فصل: إعراب الآية رقم (60):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (60):

{إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)}.
الإعراب:
(انّما) كافّة ومكفوفة (الصدقات) مبتدأ مرفوع (للفقراء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ الواو عاطفة في المواضع السبعة الآتية (المساكين، العاملين، المؤلّفة الغارمين، ابن...) ألفاظ مجرور معطوفة على الفقراء، وعلامة الجرّ الياء في الألفاظ، المساكين، العاملين، الغارمين (على) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (العاملين)، (قلوب) نائب فاعل لاسم المفعول المؤلّفة، مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (في الرقاب) جارّ ومجرور متعلّق بالخبر المحذوف ومعطوف على الجارّ الأول (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بالخبر المحذوف ومعطوف على الجارّ الأول (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ومثله (السبيل)، (فريضة) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (فريضة)، الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (الصدقات للفقراء...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (فرض) فريضة...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (اللّه عليم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(المؤلّفة)، اسم مفعول من الرباعيّ ألّف، وزنه مفعّلة بضم الميم وفتح العين.
(الغارمين)، جمع الغارم، اسم فاعل من الثلاثيّ غرم، ومنه فاعل.
البلاغة:
مخالفة الحروف: في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ) إلى آخر الآية، وهو فن طريف من فنون البلاغة لطيف المأخذ، دقيق المغزى، فقد عدل عن (اللام) الى (في) في الأربعة الأخيرة، وذلك لسرّ يخفى على المتأمل السطحي، وهو أن الأصناف الأربعة الأوائل ملاك لما عساه يدفع إليهم، وإنما يأخذونه ملكا، فكان دخول اللام لائقا بهم. وأما الأربعة الأواخر فلا يملكون ما يصرف نحوهم، بل ولا يصرف إليهم، ولكن في مصالح تتعلق بهم فالمال الذي يصرف في الرقاب إنما يتناوله السادة المكاتبون والبائعون، فليس نصيبهم مصروفا الى أيديهم حتى يعبّر عن ذلك باللام المشعرة بتملكهم لما يصرف نحوهم، وإنما هم محالّ لهذا الصرف والمصلحة المتعلقة به، وكذلك العاملون إنما يصرف نصيبهم لأرباب ديونهم تخليصا لذممهم لا لهم. وأما سبيل اللّه فواضح فيه ذلك. وأما ابن السبيل فكأنه كان مندرجا في سبيل اللّه، وإنما أفرد بالذكر تنبيها على خصوصيته، مع أنه مجرد من الحرفين جميعا وعطفه على المجرور باللام ممكن، ولكن على القريب منه أقرب.
الفوائد:
مصارف الزكاة.
حددت هذه الآية الأصناف الثمانية الذين تجب لهم الزكاة وهم:
1- الفقراء.
2- المساكين: وهم المحتاجون الذين لا يفي دخلهم بحاجتهم، ثم اختلف العلماء في الفرق بين الفقير والمسكين، فقال ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة والزهري: الفقير الذي لا يسأل والمسكين السائل، وقال الشافعي: الفقير من لا مال له ولا حرفة، والمسكين من له مال أو حرفة، ولكن لا تقع منه موقعا لكفايته. وقال الفقهاء الفقير من كان مورده أقل من نصف حاجته، والمسكين من كان مورده أكثر من نصف حاجته.
3- الْعامِلِينَ عَلَيْها: وهم السعاة الذين يتولون جباية الصدقات وقبضها من أهلها ووضعها في جهتها، فيعطون من مال الصدقات بقدر أجور أعمالهم، سواء كانوا فقراء أم أغنياء. وهذا قول ابن عمر، وبه قال الشافعي.
4- الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ: وهم قسمان: مسلمون وكفار، فالمسلمون قسمان: قسم من أشراف العرب ووجوه القبائل كان صلى اللّه عليه وسلم يعطيهم ليتألف قلوبهم، وكان إسلامهم ضعيفا وقوم أسلموا وكان إسلامهم قويا، لكن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يعطيهم تألفا لقومهم. وأما القسم الثاني، فهم المسلمون البعيدون عن إخوانهم، والمتاخمون للكفار، وهم ضعفاء، فيعطون ليبقى إيمانهم قويا، وكي لا يغرّر بهم الكفار، وأما المؤلفة من الكفار فهم قوم يخشى شرهم ويرجى إسلامهم.
5- وَفِي الرِّقابِ: وهم المكاتبون، يعطون ليعتقوا. وهذا قول الشافعي وأكثر الفقهاء. وقول آخر بأنه يشتري عبيد ويعتقهم.
6- الغارمين: الذين عجزوا عن وفاء الدين، بشرط ألا يكون سبب الدين معصية اللّه.
7- في سبيل اللّه: أي في الجهاد أو كل عمل يرضي اللّه عز وجل.
8- ابن السبيل: المسافر المنقطع عن ماله، يعطى ما يبلغه مقصده.

.إعراب الآية رقم (61):

{وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (61)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ وهو نعت لخبر مقدّم محذوف أي بعض منهم (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يؤذون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (النبيّ) مفعول به منصوب الواو عاطفة (يقولون) مثل يؤذون (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أذن) خبر مرفوع (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (أذن) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (خير) مضاف إليه مجرور اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (أذن) (يؤمن) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن)، الواو عاطفة (يؤمن) مثل الأول (للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن) بتضمينه معنى يصدّق أو يسلّم الواو عاطفة (رحمة) معطوفة على أذن مرفوع اللام حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (رحمة) (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (منكم) مثل منهم متعلّق بحال من فاعل آمنوا الواو عاطفة (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ (يؤذون رسول اللّه) مثل يؤذون النبيّ، ولفظ الجلالة مضاف إليه (لهم) مثل لكم متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع.
جملة: (منهم الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يؤذون..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يقولون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (هو أذن..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (هو) أذن خير) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يؤمن باللّه) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ المحذوف.
وجملة: (يؤمن للمؤمنين) في محلّ رفع معطوفة على جملة يؤمن باللّه.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (الذين يؤذون...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يؤذون رسول...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: (لهم عذاب...) في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.
الصرف:
(أذن)، اسم للعضو المعروف، واستعمل في الآية الكريمة مجازا أي مستمع، وزنه فعل بضمّتين.
البلاغة:
المجاز المرسل: في قوله تعالى: (هُوَ أُذُنٌ) وهي في الأصل اسم للجارحة، وإطلاقها على الشخص بالمعنى المذكور من باب المجاز المرسل، كاطلاق العين على ربيئة القوم حيث كانت العين هي المقصودة منه، وذلك من اطلاق الجزء على الكل، والعلاقة تسمى الجزئية، قال الشاعر:
إذا ما بدت ليلى فكلي أعين ** وإن هي ناجتني فكلي مسامع

.إعراب الآية رقم (62):

{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ (62)}.
الإعراب:
(يحلفون باللّه) مرّ إعرابها، اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلفون)، اللام للتعليل (يرضوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام... والواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن يرضوكم) في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلفون).
الواو حاليّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع الواو عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مرفوع الهاء مضاف إليه (أحقّ) خبر المبتدأ مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يرضوا) مثل الأول والهاء مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن يرضوه) في محلّ رفع بدل من اسم الجلالة أو من رسول.
(إن) حرف شرط جازم (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ... والواو ضمير اسم كان، والفعل في محلّ جزم فعل الشرط (مؤمنين) خبر منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (يحلفون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يرضوكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (اللّه ورسوله أحقّ...) في محلّ نصب حال من فاعل يحلفون.
وجملة: (يرضوه) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الظاهر.
وجملة: (كانوا مؤمنين) لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كانوا مؤمنين فاللّه ورسوله أحقّ بالإرضاء.
الصرف:
(يرضوكم)، فيه اعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يرضيوكم- بضمّ الياءين- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الضاد- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة- إعلال بالحذف- فأصبح يرضوكم، وزنه يفعوكم.
الفوائد:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) فقد أعرب النحويون: اللّه لفظ الجلالة مبتدأ، ورسوله: اسم معطوف. أما الخبر فقد تضاربت فيه أقوال النحاة: ما يقوله أبو البقاء العكبري:
الخبر هو (أحقّ) وهو خبر للمبتدأ الذي هو (اللّه)، والرسول مبتدأ ثان وخبره محذوف دل عليه خبر الأول ويصبح التقدير (واللّه أحق أن ترضوه ورسوله أحق).
ما يقوله سيبويه:
أما سيبويه فقد قال أحق خبر الرسول وخبر الأول محذوف، لأن {رسوله} أقرب للخبر. وهذا أقوى، إذ لا يلزم منه التفريق بين المبتدأ وخبره، وفيه أيضا أنه خبر الأقرب إليه، ومثله قول الشاعر:
نحن بما عندنا وأنت بما ** عندك راض والرأي مختلف

فالشاهد أن (راض) خبر أنت ولا تصلح أن تكون خبر نحن. وهذا يؤيد قول سيبويه، لأن راض أقرب إلى المبتدأ (أنت).
وقيل (أحقّ) خبر عن الاسمين لأن أمر الرسول تابع لأمر اللّه تعالى، وقيل أفرد كلمة (أحقّ) وهي بمعنى التثنية، والمصدر المؤول من (أن ترضوه) في محلّ جر بالياء المقدرة ويصبح التقدير (أحق بالرضا).

.إعراب الآية رقم (63):

{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الإنكاريّ (لم) حرف نفي وجزم (يعلموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل والهاء ضمير في محلّ نصب اسم أنّ- وهو ضمير الشأن- (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يحادد) مضارع مجزوم فعل الشرط، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب والهاء ضمير مضاف إليه الفاء رابطة لجواب الشرط (أنّ) مثل الأول اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر أنّ (نار) اسم أنّ مؤخّر منصوب (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (خالدا) حال منصوبة من الضمير في (له)، (فيها) مثل له متعلّق ب (خالدا).
والمصدر المؤوّل (أنّه من...) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلموا.. أو مفعوله بمعنى يعرفوا.
والمصدر المؤوّل (أنّ له نار...) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف- أو مبتدأ والخبر محذوف- والتقدير: فأمره كون نار جهنّم له... أو فكون نار جهنّم له أمر حقّ.
(ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والاشارة إلى العذاب، واللام للبعد والكاف للخطاب (الخزي) خبر مرفوع (العظيم) نعت للخزي مرفوع.
جملة: (يعلموا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من يحادد...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (يحادد اللّه) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (أمره) أنّ له نار) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (ذلك الخزي...) لا محلّ لها استئنافيّة.