فصل: إعراب الآية رقم (11):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (11):

{لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ (11)}.
الإعراب:
اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (معقّبات) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من بين) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لمعقّبات (يديه) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء، والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (من خلفه) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به الجارّ السابق فهو معطوف عليه.. والهاء مثل الأخير (يحفظون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل والهاء ضمير مفعول به (من أمر) جار ومجرور متعلّق ب (يحفظون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه (إنّ) حرف توكيد ونصب (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يغيّر) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (بقوم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول (حتّى) حرف غاية وجرّ (يغيّروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (ما بأنفسهم) مثل ما بقوم.. و(هم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يغيّروا..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يغيّر).
الواو عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب، (أراد) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بقوم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (سوءا) وهو مفعول به منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (مردّ) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (له) مثل الأول متعلّق بخبر لا الواو عاطفة (ما) حرف ناف (لهم) مثل له متعلّق بخبر مقدّم (من دونه) مثل من خلفه متعلّق بحال من وال (من) حرف جرّ زائد (وال) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص.
جملة: (له معقّبات...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يحفظونه...) في محلّ رفع نعت آخر لمعقّبات.
وجملة: (إنّ اللّه لا يغيّر...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (لا يغيّر...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يغيّروا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (أراد...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (لا مردّ له...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ما لهم... من وال) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
الصرف:
(معقّبات)، جمع معقّبة مؤنّث معقّب، اسم فاعل من عقّب الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
(مردّ)، مصدر ميميّ من (ردّ) الثلاثيّ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين لأن عينه في المضارع مضمومة.
(وال)، اسم فاعل من الثلاثيّ ولي، وزنه فاع، وفيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين لمناسبة التنوين.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ).
لقد جرت هذه الآية مجرى المثل، ولكن الناس فهموا فحواها على وجوه.
وأغلب الظن أن الراجح من وجوهها الكثيرة وجهان:
أ- أحدهما، وهو الذي يهجم على الفكر، وهو أن يكون الناس في صورة من صور الضرّ والشرّ، فيلهجون بالدعاة إلى الله، ليرفع عنهم غائلة الشر. فالآية تذكرهم بأن عليهم أن يصلحوا أنفسهم أولا، وبالتالي يصلح الله لهم أمرهم.
ب- الوجه المقابل لهذا، أن يكون الناس في نعمة وخير، فإذا تغيرت نفوسهم وتنكرت لأنعمه تعالى، تأذّن الله بأن يذهب عنهم نعمه، ويستبدل لهم النعماء بالبأساء، والخير العميم بالشر الوخيم.
فاستأذن في فهمك، وتخيّر في رأيك، وكل مجتهد وله نصيب من الأجر.

.إعراب الآيات (12- 13):

{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقال: (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ (13)}.
الإعراب:
(هو) ضمير منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (يريكم) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (البرق) مفعول به ثان منصوب (خوفا) مصدر في موضع الحال من المفعول في (يريكم)، الواو عاطفة (طمعا) معطوف على (خوفا) منصوب الواو عاطفة (ينشئ) مثل يري (السحاب) مفعول به منصوب (الثقال) نعت للسحاب منصوب.
جملة: (هو الذي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يريكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (ينشئ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
الواو عاطفة (يسبّح) مضارع مرفوع (الرعد) فاعل مرفوع (بحمده) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسبّح)، والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (الملائكة) معطوف على الرعد مرفوع (من خيفته) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسبّح)، ومن سببيّة والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (يرسل الصواعق) مثل ينشئ السحاب الفاء عاطفة (يصيب) مثل يسبّح الباء حرف عطف و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يصيب)، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله يصيب (يشاء) مثل يسبّح، ومفعول يشاء محذوف تقديره إصابته، وفاعل يشاء اللّه الواو واو الحال (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يجادلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (في اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجادلون)، الواو واو الحال (هو) مثل هم (شديد) خبر مرفوع (المحال) مضاف إليه مجرور.
وجملة: (يسبّح الرعد...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يريكم.
وجملة: (يرسل الصواعق...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يسبّح الرعد.
وجملة: (يصيب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.
وجملة: (يشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (هم يجادلون...) في محلّ نصب حال من الموصول من.
وجملة: (هو شديد...) في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة.
الصرف:
(الرعد)، في التفسير: الرعد اسم ملك من الملائكة أو هو صوته.. أو هو مصدر أطلق على صوت الشرارة الكهربائيّة الحاصلة من احتكاك السحب... وقال أبو حيّان: المفسّرون لم يجمعوا على أنّ الرعد اسم لملك وعلى تقدير أن يكون اسما لملك لا يلزم أن يكون ذلك الملك يدبّر لا السحاب ولا غيره... إلخ. وانظر الآية (19) من سورة البقرة.
(المحال)، قيل: الميم فيه أصل من محلّ بفلان إذا كاده وعرّضه للهلاك فهو على هذا مصدر سماعيّ للفعل الذي يأتي من باب فتح وباب فرح وباب كرم.. وقيل أيضا: المحال المكايدة والقوّة.. وجاء في القاموس: المحال ككتاب الكيد وروم الأمر بالحيل والتدبير والقدرة والجدال والعذاب والعقاب والعداوة والقوة والشدّة.. ومحلّ به مثلّث الحاء محلا ومحالا حاده بسعاية إلى السلطان وماحله مماحلة ومحالا قاواه حتّى يتبيّن أيهما أشدّ. في كلّ ما سبق الميم أصليّة، وزنه فعال.. وقيل: الميم زائدة من الحول والحيلة، أعلّ على غير قياس لأن قياسه عدم الإعلال، كما يقال محور ومقود ومرود.. وزنه مفعل بكسر الميم وفتح العين.
البلاغة:
1- هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً والمراد من البرق معناه المتبادر وعن ابن عباس، أن المراد به الماء فهو مجاز، من باب اطلاق الشيء على ما يقارنه غالبا.
2- وفي الآية فن رائع من فنون البلاغة وهو (صحة الأقسام)، ويمكن تحديده بأنه عبارة عن استيفاء المعنى من جميع أقسامه ووجوهه، بحيث لا يغادر المتكلم منها شيئا ففي الآية المذكورة، استوفى قسمي رؤية البرق، إذ ليس فيها إلا الخوف من الصواعق، والطمع في الأمطار، ولا ثالث لهذين القسمين. ولكن مجرد استيفاء الأقسام لا يعتبر بيانا، بل هناك أبعد من ذلك، وأدق وأبعد منالا، وهذا الأمر هو تقديم ما هو أولى بالذكر، وأجدر بالتقديم، حيث قدم الخوف على الطمع، إذا كانت الصواعق يجوز وقوعها من أول برقة ولا يحصل المطر إلّا بعد تواتر الإبراق، لأن تواتره لا يكاد يخلف، ولهذا كانت العرب تعد سبعين برقة وتنتجع، فلا تخطئ الغيث والكلأ.
الفوائد:
1- يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ رغم اختلاف العلماء حول هذه الباء، فقد عقدوا البسيط، وصعّبوا السهل ولم يتفقوا. ونحن نعلم أن المعنى الأصلي للباء هو الإلصاق، وهو لا يفارقها في جميع معانيها، ولذلك اقتصر عليه سيبويه، وسواء قلنا إن الباء هنا للإلصاق أو الاستعانة أو السببية، فجميعها تخرج من مشكاة واحدة، وهو الملاصقة والمصاحبة، ولا حاجة لنا للتكلف والتّمحّل، ونشير هنا إلى أن العلماء ذكروا للباء ثلاثة عشر معنى.

.إعراب الآيات (14- 15):

{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْ ءٍ إِلاَّ كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (14) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (15)}.
الإعراب:
(له دعوة) مثل له معقّبات، (الحقّ) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يدعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (من دونه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من مفعول يدعون المقدّر والهاء مضاف إليه (لا) نافية (يستجيبون) مثل يدعون اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستجيبون) (بشيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يستجيبون) على معنى يجيبون (إلّا) أداة حصر (كباسط) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي: إلّا استجابة كاستجابة باسط كفّيه، فهو على حذف مضاف (كفّيه) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.. والهاء مضاف إليه (إلى الماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (باسط) اللام للتعليل (يبلغ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو أي الماء (فاه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الألف.. والهاء مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يبلغ..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (باسط).
الواو واو الحال (ما) نافية عاملة عمل ليس (هو) ضمير منفصل اسم ما في محلّ رفع الباء زائدة (بالغة) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما..
والهاء مثل الأخير الواو استئنافيّة (ما) نافية مهملة (دعاء) مبتدأ مرفوع (الكافرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (إلّا) أداة حصر (في ضلال) جارّ ومجرور خبر المبتدأ.
جملة: (له دعوة...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (الّذين يدعون...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يدعون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا يستجيبون...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (يبلغ...) لا محلّ لها صلة الموصول (أن) المضمر.
وجملة: (ما هو ببالغه...) في محلّ نصب حال.
وجملة: (ما دعاء الكافرين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(دعوة)، مصدر مرّة من دعا يدعو، وزنه فعلة بفتح الفاء، وقد يكون مصدرا خالصا مجرّدا من الوحدة.
(كفّيه)، مثنّى كف، اسم جامد للعضو المعروف، وزنه فعل بفتح فسكون.
الواو عاطفة (للّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسجد) وهو مضارع مرفوع (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (طوعا) مصدر في موضع الحال أي طائعا (كرها) معطوف على (طوعا) بالواو منصوب الواو عاطفة (ظلالهم) معطوف على الموصول من مرفوع.. و(هم) ضمير مضاف إليه (بالغدوّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسجد)، (الآصال) معطوف على الغدوّ بالواو مجرور مثله.
وجملة: (يسجد...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة السابقة.
البلاغة:
1- التشبيه المركب التمثيلي: في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْ ءٍ إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ} أي لكونه جمادا لا يشعر بعطشه وبسط يديه إليه، حيث شبه آلهتهم حين استكفائهم إياهم ما أهمهم بلسان الاضطرار في عدم الشعور فضلا عن الاستطاعة للاستجابة وبقائهم لذلك في الخسارة بحال ماء بمرأى من عطشان باسط كفيه إليه يناديه عبارة وإشارة فهو لذلك في زيادة الكباد والبوار.
وعن أبي عبيدة، أن ذلك تشبيه بالقابض على الماء، في أنه لا يحصل على شيء، ثم قال: والعرب تضرب المثل في الساعي فيما لا يدركه بالقابض على الماء، وأنشد قول الشاعر:
فأصبحت فيما كان بيني وبينها

في الود مثل القابض الماء باليد.
2- التهكم: في الآية الكريمة، حيث أخرج الكلام مخرج التهكم بهم، فقيل لا يستجيبون لهم شيئا من الاستجابة إلا استجابة كائنة في هذه الصورة التي ليست فيها شائبة الاستجابة قطعا، فهو في الحقيقة من باب التعلق بالحال.
3- الاستعارة: في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ} حيث استعار السجود للانقياد والخضوع.