فصل: تفسير الآية رقم (16):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان المشهور بـ «تفسير القرطبي»



.تفسير الآية رقم (16):

{قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (16)}
قوله تعالى: {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ} أي من حضر أجله مات أو قتل، فلا ينفع الفرار. {وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا} أي في الدنيا بعد الفرار إلى أن تنقضي آجالكم، وكل ما هو آت فقريب.
وروى الساجي عن يعقوب الحضرمي {وإذا لا يمتعون} بياء.
وفي بعض الروايات {وإذا لا تمتعوا} نصب بـ {إِذاً} والرفع بمعنى ولا تمتعون. و{إِذاً} ملغاة، ويجوز إعمالها. فهذا حكمها إذا كان قبلها الواو والفاء. فإذا كانت مبتدأة نصبت بها فقلت: إذا أكرمك.

.تفسير الآية رقم (17):

{قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (17)}
قوله تعالى: {قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ} أي يمنعكم منه. {إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً} أي هلاكا. {أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً} أي خيرا ونصرا وعافية. {وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً} أي لا قريبا ينفعهم ولا ناصرا ينصرهم.

.تفسير الآية رقم (18):

{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (18)}
قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ} أي المعترضين منكم لان يصدوا الناس عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو مشتق من عاقني عن كذا أي صرفني عنه. وعوق، على التكثير {وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا} على لغة أهل الحجاز. وغيرهم يقولون: {هلموا} للجماعة، وهلمي للمرأة، لان الأصل: {ها} التي للتنبيه ضمت إليها {لم} ثم حذفت الالف استخفافا وبنيت على الفتح. ولم يجز فيها الكسر ولا الضم لأنها لا تنصرف. ومعنى {هلم} أقبل، وهؤلاء طائفتان، أي منكم من يثبط ويعوق. والعوق المنع والصرف، يقال: عاقه يعوقه عوقا، وعوقه واعتاقه بمعنى واحد. قال مقاتل: هم عبد الله بن أبي وأصحابه المنافقون.
{وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ} فيهم ثلاثة أقوال: أحدها: أنهم المنافقون، قالوا للمسلمين: ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس، وهو هالك ومن معه، فهلم إلينا.
الثاني: أنهم اليهود من بني قريظة، قالوا لإخوانهم من المنافقين: هلم إلينا، أي تعالوا إلينا وفارقوا محمدا فإنه هالك، وإن أبا سفيان إن ظفر لم يبق منكم أحدا. والثالث: ما حكاه ابن زيد: أن رجلا من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الرماح والسيوف، فقال أخوه- وكان من أمه وأبيه-: هلم إلي، قد تبع بك وبصاحبك، أي قد أحيط بك وبصاحبك. فقال له: كذبت، والله لأخبرنه بأمرك، وذهب إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليخبره، فوجده قد نزل عليه جبريل عليه السلام بقوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا}. ذكره الماوردي والثعلبي أيضا. ولفظه: قال ابن زيد هذا يوم الأحزاب، انطلق رجل من عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوجد أخاه بين يديه رغيف وشواء ونبيذ، فقال له: أنت في هذا ونحن بين الرماح والسيوف؟ فقال: هلم إلى هذا فقد تبع لك ولأصحابك، والذي تحلف به لا يستقل بها محمد أبدا. فقال: كذبت. فذهب إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخبره فوجده قد نزل عليه جبريل بهذه الآية. {وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا} خوفا من الموت.
وقيل: لا يحضرون القتال إلا رياء وسمعة.

.تفسير الآية رقم (19):

{أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (19)}
قوله تعالى: {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ} أي بخلاء عليكم، أي بالحفر في الخندق والنفقة في سبيل الله، قاله مجاهد وقتادة.
وقيل: بالقتال معكم وقيل: بالنفقة على فقرائكم ومساكينكم.
وقيل: أشحة بالغنائم إذا أصابوها، قاله السدي. وانتصب على الحال. قال الزجاج: ونصبه عند الفراء من أربع جهات: إحداها: أن يكون على الذم، ويجوز أن يكون عنده نصبا بمعنى يعوقون أشحة. ويجوز أن يكون التقدير: والقائلين أشحة. ويجوز عنده {وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا} أَشِحَّةً، أي أنهم يأتونه أشحة على الفقراء بالغنيمة. النحاس: ولا يجوز أن يكون العامل فيه {الْمُعَوِّقِينَ} ولا {الْقائِلِينَ}، لئلا يفرق بين الصلة والموصول. ابن الأنباري: {إِلَّا قَلِيلًا} غير تام، لان {أَشِحَّةً} متعلق بالأول، فهو ينتصب من أربعة أوجه: أحدها: أن تنصبه على القطع من {الْمُعَوِّقِينَ} كأنه قال: قد يعلم الله الذين يعوقون عن القتال ويشحون عن الإنفاق على فقراء المسلمين. ويجوز أن يكون منصوبا على القطع من {الْقائِلِينَ} أي وهم أشحة. ويجوز أن تنصبه على القطع مما في {يَأْتُونَ}، كأنه قال: ولا يأتون البأس إلا جبناء بخلاء. ويجوز أن تنصب {أشحة} على الذم. فمن هذا الوجه الرابع يحسن أن تقف على قوله: {إِلَّا قَلِيلًا}. {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ} وقف حسن. ومثله {أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ} حال من المضمر في {سلقوكم} وهو العامل فيه. {فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ} وصفهم بالجبن، وكذا سبيل الجبان ينظر يمينا وشمالا محددا بصره، وربما غشي عليه. وفي {الْخَوْفُ} وجهان: أحدهما: من قتال العدو إذا أقبل، قاله السدي.
الثاني: الخوف من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا غلب، قاله ابن شجرة. {رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ} خوفا من القتال على القول الأول. ومن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الثاني. {تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ} لذهاب عقولهم حتى لا يصح منهم النظر إلى جهة.
وقيل: لشدة خوفهم حذرا أن يأتيهم القتل من كل جهة. {فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ} وحكى الفراء {صلقوكم} بالصاد. وخطيب مسلاق ومصلاق إذا كان بليغا. واصل الصلق الصوت، ومنه قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لعن الله الصالقة والحالقة والشاقة». قال الأعشى:
فيهم المجد والسماحة والنجـ ** ـده فيهم والخاطب السلاق

قال قتادة: ومعناه بسطوا ألسنتهم فيكم في وقت قسمة الغنيمة، يقولون: أعطنا أعطنا، فإنا قد شهدنا معكم. فعند الغنيمة أشح قوم وأبسطهم لسانا، ووقت البأس أجبن قوم وأخوفهم. قال النحاس: هذا قول حسن، لان بعده {أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ}.
وقيل: المعنى بالغوا في مخاصمتكم والاحتجاج عليكم.
وقال القتبي: المعنى آذوكم بالكلام الشديد. السلق: الأذى. ومنه قول الشاعر:
ولقد سلقنا هوازنا ** بنواهل حتى انحنينا

{أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ} أي على الغنيمة، قاله يحيى بن سلام.
وقيل: على المال أن ينفقوه في سبيل الله، قاله السدي. {أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا} يعني بقلوبهم وإن كان ظاهرهم الايمان، والمنافق كافر على الحقيقة لوصف الله عز وجل لهم بالكفر. {فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ} أي لم يثبهم عليها، إذا لم يقصدوا وجه الله تعالى بها. {وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً} يحتمل وجهين: أحدهما- وكان نفاقهم على الله هينا.
الثاني- وكان إحباط عملهم على الله هينا.

.تفسير الآية رقم (20):

{يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً (20)}
قوله تعالى: {يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا} أي لجبنهم، يظنون الأحزاب لم ينصرفوا وكانوا انصرفوا ولكنهم لم يتباعدوا في السير. {وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ} أي وإن يرجع الأحزاب إليهم للقتال. {يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ} تمنوا أن يكونوا مع الاعراب حذرا من القتل وتربصا للدوائر. وقرأ طلحة بن مصرف {لو أنهم بدى في الاعراب}، يقال: باد وبدى، مثل غاز وغزى. ويمد مثل صائم وصوام. بدا فلان يبدو إذا خرج إلى البادية. وهي البداوة والبداوة، بالكسر والفتح. واصل الكلمة من البدو وهو الظهور. {يَسْئَلُونَ} وقرأ يعقوب في رواية رويس {يتساءلون عن أنبائكم} أي عن أخبار النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يتحدثون: أما هلك محمد وأصحابه! أما غلب أبو سفيان وأحزابه! أي يودوا لو أنهم بادون سائلون عن أنبائكم من غير مشاهدة القتال لفرط جبنهم.
وقيل: أي هم أبدا لجبنهم يسألون عن أخبار المؤمنين، وهل أصيبوا.
وقيل: كان منهم في أطراف المدينة من لم يحضر الخندق، جعلوا يسألون عن أخباركم ويتمنون هزيمة المسلمين. {وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا} أي رميا بالنبل والحجارة على طريق الرياء والسمعة، ولو كان ذلك لله لكان قليله كثيرا.

.تفسير الآية رقم (21):

{لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)}
فيه مسألتان. الأولى: قوله تعالى: {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} هذا عتاب للمتخلفين عن القتال، أي كان لكم قدوة في النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث بذل نفسه لنصرة دين الله في خروجه إلى الخندق. والأسوة القدوة. وقرأ عاصم {أُسْوَةٌ} بضم الهمزة. الباقون بالكسر، وهما لغتان. والجمع فيهما واحد عند الفراء. والعلة عنده في الضم على لغة من كسر في الواحدة: الفرق بين ذوات الواو وذوات الياء، فيقولون كسوة وكسا، ولحية ولحى. الجوهري: والأسوة والأسوة بالضم والكسر لغتان. والجمع أسى واسى.
وروى عقبة ابن حسان الهجري عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} قال: في جوع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكره الخطيب أبو بكر أحمد وقال: تفرد به عقبة بن حسان عن مالك، ولم أكتبه إلا بهذا الاسناد.
الثانية: قوله تعالى: {أُسْوَةٌ} الأسوة القدوة. والأسوة ما يتأسى به، أي يتعزى به. فيقتدي به في جميع أفعاله ويتعزى به في جميع أحواله، فلقد شج وجهه، وكسرت رباعيته، وقتل عمه حمزة، وجاع بطنه، ولم يلف إلا صابرا محتسبا، وشاكرا راضيا. وعن أنس ابن مالك عن أبي طلحة قال: «شكونا إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجوع ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر، فرفع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن حجرين». خرجه أبو عيسى الترمذي وقال فيه: حديث غريب.
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما شج: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» وقد تقدم. {لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} قال سعيد بن جبير: المعنى لمن كان يرجو لقاء الله بإيمانه ويصدق بالبعث الذي فيه جزاء الافعال.
وقيل: أي لمن كان يرجو ثواب الله في اليوم الآخر. ولا يجوز عند الحذاق من النحويين أن يكتب {يَرْجُوا} إلا بغير ألف إذا كان لواحد، لان العلة التي في الجمع ليست في الواحد. وذكر الله كثيرا خوفا من عقابه ورجاء لثوابه.
وقيل: إن {لِمَنْ} بدل من قوله: {لَكُمْ} ولا يجيزه البصريون، لان الغائب لا يبدل من المخاطب، وإنما اللام من {لِمَنْ} متعلقة بـ {حَسَنَةٌ}، و{أُسْوَةٌ} اسم {كانَ} و{لَكُمْ} الخبر. واختلف فيمن أريد بهذا الخطاب على قو لين: أحدهما- المنافقون، عطفا على ما تقدم من خطابهم.
الثاني- المؤمنون، لقوله: {لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} واختلف في هذه الأسوة بالرسول عليه السلام هل هي على الإيجاب أو على الاستحباب على قو لين:
أحدهما- على الإيجاب حتى يقوم دليل على الاستحباب.
الثاني- على الاستحباب حتى يقوم دليل على الإيجاب. ويحتمل أن يحمل على الإيجاب في أمور الدين وعلى الاستحباب في أمور الدنيا.