فصل: تفسير الآيات (64- 68):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التفسير الميسر



.تفسير الآيات (64- 68):

{إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإٍلَى الْجَحِيمِ (68)}
إنها شجرة تنبت في قعر جهنم، ثمرها قبيح المنظر كأنه رؤوس الشياطين، فإذا كانت كذلك فلا تَسْألْ بعد هذا عن طعمها، فإن المشركين لآكلون من تلك الشجرة فمالئون منها بطونهم. ثم إنهم بعد الأكل منها لشاربون شرابًا خليطًا قبيحًا حارًّا، ثم إن مردَّهم بعد هذا العذاب إلى عذاب النار.

.تفسير الآيات (69- 70):

{إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70)}
إنهم وجدوا آباءهم على الشرك والضلال، فسارعوا إلى متابعتهم على ذلك.

.تفسير الآية رقم (71):

{وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأَوَّلِينَ (71)}
ولقد ضلَّ عن الحق قبل قومك- أيها الرسول- أكثر الأمم السابقة.

.تفسير الآية رقم (72):

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنذِرِينَ (72)}
ولقد أرسلنا في تلك الأمم مرسلين أنذروهم بالعذاب فكفروا.

.تفسير الآية رقم (73):

{فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (73)}
فتأمَّل كيف كانت نهاية تلك الأمم التي أنذرت، فكفرت؟ فقد عُذِّبت، وصارت للناس عبرة.

.تفسير الآية رقم (74):

{إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74)}
إلا عباد الله الذين أخلصهم الله، وخصَّهم برحمته لإخلاصهم له.

.تفسير الآية رقم (75):

{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75)}
ولقد نادانا نبينا نوح؛ لننصره على قومه، فلنعم المجيبون له نحن.

.تفسير الآية رقم (76):

{وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنْ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76)}
ونجيناه وأهله والمؤمنين معه مِن أذى المشركين، ومن الغرق بالطوفان العظيم.

.تفسير الآية رقم (77):

{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77)}
وجعلنا ذرية نوح هم الباقين بعد غرق قومه.

.تفسير الآية رقم (78):

{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (78)}
وأبقينا له ذِكْرًا جميلا وثناءً حسنًا فيمن جاء بعده من الناس يذكرونه به.

.تفسير الآية رقم (79):

{سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79)}
أمان لنوح وسلامة له من أن يُذْكر بسوء في الآخِرين، بل تُثني عليه الأجيال من بعده.

.تفسير الآية رقم (80):

{إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80)}
مثل جزاء نوح نجزي كلَّ مَن أحسن من العباد في طاعة الله.

.تفسير الآية رقم (81):

{إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81)}
إن نوحًا من عبادنا المصدقين المخلصين العاملين بأوامر الله.

.تفسير الآية رقم (82):

{ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ (82)}
ثم أغرقنا الآخرين المكذبين من قومه بالطوفان، فلم تبق منهم عين تَطْرِف.

.تفسير الآيات (83- 87):

{وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإٍبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87)}
وإنَّ من أشياع نوح على منهاجه وملَّته نبيَّ الله إبراهيم، حين جاء ربه بقلب بريء من كل اعتقاد باطل وخُلُق ذميم، حين قال لأبيه وقومه منكرًا عليهم: ما الذي تعبدونه من دون الله؟ أتريدون آلهة مختلَقَة تعبدونها، وتتركون عبادة الله المستحق للعبادة وحده؟ فما ظنكم برب العالمين أنه فاعل بكم إذا أشركتم به وعبدتم معه غيره؟

.تفسير الآيات (88- 90):

{فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90)}
فنظر إبراهيم نظرة في النجوم متفكرًا فيما يعتذر به عن الخروج معهم إلى أعيادهم، فقال لهم: إني مريض. وهذا تعريض منه. فتركوه وراء ظهورهم.

.تفسير الآيات (91- 92):

{فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لا تَنطِقُونَ (92)}
فمال مسرعًا إلى أصنام قومه فقال مستهزئًا بها: ألا تاكلون هذا الطعام الذي يقدمه لكم سدنتكم؟ ما لكم لا تنطقون ولا تجيبون مَن يسألكم؟

.تفسير الآية رقم (93):

{فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93)}
فأقبل على آلهتهم يضربها ويكسِّرها بيده اليمني؛ ليثبت لقومه خطأ عبادتهم لها.

.تفسير الآية رقم (94):

{فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94)}
فأقبلوا إليه يَعْدُون مسرعين غاضبين.

.تفسير الآيات (95- 96):

{قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)}
فلقيهم إبراهيم بثبات قائلا كيف تعبدون أصنامًا تنحتونها أنتم، وتصنعونها بأيديكم، وتتركون عبادة ربكم الذي خلقكم، وخلق عملكم؟

.تفسير الآية رقم (97):

{قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97)}
فلما قامت عليهم الحجة لجؤوا إلى القوة وقالوا: ابنوا له بنيانًا واملؤوه حطبًا، ثم ألقوه فيه.

.تفسير الآية رقم (98):

{فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمْ الأَسْفَلِينَ (98)}
فأراد قوم إبراهيم به كيدًا لإهلاكه، فجعلناهم المقهورين المغلوبين، وردَّ الله كيدهم في نحورهم، وجعل النار على إبراهيم بردًا وسلامًا.

.تفسير الآيات (99- 100):

{وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ (100)}
وقال إبراهيم: إني مهاجر إلى ربي من بلد قومي إلى حيث أتمكن من عبادة ربي؛ فإنه سيدلني على الخير في ديني ودنياي. رب أعطني ولدًا صالحًا.

.تفسير الآية رقم (101):

{فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101)}
فأجبنا له دعوته، وبشَّرناه بغلام حليم، أي: يكون حليمًا في كبره، وهو إسماعيل.

.تفسير الآية رقم (102):

{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ (102)}
فلما كَبِر إسماعيل ومشى مع أبيه قال له أبوه: إني أرى في المنام أني أذبحك، فما رأيك؟ ورؤيا الأنبياء حق فقال إسماعيل مُرْضيًا ربه، بارًّا بوالده، معينًا له على طاعة الله: أمض ما أمرك الله به مِن ذبحي، ستجدني- إن شاء الله- صابرًا طائعًا محتسبًا.

.تفسير الآية رقم (103):

{فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103)}
فلما استسلما لأمر الله وانقادا له، وألقى إبراهيم ابنه على جبينه- وهو جانب الجبهة- على الأرض؛ ليذبحه.

.تفسير الآيات (104- 105):

{وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)}
ونادينا إبراهيم في تلك الحالة العصيبة: أن يا إبراهيم، قد فعلتَ ما أُمرت به وصَدَّقْتَ رؤياك، إنا كما جزيناك على تصديقك نجزي الذين أحسنوا مثلك، فنخلِّصهم من الشدائد في الدنيا والآخرة.

.تفسير الآية رقم (106):

{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106)}
إن الأمر بذبح ابنك هو الابتلاء الشاق الذي أبان عن صدق إيمانك.

.تفسير الآية رقم (107):

{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)}
واستنقذنا إسماعيل، فجعلنا بديلا عنه كبشًا عظيمًا.

.تفسير الآية رقم (108):

{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (108)}
وأبقينا لإبراهيم ثناءً حسنًا في الأمم بعده.

.تفسير الآية رقم (109):

{سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109)}
تحيةٌ لإبراهيم من عند الله، ودعاءٌ له بالسلامة من كل آفة.

.تفسير الآية رقم (110):

{كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110)}
كما جزينا إبراهيم على طاعته لنا وامتثاله أمرنا، نجزي المحسنين من عبادنا.

.تفسير الآية رقم (111):

{إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111)}
إنه من عبادنا المؤمنين الذين أعطَوا العبودية حقها.

.تفسير الآية رقم (112):

{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ (112)}
وبشَّرنا إبراهيم بولده إسحاق نبيًّا من الصالحين؛ جزاء له على صبره ورضاه بأمر ربه، وطاعته له.

.تفسير الآية رقم (113):

{وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)}
وأنزلنا عليهما البركة. ومِن ذريتهما من هو مطيع لربه، محسن لنفسه، ومَن هو ظالم لها ظلمًا بيِّنًا بكفره ومعصيته.

.تفسير الآيات (114- 115):

{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنْ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115)}
ولقد مننَّا على موسى وهارون بالنبوة والرسالة، ونجيناهما وقومهما من الغرق، وما كانوا فيه من عبودية ومَذلَّة.

.تفسير الآية رقم (116):

{وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمْ الْغَالِبِينَ (116)}
ونصرناهم، فكانت لهم العزة والنصرة والغلبة على فرعون وآله.

.تفسير الآيات (117- 119):

{وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الآخِرِينَ (119)}
وآتيناهما التوراة البينة، وهديناهما الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، وهو الإسلام دين الله الذي ابتعث به أنبياءه، وأبقينا لهما ثناءً حسنًا وذكرًا جميلا فيمن بعدهما.