فصل: تفسير الآية رقم (44):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التيسير في التفسير أو التفسير الكبير المشهور بـ «تفسير القشيري»



.تفسير الآية رقم (35):

{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35)}
أي مُلْكاً لا يسلبه أحدٌ مني هذا كما سُلِبَ مني في هذه المرة.
وقيل أراد انفراده به ليكونَ معجزةً له على قومه.
وقيل أراد أنه لا ينبغي لأحدٍ من بعدي أن يسأل المُلْكَ، بل يجب أن يَكِلَ أمرَه إلى الله في اختياره له.
ويقال لم يقصد الأنبياء، ولكن قال لا ينبغي من بعدي لأحدٍ من الملوك.
وإنما سأل المُلْكَ لسياسة الناس، وإنصافِ بعضهم من بعض، والقيام بحقِّ الله، ولم يسأله لأَجْلِ مَيْلِه إلى الدنيا.... وهو كقول يوسف: {اجْعَلْنِى عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55].
ويقال لم يطلب المُلْكَ الظاهرَ، وإنما أراد به أن يَمْلِكَ نَفْسَه، فإن المَلِكَ- على الحقيقة- مَنْ يَمْلِكَ نَفْسَه، ومَنْ مَلََكَ نَفْسَه لم يَتَّبعْ هواه.
ويقال أراد به كمالَ حالهِ في شهود ربِّه حتى لا يَرَى معه غيرَه.
ويقال سأل القناعةَ التي لا يبقى معها اختيار.
ويقال علم أن سِرَّ نبيِّنا- صلى الله عليه وسلم- ألا يلاحِظَ الدنيا ولا ملكَها فقال: {لاَّ يَنبَغِى لأَحَدٍ مِّن بَعْدِى} [ص: 35] لا لأنه بَخِلَ به على نبيِّنا صلى الله عليه وسلم ولكن لِعِلْمِه أنه لا ينظر إلى ذلك.

.تفسير الآية رقم (36):

{فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36)}
شكَرَ اللَّهُ سَعْيَه، وسَخَّرَ له الريحَ بَدَلاً من الأفراس؛ فلا يحتاج في إمساكها إلى العَلَفِ والمُؤَنِ.

.تفسير الآيات (37- 39):

{وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآَخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39)}
كما سخَّرنا له الشياطين.
ثم قال: {هَذَا عَطَآؤُنَا...} أي فأَعْطِ أَو أَمْسِكْ، واحفظْ وليس عليك حساب.
والمشيُ في الهواء للأَولياء، وقَطْعُ المسافاتِ البعيدة في مدة يسيرة مما يعلم وجوده قطعاً في الأمه- وإنْ لم يعلمه الأفراد والآحاد على التعيين. وإظهاره على خَدَمِ رسول الله صلى الله عليه وسلم لشرفه يَدُلُّ على أن مقامه- صلى الله عليه وسلم- أشرف.

.تفسير الآية رقم (41):

{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41)}
أي بما كان يوسوس إليه بتذكيره إياه ما كان به من البَلِيَّة، وقيل لما كان قال (أي الشيطان) لامرأته: اسجدي لي حتى أردَّ عليكم ما سلبتكُم.
ويقال إن سبب ابتلائه أنه استعان به مظومٌ فلم يَنْصُرْه.... فابتُلِيَ.
ويقال استضافَ الناسَ يوماً فلمَّا جاءَه ابنُ فقيرٍ مَنَعَه من الدخول.
ويقال كان يغزو مَلِكاً كافراً، وكان لأيوب غَنَمٌ في ولايته، فداهَنَه لأَجْلِ غَنَمِه في القتال.
ويقال حَسَدَه إبليسُ، فقال: لَئِنْ سَلَّطْتني عليه لم يشكر لك.
ويقال كان له سبع بنات وثلاثة بنين في مكتب واحدٍ، فَجَرَّ الشيطانُ الاسطوانة فانهدم البيت عليهم.
ويقال لبث أيوب في البلاء ثماني عشرة سنه، وقيل أربعين سنة، وقيل سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام وسبع ساعات.

.تفسير الآية رقم (42):

{ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42)}
لمَّا أراد اللَّهُ كَشْفَ البلاءِ عنه قال له: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ}، فركض، فظَهَرت عينُ ماءٍ باردٍ فاغتسل به، فعاد إليه جمالُه وكمالُه. وقيل الأولى كانت عيناً حارةً والثانية باردة، واغتسل، ورَدَّ الله وشَعْرَه وبشره، وأحيا أولاده وأهله، وقيل بل يردُّهم إليه في الجنة في الآخرة.

.تفسير الآية رقم (44):

{وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)}
الضِغْث الحزمة من القضبان، وقيل كانت مائة، وأُمِرَ بأن يضرب بها دفةً على امرأته لئلا يحنث في يمينه، فإنه كان قد حلف أن يضربها مائةَ خشبةٍ إِنْ صحَّ (أنها أخطأت). فَشَكَرَ اللَّهُ لها لبراءةِ ساحتِها، وصبرها على خدمته. وسببُ يمينه أنه لما قال لها إبليسُ: اسجدي لي؛ أخبرت أيوبَ بذلك، فغاظه حيث سمعت من إبليس ذلك وظنَّتْ أنه صادق. وقيل باعت ذوائبها برغيفين حملتهما إليه فتوهَّمَ في ذلك رِيبةً، وكان أيوب يتعلَّق بذوائبها (إذا أراد القيام). وقيل رابه شيءٌ منها فَحَلَف (أن يضربها بعد شفائه).
{إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً...}: والصبرُ ألا تعترضَ على التقدير.
ويقال الصبر الوقوف تحت الحُكْم. ويقال التلذُّذ بالبلاء، واستعذابُه دون استصعابه. ويقال اصبر الوقوف مع الله بحسن الأدب.
ولم يَنْفِ قوله: {مَسَّنِىَ الضُّرُّ} [الأنبياء: 83] اسمَ الصبرِ عنه؛ لأنَ ذلك لم يكن على وجه الشكوى، ولأنه كان مرة واحدة، وقد وقف الكثيرَ من الوقت ولم يَقُلْ مَسَّني الضُّرُّ؛ فكان الحُكْمُ للغالب.
{نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} لم يشغلْه البلاءُ عن المُبْلِي. ونِعْمَ العبدُ لأنه خرج من البلاء على الوجه الذي دخل فيه.

.تفسير الآيات (45- 47):

{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47)}
قوله جلّ ذكره: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِى الأَيْدِى وَالأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ}.
{أُوْلِى الأَيْدِى}: أي القوة. {وَالأَبْصَارِ} أي البصائر.
{إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ}: أي بفضيلة خالصة وهي ذكر الجنة والنار، أوبدعاء الناس إلى الجنة والهرب مِنَ النار. ويقال بسلامة القلب من ذكر الدارين؛ فلا يكون العمل على ملاحظة جزاء. ويقال تجردوا لنا بقلوبهم عن ذكري الدار، {وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ}.

.تفسير الآية رقم (48):

{وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ (48)}
{وَذَا الْكِفْلِ}: قيل كان تَكَفَّلَ لله بعمل رجلٍ صالحٍ مات في وقته، وقيل كَفَلَ مائةً من بني إسرائيل هربوا من أمير لهم ظالمٍ، فكان يُنْفِقُ عليهم.
ويقال كان اليسعُ وذو الكفل أَخَوَيْن.

.تفسير الآية رقم (49):

{هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ (49)}
أي هذا القرآن فيه ذِكْرُ ما كان، وذِكْرُ الأنبياء والقصص.
ويقال إنَّه شرفٌ لك؛ لأن معجزةٌ تدل على صِدْقِك، وإن للذين يتَقَّوُن المعاصِيَ لَحُسْنَ المُنْقَلَبِ.

.تفسير الآية رقم (50):

{جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (50)}
أي إذا جاؤوها لا يلحقهم ذُلُّ الحجاب، ولا كُلْفَةُ الاستئذان، تستقبلهم الملائكةُ بالترحاب والتبجيل. متكئين فيها على أرائكهم، يدعون فيها بفاكهةٍ كثيرة وشارب على ما يشتهون، وعندهم حورٌ عين قاصراتُ الطَّرْفِ عن غير أزواجهن، (أتراب): لِدَاتٌ مُستَوِيَاتٌ في الحُسْنِ والجمال والشكل.

.تفسير الآية رقم (55):

{هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآَبٍ (55)}
لَشَرَّ مَرْجع ومُنْقَلَبٍ؛ وهي جهنم يدخلونها فيبقون مُعّذَّبِين فيه، وبِئْس المكانُ ذلك!

.تفسير الآية رقم (57):

{هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57)}
حميم: هو الماء الحلو، وغسَّاق: هو عصارة أهل النار، ويقال هو زمهرير جهنم.

.تفسير الآية رقم (58):

{وَآَخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (58)}
أي فنون أخرى من مثل ذلك العذاب.

.تفسير الآيات (59- 61):

{هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ (59) قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (60) قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (61)}
هؤلاء قومٌ يقتحمون النارَ معكم وهم أتابعكم، ويقول الأتباع للمتبوعين: لا مرحباً بكم؛ أنتم قدمتموه لنا بأمركم فوافقناكم، ويقولون: {رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هّذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً في النّارِ}.
فيقال لهم كُلُّكُم فيها، ولن يفترَ العذابُ عنكم.

.تفسير الآية رقم (62):

{وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (62)}
يقول الكفار عندما يدخلون النار: ما لنا لا نرى رجالاً كُنَّا نعدهم في الدنيا من الأشرار والمستضعفين.... فَلَسْنَا نراهم ها هنا؟ أهم ليسوا هنا أم زاغت عنهم أبصارُنا؟ يقوله أبو جهل وأصحابُه يعنون بلالاً والمستضعفين، فيُعَرَّفون بأنهم في الفردوس، فتزداد حسراتُهم.

.تفسير الآية رقم (64):

{إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64)}
أي إن مخاصمةَ أهل النارِ في النار لَحَقٌّ.

.تفسير الآيات (65- 66):

{قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66)}
قل يا محمد: إنما أنا مُنْذِرٌ مخوِّفٌ، مُبَلِّغٌ رسالةَ ربي، وما من إلهِ إلا الله الواحد الذي لا شريك له.

.تفسير الآيات (67- 70):

{قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70)}
أي الذي أَتَيْتُكم به من الاخبار عن القيامة والحَشْرِ، والجنة والنار، وما أخبرتكم به عن نُبُوَّتي وصِدْقي هو نبأ عظيمٌ، وأنتم أعرضْتُم عنه.
وما كان لي من عِلْم بالملأ الأعلى واختصامهم فيه لولا أَنَّ الله عَرَّفني، وإلا ما كُنْتُ عَلِمْتُه. والملأَ الأعلّى قومٌ من الملائكة في السماء العليا، واختصامهم كان في شأن آدم حيث قولوا: أتجعل فيها مَنْ يُفْسِد فيها؟
وقد ورد في الخبر: «أن جبريل سأل الرسولَ صلى الله عليه وسلم عن الاختصام فقال: لا أدري. فقال جبريل: في الكفارات والدرجات؛ فالكفارات إسباغُ الوضوء في السَّبْرَات، ونَقْل الأقدامِ إلى الجماعات، وأما الدرجات فإفشاءُ السلام، وإطعامُ الطعام، والصلاةُ بالليل والناسُ نيام»، وإنما اختلفوا في بيان الأجر وكمية الفضيلة فيها- فيجتهدون ويقولون إن هذا أفضل من هذا، ولكنهم في الأصل لا يجحدون.
وهذا إنما يُوحى إليَّ وأنا منذرمبين.

.تفسير الآية رقم (71):

{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71)}
إخباره الملائكة بذلك إنما يَدُلُّ على تفخيم شأن آدم؛ لأنه خَلَقَ ما خَلَقَ من الكونين، والجنة والنار، والعرش والكرسي، والملائكة، ولم يقل في صفة شيءٍ منها ما قال في صفة آدم وأولاده. ولم يأمر بالسجود لأَحَدٍ ولا لشيءٍ إلا لآدم، وسبحان الله! خَلَقَ أَعَزَّ خَلْقِه من أَذَلِّ شيءٍ وأَخَسِّه وهو التراب والطين.

.تفسير الآية رقم (72):

{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)}
روحُ آدم- وإنْ كانت مخلوقة- فَلَها شَرَفٌ على الأرواح لإفرادها بالذكر، فلمَّا سوَّى خَلْقَ آدم، ورَكَّبَ فيه الروح جلَّلَه بأنوار التخصيص، فوقعَتْ هيبته على الملائكة، فسجدوا لأمره، وظهرَتْ لإبليسَ شقاوتهُ، ووقع- بامتناعه- في اللعنة.

.تفسير الآيات (75- 76):

{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76)}
من هنا وقع في الغلط؛ تَوَهَّمَ أَنَّ التفضيل من حيث البنية والجوهرية، ولم يعلم أن التفضيلَ من حيث القسمة دون الخِلْقَة.
ويقال ما أودع اللَّهُ- سبحانه- عند آدم لم يوجد عند غيره، ففيه ظهرت الخصوصية.

.تفسير الآيات (77- 78):

{قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78)}
قال فاخرج من الجنة، ومن الصورة التي كنت فيها، ومن الحالة التي كنتَ عليها، {فإِنَّكَ رَجِيمٌ} مَرْمِيٌّ باللَّعنِ مني، وبالشُّهب من السماء، وبالرجوم من قلوب الأولياء إنْ تَعَرَّضْتَ لهم.

.تفسير الآيات (79- 81):

{قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81)}
من كمال شقاوته أنه جرى على لسانه، وتعلَّقت إرادتُه بسؤال إنظاره، فازداد إلى القيامة في سبب عقوبته، فأَنْظَرَهُ اللَّهُ، وأجابه، لانه بلسانه سأل تمامَ شقاوته.