فصل: إعراب الآية رقم (64):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (64):

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه (النبيّ) بدل من أيّ أو عطف بيان له تبعه في الرفع لفظا (حسبك) مبتدأ مرفوع- والكاف ضمير مضاف إليه (اللّه) لفظ الجلالة خبر مرفوع الواو عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على لفظ الجلالة، (اتّبع) فعل ماض، والفاعل هو والكاف ضمير مفعول به (من المؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ضمير الخطاب.
وجملة: (النداء يأيّها...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (حسبك اللّه) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (اتّبعك...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
الفوائد:
قوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).
حسبك: مبتدأ، والكاف في محلّ جر بالإضافة، واللّه لفظ الجلالة خبر ويجوز حسبك خبر مقدم، واللّه لفظ الجلالة مبتدأ مؤخر. وقد عقد ابن هشام فصلا ذكر فيه متى نعرب الجملة مبتدأ وخبرا، أو خبرا ومبتدأ، فقال: يجب الحكم بابتدائية المقدم من الاسمين في ثلاث مسائل:
1- أن يكونا معرفتين تساوت رتبتهما نحو: (اللّه ربنا) أو اختلفت نحو: (زيد الفاضل) و(الفاضل زيد). هذا هو المشهور. وقيل: يجوز العكس. وقيل: المشتق خبر وإن تقدم نحو: (القائم زيد).
2- أن يكونا نكرتين صالحتين للابتداء بهما نحو: (أفضل منك أفضل مني).
3- أن يكونا مختلفين تعريفا وتنكيرا والأول هو المعرفة، مثل: زيد قائم، وأما إن كان هو النكرة فإن لم يكن له ما يسوغ الابتداء به فهو خبر اتفاقا نحو: خز ثوبك، وذهب خاتمك.. وإن كان له مسوغ فهو كذلك عند الجمهور، وأما سيبويه فيعربه مبتدأ إن كان له مسوغ مثل: كم مالك، وخير منك زيد، وحسبنا اللّه. ويقول ابن هشام: ويتجه عندي جواز الوجهين.

.إعراب الآية رقم (65):

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (65)}.
الإعراب:
(يأيّها النبيّ) مرّ إعرابها، (حرّض) فعل أمر، والفاعل أنت (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (إن) حرف شرط جازم (يكن) مضارع ناقص- ناسخ- مجزوم فعل الشرط (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر يكن، (عشرون) اسم يكن مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (صابرون) نعت ل (عشرون) مرفوع مثله (يغلبوا) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (مائتين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء الواو عاطفة (إن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا) مثل الأولى (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (ألفا)، (كفروا) فعل ماض وفاعله الباء حرف جرّ للسببيّة (أنّ) حرف مشبّه بافعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (قوم) خبر مرفوع (لا) نافية (يفقهون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل.
جملة النداء: (يأيّها النبيّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (حرّض...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (إن يكن منكم عشرون...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ، أو استئناف في سياق الجواب.
وجملة: (يغلبوا...) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (إن يكن منكم مائة) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن يكن منكم الأولى.
وجملة: (يغلبوا) الثانية لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يفقهون) في محلّ رفع نعت لقوم.
والمصدر المؤوّل (أنّهم قوم) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يغلبوا) في الموضعين، أي بسبب كونهم جهلة.
الصرف:
(عشرون)، اسم لأول أسماء العقود وهو ملحق بجمع المذكر وزنه فعلون بكسر فسكون.

.إعراب الآية رقم (66):

{الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)}.
الإعراب:
(الآن) ظرف زمان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (خفّف) وهو فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خفّف)، الواو عاطفة (علم) مثل خفّف، والفاعل هو (أنّ) مثل السابق (فيكم) مثل عنكم متعلّق بمحذوف خبر أنّ مقدّم (ضعفا) اسم أنّ مؤخّر منصوب.
والمصدر المؤوّل (أنّ فيكم ضعفا) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي علم.
الفاء استئنافيّة {وإن يكن منكم} {يغلبوا ألفين} مثل نظيرتيهما، (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (يغلبوا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (الصابرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (خفّف اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (علم...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (إن يكن منكم مائة...) لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: (يغلبوا...) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (إن يكن منكم ألف) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن يكن منكم (الأولى).
وجملة: (يغلبوا (الثانية) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (اللّه مع الصابرين) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(ضعفا)، مصدر سماعيّ لفعل ضعف يضعف باب نصر وباب كرم، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى من هذين البابين، فمن باب نصر يوجد ضعف بضمّ فسكون، ومن باب كرم يوجد ضعافة بفتح الضاد، وضعافية.

.إعراب الآية رقم (67):

{ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67)}.
الإعراب:
(ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (لنبيّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكون) مضارع ناقص- أو تامّ. منصوب اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر يكون- أو ب (يكون)-، (أسرى) اسم يكون- أو فاعله- مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.
والمصدر المؤوّل (أن يكون...) في محلّ رفع اسم كان.
(حتّى) حرف غاية وجرّ (يثخن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يثخن)، (تريدون) مضارع مرفوع، والفاعل الواو (عرض) مفعول به منصوب، (الدنيا) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الآخرة) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن يثخن) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق بمحذوف خبر يكون الناقض- أو ب (يكون) التامّ.
الواو استئنافيّة (اللّه) مثل الأول (عزيز) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (ما كان لنبيّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يكون له أسرى) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (يثخن) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (تريدون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اللّه يريد...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تريدون.
وجملة: (يريد...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (اللّه عزيز) لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة:
الاستعارة: في قوله تعالى: (حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ) أصل معنى الثخانة الغلظ والكثافة في الأجسام، ثم أستعير للمبالغة في القتل والجراحة، لأنها لمنعها من الحركة صيرته كالثخين الذي لا يسيل، وقيل: ان الاستعارة مبنية على تشبيه المبالغة المذكورة بالثخانة في أن كل منهما شدة في الجملة.
الفوائد:
فداء أسرى بدر:
روى عبد اللّه بن مسعود قال: لما كان يوم بدر، جيء بالأسرى، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: ما تقولون في هؤلاء، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه قومك وأهلك، استبقهم واستأن بهم، لعل اللّه أن يتوب عليهم وخذ منهم فدية تكون لنا قوة على الكفار، وقال عمر:
يا رسول اللّه كذبوك وأخرجوك فدعنا نضرب أعناقهم، مكّن عليّا من عقيل فيضرب عنقه، ومكّن حمزة من العباس فيضرب عنقه، ومكني من فلان نسيب لعمر فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر، فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلم يجبهم، ثم دخل فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر، وقال ناس، يأخذ بقول عمر، ثم خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: إن اللّه ليليّن قلوب رجال حتى تكون ألين من اللبن، ويشد قلوب رجال حتى تكون أشد من الحجارة، وإن مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم، قال فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم، ومثلك يا عمر مثل نوح، قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اليوم أنتم عالة، فلا يفلتن أحد منهم إلا بفداء أو ضرب عنق، قال ابن عباس: قال عمر: فهوي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت. وفي الغد نزل الوحي على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحمل هذه الآية:
ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.

.إعراب الآية رقم (68):

{لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (68)}.
الإعراب:
(لولا) حرف شرط غير جازم، (كتاب) مبتدأ مرفوع على حذف مضاف أي حكم كتاب، والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود (من اللّه) جارّ ومجرور نعت لكتاب،، (سبق) فعل ماض، والفاعل هو اللام رابطة لجواب لولا (مسّ) مثل سبق و(كم) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ متعلّق ب (مسّكم)، والعائد محذوف أي أخذتموه (أخذتم) فعل ماض مبنيّ على السكون...
و(تم) ضمير فاعل (عذاب) فاعل مسّكم (عظيم) نعت لعذاب مرفوع مثله.
جملة: (كتاب من اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (سبق) في محلّ رفع نعت ثان لكتاب.
وجملة: (مسّكم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (أخذتم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
البلاغة:
فن التعليل: في قوله تعالى: (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) وفن التعليل هو أن يريد المتكلم ذكر حكم واقع أو متوقع، فيقدم قبل ذكره علة وقوعه لكون رتبة العلة التقدم على المعلول، وهنا في الآية الكريمة لولا حكم منه تعالى سبق إثباته في اللوح المحفوظ وهو أن لا يعاقب قوما قبل تقديم ما يبين لهم أمرا أو نهيا.