فصل: تفسير الآيات (29- 33):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان المشهور بـ «تفسير القرطبي»



.تفسير الآيات (29- 33):

{يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جاءَنا قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلاَّ ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشادِ (29) وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ (31) وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (33)}
قوله تعالى. {يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} هذا من قول مؤمن آل فرعون، وفي قوله: {يا قَوْمِ} دليل على أنه قبطي، ولذلك أضافهم إلى نفسه فقال: {يا قَوْمِ} ليكونوا أقرب إلى قبول وعظه {لَكُمُ الْمُلْكُ} فاشكروا الله على ذلك. {ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ} أي غالبين وهو نصب على الحال أي في حال ظهوركم. والمراد بالأرض أرض مصر في قول السدي وغيره، كقوله: {وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ} [يوسف: 21] أي في أرض مصر. {فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جاءَنا} أي من عذاب الله تحذيرا لهم من نقمه إن كان موسى صادقا، فذكر وحذر فعلم فرعون ظهور حجته فقال: {ما أُرِيكُمْ إِلَّا ما أَرى}. قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ما أشير عليكم إلا ما أرى لنفسي. {وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ} في تكذيب موسى والإيمان بي. قوله تعالى: {وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ} زادهم في الوعظ {إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ} يعني أيام العذاب التي عذب فيها المتحزبون على الأنبياء المذكورين فيما بعد. قوله تعالى: {يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ} زاد في الوعظ والتخويف وأفصح عن إيمانه، إما مستسلما موطنا نفسه على القتل، أو واثقا بأنهم لا يقصدونه بسوء، وقد وقاه الله شرهم بقوله الحق {فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا}. وقراءة العامة {التَّنادِ} بتخفيف الدال وهو يوم القيامة، قال أمية بن أبي الصلت:
وبث الخلق فيها إذ دحاها ** فهم سكانها حتى التناد

سمي بذلك لمناداة الناس بعضهم بعضا، فينادي أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم، وينادي أصحاب الجنة أصحاب النار: {أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا} وينادي أصحاب النار أصحاب الجنة: {أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ} وينادي المنادى أيضا بالشقوة والسعادة: ألا إن فلان بن فلان قد شقي شقاوة لا يسعد بعدها أبدا، ألا إن فلان بن فلان قد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا. وهذا عند وزن الأعمال. وتنادي الملائكة أصحاب الجنة: {أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 43] وينادى حين يذبح الموت: يا أهل الجنة خلود لا موت ويا أهل النار خلود لا موت. وينادي كل قوم بإمامهم إلى غير ذلك من النداء. وقرأ الحسن وابن السميقع ويعقوب وابن كثير ومجاهد: {التناد} بإثبات الياء في الوصل والوقف على الأصل. وقرأ ابن عباس والضحاك وعكرمة {يَوْمَ التَّنادِ} بتشديد الدال. قال بعض أهل العربية: هذا لحن، لأنه من ند يند إذا مر على وجهه هاربا، كما قال الشاعر:
وبرك هجود قد أثارت مخافتي ** نواديها أسعى بعضب مجرد

قال: فلا معنى لهذا في القيامة. قال أبو جعفر النحاس: وهذا غلط والقراءة بها حسنة على معنى يوم التنافر. قال الضحاك: ذلك إذا سمعوا زفير جهنم ندوا هربا، فلا يأتون قطرا من أقطار الأرض إلا وجدوا صفوفا من الملائكة، فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه، فذلك قوله: {يَوْمَ التَّنادِ}. وقوله: {يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} [الرحمن: 33] الآية. وقوله: {وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها} [الحاقة: 17] ذكره ابن المبارك بمعناه. قال: وأخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثنا عبد الجبار بن عبيد الله بن سلمان في قوله تعالى: {إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ} ثم تستجيب لهم أعينهم بالدمع فيبكون حتى ينفد الدمع، ثم تستجيب لهم أعينهم بالدم فيبكون حتى ينفد الدم، ثم تستجيب لهم أعينهم بالقيح. قال: يرسل عليهم من الله أمر فيولون مدبرين، ثم تستجيب لهم أعينهم بالقيح، فيبكون حتى ينفد القيح فتغور أعينهم كالخرق في الطين.
وقيل: إن هذا يكون عند نفخ إسرافيل عليه السلام في الصور نفخة الفزع. ذكره علي بن معبد والطبري وغيرهما من حديث أبي هريرة، وفية فتكون الأرض كالسفينة في البحر تضربها الأمواج فيميد الناس على ظهرها وتذهل المراضع وتضع الحوامل ما في بطونها وتشيب الولدان وتتطاير الشياطين هاربة فتلقاها الملائكة تضرب وجوهها ويولي الناس مدبرين ينادي بعضهم بعضا وهي التي يقول الله تعالى: {يَوْمَ التَّنادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ} الحديث بكماله. وقد ذكرناه في كتاب التذكرة وتكلمنا عليه هناك. وروي عن علي ابن نصر عن أبي عمرو إسكان الدال من {التناد} في الوصل خاصة.
وروى أبو معمر عن عبد الوارث زيادة الياء في الوصل خاصة وهو مذهب ورش. والمشهور عن أبي عمرو حذفها في الحالين. وكذلك قرأ سائر السبعة سوى ورش على ما ذكرنا عنه وسوى ابن كثير على ما تقدم.
وقيل: سمي يوم القيامة يوم التناد، لأن الكافر ينادي فيه بالويل والثبور والحسرة. قاله ابن جريج.
وقيل: فيه إضمار أي إني أخاف عليكم عذاب يوم التناد، فالله أعلم. {يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ} على البدل من {يَوْمَ التَّنادِ} {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ} أي من خلق الله في قلبه الضلال فلا هادي له.
وفي قائله قولان: أحدهما موسى.
الثاني مؤمن آل فرعون وهو الأظهر. والله أعلم.

.تفسير الآيات (34- 35):

{وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ (34) الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ} قيل: إن هذا من قول موسى.
وقيل: هو من تمام وعظ مؤمن آل فرعون، ذكرهم قديم عتوهم على الأنبياء، وأراد يوسف بن يعقوب جاءهم بالبينات {أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف: 39] قال ابن جريج: هو يوسف بن يعقوب بعثه الله تعالى رسولا إلى القبط بعد موت الملك من قبل موسى بالبينات وهي الرؤيا.
وقال ابن عباس: هو يوسف بن إفرائيم بن يوسف بن يعقوب أقام فيهم نبيا عشرين سنة.
وحكى النقاش عن الضحاك: أن الله تعالى بعث إليهم رسولا من الجن يقال له يوسف.
وقال وهب بن منبه: إن فرعون موسى هو فرعون يوسف عمر. وغيره يقول: هو آخر. النحاس: وليس في الآية ما يدل على أنه هو، لأنه إذا أتى بالبينات نبي لمن معه ولمن بعده فقد جاءهم جميعا بها وعليهم أن يصدقوه بها. {فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ} أي أسلافكم كانوا في شك. {حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا} أي من يدعي الرسالة {كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ} أي مثل ذلك الضلال {يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ} مشرك {مُرْتابٌ} شاك في وحدانية الله تعالى. قوله تعالى: {الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ} أي في حججه الظاهرة {بِغَيْرِ سُلْطانٍ} أي بغير حجة وبرهان و{الَّذِينَ} في موضع نصب على البدل من {من} وقال الزجاج: أي كذلك يضل الله الذين يجادلون في آيات الله ف {الَّذِينَ} نصب. قال: ويجوز أن يكون رفعا على معنى هم الذين أو على الابتداء والخبر {كَبُرَ مَقْتاً}. ثم قيل: هذا من كلام مؤمن آل فرعون.
وقيل: ابتداء خطاب من الله تعالى. {مَقْتاً} على البيان أي {كَبُرَ} جدالهم {مَقْتاً}، كقوله: {كَبُرَتْ كَلِمَةً} [الكهف: 5] ومقت الله تعالى ذمه لهم ولعنه إياهم وإحلال العذاب بهم. {كَذلِكَ} أي كما طبع الله على قلوب هؤلاء المجادلين فكذلك {يَطْبَعُ اللَّهُ} أي يختم {عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} حتى لا يعقل الرشاد ولا يقبل الحق. وقراءة العامة {عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ} بإضافة قلب إلى المتكبر واختاره أبو حاتم وأبو عبيد.
وفي الكلام حذف والمعنى: {كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ} على كل {مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} فحذف {كُلِّ} الثانية لتقدم ما يدل عليها. وإذا لم يقدر حذف {كُلِّ} لم يستقم المعنى، لأنه يصير معناه أنه يطبع على جميع قلبه وليس المعنى عليه. وإنما المعنى أنه يطبع على قلوب المتكبرين الجبارين قلبا قلبا. ومما يدل على حذف {كُلِّ} قول أبي دواد:
أكل امرئ تحسبين امرأ ** ونار توقد بالليل نارا

يريد وكل نار.
وفي قراءة ابن مسعود {على قلب كل متكبر} فهذه قراءة على التفسير والإضافة. وقرأ أبو عمرو وابن محيصن وابن ذكوان عن أهل الشام {قَلْبِ} منون على أن {مُتَكَبِّرٍ} نعت للقلب فكني بالقلب عن الجملة، لأن القلب هو الذي يتكبر وسائر الأعضاء تبع له، ولهذا قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» ويجوز أن يكون على حذف المضاف، أي على كل ذي قلب متكبر، تجعل الصفة لصاحب القلب.

.تفسير الآيات (36- 37):

{وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (36) أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبابٍ (37)}
قوله تعالى: {وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً} لما قال مؤمن آل فرعون ما قال، وخاف فرعون أن يتمكن كلام هذا المؤمن في قلوب القوم، أوهم أنه يمتحن ما جاء به موسى من التوحيد، فإن بان له صوابه لم يخفه عنهم، وإن لم يصح ثبتهم على دينهم، فأمر وزيره هامان ببناء الصرح. وقد مضى في القصص ذكره. {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ} {أَسْبابَ السَّماواتِ} بدل من الأول. وأسباب السماء أبوابها في قول قتادة والزهري والسدي والأخفش، وأنشد:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ** ولو رام أسباب السماء بسلم

وقال أبو صالح: أسباب السموات طرقها.
وقيل: الأمور التي تستمسك بها السموات. وكرر أسباب تفخيما، لأن الشيء إذا أبهم ثم أوضح كان تفخيما لشأنه. والله أعلم. {فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى} فأنظر إليه نظر مشرف عليه. توهم أنه جسم تحويه الأماكن. وكان فرعون يدعي الألوهية ويرى تحقيقها بالجلوس في مكان مشرف. وقراءة العامة {فَأَطَّلِعَ} بالرفع نسقا على قوله: {أَبْلُغُ} وقرأ الأعرج والسلمى وعيسى وحفص {فَأَطَّلِعَ} بالنصب، قال أبو عبيدة: على جواب {لعل} بالفاء. النحاس: ومعنى النصب خلاف معنى الرفع، لأن معنى النصب متى بلغت الأسباب اطلعت. ومعنى الرفع {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ} ثم لعلي أطلع بعد ذلك، إلا أن ثم أشد تراخيا من الفاء. {وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً} أي وإني لأظن موسى كاذبا في ادعائه إلها دوني، وإنما أفعل ما أفعل لإزاحة العلة. وهذا يوجب شك فرعون في أمر الله.
وقيل: إن الظن بمعنى اليقين أي وأنا أتيقن أنه كاذب وإنما أقول ما أقول لإزالة الشبهة عمن لا أتيقن ما أتيقنه. قوله تعالى: {وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ} أي الشرك والتكذيب. {وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ} قراءة الكوفيين {وصد} على ما لم يسم فاعله وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم، ويجوز على هذه القراءة {وصد} بكسر الصاد نقلت كسرة الدال عل الصاد، وهي قراءة يحيى بن وثاب وعلقمة. وقرأ ابن أبي إسحاق وعبد الرحمن بن بكرة {وصد عن السبيل} بالرفع والتنوين. الباقون {وصد} بفتح الصاد والدال. أي صد فرعون الناس عن السبيل. {وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ} أي في خسران وضلال، ومنه: {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] وقوله: {وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} [هود: 101] وفي موضع {غَيْرَ تَخْسِيرٍ} [هود: 63] فهد الله صرحه وغرقه هو وقومه على ما تقدم.