فصل: إعراب الآية رقم (30):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (30):

{وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ قالَ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30)}.
الإعراب:
الواو عاطفة- أو استئنافية- (لو ترى إذ وقفوا) مثل السابقة، (على رب) جار ومجرور متعلق ب (وقفوا)، و(هم) ضمير مضاف إليه (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله الهمزة للاستفهام التوبيخي (ليس) فعل ماض ناقص جامد (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ رفع اسم ليس الباء حرف جر زائد (الحق) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس (قالوا) مرّ إعرابها، (بلى) حرف جواب لا محلّ له الواو واو القسم (ربّ) مجرور بالواو متعلق بفعل أقسم مقدّرا و(نا) ضمير مضاف إليه (قال) مثل الأول الفاء رابطة لجواب شرط مقدر (ذوقوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب الباء حرف جر للسببية (ما) حرف مصدري، (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون... و(تم) ضمير اسم كان في محلّ رفع (تكفرون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
والمصدر المؤول (ما كنتم...) في محلّ جر بالباء متعلق ب (ذوقوا).
جملة (ترى....) لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى الأولى.... أو استئنافية.
وجملة (وقفوا....) في محلّ جر مضاف إليه... وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيما.
وجملة (قال....) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (أليس هذا بالحق) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (قالوا....) لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة نقسم بربنا لا محلّ لها اعتراضية... وجملة الجواب المقدرة بعد القسم هي مقول القول.
وجملة (قال...) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (ذوقوا...) جواب شرط مقدر أي إن كنتم كفرتم في الدنيا فذوقوا والشرط والجواب هو مقول القول.
وجملة (كنتم تكفرون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفي أو الاسمي.
وجملة (تكفرون) في محلّ نصب خبر كنتم.
البلاغة:
1- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: (فَذُوقُوا الْعَذابَ) حيث أستعير الذوق لما سيلاقونه من العذاب.
2- التمثيل: أي قوله تعالى: (وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ) تمثيل لحبسهم للسؤال والتوبيخ أو كناية عنه عند من لم يشترط فيها إمكان الحقيقة.
الفوائد:
1- قسم النحاة أحرف الجر إلى ثلاثة أقسام:
أصلي وزائد وشبيه بالزائد..
وقد أوضحوا الفوارق بين هذه الزمر الثلاث بما يلي:
أولا: الأصلي يحتاج إلى تعليق ولا يستغنى عنه لا معنى ولا اعرابا نحو: (قرأت في الكتاب).
الثاني: الزائد وهو ما لا يستغنى عنه إعرابا ولا يحتاج إلى تعليق كذلك لا يستغنى عنه في المعنى، لأنه إنما جيء به لتوكيد مضمون الكلام نحو: (ما جاءنا من أحد) وليس سعيد بمسافر.
الثالث: الشبيه بالزائد وهو لا يستغنى عنه لفظا ولا معنى غير أنه لا يحتاج إلى تعلق.
وهو خمسة أحرف: ربّ وخلا وعدا وحاشى ولعلّ.
وهو شبيه بالزائد من جهة لأنه لا يحتاج إلى متعلق، وشبيه بالأصلي من جهة ثانية، حيث أنه لا يستغنى عنه لفظا ولا معنى.

.إعراب الآية رقم (31):

{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (31)}.
الإعراب:
(قد) حرف تحقيق (خسر) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (كذّبوا) فعل ماض وفاعله (بلقاء) جار ومجرور متعلق ب (كذّبوا)، (الله) مضاف إليه مجرور (حتى إذا جاءتهم الساعة) مثل نظيرها المتقدمة، (بغتة) مصدر في موضع الحال أي مباغتة، (قالوا) مثل كذّبوا (يا) أداة نداء وتحسّر (حسرتنا) منادى مضاف منصوب. ونا ضمير مضاف إليه (على) حرف جر (ما) حرف مصدري، (فرّطنا) فعل ماض مبني على السكون... (ونا) فاعل (في) حرف جر و(ها) ضمير في محلّ جر متعلق ب (فرط).
والمصدر المؤول (ما فرّطنا) في محلّ جر متعلق بالحسرة. الواو حالية (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (يحملون) مثل تكفرون مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (على ظهور) جار ومجرور متعلق ب (يحملون)، و(هم) ضمير مضاف إليه (ألا) أداة تنبيه (ساء) فعل ماض لإنشاء الذم (ما) نكرة موصوفة في محلّ رفع فاعل ساء، (يزرون) مثل يحملون... والمخصوص بالذم محذوف تقديره حملهم ذاك.
وجملة (قد خسر الذين....) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (كذّبوا....) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (جاءتهم الساعة) في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة (قالوا....) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (التحسر: يا حسرتنا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (فرّطنا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) أو الاسمي.
وجملة (هم يحملون...) في محلّ نصب حال من فاعل قالوا.
وجملة (يحملون....) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
وجملة (ساء ما يزرون) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (يزرون) في محلّ رفع نعت ل (ما).
الصرف:
(لقاء)، مصدر سماعي لفعل (لاقى) الرباعي، وزنه فعال بكسر الفاء، وفي الكلمة إبدال حرف العلة الياء همزة لمجيئها متطرفة بعد ألف ساكنة، والأصل لقاي.
(الساعة)، اسم جامد بمعنى الوقت، ويستعار للقيامة، وزنه فعلة بفتح الفاء وسكون العين وألفه منقلبة عن واو... ساع يسوع الرجل انتقل من ساعة إلى ساعة، جمعها ساعات وساع.
(بغتة)، مصدر بغت يبغت باب فتح وزنه فعلة، وثمة مصدر آخر هو البغت أي مفاجأة الشيء بسرعة من غير اعتداد له ولا جعل بال منه، فلو استشعر الإنسان به ثم جاء بسرعة لا يقال فيه بغتة.
(حسرة)، مصدر سماعي لفعل حسر يحسر باب فرح، وزنه فعلة بفتح فسكون، وثمة مصدر آخر للفعل هو حسر بفتحتين. وحسر تلهف.
(أوزار)، جمع وزر بكسر الواو كحمل وأحمال، فعله وزر يزر باب ضرب.
(يزرون)، فيه إعلال بالحذف لأنه معتل مثال حذفت فاؤه في المضارع، وزنه يعلون.
البلاغة:
1- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ) فلقاء اللّه تعالى استعارة تمثيلية عن البعث، فقد شبه البعث بلقاء اللّه ثم حذف المشبه وأبقى المشبه به.
2- الاستعارة التمثيلية التصريحية: في قوله تعالى: (وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ) أي يحملون ذنوبهم وخطاياهم وجعل الذنوب والآثام محمولة على الظهر من باب الاستعارة التمثيلية التصريحية، فقد شبه الذنوب بالأوزار الثقيلة، ثم حذف المشبه وأبقى المشبه به. والمراد بيان سوء حالهم وشدة ما يجدونه من المشقة والآلام.
3- المقارنة في الآية الكريمة: فقد اقترن ضربان من فنون البديع في الكلام وهما التنكيت والمبالغة، فإن لقائل أن يقول: ما النكتة التي رجحت اختصاص الظهور بالحمل دون الرؤوس؟ والجواب أن النكتة في ذلك الإشارة إلى ثقل الأوزار، لأن الظهور أحمل للنقل من الرؤوس، وما يلزم من ذكر الظهور من عجز الرؤوس عن حمل هذه الأوزار من المبالغة في ثقلها مقترن بالتنكيت.
الفوائد:
- ألا: هي أحد أحرف التحضيض والتنديم وقد أوضح بعض النحاة الفرق بين التحضيض والتنديم فقالوا: إذا دخلت إحدى هذه الأدوات (هلّا وألّا ولوما وألا) على المضارع فهي للحض على العمل وترك التهاون به نحو: (هلا يرتدع فلان عن غيّه) وإن دخلت على الماضي كانت للتنديم فهي تجعل الفاعل يندم على فوات الأمر وعلى التهاون به نحو: (هلّا اجتهدت) وقوله تعالى: (أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ).

.إعراب الآية رقم (32):

{وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (32)}.
الإعراب:
الواو استئنافية (ما) نافية مهملة (الحياة) مبتدأ مرفوع (الدنيا) نعت للحياة مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (إلا) أداة حصر (لعب) خبر مرفوع الواو عاطفة (لهو) معطوف على لعب مرفوع الواو عاطفة اللام للابتداء تفيد التوكيد (الدار) مبتدأ مرفوع (الآخرة) نعت للدار مرفوع (خير) خبر مرفوع اللام حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بخير (يتقون) مثل يحملون، الهمزة للاستفهام الفاء استئنافية (لا) نافية (تعقلون) مثل يحملون.
جملة (ما الحياة..) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (للدار الآخرة...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة (يتقون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (تعقلون) لا محلّ لها استئنافية.
الصرف:
(لعب)، مصدر سماعي لفعل يلعب باب فرح، وزنه فعل بفتح فكسر، وثمة مصادر أخرى للفعل هي لعب بفتح اللام وكسرها مع سكون العين، وتلعاب بفتح التاء.
(لهو) مصدر سماعي لفعل لها يلهو باب نصع، وزنه فعل بفتح فسكون.
1- التشبيه البليغ: في قوله تعالى: (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) والمراد ما أعمال الحياة الدنيا المختصة بها إلا كاللعب واللهو في عدم النفع والثبات، فالكلام من التشبيه البليغ ولو لم يقدر مضاف، وجعلت الدنيا نفسها لعبا ولهوا مبالغة كما في قوله:
إنما هي إقبال وإدبار

.إعراب الآيات (33- 35):

{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ (35)}.
الإعراب:
(قد) حرف تحقيق وتأكيد (نعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (إن) حرف مشبه بالفعل والهاء ضمير الشأن اسم إن اللام المزحلقة للتوكيد (يحزن) مثل نعلم والكاف ضمير مفعول به (الذي) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (يقولون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون... والواو فاعل والعائد محذوف أي يقولونه الفاء للتعليل، لأن القول السابق يفيد النهي أي لا تحزن (إنهم) مثل إنّه، والضمير يعود إلى الفاعل يقولون (لا) نافية (يكذبون) مثل يقولون والكاف ضمير مفعول به الواو عاطفة (لكن) حرف مشبه بالفعل للاستدراك (الظالمين) اسم لكنّ منصوب وعلامة النصب الياء (بآيات) جار ومجرور متعلق بفعل يجحدون (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (يجحدون) مثل يقولون.
جملة (قد نعلم...) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (إنّه ليحزنك) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي نعلم، وقد علّق الفعل بسبب دخول لام الابتداء الظاهرة في خبر إنّ.
وجملة (يحزنك..) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة (يقولون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة (إنّهم لا يكذبونك) لا محلّ لها تعليلية.
وجملة (لا يكذبونك) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة (لكنّ الظالمين...) لا محلّ لها معطوفة على التعليلية.
وجملة (يجحدون) في محلّ رفع خبر لكن.
(34) الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (كذّبت) فعل ماض مبني للمجهول التاء للتأنيث، (رسل) نائب فاعل مرفوع (من قبل) جار ومجرور متعلق ب (كذبت)، والكاف ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة (صبروا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل (على) حرف جر (ما) حرف مصدري (كذّبوا) ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل الواو عاطفة (أوذوا) مثل كذّبوا...
والمصدر المؤول (ما كذّبوا) في محلّ جر متعلق ب (صبروا).
(حتى) حرف غاية وجر (أتى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر و(هم) ضمير مفعول به (نصر) فاعل مرفوع و(نا) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤول (أن أتاهم نصرنا) في محلّ جر ب (حتى) متعلق ب (صبروا).
الواو عاطفة (لا) نافية للجنس (مبدل) اسم لا مبني على الفتح في محلّ نصب (لكلمات) جار ومجرور متعلق بمبدل (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور، وخبر لا محذوف تقديره موجود الواو عاطفة- أو استئنافية- اللام واقعة في جواب قسم مقدر (قد) مثل الأول (جاءك) مثل أتاهم... والفاعل محذوف دل عليه لفظ الرسل والتقدير: جاءك الخبر (من نبأ) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل جاء، أي جاءك الخبر كائنا من نبأ الرسل (المرسلين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء.
وجملة (قد كذبت رسل...) لا محلّ لها جواب قسم مقدر...
وجملة القسم المقدرة معطوفة على جملة الاستئناف في الآية السابقة.
وجملة (صبروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة (كذبوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما).
وجملة (أوذوا....) لا محلّ لها معطوفة على جملة صبروا.
وجملة (أتاهم نصرنا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (لا مبدل لكلمات الله) لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدرة.
وجملة (جاءك من نبأ....) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر... وجملة القسم المقدرة معطوفة على جملة القسم الأولى... أو استئنافية.
(35) الواو عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص مبني في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير الشأن مستتر، (كبر) فعل ماض (على) حرف جر والكاف ضمير في محلّ جر متعلق ب (كبر)، (إعراض) فاعل كبر مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه الفاء رابطة لجواب الشرط (إن) مثل الأول (استطاع) فعل ماض مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط التاء ضمير في محلّ رفع فاعل (أن) حرف مصدري ونصب (تبتغي) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (نفقا) مفعول به منصوب (في الأرض) جار ومجرور متعلق ب (تبتغي)، (أو) حرف عطف (سلّما) معطوف على (نفقا) منصوب (في السماء) مثل في الأرض.
والمصدر المؤول (أن تبتغي) في محلّ نصب مفعول به عامله استطعت.
الفاء عاطفة (تأتي) مثل تبتغي ومعطوف عليه (هم) ضمير مفعول به (بآية) جار ومجرور متعلق بفعل تأتيهم. الواو عاطفة (لو) شرط غير جازم (شاء) مثل كبر (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع اللام واقعة في جواب لو (جمع) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (على الهدى) جار ومجرور متعلق ب (جمعهم) وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تكوننّ) مضارع مبني على الفتح في محلّ جزم والنون نون التوكيد، واسمها ضمير مستتر تقديره أنت (من الجاهلين) جار ومجرور متعلق بخبر تكونن، وعلامة الجر الياء.
وجملة (كان كبر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قد نعلم.
وجملة (كبر... إعراضهم) في محلّ نصب خبر كان.
وجملة (استطعت...) في محلّ جزم جواب الشرط (إن كان).
وجملة (تبتغي...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (تأتيهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة تبتغي.
وجملة (لو شاء الله) لا محلّ لها معطوفة على جملة كان كبر.
وجملة (جمعهم...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (تكوننّ...) جواب شرط مقدّر أي: إن عرفت إرادة الله بعدم هدايتهم فلا تكونن...
الصرف:
(أوذوا)، فيه إعلال بالقلب، قلبت الألف بعد الهمزة إلى واو لمجيئها ساكنة بعد ضم- لمناسبة البناء للمجهول-. وفيه أيضا إعلال بالحذف، أصله أوذيوا بضم الياء، استثقلت الضمة على الياء فسكنت ونقلت الحركة إلى الذال، فلما سكنت الياء مع واو الجماعة الساكنة حذفت الياء... وزنه فوعوا.
(أتاهم)، فيه إعلال بالقلب أصله أتي بتحريك الياء بالفتح، فلما جاءت الياء متحركة بعد فتح قلبت ألفا.
(نصر) مصدر سماعي لفعل نصر ينصر الباب الأول، وزنه فعل بفتح فسكون.
(مبدّل)، اسم فاعل من (بدّل) الرباعي وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين المشددة.
(المرسلين)، جمع المرسل، اسم مفعول من (أرسل) الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وفتح العين.
(نفقا)، اسم جامد بمعنى سرب في الأرض له مخرج إلى مكان معهود، وفعله نفق ينفق، الباب الأول والباب الرابع، وزنه فعل بفتحتين.
(سلّما)، اسم جامد لما يرقى عليه من خشب أو حجر أو مدر، يذكر ويؤنث، جمعه سلالم، وسلاليم، وزنه فعّل بضم الفاء وفتح العين المشددة.
البلاغة:
1- استعارة أحد الضدين للآخر: في قوله تعالى: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ).
فكلمة قد لتأكيد العلم بما ذكر المفيد لتأكيد الوعيد كما في قوله تعالى: (قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) بإخراجه إلى معنى التكثير. جريا على سنن العرب عن قصد الإفراط في التكثير تقول لبعض قواد العساكر كم عندك من الفرسان فيقول رب فارس عندي يريد بذلك التمادي في تكثير فرسانه ولكنه يروم إظهار براءته عن التزيد وإبراز أنه يقلل كثير ما عنده فضلا عن تكثير القليل وعليه قوله عز وجل، (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) وهذه طريقة إنما تسلك عند كون الأمر من الوضوح بحيث لا تحول حوله شائبة ريب حقيقة.
2- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى: (وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) أي ولكنهم بآياته تعالى يكذبون، فوضع المظهر موضع المضمر تسجيلا عليهم بالرسوخ في الظلم الذي جحودهم هذا فن من فنونه.
3- الالتفات البديع: من ضمير الغيبة إلى ضمير المتكلم في قوله تعالى: (حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا) للإشارة إلى الاعتناء بشأن النصر، ولو جرى الكلام على نسقه لقيل: نصره.
الفوائد:
1- من لطائف هذه اللغة وعوامل حيويتها أننا نجد للحرف الواحد من حروف المعاني عدة دلالات أو عدة معان يمكن التعبير بالحرف الواحد عنها وموضوع هذه اللطيفة من لطائف اللغة اللام ولها ستة معان نجتزئ لك تسميتها خشية الاطالة: وهي لام الجر، ولام الأمر، ولام الابتداء، ولام البعد، ولام الجواب، واللام الموطئة للقسم.
وقد وردت لام الابتداء في هذه الآية بموضعين هما: وللدار الآخرة، و(إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ) فقد تزحلقت لوجود إن في أول الكلام.
2- من النحاة من يرى أن لام الابتداء عند ما تدخل على الفعل الماضي هي لام القسم، وأن القسم محذوف، وقد جاء جوابه مصحوبا باللام. مثال ذلك، (لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ) وقوله تعالى: (لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) الآية.
3- للام الابتداء فائدتان:
الأولى: توكيد مضمون الجملة المثبتة ولذا تسمى (لام التوكيد) وسميت لام الابتداء لأنها في الأصل تدخل على المبتدأ أو لأنها تقع في ابتداء الكلام.
الثانية: تخليصها الخبر للحال لذا كان المضارع بعدها خالصا للزمان الحاضر بعد أن كان محتملا للحال والاستقبال.