فصل: إعراب الآيات (68- 69):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآيات (68- 69):

{أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تارَةً أُخْرى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً (69)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الفاء استئنافيّة، (أمنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (نخسف) مضارع منصوب، والفاعل نحن للتعظيم (الباء) حرف جر و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من جانب البرّ، (جانب) مفعول به منصوب، (البرّ) مضاف إليه مجرور والمصدر المؤوّل (أن نخسف..) في محلّ نصب مفعول به الواو عاطفة (نرسل عليكم حاصبا) مثل نخسف بكم جانب ومعطوف عليه (ثمّ) حرف عطف (لا) نافية (تجدوا) مضارع منصوب معطوف على (نرسل) المنصوب، وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (لكم) مثل بكم متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (وكيلا) مفعول أوّل منصوب.
جملة: (أمنتم...) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (نخسف...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: (نرسل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نخسف وجملة: (تجدوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نرسل.
69- (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (أمنتم أن نعيدكم) مثل أمنتم أن نخسف.. و(كم) ضمير مفعول به، (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نعيدكم)، (تارة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه (أخرى) نعت لتارة منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.
والمصدر المؤوّل (أن نعيدكم..) في محلّ نصب مفعول به الفاء عاطفة (نرسل عليكم قاصفا) مثل نرسل عليكم حاصبا، والفعل معطوف على (نعيدكم)، (من الريح) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (قاصفا)، الفاء عاطفة (يفرقكم) مضارع منصوب معطوف على نرسل..
و(كم) ضمير مفعول به والفاعل هو (الباء) حرف جرّ سببيّة (ما) حرف مصدريّ (كفرتم) مثل أمنتم.
والمصدر المؤوّل (ما كفرتم..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يغرقكم) (ثمّ لا تجدوا لكم... تبيعا) مثل ثمّ لا تجدوا لكم وكيلا، والفعل معطوف على يغرقكم (على) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تبيعا)، (به) مثل بكم متعلّق ب (تجدوا).
وجملة: (أمنتم) الثانية لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (نعيدكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: (نرسل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نعيدكم وجملة: (يغرقكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نرسل وجملة: (كفرتم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: (لا تجدوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يغرقكم.
الصرف:
(جانب)، اسم بمعنى الجهة على صيغة اسم الفاعل، وزنه فاعل (حاصبا)، اسم بمعنى الريح أو السحاب، جاء على صيغة اسم الفاعل لفعل حصبه من باب ضرب أي رماه بالحصباء، وهي الحجارة الصغيرة (قاصفا)، اسم للريح الشديدة التي تقصف الأشياء وتكسرها، جاءت على وزن فاعل من قصف الثلاثيّ بمعنى كسر، من باب ضرب (تبيعا)، لفظ مشتقّ، وزنه فعيل بمعنى فاعل، وهو المطالب بحقّ الملازم للطلب.

.إعراب الآية رقم (70):

{وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً (70)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (كرّمنا) فعل ماض وفاعله (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (آدم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة الواو عاطفة (حملناهم) مثل كرّمنا.. و(هم) ضمير مفعول به (في البرّ) جارّ ومجرور حال من الضمير المفعول (البحر) معطوف على البرّ بالواو مجرور الواو عاطفة (رزقناهم) مثل حملناهم (من الطيّبات) جارّ ومجرور حال من ضمير المفعول أي آكلين، الواو عاطفة (فضّلناهم) هم حملناهم (على كثير) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضّلنا)، (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت لكثير (خلقنا) مثل كرّمنا (تفضيلا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: (كرّمنا...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (حملناهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كرّمنا وجملة: (رزقناهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كرّمنا وجملة: (فضّلناهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كرّمنا وجملة: (خلقنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).

.إعراب الآيات (71- 72):

{يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71) وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72)}.
الإعراب:
(يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، (ندعو) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، والفاعل نحن للتعظيم (كلّ) مفعول به منصوب (أناس) مضاف إليه مجرور (بإمامهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ندعو).. و(هم) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أوتي) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (كتابه) مفعول به منصوب، والهاء مضاف إليه (بيمينه) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوتي)، والهاء مثل الأخير الفاء رابطة لجواب الشرط (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. والكاف للخطاب (يقرءون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (كتابهم) مثل كتابه الواو عاطفة (لا) نافية (يظلمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل (فتيلا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر فهو صفته.
جملة: اذكر (يوم ندعو...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ندعو...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (من أوتي...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (أوتي كتابه...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (أولئك يقرءون) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (يقرءون...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
وجملة: (لا يظلمون...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يقرءون.
72- الواو عاطفة (من) مثل الأول (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (في) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعمى) وهو خبر كان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف الفاء رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (أعمى) الثاني، وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (أضلّ) معطوف على الخبر أعمى مرفوع (سبيلا) تمييز منصوب.
وجملة: (من كان...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من أوتي...
وجملة: (كان... أعمى) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (هو... أعمى) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(أعمى)، صفة مشبّهة من فعل عمي يعمى باب فرح، وزنه أفعل، ويجوز أن يكون اللفظ اسم تفضيل لورود اسم التفضيل أضلّ بعده..
وانظر الآية (60) من سورة المائدة.

.إعراب الآيات (73- 76):

{وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً (75) وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (76)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إن) مخفّفة من الثقيلة مهملة وجوبا (كادوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كاد اللام هي الفارقة (يفتنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل والكاف ضمير مفعول به (عن) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يفتنون) بتضمينه معنى يصرفونك (أوحينا) فعل ماض وفاعله (إلى) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أوحينا)، اللام للتعليل (تفتري) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والفاعل أنت (على) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تفتري)، (غيره) مفعول به منصوب، والهاء مضاف إليه..
والمصدر المؤوّل (أن تفتري..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يفتنونك).
الواو عاطفة (إذا)- بالتنوين- حرف جواب لا عمل له اللام واقعة في جواب شرط مقدّر (اتّخذوك) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل، والكاف مثل الأول في الآية (خليلا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: (كادوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يفتنونك...) في محلّ نصب خبر كادوا.
وجملة: (أوحينا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (تفتري...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (اتّخذوك...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي لو فعلت ذلك لاتّخذوك خليلا، وجملة الشرط لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
74- الواو عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ (ثبّتناك) مثل أوحينا.. والكاف ضمير مفعول به اللام واقعة في جواب لولا (قد) حرف توقّع- أو تقليل- (كدت) فعل ماض ناقص.. والتاء ضمير في محلّ رفع اسم كاد (تركن) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (إليهم) مثل إليك متعلّق ب (تركن)، (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب (قليلا) نعت ل (شيئا) منصوب..
والمصدر المؤوّل (أن ثبّتناك..) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود.
وجملة: (لولا تثبيتنا أيّاك بالعصمة...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كادوا.
وجملة: (ثبّتناك...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (كدت تركن...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (تركن...) في محلّ نصب خبر كدت.
75- (إذا لأذقناك) مثل إذا لاتّخذوك (ضعف) مفعول به ثان منصوب (الحياة) مضاف إليه مجرور وفي الكلام حذف مضاف أي: ضعف عذاب الحياة الواو عاطفة (ضعف الممات) مثل ضعف الحياة ومعطوف عليه (ثمّ) حرف عطف (لا) نافية (تجد) مضارع مرفوع، والفاعل أنت اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول ثان (على) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نصيرا) وهو مفعول به أوّل منصوب.
وجملة: (أذقناك...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: لو فعلت- أو ركنت- لأذقناك..
وجملة: (لا تجد...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أذقناك.
76- الواو عاطفة (إن كادوا ليستفزّونك من الأرض) مثل إن كادوا ليفتنونك عن الذي.. اللام للتعليل (يخرجوك) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل، والكاف مفعول به (من) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يخرجوك)..
والمصدر المؤوّل (أن يخرجوك..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يستفزّونك).
الواو عاطفة (إذا) بالتنوين، مثل الأول (لا) نافية (يلبثون) مثل يفتنون (خلافك) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يلبثون)، والكاف مضاف إليه (إلّا) للحصر (قليلا) نائب عن المصدر مفعول مطلق منصوب.
وجملة: (إن كادوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كادوا الأولى.
وجملة: (يستفزّونك...) في محلّ نصب خبر كادوا.
وجملة: (يلبثون...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي لو أخرجوك لا يلبثون... وجملة الشرط المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة إن كادوا الثانية .
الصرف:
(خليلا)، صفة مشبّهة من خلّه أي صادقة، وقد جاءت الصفة من غير الثلاثيّ شذوذا، وزنه فعيل.
(أذقناك)، فيه، إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله أذاقناك، فلمّا اجتمع ساكنان حذفت الألف- عين الفعل- لأنه معتلّ أجوف، وزنه أفلناك.
البلاغة:
1- المبالغة في تقليل الكيدودة:
في قوله تعالى: (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ).
في هذه الآية الكريمة يوجد مبالغة في تقليل الكيدودة، لأن مجرد الملاينة التي تقتضيها السياسة واستماله القوم، أخذت على النبيّ صلى اللّه عليه وسلم لأن الذنب يعظم بحسب فاعله، على ما ورد من أن (حسنات الأبرار سيئات المقربين).
2- الحذف:
في قوله تعالى: (لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ).
أصل الكلام: لأذقناك عذابا ضعفا في الحياة، وعذابا ضعفا في الممات. ثم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه وهو الضعف. ثم أضيفت الصفة إضافة الموصوف فقيل: ضعف الحياة، وضعف الممات، كما لو قيل:
لأذقناك أليم الحياة وأليم الممات.
الفوائد:
1- موقف الرسول من ثقيف.
حدثنا التاريخ أن ثقيفا طلبت إلى الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم أن يخصها بأمور تفخر بها على العرب، منها قولهم أن لا نعشر ولا نحشر ولا نجبّي في صلاتنا، وكل ربا لنا فهو لنا، وكل ربا علينا فهو موضوع عنا وأن تمتعنا باللات سنة، حتى نأخذ ما يهدى لها فإذا أخذناه كسرناها وأسلمنا، وأن تحرم وادينا كما حرمت مكة، فإن قالت العرب: لم فعلت ذلك، فقل: إن الله أمرني به. وجاؤوا بكتابهم، فكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لثقيف، لا يعشرون ولا يحشرون فقالوا: ولا يحبّون.
فسكت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم. ثم قالوا للكاتب: اكتب لا يحبّون، والكاتب ينظر إلى رسول الله، فقام عمر بن الخطاب فسلّ سيفه فقال: أسعرتم قلب نبينا- يا معشر ثقيف- أسعر الله قلوبكم نارا، فقالوا: لسنا نكلم إياك، وإنما نكلم محمدا. فكان ذلك سببا لنزول الآيات المذكورة.
وطبعا: لا نعشر: أي لا يؤخذ منا عشر أموالنا. ولا نحشر: أي لا نساق للجهاد.
ولا نجبّي في صلاتنا: أي لا يركعون ولا يسجدون.
وفي رواية، أنهم طلبوا إعفاءهم من الصلاة. وقد أجابهم الرسول إلى الطلبين الأولين، ولكن قال: لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود، أو كما قال.
ومن الطبعي أن هذه الآيات قد ألغت الاتفاق الذي حاولت ثقيف أن تمليه على رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم وحددت موقف الإسلام منهم ومن أمثالهم. وبعد، لابد أن نتناول في البحث الفعل كاد فقد تكرر في هذه الآيات عدة مرات.
ولابن هشام كلام ممتع عن هذا الفعل، يردّ فيه على بعض النحاة والمعربين بعض ما اشتهروا به، والذي منه: قولهم: إن (كاد) إثباتها نفي ونفيها إثبات، فإذا قيل: كاد يفعل، معناه انه لم يفعل. وإذا قيل: لم يكد يفعل، فمعناه أنه فعل. وقد ذهب إلى مثل ذلك المعمري في كلام نحن بغنى عن سرده، مخافة الإطالة. والصواب أن حكمها حكم سائر الأفعال، في أن نفيها نفي، وإثباتها إثبات بدليل أن معناها المقاربة، (فمعنى كاد يفعل) أي قارب من الفعل، ومعنى (ما كاد يفعل) أي ما قارب الفعل. مثال ذلك (إذا أخرج يده لم يكد يراها). فتأمل وتبصّر، ألهمك الله الرشد..!