فصل: إعراب الآية رقم (18):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (18):

{فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ (18)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي، والضمير في (ينظرون) يعود على كفار مكّة (إلّا) للحصر (بغتة) مصدر في موضع الحال، الفاء تعليليّة (قد) حرف تحقيق..
والمصدر المؤوّل (أن تأتيهم) في محلّ نصب بدل اشتمال من الساعة أي: ينظرون إتيان الساعة.
الفاء استئنافيّة- أو عاطفة- (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ذكراهم)، (لهم) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر (إذا) ظرف للمستقبل مجرّد من الشرط، وفاعل (جاءتهم) ضمير يعود على الساعة.
جملة: (ينظرون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تأتيهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (جاء أشراطها) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (أنّى لهم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (جاءتهم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
الصرف:
(أشراطها)، جمع شرط وزنه فعل بفتحتين أي علامة، ووزن أشراط أفعال كسبب وأسباب.
الفوائد:
- أشراط الساعة..
أشارت هذه الآية إلى مجيء أشراط الساعة بقوله تعالى: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها) لما كان أمر الساعة مستبطأ في النفوس ذكر اللّه عز وجل أنها تأتي بغتة، وأنه قد حصل بعض أماراتها وعلاماتها وقد ذكر ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في كثير من أحاديثه الصحيحة. وسنورد بعضها للبيان:
عن سهل بن سعد قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال بإصبعه هكذا الوسطى والتي تلي الإبهام، وقال: «بعثت أنا والساعة كهاتين».
قيل معناه بأن ما بين مبعثه صلى اللّه عليه وسلم وقيام الساعة كما بين هذين الإصبعين في فارق الطول، فهو شيء يسير. وقيل: هو إشارة إلى قرب المجاورة.
عن أنس، قال عند قرب وفاته: ألا أحدثكم حديثا عن النبي صلى اللّه عليه وسلم لا يحدثكم به أحد غيري؟ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: «من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل (الجهل بالشرع والدين) ويشرب الخمر، ويفشو الزنا، ويذهب الرجال، ويبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيّم».
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «إن من أشراط الساعة: أن يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشحّ، ويكثر الهرج»، قالوا: وما الهرج؟ قال: «القتل».
وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: سأل أعرابي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: متى الساعة؟ فقال صلى اللّه عليه وسلم: «إذا ضيّعت الأمانة فانتظر الساعة». قال: وما تضييع الأمانة؟، قال: «أن يوسد الأمر غير أهله».
وقال العلماء: من أشراط الساعة انشقاق القمر، بدليل قوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ).

.إعراب الآية رقم (19):

{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ (19)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (اللّه) لفظ الجلالة بدل من الضمير المستكنّ في الخبر (لذنبك) متعلّق ب (استغفر)، وكذلك (للمؤمنين) بحذف مضاف أي لذنب المؤمنين...
الواو للاستئناف والمصدر المؤوّل (أنّه لا اله إلّا اللّه) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلم جملة: (اعلم) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر إذا علمت سعادة المؤمنين وشقاوة الكافرين فخذ العلم بوحدانية اللّه.
وجملة: (لا إله إلّا اللّه) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (استغفر) معطوفة على جملة اعلم.
وجملة: (اللّه يعلم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعلم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
الصرف:
(متقلّبكم)، مصدر ميميّ للخماسيّ تقلّب، وزنه متفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.

.إعراب الآيات (20- 21):

{وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى لَهُمْ (20) طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (21)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لولا) حرف تخضيض الفاء عاطفة وكذلك الواو (فيها) متعلّق ب (ذكر)، (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض) (إليك) متعلّق ب (ينظرون)، (نظر) مفعول مطلق منصوب (عليه) في موضع نائب الفاعل لاسم المفعول المغشيّ (من الموت) متعلّق ب (المغشيّ) الفاء استئنافيّة (أولى) مبتدأ مرفوع خبره (طاعة)، (لهم) متعلّق ب (أولى).
جملة: (يقول الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لولا نزّلت سورة) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنزلت سورة) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ذكر فيها القتال) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنزلت.
وجملة: (رأيت) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (في قلوبهم مرض) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (ينظرون) في محلّ نصب حال من الموصول.
وجملة: (أولى لهم) لا محلّ لها استئنافيّة.
21- الفاء استئنافيّة، والثانية رابطة لجواب الشرط (لو) حرف شرط غير جازم اللام واقعة في جواب لو، واسم (كان) ضمير مستتر يعود على الصدق والإيمان المفهومين من السياق (لهم) متعلّق ب (خيرا).
وجملة: (عزم الأمر) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (لو صدقوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (إذا).
وجملة: (كان خيرا لهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو).
الصرف:
(20) نظر: مصدر سماعيّ للثلاثيّ نظر باب نصر، وزنه فعل بفتحتين.
(المغشيّ)، اسم مفعول من الثلاثيّ غشي، والأصل في وزنه هو مفعول، ثمّ وقع فيه إعلال بالقلب، أصله مغشوي- بياء في آخره- اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى ثمّ كسرت الشين لمناسبة الياء.
(أولى)، انظر الآية (68) من سورة آل عمران... وفي هذه الحال هو مشتّق من الولي وهو القرب ووزنه أفعل، وقيل هو مشتّق من الويل فوزنه أفلع.
الفوائد:
- ما يحتمل المبتدأ أو الخبر..
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ)، فإنه يجوز إعراب طاعة خبر لمبتدأ محذوف. والتقدير: أمرنا طاعة. كما يجوز إعرابها مبتدأ، والتقدير طاعة وقول معروف أمثل. وقد ورد ذلك في القرآن الكريم في عدة مواضع، سنشير إليها:
1- يكثر ذلك بعد الفاء كقوله تعالى: (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ)، (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)، (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ)، (فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) فإن أعربت أخبارا، فالتقدير: الواجب كذا، وإن أعربت مبتدأ، فالتقدير فعليه كذا، أو فعليكم كذا.
2- ويأتي في غيره: كقوله تعالى: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) أي أمري أو صبر جميل أمثل. وقوله تعالى: (طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) أي أمرنا، أو أمثل. ويدل للأول قوله:
فقالت على اسم اللّه أمرك طاعة ** وإن كنت قد كلفت ما لم أعوّد

الشاهد قوله: (أمرك طاعة) مما يرجح الخبر على كونها مبتدأ. لأن الشاعر اعتبر (طاعة) خبرا للمبتدأ (أمرك) وقد جاء مصرحا به لذا فإذا أردنا التقدير نقدر على ضوء ما هو مصرح به.

.إعراب الآية رقم (22):

{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (22)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (هل) حرف استفهام (تولّيتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (في الأرض) متعلّق ب (تفسدوا)، (تقطّعوا) مضارع منصوب معطوف على (تفسدوا) بالواو..
والمصدر المؤوّل (أن تفسدوا) في محلّ نصب خبر عسيتم جملة: (عسيتم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تولّيتم) لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: (تفسدوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (تقطّعوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة تفسدوا.
البلاغة:
الالتفات: في قوله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ).
فقد نقل الكلام من الغيبة إلى الخطاب، على طريقة الالتفات، ليكون أبلغ في تأكيد التوبيخ وتشديد التقريع.

.إعراب الآية رقم (23):

{أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ (23)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة ومثلها الواو، وفاعل (أصمّهم، أعمى) ضميران يعودان على لفظ الجلالة..
جملة: (أولئك الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لعنهم اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أصمّهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (أعمى) لا محلّ لها معطوفة على جملة أصمّهم.

.إعراب الآية رقم (24):

{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (24)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الفاء عاطفة- أو استئنافيّة- (لا) نافية (أم) منقطعة بمعنى بل (على قلوب) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أقفالها).
جملة: (لا يتدبّرون) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا فلا يتدبّرون...- أو هي استئنافيّة-.
وجملة: (على قلوب أقفالها) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(أقفال)، جمع قفل، اسم للأداة المعروفة مستعملا على سبيل المجاز، وزنه فعل بضمّ فسكون، وثمّة جموع أخرى هي أقفل بفتح الهمزة وضمّ الفاء وقفول بضمّتين.
البلاغة:
التنكير: في قوله تعالى: (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها).
تنكير القلوب، إما لتهويل حالها وتفظيع شأنها، بإبهام أمرها في القساوة والجهالة كأنه قيل: على قلوب منكرة لا يعرف حالها ولا يقادر قدرها في القساوة، وإما لأن المراد بها قلوب بعض منهم، وهم المنافقون، وإضافة الأقفال للدلالة على أنها أقفال مخصوصة بها مناسبة لها غير مجانسة لسائر الأقفال المعهودة.
ففي الكلام استعارة: فقد شبّه قلوبهم بالصناديق، واستعار لها شيئا من لوازمها وهي الأقفال المختصة بها، لاستبعاد فتحها واستمرار انغلاقها.