فصل: تفسير الآيات (6- 10):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التيسير في التفسير أو التفسير الكبير المشهور بـ «تفسير القشيري»



.تفسير الآيات (19- 20):

{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19) أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20)}
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} الذين لا يستوي ظاهرُهم وباطنهم في التصديق.
وهكذا كان المتقدمون من أهل الزَّلَّة والفَترة في الطريقة، والخيانة في أحكام المحبة فعُذِّبوا بالحرمان في عاجلهم، ولم يذوقوا من المعاني شيئاً.
قوله جلّ ذكره: {أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ}.
أي: حقير. وإذ قد علمتم ذلك فلِمَ لم تقيسوا أمر البعث عليه؟
ويقال: ذَكَّرَهم أصلَ خلقتم لئلا يُعْجَبوا بأحوالهم؛ فإنه لا جِنْسَ من المخلوقين والمخلوقاتِ أشدَّ دعوى من بني آدم. فمن الواجب أَنْ يَتَفَكَّرَ الإنسان في أَصلِه كان نطفةً وفي انتهائه يكون جيفة، وفي وسائط حالِه كنيفٌ في قميص!! فبالحريِّ ألاَّ يُدِلَّ ولا يفتخر:
كيف يزهو مَنْ رجيعهُ ** أَبَدَ الدهرِ ضجيعُه

فهو منه وإليه ** وأَخوه ورضيعُه

وهو يدعوه إلى الحُ ** شِّ بصغر فيطيعه

ويقال: يُذكِّرهم أصلَهم.. كيف كان كذلك ومع ذلك فقد نقلهم إلى أحسن صورة، قال تعالى: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ}، والذي يفعل ذلك قادِرٌ على أن يُرقِّيَكَ من الأحوال الخسيسة إلى تلك المنازل الشريفة.

.تفسير الآيات (25- 27):

{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (27)}
قوله جلّ ذكره: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضِ كِفاتاً أَحْيَآءً وَأَمْوَاتاً}.
{كِفَاتاً} أي: ذات جَمْعٍ؛ فالأرض تضمهم وتجمعهم أحياءً وأمواتاً؛ فهم يعيشون على ظهرها، ويُودَعون بعد الموت في بطنها..
{وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِىَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً}.
أي: جبالاً مرتفعات، وجعلنا بها الماء سقياً لكم. يُذكِّرهم عظيم مِنَّتهِ بذلك عليهم. والإشارةُ فيه إلى عظيم مِنَّته أنَّه لم يخسف بكم الأرض- وإن عملتم ما عملتم.

.تفسير الآيات (29- 30):

{انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30)}
{انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ}.
يقال لهم: انطلقوا إلى النار التي كذَّبتم بها.
{انطَلِقُواْ إِلَى ظِلٍّ ذِى ثَلاَثِ شُعَبٍِ لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِى مِنَ اللَّهَبِ}.
كذلك إذا لم يعرفْ البعدُ قَدْرَ انفتاح طريقه إلى الله بقلْبه، وتعزُّرِه بتوكله , فإذا رجع إلى الخَلْقِ عند استيلاء الغفلة نَزَعَ اللَّهُ عن قلبه الرحمةَ، وانسدَّت عليه طُرُقُ رُشْدِه، فيتردد من هذا إلى هذا إلى هذا.
ويقال لهم: انطلقوا إلى ما كنتم به تكذِّبون. والاستقلالُ بالله جنّة المأوى، والرجوعُ إلى الخَلْقِ قَرْعُ باب جهنم.. وفي معناه أنشدوا:
ولم أرَ قبلي مَنْ يُفارِقُ جنَّةً ** ويقرع بالتطفيل بابَ جهنم

ثم يقال لهم إذا أخذوا في التنصُّل والاعتذار:

.تفسير الآيات (35- 36):

{هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36)}
فإلى أنْ تنتهيَ مُدّةُ العقوبة فحينئذٍ: إنْ استأنَفْتَ وقتاً استؤنِفَ لك وقتٌ. فأمَّا الآن.. فصبراً حتى تنقضِيَ أيامُ العقاب.

.تفسير الآية رقم (38):

{هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38)}
فعلنا بكم ما فعلنا بهم في الدنيا من الخذلان، كذلك اليوم سنفعل بكم ما نفعل بهم من دخول النيران.

.تفسير الآية رقم (41):

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41)}
اليومَ.. في ظلال العناية والحماية، وغداً.. هم في ظلال الرحمة والكلاءة.
اليومَ.. في ظلال التوحيد، وغداً.. في ظلال حُسْن المزيد.
اليومَ.. في ظلال المعارف، وغداً.. في ظلال اللطائف.
اليومَ.. في ظلال التعريف، وغداً.. في ظلال التشريف.

.تفسير الآيات (43- 44):

{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44)}
اليومَ تشربون على ذِكْره.. وغداً تشربون على شهوده، اليوم تشربون بكاسات الصفاء وغداً تشربون بكاسات الولاء.
{إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ}.
والإحسانُ من العبد تَرْكُ الكلِّ لأَجله! كذلك غداً: يجازيك بترك كلِّ الحاصل عليك لأجْلِك.

.تفسير الآية رقم (46):

{كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46)}
هذا خطابٌ للكفار، وهذا تهديد ووعيد، والويل يومئذٍ لكم.

.تفسير الآية رقم (48):

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48)}
كانوا يُصُرُوُّن على الإباء والاستكبار فسوف يقاسون البلاء العظيم.
[ذكر في التفسير: أن المتقين دائماً في ظلال الأشجار، وقصور الدرِّ مع الأبرار، وعيون جارية وأنهار، وألوانٍ من الفاكهة والثمار.. من كل ما يريدون من المِلك الجبَّار. ويقال لهم في الجنة: كلوا من ثمار الجنات، واشربوا شراباً سليماً من الآفات. {بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} من الطاعات. {كَذَلِكَ نَجْزْى الْمُحْسِنِينَ} من الكرامات. قيل: كلوا واشربوا {هَنِيئَا}: لا تبعة عليكم من جهة الخصومات، ولا أذيَّة في المأكولات والمشروبات.
وقيل: الهنيء الذي لا تَبِعَةَ فيه على صاحبه، ولا أَذِيَّةَ فيه من مكروهٍ لغيره.

.سورة النبأ:

.تفسير الآيات (1- 3):

{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)}
مختلفون بشدة إنكارهم أمرَ البعث، ولالتباسِ ذلك عليهم، وكثرةِ مُساءَلتهم عنه، وكثرة مراجعتهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في معناه.
تكرَّر من الله إنزال أمرِ البعث، وكم استدلَّ عليهم في حوازِه بوجوهٍ من الأمثلة.. فهذا من ذلك، يقول: {عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}: عن الخبر العظيم {الَّذِى هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ} قال الله تعالى على جهة الاحتجاج عليهم.

.تفسير الآيات (6- 10):

{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10)}
{أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً}.
ذَلَّلْناها لهم حتى سَكًنوها.
{وَالجِبَالَ أَوْتَاداً}.
أوتاداً للأرضِ حتى تَمِيدَ بِهم.
{وَخََلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً}.
ذَكَراً وأنثى، وحَسَناً وقبيحاً.... وغير ذلك.
{وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً}.
أي راحةً لكم، لتَنْقَطِعوا عن حركاتِكم التي تعبتم بها في نهاركم.
{وَجَعَلْنَا الَّيْلَ لِبَاساً}.
تُغَطَّي ظُلمتُه كلَّ شيءٍ فتسكنوا فيه.

.تفسير الآيات (11- 23):

{وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)}
{وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً}.
أي وقتَ معاشِكم.
{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً}.
أي سبع سموات.
{وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً}.
أي الشمس، جعلناها سراجاً وقَّاداً مشتعلاً.
{وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً}.
{الْمُعْصِرَاتِ} الرياح التي تعْصِرُ السحاب.
{مَآءً ثَجَّاجاً} مطراً صَبَّاباً.
{لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً}.
{حَبّاً} كالحنطة والشعير، {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً} بساتين يَلْتَفُّ بعضُها ببعض.
وإذا قد علمتم ذلك فهلاَّ علمتم أنِّي قادرٌ على أَنْ أُعيدَ الخَلْقَ وأُقيمَ القيامة؟
فبعدَ أن عَدَّ عليهم بعضَ وجوهِ إنعامه، وتمكينهم من منافعهم.... قال: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً}.
مضى معناه.
{يَوْمَ يُنفَخُ في الصُّورِ فَتأَْتُونَ أَفْوَاجاً}.
أي في ذلك اليوم تأتون زُمراً وجماعاتٍ.
{وَفُتِحَتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً}.
أي: تَشَقَّقَتْ وانفطرت.
{وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً}.
أي كالسراب.
{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً}.
أي ممراً. ويقال: ذات ارتقابٍ لأهلها.
{لِّلطَّاغِينَ مَئَاباً}.
أي مرجعاً.
{لَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً}.
أي دهوراً، والمعنى مُؤَبَّدين.

.تفسير الآيات (24- 36):

{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)}
{لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً ولا شَرَاباً إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً}.
مضى معناه. ثم يُعَذَّبون بعد ذلك بأنواعٍ أُخَرَ من العذاب.
{جَزَآءً وِفَاقاً}.
أي: جُوزُوا على فرق أعمالهم. ويقال: على وفق ما سَبَقَ به التقديرُ، وجرى به الحكم.
{إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً}.
لا يؤمنون فيرجعون الثواب ويخافون العقاب.
{وَكَذَّبُواْ بِئَايِاتِنَا كِذَّاباً}.
أي: تكذيباً.
{وَكُلَّ شَئ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً}.
يأي: كتبناه كتاباً، وعلمناه عِلْماً.
والمسبِّحُ الزاهدُ تسبيحَه، والمهجورُ البائسُ يحصي أيامَ هجرانه، والذي هو صاحب وصالٍ لا يتفرَّغ من وَصْلِه إلى تذكُّرِ أيامه في العدد، أو الطول والقصر.
والملائكة يُحصون زلاَّت العاصين، ويكتبونها في صحائفهم. والحق سبحانه يقول: {وَكُلَّ شَئ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً} فكما أحصى زَلاَّتٍ العاصين وطاعات المطيعين فكذلك أحْصَى أيامَ هجرانِ المهجورين وَأيَامَ مِحَنِ الممتحَنين، وإِنَّ لهم في ذلك لَسَلْوَةً وَنَفَساً:
ثمانٍ قد مضيْنَ بلا تلاقٍ ** وما في الصبر فَضْلٌ عن ثمانٍ

وكم من أقوامٍ جاوزت أيامُ فترتهم الحدَّ! وأَرْبَتْ أوقاتُ هجرانهم على الحَصْر! قوله جلّ ذكره: {فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِِلاَّ عَذَاباً}.
يا أيها المُنَعَمَّون في الجنة.. افرحوا وتمتعوا فلن نزيدكم إلا ثواباً.
أيها الكافرون.. احترقوا في النار.. ولن نزيدكم إلا عذاباً.
ويا أيها المطيعون.. افرحوا وارتعوا فلن نزيدكم إلا فَضْلاً على فَضْل.
يا أيها المساكين.. ابكوا واجزعوا فلن نزيدَكم إلاَّ عَزْلاً على عَزْل.
قوله جلّ ذكره: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً وَكَأْساً دِهَاقاً لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً}.
مُسَلَّمٌ للمتقين ما وعدناهم به.. فهنيئاً لهم ما أَعددنا لهم من الفوزِ بالبُغْية. والظّفَرِ بالسُّؤَالِ والمُنْيَة: من حدائق وأَعنابٍ، ومن كواعبَ أَترابٍ وغير ذلك.
فيا أيها المُهَيَّمون المتَيَّمون هنيئاً لكم ما أنتم فيه اليومَ في سبيل مولاكم من تجرُّدِ وفقر، وما كلَّفَكم به من توكل وصبر، وما تجرعتم من صَدٍّ وهجر.
أحرى الملابسِ ما تَلْقَى الحبيبَ به ** يومَ التزاورِ في الثوب الذي خَلَعا

قوله: {لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا} آذانُهم مصونةٌ عن سماع الأغيار، وأبصارهم محمفوظةٌ عن ملاحظة الرسوم والآثار.