فصل: تفسير الآية رقم (40):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان المشهور بـ «تفسير القرطبي»



.تفسير الآية رقم (40):

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40)}
قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} ابتداء وخبر. وعاد الكلام إلى الاحتجاج على المشركين وأنه الخالق الرازق المميت المحيي. ثم قال على جهة الاستفهام: {هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ} لا يفعل. ثم نزه نفسه عن الأنداد والأضداد والصاحبة والأولاد بقوله الحق: {سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ} وأضاف الشركاء إليهم لأنهم كانوا يسمونهم بالآلهة والشركاء، ويجعلون لهم من أموالهم.

.تفسير الآية رقم (41):

{ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)}
قوله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} اختلف العلماء في معنى الفساد والبر والبحر، فقال قتادة والسدي: الفساد الشرك، وهو أعظم الفساد.
وقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد: فساد البر قتل ابن آدم أخاه، قابيل قتل هابيل.
وفي البحر بالملك الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا.
وقيل: الفساد القحط وقلة النبات وذهاب البركة. ونحوه قال ابن عباس قال: هو نقصان البركة بأعمال العباد كي يتوبوا. قال النحاس: وهو أحسن ما قيل في الآية. وعنه أيضا: أن الفساد في البحر انقطاع صيده بذنوب بني آدم.
وقال عطية: فإذا قل المطر قل الغوص عنده، وأخفق الصيادون، وعميت دواب البحر.
وقال ابن عباس: إذا مطرت السماء تفتحت الأصداف في البحر، فما وقع فيها من السماء فهو لؤلؤ.
وقيل: الفساد كساد الأسعار وقلة المعاش.
وقيل: الفساد المعاصي وقطع السبيل والظلم، أي صار هذا العمل مانعا من الزرع والعمارات والتجارات، والمعنى كله متقارب. والبر والبحر هما المعروفان المشهوران في اللغة وعند الناس، لا ما قاله بعض العباد: أن البر اللسان، والبحر القلب، لظهور ما على اللسان وخفاء ما في القلب.
وقيل: البر: الفيافي، والبحر: القرى، قاله عكرمة. والعرب تسمى الأمصار البحار.
وقال قتادة: البر أهل العمود، والبحر أهل القرى والريف.
وقال ابن عباس: إن البر ما كان من المدن والقرى على غير نهر، والبحر ما كان على شط نهر، وقاله مجاهد، قال: أما والله ما هو بحركم هذا، ولكن كل قرية على ماء جار فهي بحر.
وقال معناه النحاس، قال: في معناه قولان: أحدهما: ظهر الجذب في البر، أي في البوادي وقراها، وفي البحر أي في مدن البحر، مثل: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82]. أي ظهر قلة الغيث وغلاء السعر. {بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ} أي عقاب بعض {الَّذِي عَمِلُوا} ثم حذف. والقول الآخر- أنه ظهرت المعاصي من قطع السبيل والظلم، فهذا هو الفساد على الحقيقة، والأول مجاز إلا أنه على الجواب الثاني، فيكون في الكلام حذف واختصار دل عليه ما بعده، ويكون المعنى: ظهرت المعاصي في البر والبحر فحبس الله عنهما الغيث وأغلى سعرهم ليذيقهم عقاب بعض الذي عملوا. {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} لعلهم يتوبون. وقال: {بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} لان معظم الجزاء في الآخرة. والقراءة {لِيُذِيقَهُمْ} بالياء. وقرأ ابن عباس بالنون، وهي قراءة السلمي وابن محيصن وقنبل ويعقوب على التعظيم، أي نذيقهم عقوبة بعض ما عملوا.

.تفسير الآية رقم (42):

{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42)}
قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ} أي قل لهم يا محمد سيروا في الأرض ليعتبروا بمن قبلهم، وينظروا كيف كان عاقبة من كذب الرسل {كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ} أي كافرين فأهلكوا.

.تفسير الآية رقم (43):

{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43)}
قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ} قال الزجاج: أي أقم قصدك، واجعل جهتك اتباع الدين القيم، يعني الإسلام.
وقيل: المعنى أوضح الحق وبالغ في الاعذار، واشتغل بما أنت فيه ولا تحزن عليهم. {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ} أي لا يرده الله عنهم، فإذا لم يرده لم يتهيأ لاحد دفعه. ويجوز عند غير سيبويه {لا مرد له} وذلك عند سيبويه بعيد، إلا أن يكون في الكلام عطف. والمراد يوم القيامة. {يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} قال ابن عباس: معناه يتفرقون.
وقال الشاعر:
وكنا كندماني جذيمة حقبة ** من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

أي لن يتفرقا، نظيره قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ} [الروم: 14] {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}. والأصل يتصدعون، ويقال: تصدع القوم إذا تفرقوا، ومنه اشتق الصداع، لأنه يفرق شعب الرأس.

.تفسير الآية رقم (44):

{مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44)}
قوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ} أي جزاء كفره. {وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} أي يوطئون لأنفسهم في الآخرة فراشا ومسكنا وقرارا بالعمل الصالح، ومنه: مهد الصبي. والمهاد الفراش، وقد مهدت الفراش مهدا: بسطته ووطأته. وتمهيد الأمور: تسويتها وإصلاحها. وتمهيد العذر: بسطه وقبوله. والتمهد: التمكن.
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد {فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} قال: في القبر.

.تفسير الآية رقم (45):

{لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (45)}
قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا} أي يمهدون لأنفسهم ليجزيهم الله من فضله. وقيل يصدعون ليجزيهم الله، أي ليميز الكافر من المسلم. {إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ}.

.تفسير الآية رقم (46):

{وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)}
قوله تعالى: {وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ} أي ومن أعلام كمال قدرته إرسال الرياح مبشرات أي بالمطر لأنها تتقدمه. وقد مضى في الحجر بيانه. {وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ} يعني الغيث والخصب. {وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ} أي في البحر عند هبوبها. وإنما زاد {بِأَمْرِهِ} لان الرياح قد تهب ولا تكون مؤاتية، فلا بد من إرساء السفن والاحتيال بحبسها، وربما عصفت فأغرقتها بأمره. {وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} يعني الرزق بالتجارة {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} هذه النعم بالتوحيد والطاعة. وقد مضى هذا كله مبينا.

.تفسير الآية رقم (47):

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)}
قوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ} أي المعجزات والحجج النيراتَ {انْتَقَمْنا} أي فكفروا فانتقمنا ممن كفر. {كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}
{حقًّا} نصب على خبر كان، و{صْرُ} اسمها. وكان أبو بكر يقف على {حقًّا} أي وكان عقابنا حقا، ثم قال: {علَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} ابتداء وخبر، أي أخبر بأنه لا يخلف الميعاد، ولا خلف في خبرنا. وروي من حديث أبي الدرداء قال سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «ما من مسلم يذب عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله تعالى أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة» ثم تلا- {كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}. ذكره النحاس والثعلبي والزمخشري وغيرهم.

.تفسير الآيات (48- 49):

{اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49)}
قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ} قرأ ابن محيصن وابن كثير وحمزة والكسائي: {الريح} بالتوحيد. والباقون بالجمع. قال أبو عمرو: وكل ما كان بمعنى الرحمة فهو جمع، وما كان بمعنى العذاب فهو موحد. وقد مضى في البقرة معنى هذه الآية وفي غيرها. {كِسَفاً} جمع كسفة وهي القطعة.
وفي قراءة الحسن وأبي جعفر وعبد الرحمن الأعرج وابن عامر {كسفا} بإسكان السين، وهي أيضا جمع كسفة، كما يقال: سدرة وسدر، وعلى هذه القراءة يكون المضمر الذي بعده عائدا عليه، أي فترى الودق أي المطر يخرج من خلال الكسف، لان كل جمع بينه وبين واحده الهاء لا غير فالتذكير فيه حسن. ومن قرأ: {كِسَفاً} فالمضمر عنده عائد على السحاب.
وفي قراءة الضحاك وأبي العالية وابن عباس: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ} ويجوز أن يكون خلل جمع خلال. {فَإِذا أَصابَ بِهِ} أي بالمطر. {مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} يفرحون بنزول المطر عليهم. {وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ} أي يائسين مكتئبين قد ظهر الحزن عليهم لاحتباس المطر عنهم. و{مِنْ قَبْلِهِ} تكرير عند الأخفش معناه التأكيد، وأكثر النحويين على هذا القول، قاله النحاس.
وقال قطرب: إن {قَبْلِ} الأولى للإنزال والثانية للمطر، أي وإن كانوا من قبل التنزيل من قبل المطر.
وقيل: المعنى من قبل تنزيل الغيث عليهم من قبل الزرع، ودل على الزرع المطر إذ بسببه يكون. ودل عليه أيضا {فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا} على ما يأتي.
وقيل: المعنى من قبل السحاب من قبل رؤيته، واختار هذا القول النحاس أي من قبل رؤية السحاب {لَمُبْلِسِينَ} أي ليائسين. وقد تقدم ذكر السحاب.

.تفسير الآية رقم (50):

{فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)}
قوله تعالى: {فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ} يعني المطر، أي انظروا نظر استبصار واستدلال، أي استدلوا بذلك على أن من قدر عليه قادر على إحياء الموتى. وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي: {آثارِ} بالجمع. الباقون بالتوحيد، لأنه مضاف إلى مفرد. والأثر فاعل {يُحْيِ} ويجوز أن يكون الفاعل اسم الله عز وجل. ومن قرأ: {آثارِ} بالجمع فلان {رَحْمَتِ اللَّهِ} يجوز أن يراد بها الكثرة، كما قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها} [إبراهيم: 34]. وقرأ الجحدري وأبو حيوة وغيرهما: {كيف تحيي الأرض} بتاء، ذهب بالتأنيث إلى لفظ الرحمة، لان أثر الرحمة يقوم مقامها فكأنه هو الرحمة، أي كيف تحيي الرحمة الأرض أو الآثار. و{يُحْيِ} أي يحيي الله عز وجل أو المطر أو الأثر فيمن قرأ بالياء. و{كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ} في موضع نصب على الحال على الحمل على المعنى لان اللفظ لفظ الاستفهام والحال خبر، والتقدير: فانظر إلى أثر رحمة الله محيية للأرض بعد موتها. {إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} استدلال بالشاهد على الغائب.

.تفسير الآية رقم (51):

{وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51)}
قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا} يعني الريح، والريح يجوز تذكيره. قال محمد بن يزيد: لا يمتنع تذكير كل مؤنث غير حقيقي، نحو أعجبني الدار وشبهه.
وقيل: فرأوا السحاب.
وقال ابن عباس: الزرع، وهو الأثر، والمعنى: فرأوا الأثر مصفرا، واصفرار الزرع بعد اخضراره يدل على يبسه، وكذا السحاب يدل على أنه لا يمطر، والريح على أنها لا تلقح {لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ} أي ليظلن، وحسن وقوع الماضي في موضع المستقبل لما في الكلام من معنى المجازاة، والمجازاة لا تكون إلا بالمستقبل، قاله الخليل وغيره.