فصل: إعراب الآيات (94- 95):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآيات (94- 95):

{فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة، والواو في (كبكبوا) نائب الفاعل (فيها) متعلّق ب (كبكبوا) بتضمينه معنى ألقوا على وجوههم (هم) ضمير في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل نائب الفاعل (الغاوون) معطوف على الضمير نائب الفاعل، مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (كبكبوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
(95) الواو عاطفة (جنود) معطوف على الضمير المتّصل نائب الفاعل (أجمعون) توكيد للألفاظ المتعاطفة مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
البلاغة:
قوة اللفظ لقوة المعنى: في قوله تعالى: (فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ).
وهذا مما انفرد به ابن جني في كتاب (الخصائص) فإن الكبكبة تكرير الكب.
جعل التكرير في اللفظ دليلا على التكرير في المعنى، كأنه إذا ألقي في جهنم ينكب مرة بعد مرة حتى يستقرّ في قعرها.

.إعراب الآيات (96- 102):

{قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (98) وَما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (99) فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ (100) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102)}.
الإعراب:
الواو حاليّة (فيها) متعلّق ب (يختصمون).
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هم فيها يختصمون) في محلّ نصب حال من فاعل قالوا.
(97) التاء تاء القسم (اللّه) لفظ الجلالة مجرور ب التاء متعلّق بفعل أقسم مقدرا (إن) مخففّة من الثقيلة مهملة، اللام هي الفارقة، (في ضلال) متعلّق بخبر كنّا.
وجملة: أقسم (باللّه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إن كنّا لفي ضلال...) لا محلّ لها جواب القسم.
(98) (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به خبر كنّا، (بربّ) متعلّق ب (نسوّيكم).
وجملة: (نسوّيكم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(99) الواو اعتراضيّة (ما) نافية (إلّا) أداة حصر (المجرمون) فاعل أضلّنا مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
وجملة: (ما أضلّنا إلّا المجرمون) لا محلّ لها اعتراضيّة.
(100) الفاء عاطفة (ما) نافية (لنا) متعلّق بخبر مقدّم (شافعين) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر.
وجملة: (ما لنا من شافعين) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
(101- 102) الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (صديق) معطوف على شافعين، مجرور مثله لفظا. الفاء استئنافيّة (لو) حرف تمنّ (لنا) متعلّق بخبر أنّ (كرّة) اسم أنّ مؤخّر منصوب الفاء فاء السببيّة (نكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، واسم نكون ضمير مستتر تقديره نحن (من المؤمنين) خبر نكون.
والمصدر المؤوّل (أنّ لنا كرّة) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف أي لو رجوعنا حاصل.
والمصدر المؤوّل (أن نكون...) في محلّ نصب معطوف على المصدر كرّة أي: ليت لنا رجوعا فكوننا مؤمنين.
وجملة: لو رجوعنا حاصل لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (نكون...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الصرف:
(شافعين)، جمع شافع اسم فاعل من (شفع) الثلاثيّ، وزنه فاعل.
(حميم)، صفة مشبّهة من حمّ الأمر فلانا بمعنى أهمه باب نصر، والحميم القريب الذي تهتمّ بأمره أو الصديق، وزنه فعيل.
البلاغة:
الإيضاح: في قوله تعالى: (وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ).
والإيضاح: هو أن يذكر المتكلم كلاما، في ظاهره لبس، ثم يوضحه في بقية كلامه والإشكال الذي يحله الإيضاح يكون في معاني البديع من الألفاظ وفي إعرابها، ومعاني النفس دون الفنون. وهو هنا في قوله تعالى: (وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) فإن الصديق الموصوف بصفة حميم هو الذي يفوق القرابة ويربو عليه، وهو أن يكون حميما، فالحميم من الاحتمام، وهو الاهتمام، أي يهمه أمرنا ويهمنا أمره. وقيل من الحامة وهي الخاصة من قولهم حامة فلان أي خاصته.
الفوائد:
1- تقدم الكلام على حرفي الجر (الواو والتاء) واختصاصهما بالقسم، وأن التاء مختصة بلفظ الجلالة، ونحب الآن أن نشير إلى هاتين الفائدتين:
الأولى أن أحرف الجر تنقسم إلى ثلاثة أقسام: (أصلي، وزائد، وشبيه بالزائد) أ- الأصلي: هو ما يحتاج إلى تعليق ولا يستغنى عنه لا معنى ولا إعرابا.
ب- الزائد: ما يستغنى عنه إعرابا ولا يحتاج إلى متعلق.
ج- الشبيه بالزائد: هو ما لا يمكن الاستغناء عنه لفظا ولا معنى إلا أنه لا يحتاج إلى تعليق، وهو خمسة أحرف: (رب وخلا وعدا وحاشا ولعلّ).
2- يجر الاسم في ثلاثة مواضع:
أ- أن يقع بعد حرف جر.
ب- أن يكون مضافا إليه.
ج- أن يكون تابعا لمجرور.
ولكل من هذه المواضع الثلاثة تفصيلات نتعرض لها في مناسباتها.

.إعراب الآيات (103- 104):

{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104)}.
الإعراب:
(في ذلك) متعلّق بخبر إنّ اللام للتوكيد (آية) اسم إنّ مؤخّر منصوب (وما كان... الرحيم) مرّ إعرابها.
جملة: (إنّ في ذلك لآية...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (ما كان أكثرهم...) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (إنّ ربّك لهو...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ في ذلك...
وجملة: (هو العزيز...) في محلّ رفع خبر إنّ.

.إعراب الآيات (105- 110):

{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110)}.
الإعراب:
أنّث الفعل في (كذّبت) باعتبار معنى الفاعل وهو الجماعة أو الأمة لا لفظه بينما روعي لفظ القوم في قوله أخوهم.
جملة: (كذّبت قوم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
(106) (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق ب (كذّبت)، (لهم) متعلّق ب (قال)، (نوح) عطف بيان ل (أخوهم) مرفوع (ألا) أداة عرض.
وجملة: (قال لهم أخوهم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ألّا تتّقون..) في محلّ نصب مقول القول.
(107) (لكم) متعلّق برسول بمعنى مرسل.
وجملة: (إنّي لكم رسول...) لا محلّ لها تعليليّة.
(108) الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، والنون في (أطيعون) هي للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة للفاصلة.
وجملة: (اتّقوا...) في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن صدّقتموني فاتّقوا اللّه.
وجملة: (أطيعون...) معطوفة على جملة اتّقوا اللّه.
(109) الواو عاطفة (ما) نافية (عليه) متعلّق بأجر بحذف مضاف أي على تبليغه (أجر) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به عامله أسألكم (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (على ربّ) متعلّق بخبر المبتدأ أجري.
وجملة: (ما أسألكم...) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (إن أجري إلّا على ربّ...) لا محلّ لها تعليليّة.
(110) (فاتّقوا اللّه وأطيعون) مثل الأولى مفردات وجملا.
البلاغة:
التكرير: في قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ) التكرر هنا للتأكيد والتنبيه على أن كلا منهما مستقل في إيجاب التقوى والطاعة فكيف إذا اجتمعا.

.إعراب الآية رقم (111):

{قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام (لك) متعلّق ب (نؤمن)، الواو واو الحال...
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنؤمن لك...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اتّبعك الأرذلون...) في محلّ نصب حال.

.إعراب الآيات (112- 115):

{قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسابُهُمْ إِلاَّ عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (115)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (ما) اسم استفهام مبتدأ (علمي) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء. والياء مضاف إليه (ما) حرف مصدريّ...
والمصدر المؤوّل (ما كانوا يعملون) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بالمصدر علمي.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما علمي...) في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر أي أهم كذلك وما علمي...؟
جملة: (كانوا يعملون...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (يعملون) في محلّ نصب خبر كانوا.
(113) (إن) نافية (إلّا) للحصر (على ربّي) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ حسابهم (لو) حرف شرط غير جازم...
وجملة: (إن حسابهم إلّا على ربّي) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (تشعرون...) لا محلّ لها استئنافيّة... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي لعلمتم أنّ حسابهم على ربّي.
(114) الواو عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (طارد) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (ما أنا بطارد...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن حسابهم...
(115) (إن) حرف نفي (أنا) ضمير منفصل مبتدأ (إلّا) للحصر (نذير) خبر المبتدأ مرفوع.
وجملة: (إن أنا إلّا نذير) لا محلّ لها تعليليّة.

.إعراب الآية رقم (116):

{قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116)}.
الإعراب:
اللام موّطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (تنته) مضارع مجزوم فعل الشرط، اللام لام القسم (تكوننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (من المرجومين) متعلّق بخبر تكوننّ.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لم تنته...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة النداء: (يا نوح) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (تكوننّ...) لا محلّ لها جواب القسم... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
الصرف:
(تنته)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم...
وزنه تفتع.
(المرجومين)، جمع المرجوم اسم مفعول من الثلاثيّ رجم، وزنه مفعول.
الفوائد:
في هذه الآية اجتمع القسم والشرط، والسابق القسم وبما أن القاعدة تقول إذا اجتمع شرط وقسم وكان الجواب واحدا فيعتبر الجواب للأسبق منهما، ويحذف جواب المتأخر، ويقدر مفسرا بالأول (إذن لتكونن جوابا للقسم) قال ابن مالك في ألفيته:
واحذف لدى اجتماع شرط وقسم ** جواب ما أخرت فهو ملتزم