فصل: إعراب الآيات (60- 64):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآيات (60- 64):

{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التقريعي (إليكم) متعلق ب (أعهد)، (أن) حرف تفسير، (لا) ناهية جازمة (لكم) متعلّق بحال من الخبر عدوّ.
جملة: (لم أعهد) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يا بني آدم) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (لا تعبدوا) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (إنّه لكم عدو) لا محلّ لها تعليليّة.
(61)- الواو عاطفة (أن) مثل الأولى...
وجملة: (اعبدوني) لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة: (هذا صراط) لا محلّ لها تعليل لأمر العبادة.
(62)- الواو عاطفة اللام لام القسم (قد) حرف تحقيق (منكم) متعلّق بحال من (جبلّا)، الهمزة للاستفهام الفاء عاطفة...
وجملة: (أضلّ) لا محلّ لها جواب القسم.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة لم أعهد...
وجملة: (لم تكونوا) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أفقدتم صوابكم فلم تكونوا تعقلون...
وجملة: (تعقلون) في محلّ نصب خبر تكونوا.
(63)- (جهنّم) خبر المبتدأ هذه، (التي) في محلّ رفع نعت لجهنّم...
وجملة: (هذه جهنّم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كنتم توعدون) لا محل لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (توعدون) في محلّ نصب خبر كنتم.
(64)- (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اصلوها)، (ما) حرف مصدريّ...
والمصدر المؤوّل (ما كنتم تكفرون...) في محلّ جرّ ب الباء متعلّق ب (اصلوها)، والباء سببيّة.
وجملة: (اصلوها) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كنتم تكفرون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (تكفرون) في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(62) جبلّا: اسم جمع بمعنى الطائفة من الخلق، وزنه فعل بكسر الفاء والعين وتشديد اللام.
(64) اصلوها: فيه إعلال بالحذف أصله في المضارع يصلاونها، فلمّا انتقل إلى الأمر حذفت النون وحذفت الألف في المضارع والأمر لالتقاء الساكنين وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الألف المحذوفة..
وزنه افعوها.
البلاغة:
1- تنوين الصراط: في قوله تعالى: (هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ).
وفيه تفخيم وإيجاز، يشير إلى ما عهد إليهم من معصية الشيطان وطاعة الرحمن، إذ لا صراط أقوم منه.
2- التنكير: في قوله تعالى: (صِراطٌ):
التنكير للمبالغة والتعظيم، أي هذا صراط بليغ في استقامته، جامع لكل ما يجب أن يكون عليه، وأصل لمرتبة يقصر عنها التوصيف والتعريف، ولذا لم يقل هذا الصراط المستقيم، أو هذا هو الصراط المستقيم، وإن كان مفيدا للحصر.
3- تقديم النهي على الأمر: في قوله تعالى: (أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ).
وتقديم النهي على الأمر، لما أن حق التخلية التقدم على التحلية.

.إعراب الآيات (65- 67):

{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ (67)}.
الإعراب:
(اليوم) ظرف منصوب متعلّق ب (نختم)، (على أفواهم) متعلّق ب (نختم)، (بما كانوا يكسبون) مثل بما كنتم تكفرون، والجارّ والمجرور متعلّق ب (تشهد).
جملة: (نختم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تكلّمنا أيديهم) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (تشهد أرجلهم) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (كانوا يكسبون) لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما).
وجملة: (يكسبون) في محلّ نصب خبر كانوا.
(66) الواو عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم اللام رابطة لجواب لو (على أعينهم) متعلّق ب (طمسنا)، الفاء عاطفة في الموضعين (الصراط) منصوب على نزع الخافض أي إلى الصراط، (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بمحذوف حال- جاء بمعنى كيف- عامله يبصرون.
وجملة: (نشاء) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (طمسنا) لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة: (استبقوا) لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: (يبصرون) لا محلّ لها معطوفة على جملة استبقوا.
(67) الواو عاطفة (لو نشاء.. مضيّا) مثل لو نشاء.. الصراط، والجارّ والمجرور متعلّق ب (مسخناهم)، الواو عاطفة (لا) نافية....
وجملة: (نشاء) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة نشاء (الأولى).
وجملة: (مسخناهم) لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة: (ما استطاعوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (لا يرجعون) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما استطاعوا.
الصرف:
(مضيّا)، مصدر سماعيّ للثلاثيّ مضى باب ضرب، وزنه فعول بضمّ الفاء، وفيه إعلال بالقلب لالتقاء الواو مع الياء- مضوي- ومجيء الأولى ساكنة، قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى ثمّ كسرت الضاد لمناسبة الياء، فأصبح مضيّ.
البلاغة:
الكناية: في قوله تعالى: (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ):
كناية عن منعهم من التكلم، ولا مانع من أن يكون هناك ختم على أفواههم حقيقة. ويجوز أن يكون الختم مستعارا لمعنى المنع بأن يشبه إحداث حالة في أفواههم مانعة من التكلم بالختم الحقيقي، ثم يستعار له الختم، ويشتق منه نختم، فالاستعارة تبعية، أي اليوم نمنع أفواههم من الكلام منعا شبيها بالختم.

.إعراب الآية رقم (68):

{وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من) اسم شرط مبتدأ (في الخلق) متعلّق ب (ننكسه)، الهمزة للاستفهام..
جملة: (من نعمّره) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نعمّره) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (ننكّسه) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (يعقلون) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أيجهلون فلا يعقلون.

.إعراب الآيات (69- 70):

{وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ (70)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) نافية في الموضعين، وفاعل (ينبغي) ضمير يعود على الشعر (له) متعلّق ب (ينبغي)، (إن) نافية (إلّا) للحصر (ذكر) خبر المبتدأ هو، مرفوع.
جملة: (ما علّمناه الشعر) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما ينبغي له) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (إن هو إلّا ذكر) لا محلّ لها تعليليّة.
(70) اللام للتعليل (ينذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير يعود على القرآن (من) موصول في محلّ نصب مفعول به الواو عاطفة (يحقّ) مضارع منصوب معطوف على (ينذر)، (على الكافرين) متعلّق ب (يحقّ).
والمصدر المؤوّل (أن ينذر) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره (أنزل).
وجملة: (ينذر) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (كان حيّا) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يحقّ القول) لا محلّ لها معطوفة على جملة ينذر..
الصرف:
(الشعر)، اسم للكلام الموزون المقفّى، جمعه أشعار، ووزن الشعر فعل بكسر فسكون.
الفوائد:
- النبي (صلّى اللّه عليه وآله) والشعر:
قيل: إن كفار قريش قالوا: إن محمدا شاعر، وما يقوله شعر، فأنزل اللّه تعالى تكذيبا لهم وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ أي ما يسهل له ذلك، وما يصلح منه، بحيث لو أراد نظم شعر لم يتأت له ذلك. قال العلماء: ما كان يتزن له بيت شعر، وإن تمثل بيت شعر جرى على لسانه منكسرا، كما روي عن الحسن أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يتمثل بهذا البيت:
كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا

فقال أبو بكر رضي اللّه عنه: يا نبي اللّه، إنما قال الشاعر:
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا

أشهد أنك رسول اللّه (وما علمناه الشعر وما ينبغي له). وسئلت السيدة عائشة رضي اللّه تعالى عنها هل كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يتمثل الشيء من الشعر؟ قالت: كان الشعر أبغض الحديث إليه، ولم يتمثل إلا ببيت أخي بني قيس طرفة:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ** ويأتيك بالأخبار من لم تزودّ

فجعل يقول: ويأتيك من لم تزود بالأخبار، فقال أبو بكر رضي اللّه عنه: ليس هكذا يا رسول اللّه، فقال: إني لست بشاعر ولا ينبغي لي. لكنه قد صح من حديث جندب بن عبد اللّه، الذي رواه البخاري ومسلم، أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أصابه حجر فدميت أصبعه فقال:
هل أنت إلا أصبع دميت ** وفي سبيل اللّه ما لقيت

وكان يقول في حنين:
أنا النبي لا كذب ** أنا ابن عبد المطلب

لكن مجيء مثل هذا الكلام على لسانه صلى اللّه عليه وسلم كان من غير صنعة وتكلف، وقد اتفق له كذلك من غير قصد إليه، وإن جاء موزونا، كما يحدث في كثير من كلام الناس في خطبهم ورسائلهم ومحاوراتهم كلام موزون يدخل في وزن البحور، ومع ذلك فإن الخليل لم يعد المشطور من الرجز شعرا، علما بأن هذا القليل النادر لا يقاس عليه، وجميع أحاديث النبي صلى اللّه عليه وسلم لم يكن فيها شيء من الشعر.
حكم الشعر في الإسلام:
الإسلام لم يحارب الشعر، وكان صلى اللّه عليه وسلم يحث حسان رضي اللّه عنه ويقول له:
(اهجهم وجبريل معك). وقد اتفقت كلمة الفقهاء على أن الشعر إنما هو كلام من جملة الكلام، فإن دعا إلى فضيلة أو خلق كريم فهو لا بأس به، وشيء حسن، ولا ينضوي صاحبه تحت قوله تعالى: (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ)، لأنه عند نزول هذه الآية برأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كعبا وحسان وعبد اللّه بن رواحة رضي اللّه عنهم من انطباق حكمها عليهم.
أما إن تضمن منكرا من القول وزورا، أو سخّر لبعث الأحقاد أو النيل من الأعراض، أو محاربة الحق، فهذا هو الشعر المذموم، والذي ينضوي صاحبه تحت قوله تعالى: (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) واللّه أعلم.