فصل: إعراب الآيات (8- 26):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآيات (8- 26):

{فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14) عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (19) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (24) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (25) إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (26)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة للتفريع (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ ثان خبره (أصحاب) التي بعدها وذلك في الآيتين...
جملة: (أصحاب الميمنة) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (ما أصحاب) في محلّ رفع خبر المبتدأ أصحاب وجملة: (أصحاب المشأمة) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (ما أصحاب) في محلّ رفع خبر المبتدأ أصحاب (الثاني) 10- 16- الواو عاطفة (السابقون) مبتدأ خبره جملة أولئك المقرّبون، (السابقون) الثاني توكيد للأول مرفوع (المقرّبون) خبر المبتدأ (أولئك)، (في جنّات) متعلّق بخبر ثان للمبتدأ (أولئك)، (ثلّة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم أي السابقون، (من الأوّلين) متعلّق بنعت لثلّة (من الآخرين) نعت لقليل (على سرر) متعلّق بخبر ثان للمبتدأ هم (متّكئين) حال منصوبة من ضمير الاستقرار الذي هو خبر في قوله: (على سرر)، (عليها) متعلّق ب (متّكئين) (متقابلين) حال ثانية منصوبة وجملة: (السابقون أولئك المقرّبون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (أولئك المقرّبون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (السابقون) وجملة: هم (ثلّة) لا محلّ لها استئناف بيانيّ 17- 18- (عليهم) متعلّق ب (يطوف)، (بأكواب) متعلّق ب (يطوف)، (من معين) نعت لكأس...
وجملة: (يطوف عليهم ولدان) في محل نصب حال من الضمير في متقابلين.
19- 23- (لا) نافية، والواو في (يصدّعون) نائب الفاعل (عنها) متعلّق ب (يصدّعون) والجارّ للسببيّة (لا) نافية، والواو في (ينزفون) فاعل، (فاكهة) معطوفة على أكواب بالواو مجرور (ممّا) متعلّق بنعت ل (فاكهة)، وفي الثاني بنعت ل (لحم)، الواو عاطفة (حور) مبتدأ مرفوع خبره محذوف مقدّم تقديره لهم، (كأمثال) متعلّق بنعت ثان ل (حور)...
وجملة: (لا يصدّعون عنها) في محلّ نصب حال من كأس وجملة: (لا ينزفون) في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يصدّعون وجملة: (يتخيّرون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول وجملة: (يشتهون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني 24- (جزاء) مفعول لأجله منصوب، (ما) حرف مصدري والمصدر المؤوّل (ما كانوا...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزاء) وجملة: (كانوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: (يعملون) في محلّ نصب خبر كانوا 25- 26- (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يسمعون)، (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي (تأثيما) معطوف على (لغوا) منصوب (إلّا) للاستثناء (قيلا) منصوب على الاستثناء المنقطع (سلاما) بدل من (قيلا) منصوب (سلاما) الثاني توكيد لفظيّ للأول منصوب مثله.
وجملة: (لا يسمعون) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(8) الميمنة: مصدر ميميّ منته بالتاء للمبالغة، من الثلاثيّ يمن، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين (9) المشأمة: مصدر ميميّ منته بالتاء للمبالغة، من الثلاثي شأم، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين (13) ثلّة: اسم جمع بمعنى الجماعة أو الكثير، وزنه فعلة بضمّ فسكون، والجمع ثلل بكسر الثاء (15) موضونة: مؤنّث موضون، اسم مفعول من الثلاثيّ وضن بمعنى ثنى بعضه على بعض وضاعف نسجه، والدرع الموضونة المتقاربة النسج، أو المنسوجة حلقتين حلقتين (17) ولدان: كصبيان، جمع وليد بمعنى مولود، وهم مخلوقون في الجنّة ابتداء على أصحّ الأقوال...
(مخلّدون)، جمع مخلّد، اسم مفعول من الرباعيّ خلّد، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة (18) أباريق: جمع إبريق، مشتقّ من البريق لصفاء لونه، وزنه إفعيل، إناء له عروة وخرطوم.
البلاغة:
التشبيه المرسل المجمل: في قوله تعالى: (كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ).
حيث شبههم سبحانه وتعالى باللؤلؤ، أي في الصفاء، وقيد بالمكنون- أي المستور- لأنه أصفي وأبعد من التغير. وفي الحديث صفاؤهن كصفاء الدر الذي لا تمسه الأيدي.

.إعراب الآيات (27- 40):

{وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَماءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً (35) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً (36) عُرُباً أَتْراباً (37) لِأَصْحابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما أصحاب اليمين) مثل ما أصحاب الميمنة، (في سدر) متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، (لا) نافية (مقطوعة) نعت لفاكهة مجرور (لا) الثانية زائدة لازمة (ممنوعة) معطوف على مقطوعة بالواو مجرور..
جملة: (أصحاب اليمين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما أصحاب) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أصحاب) وجملة: هم (في سدر) لا محلّ لها استئناف بيانيّ 35- 40- (إنشاء) مفعول مطلق منصوب (أبكارا) مفعول به ثان منصوب (عربا، أترابا) نعتان ل (أبكارا) منصوبان مثله (لأصحاب) متعلّق ب (أنشأهنّ)، (ثلّة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (من الأولين) متعلّق بنعت ل (ثلّة)، (من الآخرين) متعلّق بنعت لثلة الثاني.
وجملة: (انّا أنشأناهنّ) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (أنشأناهنّ) في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: (جعلناهنّ) في محلّ رفع معطوفة على جملة أنشأناهنّ وجملة: هم (ثلة) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(28) مخضود: اسم مفعول من الثلاثيّ خضد الشجر بمعنى قطع شوكة، وزنه مفعول (29) طلح: اسم لشجر الموز وزنه فعل بفتح فسكون (30) ممدود: اسم مفعول من الثلاثي مدّ، وزنه مفعول (31) مسكوب: اسم مفعول من الثلاثيّ سكب وزنه مفعول (33) ممنوعة: مؤنّث ممنوع، اسم مفعول من الثلاثي منع، وزنه مفعول (35) إنشاء: مصدر قياسيّ للرباعيّ أنشأ، وزنه إفعال (37) عربا: جمع عروب بفتح العين، اسم للمرأة المتحبّبة الى زوجها، ووزن عرب فعل بضمّتين.

.إعراب الآيات (41- 48):

{وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (46) وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما أصحاب...) مثل الأولى، (في سموم) مثل في سدر، (من يحموم) متعلّق بنعت ل (ظلّ)، (لا) نافية (بارد) نعت لظلّ مجرور (لا) الثانية زائدة لازمة (كريم) معطوف على بارد بالواو مجرور.
جملة: (أصحاب الشمال) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (ما أصحاب) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أصحاب) الأول وجملة: هم (في سموم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ 45- 48- (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر (مترفين)، (على الحنث) متعلّق ب (يصرّون)، الهمزة للاستفهام الإنكاري في المواضع الثلاثة (إذا) ظرف للزمن المستقبل في محلّ نصب متعلّق بمحذوف هو الجواب يفسّره خبر إن أي: أإذا متنا... نبعث، اللام المزحلقة للتوكيد (آباؤنا) مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره مبعوثون.
وجملة: (إنّهم كانوا) لا محلّ لها تعليليّة للعذاب المتقدّم وجملة: (كانوا مترفين) في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: (كانوا يصرّون) في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا... مترفين وجملة: (كانوا يقولون) في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا..
مترفين وجملة: (يصرّون) في محلّ نصب خبر كانوا وجملة: (يقولون) في محلّ نصب خبر كانوا الثالث وجملة: (الشرط وفعله وجوابه) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (متنا) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (كنّا ترابا) في محل جرّ معطوفة على جملة متنا وجملة: (إنّا لمبعوثون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (آباؤنا) مبعوثون لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا لمبعوثون.
الصرف:
(43) يحموم: اسم للدخان الشديد وزنه يفعول، وقال العكبري هو من الحمم أو من الحميم (46) الحنث: اسم للذنب، والتحنّث التعبد لمجانبة الإثم، وزنه فعل بكسر فسكون، والحنث العظيم هو الشرك.
البلاغة:
فن الاحتراس: في قوله تعالى: (لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ).
عند ما قال سبحانه وتعالى: (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ) أوهم أن الظل ربما جلب لهم شيئا من الراحة، بعد التعب، فنفي سبحانه صفتي الظل عنه، يريد: أنه ظل، ولكن لا كسائر الظلال، سماه ظلا ثم نفى عنه برد الظل وروحه ونفعه لمن يأوي إليه من أذى الحرّ، وذلك ليمحق ما في مدلول الظل من الاسترواح إليه والمعنى أنه ظل حارّ ضارّ. وفيه تهكم بأصحاب الشأن، وأنهم لا يستأهلون الظل البارد الكريم الذي هو لأضدادهم في الجنة.
الفوائد:
متى يجب تكرار (لا).
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ) فقد تكررت (لا) وسنوضح فيما يلي متى يجب تكرارها:
إن كان ما بعدها جملة اسمية، صدرها معرفة أو نكرة، ولم تعمل فيها (أي عمل إن أو كان)، أو كان ما بعدها جملة صدرها فعل ماض، لفظا وتقديرا، وجب تكرارها مثال المعرفة: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ).
ومثال الفعل الماضي قوله تعالى: (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى) وفي الحديث (فإنّ المنبّت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى).
- وإن كان المراد من الكلام الدعاء ترك التكرار، كما في قولنا: لا شلّت يداك، ولا فضّ اللَّه فاك.
- وكذلك يجب تكرارها، إذا دخلت على مفرد خبر أو صفة أو حال، نحو: (زيد لا شاعر ولا كاتب) و(جاء زيد لا ضاحكا ولا باكيا) وكقوله تعالى: (إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ)، (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ)، (وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ)، (مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ).
أما إن كان ما دخلت عليه فعلا مضارعا، فلا يجب تكرارها، كقوله تعالى: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً).

.إعراب الآيات (49- 56):

{قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56)}.
الإعراب:
اللام المزحلقة للتوكيد (إلى ميقات) متعلّق ب (مجموعون) بتضمينه معنى مساقون جملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (إنّ الأولين لمجموعون) في محلّ نصب مقول القول 51- 56- (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الضالّون) بدل من أي- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا- (لآكلون) مثل لمجموعون (من شجر) متعلّق ب (آكلون)، (من زقّوم) متعلّق بنعت لشجر الفاء عاطفة في المواضع الثلاثة (منها) متعلّق ب (مالئون)، (البطون) مفعول به لاسم الفاعل مالئون (عليه) متعلّق ب (شاربون) وكذلك (من الحميم)، (شرب) مفعول مطلق عامله اسم الفاعل شاربون، منصوب... (يوم) ظرف منصوب متعلّق بحال من {نزلهم} وجملة: (إنّكم لآكلون) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول وجملة: (النداء أيّها الضّالون) لا محلّ لها اعتراضيّة وجملة: (هذا نزلهم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(51) المكذّبون: جمع المكذّب، اسم فاعل من الرباعيّ كذّب، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين مشدّدة (55) شرب: مصدر سماعيّ للثلاثيّ شرب، وزنه فعل بضمّ فسكون (الهيم)، جمع أهيم- وهو الجمل المصاب بالعطش- وجمع هيماء...
والأصل في جمعه أن يكون على فعل بضمّ فسكون، ولكنّ الهاء كسرت لمناسبة الياء.
البلاغة:
التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ}.
شبههم في شرابهم بالإبل العطاش، التي لا يرويها الماء، لداء يصيبها يشبه الاستسقاء، فلا تزال تعب في الشراب حتى تهلك، أو تسقم سقما شديدا. ووجه الشبه أن كلا منهما يشرب ولا يرتوي، مما يحثه على طلب المزيد من الشراب.
فن التهكم: في قوله تعالى: (هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ) حيث سمّى أنواع العذاب وضربوا الأهوال نزلا، تهكما بهم، لأن النزل في الحقيقة: الرزق الذي يعدّ للنازل تكريما له، وهذا التهكم كما في قوله تعالى: (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) وكقول أبي الشعراء الضبي:
وكنا إذا الجبار بالجيش ضافنا ** جعلنا القنا والمرهفات له نزولا

الفوائد:
- الفاء المفردة..
ترد على ثلاثة أوجه..
1- أن تكون عاطفة وتفيد ثلاثة أمور:
1- الترتيب، وهو نوعان: معنوي كما في (قام زيد فعمرو) وذكري، وهو عطف مفصّل على مجمل، كقوله تعالى: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ)، (وفَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً).
2- التعقيب: وهو في كل شيء بحسبه، ألا ترى أنه يقال: (تزوّج فلان فولد له) إذا لم يكن بينهما إلا مدة الحمل. وقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً).
3- السببيّة: وذلك غالب في العاطفة جملة أو صفة. فالجملة مثل قوله تعالى: (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ) والصفة: كقوله تعالى: (لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ).
2- الوجه الثاني للفاء: أن تكون رابطة للجواب، كقوله تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
ويجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا كان جملة اسمية، أو فعلية، فعلها طلبي أو جامد، أو مقترن بما أو لن أوقد أو السين أو سوف، كقوله تعالى: (إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ).
3- الوجه الثالث للفاء: أن تكون زائدة، دخولها في الكلام كخروجها، وهذا لا يثبته سيبويه، وأجاز الأخفش زيادتها في الخبر مطلقا، وضرب مثالا (أخوك فوجد). وقيّد الفراء والأعلم وجماعة الجواز بكون الخبر أمرا أو نهيا كقوله تعالى: (هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ) وقولنا: (زيد فلا تضربه).