فصل: إعراب الآية رقم (106):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (106):

{وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (آخرون) مبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الواو (مرجون) نعت مرفوع وعلامة الرفع الواو (لأمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (مرجون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إمّا) حرف إبهام- أو شك- (يعذّب) مضارع مرفوع و(هم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (إمّا يتوب) مثل الأول ومعطوف عليه، وفاعل الفعلين ضمير هو (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتوب)، (واللَّه عليم حكيم) مثل واللَّه سميع عليم.
جملة: (آخرون.. إمّا يعذّبهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة قل...
وجملة: (يعذّبهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (آخرون).
وجملة: (يتوب عليهم) في محلّ رفع معطوفة على جملة يعذّبهم.
وجملة: (اللَّه عليم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مرجون)، جمع مرجا، وهو محفّف عن مرجأ، اسم مفعول من الرباعيّ أرجى، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.. ومرجون فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجمع، وأصله مرجيون، حيث نقلت ضمّة الياء إلى الجيم فالتقى ساكنان، حذفت الياء لالتقاء الساكنين.

.إعراب الآية رقم (107):

{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (107)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر لخبر مقدّم أي منهم الذين اتّخذوا مسجدا، (اتّخذوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (مسجدا) مفعول به منصوب (ضرارا) مفعول لأجله منصوب، الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (كفرا، تفريقا، إرصادا) أسماء معطوفة على (ضرارا) منصوبة (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (تفريقا)، (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء اللام حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (إرصادا)، (حارب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب والهاء ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (حارب)، الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (يحلفنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتولي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل.. والنون نون التوكيد (ان) نافية (أردنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير فاعل (إلّا) أداة حصر (الحسنى) مفعول به منصوب، وهو نعت لمنعوت محذوف أي إلّا الخصلة الحسنى الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يشهد) مضارع مرفوع، والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ اللام المزحلقة (كاذبون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (منهم) الذين...) لا محلّ لها معطوفة على جملة آخرون..
وجملة: (اتّخذوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (حارب...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يحلفنّ...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (إن أردنا...) لا محلّ لها جواب قسم معبّر عنه بقوله يحلفنّ.
وجملة: (اللّه يشهد...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يشهد...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (إنّهم لكاذبون) في محلّ نصب مفعول به عامله يشهد، وقد كسرت همزة (إنّ) لمجيء اللام في خبرها.
الصرف:
(تفريقا)، مصدر قياسيّ لفعل فرّق الرباعيّ، وزنه تفعيل.
(إرصادا)، مصدر قياسيّ لفعل أرصد الرباعيّ، وزنه إفعال.
الفوائد:
قصة مسجد الضّرار نزلت هذه الآية في جماعة من المنافقين بنوا مسجدا يضارّون به مسجد قباء.
وكانوا اثني عشر رجلا من أهل النفاق، بنوا هذا المسجد ضرارا أي لإيقاع الضرر بين المسلمين وكفرا أي ليكفروا فيه باللّه ورسوله، ولتفريق الكلمة. وكان يصلي بهم فيه مجمع بن جارية وكان شابا يقرأ القرآن، لكنه لم يعلم بأمرهم وخبثهم، فلما فرغوا من بنائه أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا: يا رسول اللّه: إنا قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة، وإنا نحب أن تأتينا وتصلي فيه، وتدعو بالبركة، فقال له صلّى اللّه عليه وآله وسلم: إني على جناح سفر، ولو قدمنا إن شاء اللّه تعالى أتينا فصلينا فيه. ولما انصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم راجعا من تبوك نزل بذي أوان، وهو موضع قريب من المدينة، فأتاه المنافقون وسألوه أن يأتي مسجدهم، فدعا بقميصه ليلبسه ويأتيهم، فأنزل اللّه هذه الآية، فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم مالك بن الدخشم ومعن بن عدي وعامر بن السكن ووحشيا، فقال لهم: انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه وأحرقوه. فخرجوا مسرعين، حتى دخلوا المسجد، وفيه أهله، فأحرقوه وجعلوه إنقاضا، وتفرق عنه أهله.
ففي هذه القصة عبرة عظيمة كيف أن أعداء الدين يحاربون الدين من خلال الدين ومن خلال بناء المساجد، فليحذر المسلمون ولا ينخدعوا بالمظاهر.

.إعراب الآية رقم (108):

{لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)}.
الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (تقم) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تقم)، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تقم)، اللام لام الابتداء (مسجد) مبتدأ مرفوع (أسّس) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على التقوى) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسس)، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (من أول) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسّس)، (يوم) مضاف إليه مجرور (أحقّ) خبر مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (تقوم) مضارع منصوب، والفاعل أنت (فيه) مثل الأول، متعلّق ب (تقوم).
والمصدر المؤوّل (أن تقوم) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (أحقّ) أي بأن تقوم.
(فيه) مثل الأول متعلّق بخبر مقدّم (رجال) مبتدأ مؤخّر مرفوع (يحبّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أن) مثل الأول (يتطهّروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يتطهّروا) في محلّ نصب مفعول به عامله يحبّون.
الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (المطّهّرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (لا تقم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لمسجد أسّس...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (أسّس...) في محلّ رفع نعت لمسجد.
وجملة: (تقوم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (فيه رجال...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (يحبّون) في محلّ رفع نعت لرجال.
وجملة: (يتطهّروا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: (اللّه يحبّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يحبّ...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
الصرف:
(المطّهّرين)، جمع المطّهّر، اسم فاعل من فعل تطهّر الخماسيّ، فيه إبدال تاء التفعّل طاء لاقتراب المخرجين، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة، والجمع المتفعّلون.
البلاغة:
فن الترويد: في قوله تعالى: (أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ. فِيهِ رِجالٌ) وفن الترويد هو أن يعلق المتكلم لفظة من الكلام بمعنى، ثم يردها بعينها، ويعلقها بمعنى آخر، كقوله تعالى: (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ) فيعلمون الأولى منفية، والثانية مثبته، ولكل من المعنيين مناسبة اقتضت ذلك المعنى، وقوله الذي نحن بصدده، فإن فيه الأولى متعلقة بتقوم، وفيه الثانية خبر مقدم. ولكل منهما معنى.

.إعراب الآية رقم (109):

{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التقريريّ الفاء استئنافيّة، (من) اسم موصول مبنيّ في محل رفع مبتدأ (أسس) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (بنيان) مفعول به منصوب والهاء ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (على تقوى) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسّس)، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بتقوى بتضمينه معنى مخافة الواو عاطفة (رضوان) معطوف على تقوى مجرور (خير) خبر المبتدأ من (أم) حرف عطف (من) مثل الأول ومعطوف عليه (أسّس بنيانه على شفا) مثل الأولى نظيرها، والجارّ متعلّق بالفعل الثاني (جرف) مضاف إليه مجرور (هار) نعت لجرف مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو منقوص- أو الكسرة الظاهرة فهو صحيح- الفاء عاطفة (انهار)، مثل أسّس، والفاعل هو أي البنيان أو الجرف الهار الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنهار) (في نار) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنهار)، (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة الواو استئنافيّة (اللّه لا يهدي القوم) مثل يحبّ المطّهّرين، و(لا) نافية (الظالمين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (من أسّس...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أسّس...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (أسّس (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثانية.
وجملة: (أنهار...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أسّس الثانية.
وجملة: (اللّه لا يهدي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يهدي...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
الصرف:
(البنيان)، اسم مأخوذ من لفظ المصدر لكلّ ما يبنى، وزنه فعلان بضمّ الفاء، وقيل هو جمع واحده بنيانه، والفعل بنى يبني باب ضرب.
(جرف)، اسم بمعنى الهوّة أو ما يجرفه السيل من الأودية، وزنه فعل بضمّتين، وقد يلفظ بضمّ فسكون في قراءة سبعيّة.
(هار)، قيل أصله هاير أو هاور لأنه من فعل هار يهور أو هار يهير، ثمّ قلب حرف العلّة همزة شأن كلّ فعل معتلّ أجوف، ثمّ حذفت الهمزة اعتباطا- أي لا لسبب معيّن- وحركة الإعراب هي حركة ظاهرة وزنه فال.. وقيل هو منقوص بالقلب حيث قدّمت اللام على العين فوزنه فالع قبل حذف حرف العلّة وفال بعد الحذف.. وقيل أصله هور أو هير فتحرّك حرف العلّة وانفتح ما قبله فقلب ألفا، فالحركة هي حركة ظاهرة ووزنه فعل بفتح فسكون. وهار معناه ساقط متداع منهال.
البلاغة:
1- الاستعارة التصريحية التحقيقية: في قوله تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ) حيث شبه الباطل والنفاق بشفا جرف هار، في قلة الثبات. ثم أستعير لذلك.
والقرينة هي: وضع شفا الجرف في مقابلة التقوى.
وقوله تعالى: (فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ) ترشيح.
2- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ) حيث شبهت فيه التقوى بقواعد البناء، تشبيها مضمرا في النفس.
ودل عليه ما هو من روادفه ولوازمه، وهو التأسيس والبنيان.
الفوائد:
تجسيد المعنويات لقد بلغ القرآن الكريم شأوا بعيدا في إعجاز كلامه، وتجسيد المعاني. وفي هذه الآية دليل على ذلك فالإيمان والتقوى مفهومان معنويان، ولكن القرآن يجسدهما عند ما يشبههما بالبنيان، وكذلك الضلال يجسده تعالى بكلمة (بنيان) ثم يعقد مقارنة بين البناءين، فيقول تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ) هنا يجسد الإيمان ببنيان أساسه التقوى ورضوان اللّه، فنتصوره بناء متينا راسخا، موصولا بعناية اللّه. أما الكافرين، فبنيانهم على حافة هاوية منهارة. وهنا يبلغ التصوير الفني منتهاه في الإبداع والتخييل والتجسيد، فها نحن مع بنيان الكفر، وهو على حافة، فهو مخلخل يوشك أن يتهاوى والحافة على جانب هاوية سحيقة، فهو بناء يحمل الخطر والموت، وإذا بالبناء ينهار بصاحبه في نار جهنم، فقد لمسنا بالعين والحس والخيال صورة الكفر الفاسدة المتداعية المتساقطة التي لا تستند إلى دعائم ولا تقوم على أساس إلا أساس من التخلخل والتصدع والاهتزاز، فتتهاوى في الجحيم هنا يبرز فن التعبير والتصوير، بتجسيده المعاني ضمن إطار من الصور والمرئيات والمحسوسات، بصورة متكاملة متناهية. وذلك إعجاز كلام اللّه عز وجل وبلوغه المنتهى، والكمال!