فصل: سورة الفلق:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التيسير في التفسير أو التفسير الكبير المشهور بـ «تفسير القشيري»



.سورة الفلق:

.تفسير الآيات (1- 5):

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)}
قوله جل ذكره: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}.
أي امتنع واعتصم بربِّ الفَلَقَ. والفلقُ الصُّبْحُ.
ويقال: هو الخَلْقُ كلُّهم وقيل الفَلَقُ وادٍ في جهنم.
{مِن شَرِّ مَا خَلَقَ}.
أي من الشرور كلِّها.
{وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}.
قيل: الليلُ إذا دخَلَ. وفي خبرٍ، أنه صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عائشة ونَظَرَ إلى القمر فقال: «يا عائشة، تَعَوَّذِي بالله من شرِّ هذا فإنه الغاسقُ إذا وقب».
{وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ في الْعُقَدِ}.
وهن السواحر اللواتي ينفخن في عُقَد الخيط (عند الرُّقية) ويوهمنَّ إدخال الضرْرِ بذلك.
{وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.
والحَسَدُ شرُّ الأخلاق.
وفي السورة تعليمُ استدفاع الشرور من الله. ومَنْ صَحَّ توكُّلُه على الله فهو الذي صحَّ تحقُّقُه بالله، فإذا توكَّلَ لم يُوَفِّقْه اللَّهُ للتوكُّلِ إلاَّ والمعلومُ من حاله أنه يكفيه ما توكَّلَ به عليه؛ وإنَّ العبدَ به حاجةٌ إلى دَفْعِ البلاء عنه- فإن أخَذَ في التحرُّز من تدبيره وحَوْله وقُوَّته، وفَهْمِه وبصيرته في كلِّ وقتٍ استراح من تعب تردُّدِ القلبِ في التدبير، وعن قريبٍ يُرَقَّى إلى حالة الرضا.. كُفِيَ مُرَادَه أم لا. وعند ذلك الملك الأعظم، فهو بظاهره لا يفتر عن الاستعاذه، وبقلبه لا يخلو من التسليم والرضا.

.سورة الناس:

.تفسير الآيات (1- 6):

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)}
قوله جل ذكره: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} أعتصِمْ بربِّ الناسِ خالقِهِم وسيَّدِهم.
{مَلِكَ النَّاسِ} أي مالكهم جميعهم.
{إِلَهِ النَّاسِ} القادِر على إيجادهم.
{مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} من حديثِ النَّفْسِ بما هو كالصوتِ الخفيِّ.
ويقال: مِنْ شرِّ الوسواس.
ويقال: من شرِّ الوسوسة التي تكون بين الجِنَّةِ والناس.
{والخنَّاس} الذي يغيب ويخنس عن ذِكْرِ الله. وهو من أوصاف الشيطان. {الَّذِى يُوَسْوِسُ في صَدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.
قيل: {الناس} يقع لفظها على الجنِّ والإنْسِ جميعاً- كما قال تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ} [الأحقاف: 29] فسمَّاهم نفراً، وكما قال: {يعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ} [الجن: 6] فسمَّاهم رجالاً.. فعلى هذا استعاذ من الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس، والشيطانُ الذي له تسلُّطٌ على الناسِ كالوسواس؛ فللنَّفْس من قِبَلِ العبد هواجسُ، وهواجِسُ، وهواجِسُ النَّفْسِ ووساوسُ الشيطانِ يتقاربان؛ إذ إن يدعو إلى متابعة الشهوة أو الضلالة في الدين أو إلى ارتكاب المعصية، أو إلى الخصال الذميمة- فهو نتيجة الوساوس والهواجس.
وبالعلم يُمَيَّزُ الإلهام وبين الخواطِر الصحيحة وبين الوساوس.
(ومما تجب معرفته) أن الشيطان إذا دعا إلى محظورٍ فإن خالَفْتَه يَدَعْ ذلك (ثم) يدعوك إلى مععصيةٍ أخرى؛ إذ لا غََرَضَ له إلا الإقامة على دعائك (...) غير مختلفة.