فصل: إعراب الآيات (28- 29):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآيات (28- 29):

{فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل التاء الواو عاطفة (من) اسم موصول في محل رفع معطوف على الضمير فاعل استويت (معك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (على الفلك) متعلّق ب (استويت)، الفاء رابطة لجواب الشرط (للّه) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الحمد)، (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (من القوم) متعلّق ب (نجّانا).
جملة: (استويت...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (الحمد للّه...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (نجّانا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
29- الواو عاطفة (ربّ أنزلني) مثل ربّ انصرني، (منزلا) مفعول به منصوب، الواو حاليّة.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قل الأولى.
وجملة: (النداء وجوابه...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنزلني...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (أنت خير...) في محلّ نصب حال من فاعل أنزلني.
الفوائد:
- قصة نوح:
سوف نجتزئ الجزء الأخير من هذه القصة، وندع كاملها إلى موطن آخر.
(فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا) لما رأى أن اللّه قد حقت كلمته، وقضى وحيه، أنه لن يؤمن به أحد بعد، وأنه قد طبع على قلوبهم، ووضعت عليها الأقفال، فلم يعودوا يخضعون لبرهان، أو يذعنون إلى إيمان، قال: (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً).
فاستجاب اللّه دعاءه وأوحى إليه: ان (اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) فاتخذ مكانا قصيا عن المدينة، وراح يعدّ الألواح والمسامير، ولكن لم ينج من سخرية القوم واستهزائهم.
قال بعضهم: إنك يا نوح كنت تزعم، قبل اليوم، أنك نبي ورسول، فكيف أصبحت اليوم نجارا وقال غيرهم: ما بالك تصنع السفينة بعيدة عن البحار والأنهار. ولكنه أعرض عن استهزائهم ولغوهم.
فأوحى إليه اللّه: إذا جاء أمرنا، وظهرت آياتنا، فاعمد إلى سفينتك، وخذ من آمن من قومك وأهلك، واحمل معك من كل زوجين اثنين، حتى يبلغ أمر اللّه.
وفتحت أبواب السماء بالماء، وتفجرت عيون الأرض، وبلغ السيل الزبى، ثم جاوز القيعان والربا، فهرع نوح إلى السفينة، وحمل ما أمر اللّه بحمله من الإنسان والحيوان والنبات، وسارت باسم اللّه مجراها ومرساها.
سارت السفينة في ريح رخاء، والأمواج تفتح بين طياتها للكافرين قبورا، والزبد يخيط لهم أكفانا، يغالبون الموت والموت يغلبهم، ويصارعون الموج ولكن الموج يصرعهم، حتى طوتهم الأمواج طي السر في الفؤاد. هذا فصل من فصول قصة نوح نقلناه إليك، كما ورد في المطولات وقصص القرآن، وسنعود لسيرة نوح، في مواطن أخرى من هذا الكتاب بعونه تعالى.
2- هيهات فيها لغات كثيرة العدّ: وقد اشتهرت بفتح التاء على البناء، وهي لغة الحجازيين، وفيها هيهاتا وهيهات وهيهات بالكسر والتنوين ثم الثلاثة بدون تنوين ثم بسكون التاء. ويجوز إبدال الهمزة من الهاء الأولى في سائر اللغات المذكورة.
ويقع الاسم بعدها مرفوعا بها، كما يرتفع بالفعل، لأنها جارية مجراه، فاقتضت فاعلا قال جرير:
فهيهات هيهات العقيق ومن به ** وهيهات خلّ بالعقيق نواصله

.إعراب الآيات (30- 32):

{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30) ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (32)}.
الإعراب:
(في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ اللام لتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة الواو عاطفة (إن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف اللام هي الفارقة (مبتلين) خبر كنّا منصوب.
جملة: (إنّ في ذلك لآيات) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إن) هـ (كنّا) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (كنّا لمبتلين) في محلّ رفع خبر إن المخفّفة.
31- (من بعدهم) متعلّق ب (أنشأنا)، (آخرين) نعت لقرن منصوب، وهو على معنى قوم، وعلامة النصب الياء.
وجملة: (أنشأنا...) لا محلّ لها معطوفة على إن كنّا...
32- الفاء عاطفة (فيهم) متعلّق ب (أرسلنا)، (منهم) متعلّق بنعت ل (رسولا)، (أن) مفسّرة، (اعبدوا اللّه... تتّقون) مرّ إعرابها.
وجملة: (أرسلنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأنا.
وجملة: (اعبدوا...) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (ما لكم من إله...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: (تتّقون...) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر مقرّر لما قبله.

.إعراب الآيات (33- 38):

{وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (34) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (35) هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (36) إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قال الملأ... كفروا) مرّ إعراب نظيرها، الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (بلقاء) متعلّق ب (كذّبوا)، (في الحياة) متعلّق ب (أترفناهم)، (ما هذا... مثلكم) مرّ إعرابها (ممّا) متعلّق ب (يأكل)، (منه) متعلّق ب (تأكلون)، (ممّا) الثاني متعلّق ب (يشرب).
جملة: (قال الملأ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (كذّبوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (أترفناهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (ما هذا إلّا بشر...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يأكل...) في محلّ نصب حال من بشر.
وجملة: (تأكلون منه...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يشرب...) في محلّ نصب معطوفة على جملة يأكل.
وجملة: (تشربون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
34- الواو عاطفة اللام موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أطعتم) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (مثلكم) نعت ل (بشرا) منصوب (إذا)- بالتنوين- حرف جواب لا عمل له اللام لام القسم عوض من المزحلقة (خاسرون) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
وجملة: (إن أطعتم...) في محلّ نصب معطوفة على جملة ما هذا إلّا بشر.
وجملة: (إنّكم.. لخاسرون) لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
35- الهمزة للاستفهام التعجبيّ، وفاعل (يعدكم) ضمير مستتر تقديره هو أي الرسول، وخبر (أنكم) الأول هو (مخرجون)، وكرّر (أنّكم) توكيدا لطول الفاصلة...
والمصدر المؤوّل (أنّكم... مخرجون) في محلّ نصب مفعول به عامله يعدكم.
(إذا) ظرف قد يحمل معنى الشرط، فالجواب محذوف، ويتعلّق به الظرف، وقد يكون ظرفا محضا متعلّق بما دلّ عليه خبر أنّكم الواو عاطفة في الموضعين.
وجملة: (يعدكم...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (متمّ...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (كنتم ترابا...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة متّم.
36- (هيهات) اسم فعل ماض بمعنى بعد (هيهات) الثاني توكيد للأول اللام زائدة. (ما) حرف مصدريّ، (توعدون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع..
والواو نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل (ما توعدون..) محلّه الأبعد فاعل هيهات.. ومحلّه الأقرب مجرور باللام أي بعد وعد الرسول بإخراجكم بعد الموت.
وجملة: (هيهات... لما توعدون) لا محلّ لها استئنافيّة مقرّرة لمضمون ما سبق في حيّز القول السابق.
37- (إن) نافية (إلّا) للحصر (حياتنا) خبر المبتدأ (هي)، الواو عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (نحن) اسمها (مبعوثين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجر الياء.
وجملة: (إن هي إلّا حياتنا...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (نموت...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (نحيا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نموت.
وجملة: (ما نحن بمبعوثين) لا محلّ لها معطوفة على جملة نموت.
38 (إن هو إلّا رجل) مثل إن هي إلّا حياتنا (على اللّه) متعلّق ب (افترى)، (كذبا) مفعول به منصوب الواو عاطفة (ما نحن له بمؤمنين) مثل ما نحن بمبعوثين.. (له) متعلّق ب (مؤمنين).
وجملة: (إن هو إلّا رجل...) لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة: (افترى...) في محلّ رفع نعت لرجل.
وجملة: (ما نحن له بمؤمنين) في محلّ رفع معطوفة على جملة افترى.
الصرف:
(هيهات)، اسم فعل ماض معناه بعد.
الفوائد:
1- الآية (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ).
للنحاة آراء عدة في إعراب هذه الآية وخصوصا في خبر (أن) الأولى وأن الثانية.
نختار لكم الرأي الراجح لدى أئمة النحو الذي ارتاحت له النفس واطمأن إليه الفكر وهو أن (أنّ) الثانية تكرار وتوكيد للأولى بعد أن طال الفصل وأن كلمة (مخرجون) هي خبر ل (أن) الأولى وهذا ما ذهب إليه الجرمي، والمبرد، والفراء ويتفق مع صناعة النحو وقواعد اللغة..
2- حول هذه الآية:
شرح ابن أبي الحديد نهج البلاغة، وقد أورد في شرحه ما يلي: قال قاضي القضاة: إن أحدا من العقلاء لم يذهب إلى نفي الصانع للعالم، ولكن قوما من الوراقين اجتمعوا ووضعوا بينهم مقالة، لم يذهب أحد إليها، وهي أن العالم قديم، لم يزل على هيئته هذه، ولا إله للعالم، ولا صانع له أصلا، وإنما هو هكذا ما زال ولا يزال من غير صانع ولا مؤثر. ومن أشهر الذين أخذوا بهذه المقالة من العرب ابن الراوندي، وقد أخذ هذه المقالة ونشرها في كتابه المعروف بكتاب التاج.
وقد ذكر أبو العلاء المعري ابن الراوندي وتاجه في رسالة الغفران، ومما قاله:
(وأما ابن الراوندي، فلم يكن إلى المصلحة بمهدي، وأما تاجه فلا يصلح أن يكون نعلا، هل تاجه إلا كما قالت الكاهنة) (أفّ وتفّ وجورب وخف). وفي هؤلاء يقول أبو العلاء في لزومياته:
ضل الذي قال البلاد قديمة ** بالطبع كانت والأنام كبنتها

وأمامنا يوم تقوم هجوده ** من بعد إبلاء العظام ورفتها

ورحم اللّه المعري، لو عاش إلى أيامنا، لرأى الآلاف والملايين من الوراقين والراونديين، يجاهرون بمقالة أولئك، ولا يجدون من يشذب مقالتهم أو يزري بآرائهم، فقد أصبحوا ذوي قوة وأيد.