فصل: إعراب الآية رقم (7):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (7):

{صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)}.
الإعراب:
(صراط) بدل من صراط الأول تبعه في النصب، وعلامة نصبه الفتحة. (الذين) اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف اليه. (أنعمت) فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. (عليهم)، (على) حرف جر والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر ب (على) متعلق ب (أنعمت)، والميم حرف لجمع الذكور (غير) بدل من اسم الموصول (الذين) تبعه في الجر. (المغضوب) مضاف إليه مجرور (عليهم) كالأول في محل رفع نائب فاعل للمغضوب، الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (الضالّين) معطوف على (غير) مجرور مثله وعلامة الجر الياء لأنه جمع مذكر سالم.
وجملة: أنعمت عليهم... لا محل لها صلة الموصول.
الصرف:
(المغضوب)، اسم مفعول من غضب باب فرح، وزنه مفعول.
(الضالّين)، جمع الضال وهو اسم فاعل من ضلّ يضلّ باب ضرب وزنه فاعل، وأدغمت عين الكلمة في لامه لأنهما الحرف ذاته.
(غير) اسم مفرد مذكّر دائما، قد يكون نعتا وقد يكون أداة استثناء..
فاذا أريد به مؤنث جاز تأنيث فعله المسند إليه. تقول: قامت غير هند وتعني بذلك امرأة.. وهو ملازم للإضافة لفظا وتقديرا. فإدخال الألف واللام عليه خطأ.
البلاغة:
1- التفسير بعد الإبهام: في هذه الآية الكريمة حيث وضح بأن الطريق المستقيم بيانه وتفسيره: صراط المسلمين، ليكون ذلك شهادة لصراط المسلمين بالاستقامة على أبلغ وجه كما تقول: هل أدلك على أكرم الناس وأفضلهم؟ فلان، فيكون ذلك أبلغ في وصفه بالكرم والفضل من قولك: هل أدلك على فلان الأكرم الأفضل لأنك ثنيت ذكره مجملا أولا ومفصلا ثانيا. وأوقعت فلانا تفسيرا وإيضاحا للأكرم الأفضل فجعلته علما في الكرم والفضل.
2- التسجيع: في الرحيم والمستقيم، وفي نستعين والضالين. والتسجيع هو اتفاق الكلمتين في الوزن والرّوي.
3- ولو نلاحظ ما فائدة دخول (لا) في قوله تعالى: (وَلَا الضَّالِّينَ) مع أن الكلام بدونها كاف في المقصود، وذلك لتأكيد النفي المفاد من (غير).
4- الاستهلال:
لقد استهل اللّه سبحانه وتعالى القرآن بالفاتحة، والاستهلال فن من أرق فنون البلاغة وأرشقها، وحدّه: أن يبتدئ المتكلم كلامه بما يشير إلى الغرض المقصود من غير تصريح بل بإشارة لطيفه.
5- العدول عن اسناد الغضب إليه تعالى كالإنعام. جرى على منهاج الآداب التنزيليه في نسبة النعم والخيرات إليه عز وجل دون أضدادها كما في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}.

.سورة البقرة:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.

.إعراب الآية رقم (1):

{الم (1)}.
الإعراب:
حروف مقطّعة لا محل لها من الإعراب. وهذا اعتمادا على أصح الأقوال وأسهلها وأبعدها عن التأويل.
البلاغة:
- إن هذه الأحرف في أوائل السور من المتشابه الذي استأثر اللّه بعلمه وهي سرّ القرآن، وفائدة ذكرها طلب الإيمان بها.
وإن تسميتها حروفا مجاز، وإنما هي أسماء مسمياتها الحروف المبسوطة.
الفوائد:
- هذه السورة من أوائل ما نزل من السور بعد الهجرة. وليس المقصود نزولها بتمامها، وإنما المقصود نزول أولها، إذ المعول في الترتيب الزمني لنزول السور بنزول أوائلها.
- تفتتح السورة بتقرير مقومات الايمان الواردة في قوله تعالى: (من الآية 1 إلى 5) (الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ. أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
- ثمة آراء متعددة حول المقصود بهذه الأحرف الواردة في أوائل السور.
ونذكر على سبيل المثال الرأي القائل بأن ورود هذه الأحرف ضرب من الإعجاز يحمل في طياته نوعا من الجرس الموسيقي الذي يتناسق مع موسيقا آيات السورة بكاملها. ونضيف إلى ذلك احتمال أن اللّه يذكرنا بهذه الأحرف الهجائية والتي تتكون منها الكلمات وهذه بدورها تحمل إلينا رسالة القرآن ورسالة الحرف والكلمة التي امتاز بها الإنسان عن سائر مخلوقات اللّه من الحيوان. قال الزمخشري الحروف في أوائل السور أربعة عشر حرفا نصف أحرف الهجاء وهي مشتملة على أصناف أجناس الحروف كالمهموسة والمجهورة إلخ فسبحان من دقّق حكمته.

.إعراب الآية رقم (2):

{ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2)}.
الإعراب:
(ذا) اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب. (الكتاب) بدل من (ذا)، أو عطف بيان تبعه في الرفع (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (في) حرف جر والهاء ضمير متصل مبني في محل جر ب (في) متعلق بمحذوف خبر لا. (هدى) خبر ثان للمبتدأ (ذا) مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدّرة على الألف منع من ظهورها التعذّر (للمتقين) جار ومجرور متعلّق ب (هدى)، أو بمحذوف نعت له، وعلامة الجر الياء لأنّه جمع مذكّر سالم.
وجملة: (ذلك الكتاب..) لا محل لها ابتدائية.
وجملة: (لا ريب فيه..) في محل رفع خبر المبتدأ (ذا).
الصرف:
(ذا) اسم للإشارة، والألف من أصل الاسم، وفيه حذف بعض حروفه لأن تصغيره ذيّا، فوزنه فع بفتح فسكون، وألفه منقلبة عن ياء- كما يقول ابن يعيش- قالوا: أصله ذيّ زنة حيّ، ثم حذفت لام الكلمة فبقي ذي، ساكن الياء، ثم قلبت الياء ألفا حتى لا يشابه الأدوات كي، أي.
(الكتاب)، اسم جامد يدل على القرآن الكريم، والأصل في اللفظ أخذه من المصدر الكتابة.
(ريب)، مصدر راب يريب باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
(هدى)، مصدر سماعي لفعل (هدى) باب ضرب. وفي الكلمة إعلال بالقلب، أصله هدي بياء في آخره، لأنك تقول هديت، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا فأعلّت في المصدر كما أعلّت في الفعل.
(المتقين)، اسم فاعل مفرده المتّقى، من فعل اتّقى الخماسيّ، على وزن مضارعه بابدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر.
وفي (المتقين) إعلال بالحذف، حذفت الياء الأولى بعد الجمع بسبب التقاء الساكنين، وزنه مفتعين. وفي (المتقين) إبدال- كما في فعله- فالفعل (اتّقى) الذي مجرّده (وقى) قلبت فيه فاء الكلمة- وهي الواو- إلى تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، وهذا مطّرد في كل من الواو والياء إذا جاءتا قبل تاء الافتعال حيث تقلبان تاء في الأفعال ومشتقاتها. وما جرى من إبدال في الفعل جرى في اسم الفاعل (المتقين).
البلاغة:
1- التقديم: فقد قدم (الريب) على الجار والمجرور لأنه أولى بالذكر ولم يقل سبحانه وتعالى: (لا فيه ريب) على حد (لا فِيها غَوْلٌ) لأن تقديم الجار والمجرور يشعر بما يبعد عن المراد وهو أن كتابا غيره فيه الريب كما قصد في الآية تفضيل خمر الجنة على خمور الدنيا بأنها لا تغتال العقول كما تغتالها فليس فيها ما في غيرها من العيب.
2- وضع المصدر (هدى) موضع الوصف المشتق الذي هو هاد وذلك أوغل في التعبير عن ديمومته واستمراره.
3- فإن قلت: كيف قال: (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) وفيه تحصيل حاصل، لأن المتقين مهتدون؟
قلت: إنما صاروا متقين باستفادتهم الهدى من الكتاب، أو المراد بالهدى الثبات والدوام عليه. أو أراد الفريقين واقتصر على المتقين، لأنهم الفائزون بمنافع الكتاب، وللإيجاز كما في قوله تعالى: (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) أي والبرد فحذف الثاني للإيجاز.
الفوائد:
- فائدة إملائية: كثير من الكلمات في القرآن الكريم احتفظت برسمها كما رسمت من أيام عثمان مثل: الكتب، الصلوة، رزقهم، الحيوة على حين أنها تغيرت في الكتابة المدرسية ونحن نعلم أن أبا الأسود الدؤلي بدأ في وضع علامات الإعراب، والحجاج بن يوسف الثقفي قام بتنقيط الأحرف الهجائية ولم نعلم من التاريخ متى حصل تطوير الكتابة العربية حيث أصبحت مغايرة لكتابة ورسم الكلمات في المصحف.
- الاسم الثلاثي المعتل الآخر والفعل الثلاثي المعتل الآخر مثل هدى وغزا إذا كان أصل الألف ياء رسمت بالياء وإن كانت واوا كتبت ألفا وهذا يقودنا إلى وجوب معرفة أصل حرف العلة واوا أو ياء. ولمعرفة ذلك ثلاث وسائل:
الأولى: أن نحول الفعل إلى مضارعه.
الثانية: أن نسند ماضيه إلى تاء الفاعل.
الثالثة: أن نعيده إلى مصدره. مثل رمى يرمي رميت رميا وغزا يغزو غزوت غزوا.

.إعراب الآية رقم (3):

{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3)}.
الإعراب:
(الذين) اسم موصول مبني على الفتح في محل جر نعت ل (المتقين). (يؤمنون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون فهو من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
(بالغيب) جار ومجرور متعلق ب (يؤمنون). الواو عاطفة (يقيمون) مثل يؤمنون. (الصلاة) مفعول به منصوب. الواو عاطفة (من) حرف جر (ما) اسم موصول مبني على السكون في محل جر ب (من) متعلّق ب (ينفقون). (رزقنا) فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع (نا) وهو ضمير متصل في محل رفع فاعل، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به والميم حرف دال على جمع الذكور.
(ينفقون) مثل يؤمنون.
جملة: (يؤمنون بالغيب..) لا محل لها صلة الموصول.
وجملة: (يقيمون الصلاة..) لا محل لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (رزقناهم..) لا محل لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ينفقون..) لا محل لها معطوفة على جملة يؤمنون بالغيب.
الصرف:
(يؤمنون)، فيه حذف همزة تخفيفا، وأصله يؤأمنون، وماضيه آمن، فالمدّة مكونة من همزتين: الأولى مفتوحة والثانية ساكنة أي أأمن على وزن أفعل، وفي المضارع تحذف إحدى الهمزتين لاجتماع ثلاث همزات في المتكلّم، وهذا يثقل في اللفظ ثم بقي الحذف في الغائب والمخاطب فقيل: يؤمنون زنة يفعلون بضم الياء. وهذا الحذف مطّرد في مثل هذه الأفعال وفي مشتقاتها: أسماء الفاعلين وأسماء المفعولين.
(الغيب)، مصدر غاب يغيب باب ضرب، وهو بمعنى الغائب أي يؤمنون بالغائب عنهم، ويجوز أن يكون بمعنى المفعول أي المغيّب، وزنه فعل بفتح فسكون.
(يقيمون)، جرى فيه حذف الهمزة تخفيفا مجرى يؤمنون لأن ماضيه أقام وزنه أفعل.. وفيه إعلال بقلب عين الكلمة الواو إلى ياء وأصله يقومون بكسر الواو، فاستثقلت الكسرة على الواو فسكّنت- وهو إعلال بالتسكين- ونقلت حركتها إلى القاف، فلمّا سكّنت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء فقيل يقيمون وزنه يفعلون بضم الياء.
(الصلاة)، اسم مصدر لفعل صلّى الرباعيّ، أو هو مصدر له، والألف في الصلاة منقلبة عن واو لأن جمعه صلوات، وأصله صلوة، جاءت الواو متحرّكة مفتوح ما قبلها قلبت ألفا. وقد استعمل المصدر هنا استعمال الأسماء غير المصادر لأنه يدلّ على أقوال وأفعال مخصوصة.
(ينفقون)، ماضيه أنفق على وزن أفعل، فهناك حذف للهمزة جرى مجرى يؤمنون.
البلاغة:
1- التكرار: في قوله تعالى: (يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)، و(يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) وفي تكرار اسم الموصول (الذين) وإن كان الموصوف واحدا، وقد يكون الموصوف مختلفا فهو تكرار للفظ دون المعنى. وفائدته الترسيخ في الذهن، والتأثير في العاطفة.
- (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) إسناد الرزق إلى نفسه للإعلام بأنهم ينفقون الحلال الطلق الذي يستأهل أن يضاف إلى اللّه، ويسمى رزقا منه. وأدخل (من) التبعيضيه صيانة لهم وكفا عن الإسراف والتبذير المنهي عنه.
وقدم مفعول الفعل دلالة على كونه أهم، كأنه قال: ويخصون بعض المال الحلال بالتصدّق به.
الفوائد:
1- الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (البقرة آية 3) كان الإيمان بالغيب ولم يزل هو الفارق الأول بين الإنسان والحيوان، خلافا للماديين في كل زمان الذين لا يؤمنون إلا بما يخضع للحواس.