فصل: إعراب الآية رقم (7):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (7):

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما وكذلك (في الأرض).
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه يعلم..) في محلّ نصب سدّ مسد مفعولي ترى.
(ما) نافية (يكون) مضارع تامّ (نجوى) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يكون (إلّا) للحصر في المواضع الثلاثة (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الثلاثة الآتية (خمسة) معطوف على نجوى تبعه في الجرّ لفظا، وكذلك (أدنى وأكثر)، (من ذلك) متعلّق ب (أدنى)، (معهم) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (هو) (أينما) ظرف مكان مجرّد من الشرط متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به معهم (كانوا) فعل ماض تام وفاعله (ثمّ) حرف عطف (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (ما عملوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ينبّئهم).
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ينبّئهم)، (بكلّ) متعلّق بالخبر (عليم).
جملة: (تر) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعلم) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (ما يكون) لا محلّ لها استئنافيّة لتقرير مضمون ما سبق.
وجملة: (هو رابعهم) في محلّ نصب حال.
وجملة: (هو سادسهم) في محلّ نصب حال.
وجملة: (هو معهم) في محلّ نصب حال.
وجملة: (كانوا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ينبّئهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يكون.
وجملة: (عملوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (إنّ اللّه عليم) لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة:
تخصيص الثلاثة والخمسة: في قوله تعالى: (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ).
الداعي إلى تخصيص الثلاثة والخمسة أنه سبحانه قصد أن يذكر ما جرى عليه العادة من أعداد أهل النجوى والمخولين للشورى والمنتدبون لذلك ليسوا بكل أحد، وإنما هم طائفة مجتباة من أولي النهى والأحلام، ورهط من أهل الرأي والتجارب، وأول عددهم الاثنان فصاعدا إلى خمسة إلى ستة إلى ما اقتضته الحال. ألا ترى إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه كيف ترك الأمر شورى بين ستة ولم يتجاوز بها إلى سابع، فذكر عز وعلا الثلاثة والخمسة وقال: (وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ) فدلّ على الاثنين والأربعة وقال: (وَلا أَكْثَرَ) فدلّ على ما يلي هذا العدد ويقاربه.

.إعراب الآية رقم (8):

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8)}.
الإعراب:
(إلى الذين) متعلّق ب (ترى) بمعنى تنظر، والواو في (نهوا) نائب الفاعل، (عن النجوى) متعلّق ب (نهوا)، (لما) متعلّق ب (يعودون)، (عنه) متعلّق ب (نهوا)، الواو عاطفة في المواضع الخمسة (بالإثم) متعلّق ب (يتناجون)، (حيّوك) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والواو فاعل، والكاف مفعول به (بما) متعلّق ب (حيّوك)، (به) متعلّق ب (يحيّك)، (في أنفسهم) حال من فاعل يقولون أي مسرّين (لولا) حرف تحضيض (ما) حرف مصدريّ، الفاء استئنافيّة، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم.
جملة: (تر) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نهوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يعودون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (نهوا) الثانية لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يتناجون) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعودون.
وجملة: (جاؤوك) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (حيّوك) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (لم يحيّك به اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (يقولون) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (يعذّبنا اللّه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (نقول) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
والمصدر المؤوّل (ما نقول..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يعذّبنا).
وجملة: (حسبهم جهنّم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يصلونها) في محلّ نصب حال.
وجملة: (بئس المصير) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(نهوا)، فيه إعلال بالتسكين، وإعلال بالحذف، أصله نهيوا بكسر الهاء وضم الياء، ثمّ سكّنت الياء لثقل الضمّة ونقلت الحركة إلى الهاء قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح نهوا، وزنه فعوا.
(معصية)، مصدر سماعيّ للثلاثيّ عصى يعصي، وزنه مفعلة بفتح الميم وكسر العين، وقد رسمت التاء في المصحف مفتوحة، وقد يكون اللفظ مصدرا ميميّا..
(حيّوك)، فيه إعلال بالحذف، وذلك لالتقاء الساكنين، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة وزنه فعّوك، بفتح الفاء والعين المشدّدة.
(يحيّك)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفعّك..
الفوائد:
- مكر اليهود..
عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: دخل رهط من اليهود على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالوا: السّام عليك. قالت عائشة: ففهمتها، فقلت: عليكم السام واللعنة.
قالت: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: مهلا يا عائشة، إن اللّه يحبّ الرفق في الأمر كله، فقلت يا رسول اللّه ألم تسمع ما قالوا؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد قلت: عليكم.
وللبخاري أن اليهود أتوا النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالوا: السّام عليك، فقال: وعليكم. فقالت عائشة: السام عليكم ولعنكم اللّه وغضب عليكم. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: يا عائشة عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش. قالت: أو لم تسمع ما قالوا: قال: أولم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيّ.
ومعنى السام: الموت. قال الخطابي: عامة المحدثين يروون: إذا سلم عليك أهل الكتاب فإنما يقولون: السام عليكم، فقولوا: وعليكم.

.إعراب الآيات (9- 10):

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)}.
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب- أو عطف بيان- الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (بالإثم) متعلّق ب (تتناجوا)، (بالبرّ) متعلّق ب (تناجوا)، (إليه) متعلّق ب (تحشرون) والواو فيه نائب الفاعل.
جملة: (النداء) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (امنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (تناجيتم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (لا تتناجوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (تناجوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (اتّقوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (تحشرون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
10- (إنّما) كافّة ومكفوفة (من الشيطان) متعلّق بخبر المبتدأ (النجوى)، اللام للتعليل (يحزن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل، الواو حاليّة (ضارّهم) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس، واسم ليس ضمير يعود على الشيطان (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي شيئا من الضرر (إلّا) للاستثناء (بإذن) متعلّق بنعت للمستثنى المحذوف أي إلّا ضررا حاصلا بإذن اللّه..
والمصدر المؤوّل (أن يحزن..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر ثان للنجوى.
الواو عاطفة (على اللّه) متعلّق ب (يتوكّل)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، اللام لام الأمر (يتوكّل) مضارع مجزوم، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين..
وجملة: (النجوى من الشيطان) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يحزن) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ليس بضارّهم) في محلّ نصب حال.
وجملة: (يتوكّل المؤمنون) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن اتّكل الناس على غير اللّه فليتوكّل المؤمنون على اللّه.. وجملة الشرط والجواب معطوفة على جملة جواب النداء من الشرط إذا وفعله.
الصرف:
(9) تتناجوا: فيه إعلال بالحذف لالتقاء الألف الساكنة لام الفعل مع واو الجماعة، وزنه تتفاعوا (تناجوا)، فيه إعلال بالحذف مثل تتناجوا وعلى قياسه.

.إعراب الآية رقم (11):

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها، (لكم) متعلّق ب (قيل)، (في المجالس) متعلّق ب (تفسحوا)، الفاء رابطة لجواب الشرط في الموضعين (يفسح) مضارع مجزوم جواب الأمر، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (لكم) الثاني متعلّق ب (يفسح)، (يرفع) مثل يفسح (منكم) متعلّق بحال من فاعل آمنوا (العلم) مفعول به ثان منصوب (درجات) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو من نوع الصفة له أي رفعا ذا درجات، (ما) حرف مصدريّ.
وجملة: (قيل) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تفسّحوا) في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: (افسحوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (يفسح اللّه) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (قيل) الثانية في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (انشزوا) في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: (يرفع اللّه) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أوتوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) (الثاني).
وجملة: (اللّه خبير) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
الصرف:
(المجالس)، جمع المجلس، اسم مكان من (جلس) باب ضرب، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين.
البلاغة:
التعميم والتخصيص: في قوله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ).
في هذه الآية الكريمة تعميم ثم تخصيص، وذلك أن الجزاء برفع الدرجات هاهنا مناسب للعمل، لأن المأمور به تفسيح المجلس كيلا يتنافسوا في القرب من المكان الرفيع حوله صلى اللّه عليه وسلم فيتضايقوا، فلما كان الممتثل لذلك يخفض نفسه عما يتنافس فيه من الرفعة، امتثالا وتواضعا، جوزي على تواضعه برفع الدرجات، كقوله: (من تواضع للّه رفعه اللّه)، ثم لما علم أن أهل العلم بحيث يستوجبون عند أنفسهم وعند الناس ارتفاع مجالسهم، خصهم بالذكر عند الجزاء ليسهل عليهم ترك ما لهم من الرفعة في المجلس، تواضعا للّه تعالى.
الفوائد:
- فضل العلم..
قال الحسن: قرأ ابن مسعود هذه الآية وقال: أيها الناس افهموا هذه الآية، ولترغبكم في العلم، فإن اللّه تعالى يقول: يرفع المؤمن العالم فوق المؤمن الذي ليس بعالم درجات. وقيل: إن العالم يحصل له بعلمه، من المنزلة والرفعة، ما لا يحصل لغيره.
عن قيس بن كثير قال: قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء، وهو بدمشق، فقال: ما أقدمك يا أخي؟ قال: حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:
ما جئت لحاجة غيره. قال: لا. قال: أما قدمت في تجارة؟ قال: لا، قال: ما جئت إلا في طلب هذا الحديث. قال: نعم، قال: فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: «من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك اللّه به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء. وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورّثوا العلم، من أخذه فقد أخذ بحظ وافر». أخرجه الترمذي.