فصل: إعراب الآية رقم (19):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (19):

{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (19)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الدين) اسم إنّ منصوب (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف نعت للدين أي: الدين الثابت أو المرضيّ عند اللّه.. أو بمحذوف حال من الدين والعامل فيه معنى التوكيد (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الإسلام) خبر إنّ مرفوع الواو عاطفة (ما) نافية (اختلف) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (إلّا) أداة حصر (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اختلف)، (ما) حرف مصدريّ (جاء) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به (العلم) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ما جاءهم العلم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(بغيا) مفعول لأجله منصوب، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (بغيا) أو بمحذوف نعت له و(هم) مضاف إليه الواو استئنافيّة- أو عاطفة- (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يكفر) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفر)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ اللّه) مثل إنّ الدين (سريع) خبر إنّ مرفوع (الحساب) مضاف إليه مجرور.
جملة: (إنّ الدين.. الإسلام) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما اختلف الذين..) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (أوتوا..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (جاءهم العلم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما).
وجملة: (من يكفر..) لا محلّ لها استئنافيّة أو معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يكفر بآيات اللّه) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (إنّ اللّه سريع) لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المحذوف أي فاللّه محاسبه لأنه سريع الحساب.
الصرف:
(الإسلام)، الاسم من أسلم الرجل أي اتّخذ الإسلام مذهبا ودينا، وهو بلفظ المصدر وزنه إفعال بكسر الهمزة على القياس.
البلاغة:
1- (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) التعبير عنهم بالموصول وجعل إيتاء الكتاب صلة له لزيادة تقبيح حالهم فإن الاختلاف ممن أوتي ما يزيله ويقطع شأفته في غاية القبح والسماجة.
2- (فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) في إظهار الاسم الجليل تربية للمهابة وإدخال الروعة، وفي ترتيب العقاب على مطلق الكفر إثر بيان حال أولئك المذكورين إيذان بشدة عقابهم.

.إعراب الآية رقم (20):

{فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (20)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (حاجّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم.. والواو فاعل والكاف ضمير في محلّ نصب مفعول به الفاء رابطة لجواب الشرط (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أسلمت) فعل ماض وفاعله (وجه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الهاء والياء ضمير مضاف إليه (للّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسلمت)، الواو عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على الضمير في (أسلمت)، (اتبع) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من وهو العائد والنون نون الوقاية والياء المحذوفة ضمير مفعول به. الواو استئنافيّة (قل) مثل الأول اللام حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ متعلّق ب (قل)، (أوتوا الكتاب) مرّ إعرابها في الآية السابقة (الأميّين) معطوف على الموصول بالواو وعلامة الجرّ الياء الهمزة للاستفهام الدال على الأمر (أسلمتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. وتم ضمير فاعل الفاء استئنافيّة (إن أسلموا) مثل إن حاجّوا الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (اهتدوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين لا محلّ له.. والواو فاعل الواو عاطفة (إن تولّوا) مثل إن حاجّوا.. والبناء في (تولّوا) كالبناء في (اهتدوا)، الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (على) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع. الواو استئنافيّة (اللّه بصير بالعباد) سبق إعرابها.
جملة: (إن حاجّوك) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة.
وجملة: (قل..) في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: (أسلمت وجهي..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اتّبعن) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (قل (الثانية) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أوتوا الكتاب) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أأسلمتم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أسلموا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قد اهتدوا) في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: (إن تولّوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أسلموا.
وجملة: (عليك البلاغ) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (اللّه بصير...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(اتّبعن)، تحذف ياء المتكلّم من بعض الكلمات في القرآن الكريم ولا سيّما بعد نون الوقاية إما وصلا وإمّا وصلا ووقفا. وقد قرأ نافع وأبو عمر الآية بإثبات الياء وصلا وحذفها وقفا.
(الأميّين) جمع الأميّ، وهو الذي لا يقرأ ولا يكتب. وجاء في المحيط: (الأميّ والأمان بتشديد الميم من لا يكتب أو من على خلقة الأمة لم يتعلّم الكتاب).
(البلاغ)، اسم مصدر من الفعل بلّغ الرباعيّ، وقياس مصدره تبليغ، ووزن البلاغ فعال بفتح الفاء.
البلاغة:
1- المجاز المرسل: في قوله: (فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ) أي أخلصت نفسي وقلبي وجملتي، وإنما عبر عنها بالوجه لأنه أشرف الأعضاء الظاهرة، ومظهر القوى والمشاعر ومجمع معظم ما يقع به العبادة من السجود والقراءة وبه يحصل التوجه إلى كل شيء والعلاقة هنا الكلية.
2- الاستفهام: في قوله: (أَأَسْلَمْتُمْ) معناه التنديد والتعيير، أي فهل أسلمتم وعملتم بما أتاكم من البينات أو أنتم على كفركم بعد، كما يقول من لخص لصاحبه المسألة ولم يدع من طرق التوضيح والبيان مسلكا إلّا سلكه: فهل فهمتها؟ على منهاج قوله تعالى: (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) اثر تفصيل الصوارف عن تعاطي الخمر والميسر وفيه استقصارهم وتعبيرهم بالمعاندة وقلة الإنصاف وتوبيخهم بالبلادة.
الفوائد:
1- (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ) قدم الجار والمجرور على المبتدأ لأنه موضع الاهتمام من جهة وليأخذ التعبير جرسه الموسيقي من جهة أخرى. وكلاهما من خصائص البلاغة والاعجاز القرآني.
2- (اهتدوا وتولّوا) نلاحظ أن حرف العلة الذي هو الياء قد حذف لالتقاء الساكنين وهما حرف العلة من الفعل، واو الجماعة، وسواء أكان الفعل المعتل ماضيا أو مضارعا يحذف حرف العلة إذا التقى مع واو الجماعة، وللتفرقة بين الواو التي هي حرف علة ومن أصل الفعل وبين الواو التي هي واو الجماعة اصطلح النحاة على اضافة ألف سمّيت ألف التفريق، مثال ذلك أحمد يغزو، والمنافقون لم يغزوا. وهذا الوجه من الكتابة إحدى مزالق الإملاء إذ الكثير يخلطون بين المثالين فيضعون ألف التفريق للفعل يغزو ويعلو على خلاف القاعدة.

.إعراب الآية رقم (21):

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (21)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الذين) اسم موصول اسم إن في محلّ نصب (يكفرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفرون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (يقتلون) مثل يكفرون (النبيّين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (بغير) جارّ ومجرور حال مؤكّدة من فاعل يقتلون (حقّ) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (يقتلون) مثل يكفرون (الذين) مثل الأول وهو مفعول به (يأمرون) مثل يكفرون (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمرون)، (من الناس) جارّ ومجرور بمتعلّق بمحذوف حال من الواو في فعل يأمرون الفاء زائدة لتضمّن الموصول معنى الشرط (بشّر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و(هم) ضمير متّصل مفعول به (بعذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشّرهم)، (أليم) نعت لعذاب مجرور مثله.
جملة: (إنّ الذين يكفرون..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يكفرون بآيات اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يقتلون..) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (يقتلون الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (يأمرون..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (بشّرهم) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(النبيّين)، جمع النبيّ، على وزن فعيل، صفة مشبّهة من فعل نبّأ الرباعيّ على غير القياس، وقد تخفّف الهمزة فتصبح ياء- كما جاء في هذه الآية-، وقد تبقى الهمزة على حالها فيلفظ النبيء.
البلاغة:
1- الاستعارة التبعية: في قوله تعالى: (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ).
فاستعمال البشارة هنا مجازي قصد به التهكم، فالمعنى أنذرهم بعذاب أليم، لأن العذاب لا يبشر به، فاستعار التبشير للانذار بعد أن نزل التضاد منزلة التناسب تهكما. لذا كان التعبير بلفظ بشرهم أبلغ لأنه أشد لذعا وايلاما من لفظ أنذرهم الحقيقي.
2- كثيرا ما نجد الفاء الرابطة للجواب تأتى بعد ورود الاسم الموصول وفي مثل هذه الحالة قد يكون الاسم الموصول متضمنا معنى اسم الشرط أو يمتّ إليه بصلة ما كقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ). إلى قوله: (فبشرهم) فالفاء هنا رابطة للجواب.

.إعراب الآية رقم (22):

{أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (22)}.
الإعراب:
(أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ والكاف للخطاب (الذين) اسم موصول في محلّ رفع خبر (حبط) فعل ماض والتاء تاء التأنيث (أعمال) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف اليه (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من أعمال، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة الواو عاطفة (الآخرة) معطوف على الدنيا مجرور مثله الواو عاطفة (ما) نافية اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (ناصرين) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (أولئك الذين..) في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) في الآية السابقة.
وجملة: (حبطت أعمالهم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ما لهم من ناصرين) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الصرف:
(ناصرين)، جمع ناصر، اسم فاعل من نصر وزنه فاعل.
الفوائد:
- (وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) فقد درج النحاة على اعتبار حرف الجرّ الزائد إنما هو للتوكيد فحسب وقد غاب عن ذهنهم أنّ لهذه الحروف مدلولات أكثر من التوكيد بكثير فعند ما نقول الخبر مجردا من هذا الحرف أو ذاك فهو خبر يصح فيه الصدق والكذب كما يقول علماء البلاغة، ولكن عند ما يدخل حرف الجرّ الزائد فإن الخبر يصبح في مصاف الواقع واليقين.