، وهو عقاب فيه رحمة لهم، حيث يطهرهم من أدران الآثام التي علقت بهم، ليكونوا أهلا لمساكنة الملأ الأعلى.

.تفسير الآية رقم (5):

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)}.
التفسير:
من مقتضى حمد للّه الذي استوجبه على عباده بربوبيته، ورحمته، أن يفرد بالعبودية، وأن يختص بالعبادة، فلا متوجّه إلا إليه، ولا لجوء إلا له، ولا معول إلا عليه. {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} [194: الأعراف].

.تفسير الآية رقم (6):

{اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)}.
التفسير:
الصّراط المستقيم: هو الطريق القائم على الحق والعدل، الموصّل إلى الخير والفلاح، لا يضل سالكه، ولا تتعثر له قدم فيه.

.تفسير الآية رقم (7):

{صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)}.
التفسير:
هذا بيان للصراط المستقيم ولأهله، الذين أنعم اللّه عليهم، فهداهم إليه، وأقامهم عليه، ثم بيان آخر للصراط المستقيم، وهو صراط لا يسلكه للمغضوب عليهم، الذين مكروا بآيات اللّه، وكفروا بنعمه، فضربهم بغضبه، وصبّ عليهم لعنته، وهو صراط لا يستقيم عليه من اتبع هواه، وعمى عن الحق الذي بين يديه! والمغضوب عليهم هم اليهود، وقد صرّح القرآن في غير موضع وفى أكثر من آية، بأنهم مغضوب عليهم من اللّه، فقال تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [60: المائدة] وليس وصف اليهود بالمغضوب عليهم مانعا من إطلاق الوصف على كل من غضب اللّه عليه، فحاد عن الطريق المستقيم، وكذلك الشأن في {الضالين} باعتباره وصفا لكل من ضل طريق الحق والهدى.
وفى دعاء المؤمنين بأن يهديهم اللّه الصراط المستقيم، ويجنبهم صراط المغضوب عليهم، والضالين عن الطريق القويم- في هذا الدعاء غاية في تحرّى الطريق إلى اللّه، والتماسه مستقيما خالص الاستقامة، بعيدا عن مزالق المفتونين في دينهم، والمنحرفين عن سواء السبيل.
و(آمين) دعاء تختم به السورة، وهو اسم فعل أمر، بمعنى استجب يا اللّه ما دعوناك به. وهذا اللفظ ليس من القرآن.
وهذا، وتلك السورة الكريمة، فوق أنها قرآن كريم، هي مفتتح هذا القرآن، وهى أم الكتاب الكريم، لاشتمالها على أصول الشريعة الإسلامية، من توحيد، وعبادات، وآداب، ومعاملات.
ولهذا كانت ملاك الصلاة، التي هي بدورها ملاك الإسلام كله، إذ لا صلاة لمن لا يصلى بها، ومن أجل هذا سميت آياتها السبع، السبع المثاني، إذ يثنّى بها في كل صلاة، أي تقرأ مثنى في الصلاة ذات الركعتين، ومثنى مثنى في الصلاة ذات الأربع ركعات! واستمع إلى هذا الدعاء أو الصّلاة:
أبانا الذي في السماوات.. ليتقدّس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السّماء كذلك على الأرض.. خبزنا كفافنا أعطنا اليوم، واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا.. ولا تدخلنا في تجربة لكن نجّنا من الشّرّير.. لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد.. آمين، أتدرى ما هذا الكلام؟
إنّه الصّلاة التي كان يصلّى بها السيّد المسيح، والتي علّم أتباعه أن يصلوا بها.. إذ يقول لهم:
وحينما تصلّون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم، فإنهم يظنون أنهم بكثرة كلامهم يستجاب لهم.. فلا تتشبهوا بهم.. لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه فصلّوا أنتم هكذا.
ثم يذكر لهم هذه الصلاة على النحو السابق.
وأنت ترى ما بين هذه الصلاة التي كان يصلى بها السيد المسيح، ويعلمها أتباعه، وبين فاتحة الكتاب التي هي قرآن المسلمين في صلاتهم- أنت ترى ما بين هذه وتلك من تشابه كبير في الروح التي تستولى على الإنسان وهو يتلوها، خاشعا متعبدا.. أليس ذلك دليلا على أنهما من معدن واحد، وأن متنزلهما السماء، وحيا من رب العالمين؟ ثم أليس ذلك دليلا على ما بين الديانات السماوية من صلات وثيقة قائمة على الحق العدل؟ بلى! وإنه لو سلمت الكتب السماوية السابقة من التحريف، لالتقت مع القرآن في كل ما جاء به، ولكن التحريف والتعديل باعد بين تلك الكتب وبين القرآن في أصول الدعوة وفروعها على السواء.!

.سورة البقرة:

نزولها: نزلت بالمدينة، وهى أول سورة نزلت بعد هجرة النبيّ صلى اللّه عليه وسلم إلى المدينة.
عدد آياتها: مائتان وست وثمانون آية.
عدد كلماتها: ستة آلاف ومائة وإحدى وعشرون كلمة.
عدد حروفها: خمسة وعشرون ألفا وخمسمائة حرف.

.تفسير الآية رقم (1):

{الم (1)}.
التفسير:
فى القرآن الكريم تسع وعشرون سورة، بدأت بحرف أو أكثر من حروف الهجاء، وكل حرف ينطق به نطقا مستقلا مرتلا، هكذا:
ألف.. لام.. ميم.. أو: طا، ها، أو: ياسين. وعلى هذا النحو تنطق جميع الحروف التي جاءت مفتتحا لسور القرآن.
وقد شغلت هذه الحروف علماء التفسير، فأطالوا النظر فيها، وأكثروا القول في تأويلها وتفسيرها، حتى لقد تجاوزت وجوه الرأى فيها أربعين وجها! والمفهوم الذي نستريح إليه لهذه الأحرف، أنها مجرد حروف هجاء، مما بنيت منه كلمات القرآن الكريم، وآياته، وسوره، وأنها حين يبدأ بها في التلاوة هكذا.. حرفا حرفا، آخذا كل حرف نغما مستقلا على لسان القارئ- ترسم لمرتل القرآن أسلوبا خاصّا في التلاوة، فيقرأ الكلمات قراءة مستأنية، يأخذ فيها كل حرف مكانه على لسان القارئ، كما أخذت حروف هذه المفتتحات وضعها المستقل على لسانه! في أناة وتقطيع.. حرفا حرفا!
وبهذا يتحقق الأداء السليم لتلاوة القرآن، كما يقول اللّه تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [4: المزمل].
إن العرب الذين نزل القرآن بلسانهم، هم قوم أميون، تلقّوا لغتهم سماعا، وحفظوا كلماتها وأساليبها، أصواتا تحمل من المعاني ما تحمل أنغام الموسيقى إلى أربابها! فالعربى كان يعرف الكلمة جملة، كما كان يعرف مدلولها الذي تدل عليه جملة أيضا، بل إنه يعرف مدلول الكلمة أكثر مما يعرف الكلمة ذاتها، فإذا نطق بكلمة: سيف أو درع أو جمل أو ليلى أو نحو هذا، ارتسم في الحال لعينيه مدلول الاسم الذي نطق به، دون أن يلتفت كثيرا إلى الصوت الذي انطلق من فمه! وإذ كان حساب الكلمات عند العرب الجاهليين على هذا النحو، الذي تبدو فيه الكلمات وكأنها مجرد أصوات! وإذ كان ذلك كذلك، وإذ كان القرآن الكريم كلاما معجزا، فإن وجه الإعجاز لا ينكشف في كلماته وآياته إلا إذا تحقق للكلمة وجود ذاتى، وعرف لها ناطقها وسامعها أنها كائن له مشخصاته، التي تحقّق له وجودا مستقلا عن غيره، مباينا له، كما يستقل الإنسان عن الإنسان بذاته ومشخصاته.
وعلى هذا التقدير، تحدث القرآن الكريم إلى هؤلاء الأميّين بما يكشف لهم عن شخصية الكلمة، وأنها بناء يقوم على أسس، ويبنى على أصول، وأن لبنات هذا البناء هي حروف: ألف، لام، ميم، نون، قاف.. وهكذا.
وبهذا النظر إلى الكلمات، ينطق العربىّ بكلمات القرآن الكريم متأنيا، متأملا، حتى لكأن الحرف كلمة! وبهذا يتصل قارئ القرآن بكلمات القرآن اتصالا وثيقا، يخلص إليه منه كثير من أضوائه ونفحاته، وذلك هو بعض الحكمة من ترتيل القرآن، وقراءته على هذا الوجه الذي ينفرد به عن قراءة أي كلام، حيث يقول اللّه تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [4: المزمل] ويقول سبحانه: {وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا}! (106: الإسراء) وقد امتثل النبي الكريم- صلوات اللّه وسلامه عليه- أمر ربّه، فكانت قراءته ترتيلا منغما، يأخذ فيه كل حرف مكانه في الكلمة، وتأخذ كل كلمة مكانها في الآية، دون أن يختفى حرف، أو تضيع كلمة.
روى البخاري عن أنس، أنه سئل عن قراءة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال: كانت مدّا، ثم قرأ- أي أنس- {بسم اللّه الرحمن الرحيم} يمدّ اللّه، ويمدّ الرحمن، ويمد الرحيم، أي أنه يمثّل بهذا الأسلوب القراءة التي كان يقرأ بها النبي الكريم.
وعلى هذا، فإن مجيء هذه الأحرف المقطعة في بعض سور القرآن، وفى مفتتح السور التي جاءت فيها- إن هذا أشبه بالوحدة التي يقوم عليها اللحن الموسيقى، والتي يسرى صداها في اللحن كله، من أوله إلى آخره، وإن تعددت أنغامه، وخفتت أو علت أصداؤه.!
فليس من الضروري إذن أن يجتهد في البحث عن معنى لهذه الأحرف المقطعة، ولنا أن نحسبها مطلعا موسقيا، تقوم عليه وحدة النغم في ترتيل آيات السور التي بدئت بحرف أو حرفين أو أكثر.

.تفسير الآية رقم (2):

{ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2)}.
التفسير:
{الكتاب} هو القرآن، وتسمية القرآن كتابا إشارة إلى أن من شأن هذا الكلام أن يكتب ويوثّق، حتى يحفظ من التبديل والتحريف، وهذا ما فعله الرسول الكريم، في كل ما تلقاه وحيا من القرآن، إذ كان صلوات اللّه وسلامه عليه لا يكاد يفرغ من تلقّى ما أوحى إليه من ربّه، حتى يمليه على جماعة عرفوا بأنهم كتاب الوحى.
وأول ما أوحى إلى الرسول من كلمات اللّه قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ}.
وانظر إلى تلك المفارقات العجيبة البعيدة بين إنسان أمّى، لا يقرأ ولا يكتب، يصطفيه اللّه للنبوة، ويختاره لرسالة دستورها القرآن الكريم، الذي يتلقاه وحيا من السماء على مدى نيف وعشرين سنة.. ثم تكون {اقْرَأْ} أول كلمة تفتتح بها هذه الرسالة.. ثم تتبع بكلمتي {عَلَّمَ بِالْقَلَمِ}.
وفى هذا ما يؤذن النبيّ بمحتوى جديد من محتويات رسالته، وهو الدعوة إلى القلم والقراءة والكتابة، فذلك من النعم التي أنعم اللّه بها على عباده، إذ سرعان ما أقبل العرب الأميون على القراءة والكتابة، على أنها دعوة من دعوة الدين، ولفتة من لفتات الشريعة، فتعلّموا وعلموا ما لم يكونوا يعلمون.