فصل: إعراب الآية رقم (48):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (48):

{لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كارِهُونَ (48)}.
الإعراب:
اللام واقعة في جواب قسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (ابتغوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل (الفتنة) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ابتغوا)، الواو عاطفة (قلّبوا) مثل ابتغوا اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قلّبوا)، (الأمور) مفعول به منصوب (حتّى) حرف غاية وجر، (جاء) فعل ماض (الحقّ) فاعل مرفوع الواو عاطفة (ظهر أمر) مثل جاء الحقّ (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو حاليّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ (كارهون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
والمصدر المؤوّل (أن جاء...) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (قلّبوا).
جملة: (ابتغوا...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (قلّبوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ابتغوا...
وجملة: (جاء الحقّ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (ظهر أمر اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة جاء الحقّ.
وجملة: (هم كارهون) في محلّ نصب حال.
الصرف:
(ابتغوا)، فيه إعلال بالحذف، أصله ابتغاوا، التقى ساكنان فحذفت الألف لهذه المناسبة وبقي ما قبلها مفتوحا دلالة عليها، وزنه افتعوا.
البلاغة:
المجاز: في قوله تعالى: (وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ) أي المكايد، وتقليبها مجاز عن تدبيرها أو الآراء، وهو مجاز عن تفتيشها، أي دبروا لك المكايد والحيل، أو دوروا الآراء في إبطال أمرك.
الفوائد:
فائدة هامة في (حتى):
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ) ل (حتى) حالات كثيرة. ولكننا سنوضح حالتها في هذه الآية، توخيا للفائدة، ولأن ذلك يفوت كثيرا من الناس. وقد أورد ابن هشام عدة حالات لحتى، ومن جملة ما قال: ومن أوجه حتى أن يقع حرف ابتداء، أي حرفا تستأنف بعده الجملة فيدخل على الجملة الاسمية كقول الفرزدق:
فوا عجبا حتى كليب تسبّني ** كأنّ أباها نهشل أو مجاشع

كما أنها تدخل على الجملة الفعلية التي فعلها مضارع، كقول حسان:
يغشون حتى ما تهرّ كلابهم ** لا يسألون عن السواد المقبل

وكذلك تدخل على الجملة الفعلية التي فعلها ماض، كما ورد في الآية التي نحن بصددها، وكذلك قوله تعالى: (ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ).
وقد زعم ابن مالك أن حتى هنا حرف غاية وجر وأنّ بعدها أن مضمرة، ولا أعرف له في ذلك سلفا، وفيه تكلف إضمار من غير ضرورة وكذا قال ابن مالك في حتى الداخلة على إذا في قوله تعالى: (حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ) واعتبر (إذا) في موضع جر بحتى، وهذه المقالة سبقه إليها الأخفش وغيره، والجمهور على خلافها وأنها حرف ابتداء.

.إعراب الآية رقم (49):

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ (49)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لخبر محذوف مقدّم أي بعض منهم.. (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يقول) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (ائذن) فعل أمر دعائيّ والفاعل أنت اللام حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ائذن)، الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة دعائية (تفتن) مضارع مجزوم والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (ألا) حرف تنبيه (في الفتنة) جارّ ومجرور متعلّق ب (سقطوا) وهو فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل الواو عاطفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (جهنّم) اسم إنّ منصوب وهو ممنوع من التنوين اللام المزحلقة للتوكيد (محيطة) خبر مرفوع (بالكافرين) جارّ ومجرور متعلّق ب (محيطة)، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (منهم من يقول...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يقول...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (ائذن...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لا تفتنّي...) في محلّ نصب معطوفة على جملة ائذن.
وجملة: (سقطوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ جهنّم لمحيطة...) لا محلّ لها معطوفة على جملة سقطوا.
البلاغة:
1- المجاز المرسل: في قوله تعالى: (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) والعلاقة الحالية، أي في جهنم، فأطلق الحال وأريد المحل، لأن الفتنة لا يسقط فيها الإنسان، لأنها معنى من المعاني، وإنما يحل في مكانها، فاستعمال الفتنة في مكانها مجاز أطلق فيه الحال وأريد المحل.
2- التمثيل: في قوله تعالى: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ) فقد يجعل الكلام تمثيلا بأن تشبه حالهم في احاطة الأسباب بحالهم عند احاطة النار، وكون الأعمال التي هم فيها هي النار بعينها، لكنها ظهرت بصورة الأعمال في هذه النشأة، وتظهر بالصورة النارية في النشأة الأخرى، كما قيل نظيره في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً).

.إعراب الآية رقم (50):

{إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (50)}.
الإعراب:
(إن) حرف شرط جازم (تصب) مضارع مجزوم فعل الشرط، الكاف ضمير مفعول به (حسنة) فاعل مرفوع (تسؤ) مضارع مجزوم جواب الشرط و(هم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هي الواو عاطفة (إن تصبك مصيبة) مثل إن تصبك حسنة (يقولوا) مضارع مجزوم جواب الشرط الثاني وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (قد) حرف تحقيق (أخذنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير فاعل (أمرنا) مفعول به منصوب.. و(نا) مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أخذنا)، الواو عاطفة (يتولّوا) مثل يقولوا ومعطوف عليه الواو حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (فرحون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (تصبك حسنة...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تسؤهم) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء.
وجملة: (تصبك مصيبة...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يقولوا...) لا محلّ لها جواب الشرط الثاني غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (قد أخذنا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يتولّوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يقولوا.
وجملة: (هم فرحون) في محلّ نصب حال من فاعل يتولّوا.
الصرف:
(يتولّوا)، فيه إعلال بالحذف أصله يتولّاوا... التقى ساكنان الألف والواو فحذفت الألف وزنه يتفعّوا.

.إعراب الآية رقم (51):

{قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلاَّ ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لن) حرف نفي ونصب (يصيب) مضارع منصوب (ونا) ضمير مفعول به (إلّا) أداة حصر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كتب) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع والعائد محذوف أي كتبه اللام حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب)، (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (مولى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و(نا) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (على اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوكّل)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، اللام لام الأمر (يتوكّل) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (المؤمنون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لن يصيبنا إلّا ما...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (كتب اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (هو مولانا...) لا محلّ لها تعليليّة- أو اعراضيّة-.
وجملة: (ليتوكّل المؤمنون) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانت الاصابة من اللّه، أو إن كان المكتوب من اللّه فليتوكّل المؤمنون على اللّه.
البلاغة:
الإظهار في مقام الإضمار في قوله تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
حيث إظهار الاسم الجليل في مقام الإضمار لإظهار التبرك والاستلذاذ به.

.إعراب الآية رقم (52):

{قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (52)}.
الإعراب:
(قل) مثل السابق، (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي (تربّصون) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين... والواو فاعل الباء حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تربّصون)، (إلا) أداة حصر (إحدى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الحسنيين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء الواو عاطفة (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (نتربّص) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بكم) مثل بنا متعلّق ب (نتربّص)، (أن) حرف مصدري ونصب (يصيب) مضارع منصوب و(كم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بعذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصيب)، (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (عذاب) والهاء مضاف إليه (أو) حرف عطف للتخيير (بأيدي) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (عذاب) معطوف على الجارّ قبله و(نا) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يصيبكم) في محلّ نصب مفعول به عامله نتربّص.
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (تربّصوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(نا) ضمير في محلّا نصب اسم انّ (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (متربّصون)، و(كم) ضمير مضاف إليه (متربّصون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هل تربّصون بنا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (نحن نتربّص...) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (نتربّص...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن).
وجملة: (يصيبكم اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (تربّصوا...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان كلّ يلقى ما ينتظره فتربّصوا...
وجملة: (إنّا.. متربّصون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(الحسنيين)، مثنّى الحسنى مؤنّث الأحسن.. وانظر الآية (95) من سورة النساء.
(متربّصون)، جمع متربّص، اسم فاعل من تربّص الخماسيّ، وزنه متفعّل بضم الميم وكسر العين.
البلاغة:
فن التعطف أو المشاركة: وهو أن يعلن المتكلم لفظة من الكلام بمعنى، ثم يردها بعينها ويعلقها بمعنى آخر، وهما مفترقتان كل لفظة منهما في طرف من الكلام، وهو في قوله تعالى: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) فقد أتى التعطف من صدر الآية في قوله: (تَرَبَّصُونَ بِنا) ومن عجزها في قوله: (فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) مع تجنيس الازدواج.
ووقع مع التعطف مقابلة معنوية، خرج الكلام فيها مخرج إيجاز الحذف، فإن مقتضى البلاغة أن يكون تقدير ترتيب اللفظ قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين: أن يصيبنا اللّه بعذاب من عنده أو بأيديكم، ونحن نتربص بكم أن يصيبكم اللّه بعذاب من عنده أو بأيدينا، فحذف لتوخي الإيجاز وتفسير الحسنيين من الجملة الأولى، وأثبته في الجملة الثانية فرارا من تكرار اللفظ وتكثيره كما حذف الحسنيين من الجملة الثانية استغناء بذكرها أولا، فحصل في الآية التعطف والمقابلة والإيجاز، فاكتملت فيها أربعة أضرب من البديع وهذا هو السحر الحلال، وإن من البيان لسحرا.