فصل: إعراب الآية رقم (149):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (149):

{قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (149)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر، والفاعل أنت الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (الحجّة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (البالغة) نعت للحجّة مرفوع الفاء عاطفة (لو شاء) مرّ إعرابها، اللام واقعة في جواب لو (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أجمعين) توكيد للضمير المخاطب في (هداكم)، منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة (قل....): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (للّه الحجّة...): في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن لم تكن لكم حجّة فلله الحجّة.... وجملة الشرط مع جوابها في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (لو شاء....): في محلّ نصب معطوفة على جملة الشرط مقول القول.
وجملة (هداكم...): لا محلّ لها جواب الشرط لو.
الصرف:
(البالغة)، مؤنّث البالغ، اسم فاعل من الثلاثيّ بلغ، وزنه فاعلة.
الفوائد:
1- يؤكّد بكلمة أجمعين وجمعاء وأجمع وجمع إما مفردة أو بعد لفظ كلّ ولا تثنى هذه الألفاظ للاستغناء بلفظتي كلا وكلتا عن تثنيتها.
يقول ابن مالك: في هذا الصدد:
وبعد كلّ أكّدوا بأجمعا ** جمعاء أجمعين ثم جمعا

ودون كل قد يجيء أجمع ** جمعا أجمعون ثم جمع

.إعراب الآية رقم (150):

{قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هذا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150)}.
الإعراب:
(قل) مثل المتقدّم، (هلمّ) اسم فعل أمر بمعنى أحضروا، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم (شهداء) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لشهداء (يشهدون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (حرّم) فعل ماض، والفاعل هو (ها) حرف للتنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه حرّم...) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (يشهدون).
الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (شهدوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط... والواو فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) جازمة ناهية (تشهد) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تشهد)، و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (لا تتّبع) مثل لا تشهد (أهواء) مفعول به منصوب (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (كذّبوا) مثل شهدوا ولا محلّ له (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا)، و(نا) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (الذين) موصول معطوف على الأول في محلّ جرّ (لا) حرف نفي (يؤمنون) مثل يشهدون (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمنون)، الواو عاطفة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (بربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعدلون)، و(هم) ضمير متّصل مضاف إليه (يعدلون) مثل يشهدون.
جملة (قل...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (سلّم شهداءكم): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (يشهدون): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (حرّم هذا): في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة (إن شهدوا...): لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة (لا تشهد...): في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (لا تتّبع): في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة (كذّبوا...): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة (لا يؤمنون...): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة (هم... يعدلون): لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة لا يؤمنون.
وجملة (يعدلون): في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
الصرف:
(هلمّ)، اسم فعل أمر، هو بصيغة واحدة على لغة الحجازيين، أمّا على لغة تميم فتلحقه الضمائر هلما، وهلموا، وهلمّي... والميم مفتوحة على اللغتين في إسناد الاسم لضمير الواحد المذكّر (هلمّ).
البلاغة:
1- وضع المظهر موضع المضمر: في قوله تعالى: (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) للدلالة على أن من كذب بآيات الله تعالى وعدل به غيره فهو متبع للهوى لا غير وأن من اتبع الحجة لا يكون إلا مصدقا بها.
2- قوله تعالى: (فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ) أي فلا تصدقهم فإنه كذب بحت، وبين لهم فساده لأن تسليمه منهم موافقة لهم في الشهادة الباطلة والسكوت قد يشعر بالرضى، وإرادة هذا المعنى من (لا تشهد) إما على سبيل الاستعارة التبعية أو المجاز المرسل من ذكر اللازم وإرادة الملزوم لأن الشهادة من لوازم التسليم.
الفوائد:
2- هلمّ تكون لازمة ومتعدية، وهي من أسماء الأفعال. وفي استعمالها رأيان: الأول، وهو الأرجح: أنها لا تصرف ويستوي فيها الواحد والاثنان والجمع والتذكير والتأنيث.
والثاني: أنها تصرّف فتكون فعلا وتلحقها الضمائر فيقال هلما وهلموا وهلمي وهلممن... إلخ وقد تلحقها نون التوكيد الثقيلة فيقال: هلمّن يا رجل وهلمّن يا امرأة... إلخ.

.إعراب الآية رقم (151):

{قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)}.
الإعراب:
(قل) تقدّم إعرابه، (تعالوا) فعل أمر جامد مبنيّ على ما يلفظ به آخره، والواو ضمير في محلّ رفع فاعل (أتل) مضارع مجزوم جواب الطلب وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (حرّم) فعل ماض (ربّ) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حرّم).
(أن) حرف تفسير، (لا) ناهية جازمة (تشركوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تشركوا)، (شيئا) مفعول به منصوب، الواو عاطفة (بالوالدين) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أوصيكم، (إحسانا) مفعول به للفعل المقدّر منصوب، الواو عاطفة (لا تقتلوا) مثل لا تشركوا (أولاد) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (من إملاق) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقتلوا) و(من) سببيّة (نحن) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (نرزق) مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم الواو عاطفة (إيّاهم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب معطوفة على الضمير المتّصل في (نرزقكم)، الواو عاطفة (لا تقربوا الفواحش) مثل لا تقتلوا أولادكم (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب بدل من الفواحش بدل اشتمال (ظهر) فعل ماض والفاعل هو (من) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من ضمير الفاعل الواو عاطفة (ما بطن) مثل ما ظهر ومعطوف عليه الواو عاطفة (ولا تقتلوا النفس) مثل لا تقتلوا أولادكم (التي) موصول في محلّ نصب نعت للنفس (حرّم) مثل الأول (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إلّا) أداة حصر (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الفاعل في (تقتلوا) أي: لا تقتلوها إلّا متلبسين بالحقّ، (ذلكم) إشارة في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة الى المذكور من الأمور الخمسة. واللام للبعد والكاف للخطاب (وصّى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (به) مثل الأول متعلّق ب (وصّاكم)، (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي- ناسخ- و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تعقلون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة (قل...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (تعالوا...): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (أتل...): جواب شرط مقدر أي: إن تأتوا أتل.
وجملة (حرّم ربّكم....): لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة (لا تشركوا...): لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة (أوصيكم) بالوالدين): لا محلّ لها معطوفة على التفسيرية.
وجملة (لا تقتلوا...): لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة (نحن نرزقكم): لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة (نرزقكم...): في محلّ رفع خبر نحن.
وجملة (لا تقربوا....): لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة (ظهر....): لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة (بطن...): لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة (لا تقتلوا (الثانية): لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة (حرّم اللّه): لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة (ذلكم وصّاكم): لا محلّ لها اعتراضية.
وجملة (وصّاكم به): في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم).
وجملة (لعلّكم تعقلون): لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة (تعقلون): في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(أتل)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله أتلو، وزنه أفع بضمّ العين.
(إملاق)، مصدر قياسي لفعل أملق الرباعيّ، وزنه إفعال بكسر الهمزة.
البلاغة:
1- فن التوهيم: في قوله تعالى: (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) وهو أن يأتي المتكلم بكلمة يوهم ما بعدها من الكلام أن المتكلم أراد تصحيفها، وهو يريد غير ذلك. فإن ظاهر الكلام في الآية الكريمة يدل على تحريم نفي الشرك، وملزومه تحليل الشرك، وهذا محال، وخلاف المعنى المراد، والتأويل الذي يحل الإشكال هو أن الوصايا المذكورة في سياق الآية ما حرّم عليهم وما هم مأمورون به، فإن الشرك بالله، وقتل النفس المحرمة، وأكل مال اليتيم، مما حرّم ظاهرا وباطنا، ووفاء الكيل والميزان بالقسط والعدل في القول، فضلا عن الفعل والوفاء بالعهد واتباع الصراط المستقيم من الأفعال المأمور بها أمر وجوب، ولو جاء الكلام بغير (لا) لا نبتر واختل وفسد معناه، فإنه يصير المعنى حرّم عليكم الشرك، والإحسان للوالدين، وهذا ضد المعنى المراد.
ولهذا جاءت الزيادة التي أوهم ظاهرها فساد المعنى ليلجأ إلى التأويل الذي يصح به عطف بقية الوصايا على ما تقدم.
1- فن التغاير: في قوله تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ) وحدّه تغاير المذهبين إما في المعنى الواحد بحيث يمدح إنسان شيئا أو يذمه، أو يذم ما مدحه غيره، وبالعكس، ويفضل شيئا على شيء، ثم يعود فيجعل المفضول فاضلا. ومن التغاير تغاير المعنى لمغايرة اللفظ، وهذا الذي نحن بصدده في هذه الآية الكريمة، والكلام في الآية غير قوله في هذا المعنى في بني إسرائيل: (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) فالخطاب في كل آية لصنف وليس خطابا واحدا فالمخاطب بقوله سبحانه (مِنْ إِمْلاقٍ) من ابتلي بالفقر وبقوله تعالى: (خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) من لا فقر له ولكن يخشى وقوعه في المستقبل، ولهذا قدم رزقهم هاهنا في قوله عز وجل (نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ).
الفوائد:
1- هذه الآية مسوقة لبيان المحرمات من الأفعال كما أن الآية السابقة بيّنت المحرمات من الأطعمة فقد تضمنت هذه الآية تحريم الشرك بالله، والإساءة إلى الوالدين، وقتل الأولاد بسبب الفقر، وتعاطي الفواحش الظاهرة والخفية، ثم قتل النفس بدون سبب يبيح القتل وكل ذلك مفصل وموضح في كتب الفقه والتفسير..