فصل: تفسير الآية رقم (47):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان المشهور بـ «تفسير القرطبي»



.تفسير الآية رقم (47):

{فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ (47)}
قوله تعالى: {فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ} اسم الله تعالى و{مُخْلِفَ} مفعولا تحسب، و{رُسُلَهُ} مفعول {وَعْدِهِ} وهو على الاتساع، والمعنى: مخلف وعده رسله، قال الشاعر:
ترى الثور فيها مدخل الظل رأسه ** وسائره باد إلى الشمس أجمع

قال القتبي: هو من المقدم الذي يوضحه التأخير، والمؤخر الذي يوضحه التقديم، وسواء في قولك: مخلف وعده رسله، ومخلف رسله وعده. {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ} أي من أعدائه. ومن أسمائه المنتقم وقد بيناه في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى.

.تفسير الآيات (48- 52):

{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (49) سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (51) هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (52)}
قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} أي أذكر يوم تبدل الأرض، فتكون متعلقة بما قبله.
وقيل: هو صفة لقوله: {يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ} [إبراهيم: 41]. واختلف في كيفية تبديل الأرض، فقال كثير من الناس: إن تبدل الأرض عبارة عن تغير صفاتها، وتسوية آكامها، ونسف جبالها، ومد أرضها، ورواه ابن مسعود رضي الله عنه، خرجه ابن ماجه في سننه وذكره ابن المبارك من حديث شهر بن حوشب، قال حدثني ابن عباس قال: إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم وزيد في سعتها كذا وكذا، وذكر الحديث. وروي مرفوعا من حديث أبي هريرة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «تبدل الأرض غير الأرض فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي لا ترى فيها عوجا وأمتا ثم يزجر الله الخلق زجرة فإذا هم في الثانية في مثل مواضعهم من الأولى من كان في بطنها ففي بطنها ومن كان على ظهرها كان على ظهرها»ذكره الغزنوي. وتبديل السماء تكوير شمسها وقمرها، وتناثر نجومها، قاله ابن عباس.
وقيل: اختلاف أحوالها، فمرة كالمهل ومرة كالدهان، حكاه ابن الأنباري، وقد ذكرنا هذا الباب مبينا في كتاب التذكرة وذكرنا ما للعلماء في ذلك، وأن الصحيح إزالة هذه الأرض حسب ما ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى مسلم عن ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: كنت قائما عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاءه حبر من أحبار اليهود فقال: السلام عليك، وذكر الحديث، وفية، فقال اليهودي أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «في الظلمة دون الجسر». وذكر الحديث. وخرج عن عائشة قالت: سئل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن قوله: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ} فأين يكون الناس يومئذ؟ قال«على الصراط». خرجه ابن ماجه بإسناد مسلم سواء، وخرجه الترمذي عن عائشة وأنها هي السائلة، قال: هذا حديث حسن صحيح، فهذه الأحاديث تنص على أن السموات والأرض تبدل وتزال، ويخلق الله أرضا أخرى يكون الناس عليها بعد كونهم على الجسر. وفى صحيح مسلم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها علم لأحد».
وقال جابر: سألت أبا جعفر محمد بن على عن قول الله عز وجل: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} قال تبدل خبزة يأكل منها الخلق يوم القيامة، ثم قرأ: {وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ}.
وقال ابن مسعود: إنها تبدل بأرض غيرها بيضاء لم يعمل عليها خطيئة.
وقال ابن عباس: بأرض من فضة بيضاء.
وقال على رضي الله عنه: تبدل الأرض يومئذ من فضة والسماء من ذهب وهذا تبديل للعين، وحسبك. {وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ} أي من قبورهم، وقد تقدم. قوله تعالى: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ} وهم المشركون. {يَوْمَئِذٍ} أي يوم القيامة. {مُقَرَّنِينَ} أي مشدودين {فِي الْأَصْفادِ} وهى الأغلال والقيود واحدها صفد وصفد. ويقال: صفدته صفدا أي قيدته والاسم الصفد، فإذا أردت التكثير قلت: صفدته تصفيدا، قال عمر بن كلثوم:
فآبوا بالنهاب وبالسبايا ** وأبنا بالملوك مصفدينا

أي مقيدينا.
وقال حسان:
من كل مأسور يشد صفاده ** صقر إذا لاقى الكريهة حام

أي غله، وأصفدته إصفادا أعطيته.
وقيل: صفدته وأصفدته جاريان في القيد والإعطاء جميعا، قال النابغة:
فلم أعرض أبيت اللعن بالصفد

فالصفد العطاء، لأنه يقيد ويعبد، قال أبو الطيب:
وقيدت نفسي في ذراك محبة ** ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا

قيل: يقرن كل كافر مع شيطان في غل، بيانه قوله: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ} يعني قرناءهم من الشياطين. وقيل أنهم الكفار يجمعون في الأصفاد كما اجتمعوا في الدنيا على المعاصي. {سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ} أي قمصهم، عن ابن دريد وغيره، واحدها سربال، والفعل تسربلت وسربلت غيرى، قال كعب بن مالك:
تلقاكم عصب حول النبي لهم ** من نسج داود في الهيجا سراويل

{مِنْ قَطِرانٍ} يعني قطران الإبل الذي تهنأ به، قاله الحسن. وذلك أبلغ لاشتعال النار فيهم وفى الصحيح: إن النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب.
وروى عن حماد أنهم قالوا: هو النحاس. وقرأ عيسى بن عمر {قطران} بفتح القاف وتسكين الطاء. وفية قراءة ثالثة: كسر القاف وجزم الطاء، ومنه قول أبى النجم:
جون كأن العرق المنتوحا ** لبسه القطران والمسوحا

وقراءة رابعة: {مِنْ قَطِرانٍ} رويت عن ابن عباس وأبى هريرة وعكرمه وسعيد بن جبير ويعقوب، والقطر النحاس والصفر المذاب، ومنه قوله تعالى: {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً}. والآن: الذي قد انتهى إلى حره، ومنه قوله تعالى: {وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ}. {وَتَغْشى} أي تضرب {وُجُوهَهُمُ النَّارُ} فتغشيها. {لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ} أي بما اكتسبت. {إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ} تقدم. قوله تعالى: {هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ} أي هذا الذي أنزلنا إليك بلاغ، أي تبليغ وعظه. {وَلِيُنْذَرُوا بِهِ} أي ليخوفوا عقاب الله عز وجل، وقرى. {ولينذروا} بفتح الياء والذال، يقال: نذرت بالشيء أنذر إذا علمت به فاستعددت له، ولم يستعملوا منه مصدرا كما لم يستعملوا من عسى وليس، وكأنهم استغنوا بأن والفعل كقولك: سرني أن نذرت بالشيء.
{وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ} أي وليعلموا وحدانية الله بما أقام من الحجج والبراهين. {وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ} أي وليتعظ أصحاب العقول. وهذه اللامات في {وَلِيُنْذِرُوا} {وَلِيَعْلَمُوا} {وَلِيَذَّكَّرَ} متعلقة بمحذوف، التقدير: ولذلك أنزلناه.
وروى يمان بن رئاب أن هذه الآية نزلت في أبى بكر الصديق رضي الله عنه. وسيل بعضهم هل لكتاب الله عنوان؟ فقال: نعم، قيل: وأين هو؟ قال قوله تعالى: {هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ} إلى آخرها. تم تفسير سورة إبراهيم عليه السلام والحمد لله.

.سورة الحجر:

.تفسير الآية رقم (1):

{الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1)}
تقدم معناه. و{الْكِتابِ} قيل فيه: إنه اسم لجنس الكتب المتقدمة من التوراة والإنجيل، ثم قرنهما بالكتاب المبين.
وقيل: الكتاب هو القرآن، جمع له بين الاسمين.

.تفسير الآية رقم (2):

{رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ (2)}
{رب} لا تدخل على الفعل، فإذا لحقتها {ما} هيأتها للدخول على الفعل تقول: ربما قام زيد، وربما يقوم زيد. ويجوز أن تكون {ما} نكرة بمعنى شي، و{يَوَدُّ} صفة له، أي رب شيء يود الكافر. وقرأ نافع وعاصم {ربما} مخفف الباء. الباقون مشددة، وهما لغتان. قال أبو حاتم: أهل الحجاز يخففون ربما، قال الشاعر:
ربما ضربة بسيف صقيل ** بين بصرى وطعنة نجلاء

وتميم وقيس وربيعة يثقلونها. وحكى فيها: ربما وربما، وربتما وربتما، بتخفيف الباء وتشديدها أيضا. واصلها أن تستعمل في القليل وقد تستعمل في الكثير، أي يود الكفار في أوقات كثيرة لو كانوا مسلمين، قاله الكوفيون. ومنه قول الشاعر:
ألا ربما أهدت لك العين نظرة ** قصاراك منها أنها عنك لا تجدي

وقال بعضهم: هي للتقليل فهذا الموضع، لأنهم قالوا ذلك في بعض المواضع لا في كلها، لشغلهم بالعذاب، والله أعلم. قال: {رُبَما يَوَدُّ} وهى إنما تكون لما وقع، لأنه لصدق الوعد كأنه عيان قد كان. وخرج الطبراني أبو القاسم من حديث جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إن ناسا من أمتي يدخلون النار بذنوبهم فيكونون في النار ما شاء الله أن يكونوا ثم يعيرهم أهل الشرك فيقولون ما نرى ما كنتم تخالفونا فيه من تصديقكم وإيمانكم نفعكم فلا يبقى موحد إلا أخرجه الله من النار»- ثم قرأ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- {رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ}. قال الحسن: إذا رأى المشركون المسلمين وقد دخلوا الجنة وما رأوهم في النار تمنوا أنهم كانوا مسلمين.
وقال الضحاك: هذا التمني إنما هو عند المعاينة في الدنيا حين تبين لهم الهدى من الضلالة.
وقيل: في القيامة إذا رأوا كرامة المؤمنين وذل الكافرين.

.تفسير الآية رقم (3):

{ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3)}
فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا} تهديد لهم. {وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ} أي يشغلهم عن الطاعة. يقال: ألهاه عن كذا أي شغله. ولهى هو عن الشيء يلهى. {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}إذا رأوا القيامة وذاقوا وبال ما صنعوا. وهذه الآية منسوخة بالسيف.
الثانية: في مسند البزار عن أنس قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أربعة من الشقاء جمود العين وقساوة القلب وطول الأمل والحرص على الدنيا». وطول الأمل داء عضال ومرض مزمن، ومتى تمكن من القلب فسد مزاجه واشتد علاجه، ولم يفارقه داء ولا نجع فيه دواء، بل أعيا الأطباء ويئس من برئه الحكماء والعلماء. وحقيقة الأمل: الحرص على الدنيا والانكباب عليها، والحب لها والاعراض عن الآخرة.
وروى عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «نجا أول هذه الامة باليقين والزهد ويهلك آخرها بالبخل والأمل». ويروى عن أبى الدرداء رضى الله أنه قام على درج مسجد دمشق فقال: يأهل دمشق، ألا تسمعون من أخ لكم ناصح؟ إن من كان قبلكم كانوا يجمعون كثيرا ويبنون مشيدا ويأملون بعيدا، فأصبح جمعهم بورا وبنيانهم قبورا وأملهم غرورا. هذه عاد قد ملأت البلاد أهلا ومالا وخيلا ورجالا، فمن يشترى منى اليوم تركتهم بدرهمين! وأنشد:
يا ذا المؤمل آمالا وإن بعدت ** منه ويزعم أن يحظى بأقصاها

أنى تفوز بما ترجوه ويك وما ** أصبحت في ثقة من نيل أدناها

وقال الحسن: ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل. وصدق رضي الله عنه! فالامل يكسل عن العمل ويورث التراخي والتواني، ويعقب التشاغل والتقاعس، ويخلد إلى الأرض ويميل إلى الهوى. وهذا أمر قد شوهد بالعيان فلا يحتاج إلى بيان ولا يطلب صاحبه ببرهان، كما أن قصر الأمل يبعث على العمل، ويحيل على المبادرة، ويحث على المسابقة.

.تفسير الآية رقم (4):

{وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ (4)}
أي أجل مؤقت كتب لهم في اللوح المحفوظ.

.تفسير الآية رقم (5):

{ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (5)}
{مِنْ} صلة، كقولك: ما جاءني من أحد. أي لا تتجاوز أجلها فتزيد عليه، ولا تتقدم قبله. ونظيره قوله تعالى: {فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}.

.تفسير الآيات (6- 7):

{وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7)}
قاله كفار قريش لمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على وجهة الاستهزاء، ثم طلبوا منه إتيان الملائكة دلالة على صدقه. و{لَوْ ما} تحضيض على الفعل كلولا وهلا.
وقال الفراء: الميم في {لَوْ ما} بدل من اللام في لولا. ومثله استولى على الشيء واستومى عليه، ومثله خالمته وخاللته، فهو خلمى وخلى، أي صديقي. وعلى هذا يجوز {لَوْ ما} بمعنى الخبر، تقول: لوما زيد لضرب عمرو. قال الكسائي: لولا ولوما سواء في الخبر والاستفهام. قال ابن مقبل:
لوما الحياء ولوما الدين عبتكما ** ببعض ما فيكما إذ عبتما عوري

يريد لولا الحياء. وحكى النحاس لوما ولولا وهلا واحد. وأنشد أهل اللغة على ذلك:
تعدون عقر النيب أفضل مجدكم ** بنى ضوطرى لولا الكمي المقنعا

أي هلا تعدون الكمي المقنعا.