فصل: إعراب الآيات (32- 35):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآيات (32- 35):

{وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (35)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (من آياته الجوار) مرّ إعراب نظيرها، وعلامة الرفع في (الجوار) الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة قراءة الوصل (في البحر) متعلّق ب (الجواري)، (كالأعلام) متعلّق بحال من الجواري.
جملة: (من آياته الجواري) لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المتقدّم في جملة ما أصابكم.
33- (يسكن) مضارع مجزوم جواب الشرط، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين الفاء عاطفة (يظللن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم معطوف على (يسكن)، والنون ضمير اسمه يعود على الجواري (على ظهره) متعلّق ب (رواكد)، (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم ل (إنّ)، اللام للتوكيد (آيات) اسم إنّ مؤخّر منصوب وعلامة النصب الكسرة (لكلّ) متعلّق بنعت ل (آيات).. (شكور) نعت لكلّ صبّار..
وجملة: (يشأ) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يسكن) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: (يظللن) لا محلّ لها معطوفة على جملة يسكن وجملة: (إنّ في ذلك لآيات) لا محلّ لها استئناف بيانيّ 34- (أو) حرف عطف (يوبقهنّ) مضارع مجزوم معطوف على (يظللن) في المحلّ.. و(هنّ) مفعول به، والفاعل هو أي اللّه (ما) حرف مصدريّ، والواو في (كسبوا) يعود على أصحاب السفن المفهوم من السياق..
والمصدر المؤوّل (ما كسبوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يوبقهنّ) الواو عاطفة (يعف) مضارع مجزوم معطوف على جواب الشرط، (عن كثير) متعلّق ب (يعف).
وجملة: (يوبقهنّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة يظللن وجملة: (كسبوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: (يعف) لا محلّ لها معطوفة على جملة يوبقهنّ 35- الواو عاطفة (يعلم) مضارع منصوب معطوف على محذوف منصوب للتعليل أي: يغرقهم لينتقم منهم ويعلم (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل يعلم (في آياتنا) متعلّق ب (يجادلون)، (ما) نافية مهملة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (محيص) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ.
وجملة: (يعلم الذين يجادلون) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ المقدّرة أي: ل (أن) ينتقم اللّه منهم ويعلم الذين...
وجملة: (يجادلون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (ما لهم من محيص) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي العلم المعلّق بالنفي ما.
الصرف:
(32) الجوار: جمع الجارية مؤنّث الجاري، اسم فاعل من الثلاثيّ جرى وزنه فاعل، ووزن الجواري الفواعل وهي السفن الجارية، وقد يقصد بها الاسم الجامد للسفن باستعمال الوصف كاسم.. أمّا الجوار فوزنه الفواع بإسقاط الياء لقراءة الوصل.
(الأعلام)، جمع علم وهو الجبل، اسم جامد وزنه فعل بفتحتين، ووزن الأعلام أفعال.
(33) رواكد: جمع راكدة مؤنّث راكد، اسم فاعل من الثلاثيّ ركد بمعنى وقف، وزنه فاعل، ووزن رواكد فواعل.
(34) يعف: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، حذف حرف العلة من آخره وزنه يفع بضم العين.
البلاغة:
قال تعالى: (إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ) يقولون: إن الريح لم ترد في القرآن إلا عذابا، بخلاف الرياح.
وهذه الآية تخرم الإطلاق، فإن الريح المذكورة هنا نعمة ورحمة إذ بواسطتها يسيّر اللّه السفن في البحر، حتى لو سكنت لركدت السفن ولا ينكر أن الغالب من ورودها مفردة ما ذكروه، وأما اطراده فلا. وما ورد في الحديث: اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا، فلأجل الغالب في الإطلاق، واللّه أعلم.
الفوائد:
- ما: النافية العاملة عمل ليس...
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) ما: نافية تعمل عمل ليس، لهم متعلقان بخبرها المقدم، ومحيص مجرور لفظا مرفوع محلّا على أنّه اسم ما، وسنوضح فيما يلي ما يتعلّق ب (ما) العاملة عمل ليس.
إن (ما) تعمل هذا العمل بأربعة شروط:
1- أن يكون اسمها مقدما وخبرها مؤخرا.
2- ألا يقترن الاسم ب (إن الزائدة) كقول الشاعر:
بني غدانة ما إن أنتم ذهب ** ولا صريف ولكن أنتم الخزف

3- ألا يقترن الخبر بإلا مثل: ما أنت إلا شاعر.
4- ألا يليها معمول الخبر، ما عدا الظرف والجار والمجرور.
مثل: ما كلّ مسيء معاقب. فمسيء معمول للخبر معاقب لأن معاقب اسم مفعول تحتاج إلى نائب فاعل.
فإذا استوفت هذه الشروط عملت، سواء أكان اسمها وخبرها نكرتين، كقوله تعالى: (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ) فأحد اسمها وحاجزين خبرها، و(منكم) متعلّق بمحذوف تقديره أعني وكذلك تعمل (ما) إذا كان اسمها وخبرها معرفتين، كقوله تعالى: (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ)، وكذلك إذا كان الاسم معرفة والخبر نكرة، كقوله تعالى: (ما هذا بَشَراً).

.إعراب الآيات (36- 39):

{فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (38) وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (أوتيتم) ماض مبنيّ للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط (من شيء) تمييز ما، الفاء رابطة لجواب الشرط (متاع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو الواو عاطفة (ما) اسم موصول مبتدأ (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (للذين) متعلّق ب (أبقى)، (على ربّهم) متعلّق ب (يتوكّلون).
جملة: (أوتيتم) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: هو (متاع) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: (ما عند اللّه خير) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول وجملة: (يتوكّلون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة 37- الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على الموصول السابق (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط متعلّق ب (يغفرون)، (ما) زائدة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ.
وجملة: (يجتنبون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني وجملة: (غضبوا) في محلّ جرّ مضاف إليه..
وجملة: (هم يغفرون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة يجتنبون وجملة: (يغفرون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) 38- الواو عاطفة في المواضع الأربعة (الذين) موصول معطوف على الموصول الأخير في محلّ جرّ (لربّهم) متعلّق ب (استجابوا)، (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (شورى)، (ممّا) متعلّق ب (ينفقون).
وجملة: (استجابوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث وجملة: (أقاموا) لا محلّ لها معطوفة على جملة استجابوا وجملة: (أمرهم شورى) لا محلّ لها معطوفة على جملة استجابوا وجملة: (رزقناهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (ينفقون) لا محلّ لها معطوفة على جملة استجابوا 39- الواو عاطفة (الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على الموصول الأخير (إذا) مثل الأول (هم ينتصرون) مثل هم يغفرون..
وجملة: (أصابهم البغي) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (هم ينتصرون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع وجملة: (ينتصرون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
الصرف:
(37) كبائر: جمع كبيرة أو كبير.. انظر الآية (45) من سورة البقرة أو الآية (217) منها (38) شورى: اسم مصدر للخماسيّ تشاور أي بمعنى التشاور وزنه فعلى بضمّ فسكون كبشرى.

.إعراب الآيات (40- 43):

{وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (مثلها) نعت لسيّئة الثانية مرفوع الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبتدأ في محلّ رفع (عفا) ماض في محلّ جزم فعل الشرط وكذلك (أصلح)، الفاء رابطة لجواب الشرط (على اللّه) متعلّق بخبر المبتدأ، (لا) نافية.
جملة: (جزاء سيّئة سيّئة) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (من عفا) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (عفا) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) وجملة: (أصلح) في محلّ رفع معطوفة على جملة عفا وجملة: (أجره على اللّه) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: (إنّه لا يحب الظالمين) لا محلّ لها تعليليّة 41- الواو عاطفة اللام للابتداء (من انتصر) مثل من عفا (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (انتصر)، الفاء رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة (عليهم) متعلّق بخبر مقدّم (سبيل) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
وجملة: (من انتصر) لا محلّ لها معطوفة على جملة من عفا وجملة: (انتصر) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني وجملة: (أولئك ما عليهم من سبيل) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: (ما عليهم من سبيل) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) 42- (إنّما) كافّة ومكفوفة (على الذين) متعلّق بخبر المبتدأ (السبيل)، (في الأرض) متعلّق ب (يبغون)، (بغير) متعلّق بحال من فاعل يبغون (لهم) خبر مقدّم للمبتدأ (عذاب)..
وجملة: (السبيل على الذين) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (يظلمون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (يبغون) لا محلّ لها معطوفة على جملة يظلمون وجملة: (أولئك لهم عذاب) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (لهم عذاب) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) 43- الواو عاطفة (لمن صبر) مثل لمن انتصر اللام المزحلقة للتوكيد (من عزم) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: (من صبر) لا محلّ لها معطوفة على جملة من انتصر وجملة: (صبر) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثالث.
وجملة: (غفر) في محلّ رفع معطوفة على جملة صبر وجملة: (إنّ ذلك لمن عزم) لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي من صبر كان ذا عزم، إنّ ذلك لمن عزم الأمور.
البلاغة:
1- جناس المزاوجة: في قوله تعالى: (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها).
كلتا الفعلتين: الأولى وجزاؤها، سيئة لأنها تسوء من تنزل به، وقد سميت باسمها لقصد المزاوجة، ومثله قوله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ)، والمعنى: أنّه يجب إذا قوبلت الإساءة أن تقابل بمثلها من غير زيادة، فإذا قال: أخزاك اللّه، قال: أخزاك اللّه. وبعضهم يعبّر عنها بالمشاكلة.
2- فن التهذيب: في قوله تعالى: (فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).
وهذا الفن هو أنه، عند ما يسند الفعل إلى اللّه تعالى، ينبغي العدول عن إسناد الإساءة إليه، كما في قوله تعالى، على لسان إبراهيم عليه السلام: (وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)، حيث نسب المرض إلى نفسه، ونسب الشفاء إلى ربه، سبحانه وتعالى.
وهذا من باب التزام الأدب مع اللّه سبحانه.
وفي الآية التي نحن في صددها، فن رفيع، وهو التهذيب أيضا، فإن الانتصار، لا يكاد يؤمن فيه تجاوز السيئة والاعتداء، خصوصا في حالة الفوران والغليان والتهاب الحمية، وفي هذا جواب لمن يتساءل: ما معنى ذكر الظلم عقب العفو، مع أن الانتصار ليس بظلم. وهذا كقوله تعالى: (وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ).
فوضع الظالمين موضع الضمير الذي كان من حقه أن يعود على اسم إنّ فيقال: ألا إنّهم في عذاب مقيم، فأتى هذا الظاهر تسجيلا عليهم بلسان ظلمهم. وهذا من البديع الذي يسمو على ذوي الفكر والمبدعين.