فصل: إعراب الآية رقم (32):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (32):

{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (32)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر والفاعل أنت (أطيعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (الرسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب مثله الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل، الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الكافرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (قل..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أطيعوا..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إن تولّوا) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (إنّ اللّه لا يحبّ..) في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
جملة: (لا يحبّ...) في محلّ رفع خبر إنّ..
الفوائد:
1- قوله تعالى: (فَإِنْ تَوَلَّوْا) يشكل على المرء إعراب هذا الفعل وذلك لوحدة اللفظ بين أن يكون فعلا ماضيا من فعل (تولّى) وقد أسند إلى واو الجماعة وبين أن يكون فعلا مضارعا من الأفعال الخمسة (تتولون) وقد حذفت إحدى التائين لتخفيف اللفظ وجزم بحرف الشرط (إن) فحذفت نون الرفع فأصبح (تولوا) ويصح معنى الآية على كلا الاعتبارين، والفرق بينهما محصور في وجود (الالتفات أو عدمه).
2- قوله تعالى: (لا يحب) فإن حب اللّه مغاير لحب العباد وهو من المجاز المرسل وللحب أبعاد ومدارك فهو لدى الإنسان العادي ناموس من نواميس الخلق أودعه اللّه في طبيعة الإنسان، لتستمر الخليقة التي اتخذها سبحانه خليفة له في أرضه، وهو لدى الفلاسفة على درجات أعلاها محبة المعبود الحق وهي التي تبعث على حب الطاعات والموافقات.
وهو لدى الصوفية سكر المشاهدة والاستغراق لدى الاشراق والفناء في اللّه ساعة التجلّي والاتصال. واللّه أعلم.

.إعراب الآية رقم (33):

{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (33)}.
الإعراب:
(إنّ اللّه) مرّ إعرابها، (اصطفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (آدم) مفعول به منصوب، وامتنع من التنوين للعلميّة والعجمة الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (نوحا، آل، ال) أسماء معطوفة على آدم منصوبة مثله (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف ومثله (عمران)، (على العالمين) جارّ ومجرور متعلّق بفعل اصطفى، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم.
جملة: (إنّ اللّه اصطفى) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اصطفى) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(عمران)، اسم علم قيل أعجميّ، وقيل مشتقّ من العمر والألف والنون فيه مزيدتان.
(نوحا)، اسم أعجميّ لا اشتقاق له عند المحقّقين النحويّين، ويزعم بعضهم أنه مشتقّ من النوح والبكاء، وهو منصرف لأنه ثلاثيّ ساكن الوسط.
البلاغة:
1- في الآية فن التوشيح وهو كما يقول ابن قدامة في نقد الشعر: أن يكون في أول الكلام معنى إذا علم علمت منه القافية فإن معنى اصطفاء المذكورين في الآية يعلم منه الفاصلة، لأن المذكورين صنف مندرج في العالمين.

.إعراب الآية رقم (34):

{ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)}.
الإعراب:
(ذرّيّة) حال من آدم وما عطف عليه على تأويل مشتق منصوبة (بعض) مبتدأ مرفوع و(ها) مضاف إليه (من بعض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ بعض الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (بعضها من بعض) في محلّ نصب نعت لذريّة.
وجملة: (اللّه سميع) لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ).
لفظ (بعض) يضاف إلى الظاهر والمضمر وفي كلا الحالتين يجرد من أل حسب قاعدة المضاف. إذ لا يجوز تعريف المضاف بأل إذا كان مفردا فلا يصح القول (الكتاب الأستاذ ولا القلم تلميذ) ولكن يجوز دخول (أل) على المثنى كقولك (المكرما سليم) وعلى جمع المذكر السالم كقولك (المكرمو علي).

.إعراب الآية رقم (35):

{إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)}.
الإعراب:
(إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض والتاء للتأنيث (امرأة) فاعل مرفوع (عمران) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (ربّ) منادى مضاف منصوب، حذف منه أداة النداء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة و(ياء المتكلّم) المحذوفة ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد والياء ضمير اسم إنّ (نذرت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. والتاء فاعل، اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نذرت)، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في بطن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء والياء ضمير مضاف إليه (محرّرا) حال منصوبة من اسم الموصول الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب- أو رابطة لجواب شرط مقدّر- (تقبّل) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (من) حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تقبّل)، (إنّك) مثل إنّي (أنت) ضمير فصل، (السميع) خبر إنّ مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (قالت امرأة عمران..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة (النداء وما في حيّزها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّي نذرت) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (نذرت لك.) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (تقبّل منّي) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي نذرت، أو في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن رضيت عنّي فتقبّل منّي.
وجملة: (إنّك أنت السميع) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(امرأة)، اسم جامد ذات مؤنّث امرئ، جمعه نساء أو نسوة من غير لفظها، وتدخل (ال) التعريف نادرا على امرأة فيقال: (المرأة) وزنه افعلة بفتح العين.
(محرّرا)، اسم مفعول من فعل حرّر الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.

.إعراب الآية رقم (36):

{فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (36)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (قالت)، (وضعت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث (ها) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (قالت) مثل وضعت (ربّ إنّى وضعت) مثل ربّ إنّي نذرت في الآية السابقة و(ها) ضمير مفعول به (أنثى) حال منصوبة من ضمير الغائبة الواو اعتراضيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعلم)، (وضعت) مثل الأول الواو عاطفة (ليس) فعل ماض ناقص جامد (الذكر) اسم ليس مرفوع (كالأنثى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ليس الواو عاطفة (إنّي سميت) مثل في نذرت و(ها) ضمير مفعول به (مريم) مفعول به ثان منصوب وامتنع لتنوين للعلميّة والتأنيث الواو عاطفة (إني أعيذ) مثل إنّي نذرت، (ها) ضمير مفعول به الواو عاطفة (ذرّيّة) معطوف على ضمير النصب في عيذها و(ها) ضمير مضاف إليه (من الشيطان) جارّ ومجرور متعلّق بفعل أعيذ (الرجيم) نعت للشيطان مجرور مثله.
جملة: (وضعتها) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قالت..) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (النداء وما في حيّزها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّي وضعتها..) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (وضعتها أنثى) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (اللّه أعلم) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (وضعت) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ليس الذكر كالأنثى) لا محلّ لها معطوفة على.
النداء.
وجملة: (إنّي سمّيتها..) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (سمّيتها مريم) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (إنّي أعيذها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (أعيذها) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(أعلم)، صفة مشتقّة على وزن أفعل وليست للتفضيل، وهي بمعنى عالم أو عليم.
(الرجيم)، صفة مشتقّة على وزن فعيل بمعنى مفعول أي المرجوم بمعنى المطرود من رحمة اللّه.
(الذكر)، صفة مشتقّة على وزن فعل بفتحتين.
البلاغة:
1- (قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى) فائدة الخبر للتحسر فليس الغرض من هذا الكلام الإخبار لأنه إما للفائدة أو للازمها، وعلم اللّه تعالى محيط بهما، فيكون لمجرد التحسر والتحزن.
2- المراد بالخبر في قوله تعالى: (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ) لازم الفائدة، وليس المراد الرد عليها في إخبارها بما هو سبحانه أعلم به كما يتراءى من السياق بل الجملة (اعتراضية) سيقت لتعظيم المولود الذي وضعته وتفخيم شأنه والتجهيل لها بقدرة- أي واللّه أعلم بالشيء الذي وضعته وما علق به من عظائم الأمور ودقائق الأسرار وواضح الآيات، وهي غافلة عن ذلك كله.
3- (وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ) أتى هنا بخبر إن فعلا مضارعا دلالة على طلبها استمرار الاستفادة دون انقطاعها هذا بخلاف (وضعتها، وسميتها) حيث أتى بالخبرين ماضيين لانقطاعهما وقدم المعاذ به على المعطوف الآتي اهتماما به.
4- (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى) اعتراض آخر مبين لما اشتمل عليه الأول من التعظيم وليس بيانا لمنطوقه حتى يلحق بعطف البيان الممتنع فيه العطف.
5- الإطناب: في قوله تعالى: (وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ).
وغرضها من عرضها على علام الغيوب التقرب إليه تعالى واستدعاء العصمة لها- فإن مريم في لغتهم بمعنى العابدة وقال القرطبي: معناه خادم الرب- وإظهار أنها غير راجعة عن نيتها وإن كان ما وضعته أنثى وأنها وإن لم تكن خليقة بسدانة بيت المقدس فلتكن من العابدات فيه.
6- قوله: (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ) التفات من الخطاب إلى الغيبة إظهارا لغاية الإجلال.
الفوائد:
1- اسم مريم في لغتهم آنئذ هي (العابدة) وقد سميت بنت عمران بهذا الاسم أملا وطمعا بأن تكون من العابدات. وقولها: إني سميتها مريم هذا الخبر لازم الفائدة وليس المقصود إخبار اللّه بالتسمية لأنه أعلم بذلك.
2- في قوله تعالى: (قالَتْ رَبِّ)..
إذا كان المضاف إلى ياء المتكلم أبا أو أما جاز فيه ثلاث لغات:
إحداها: يا أب ويا أمّ بحذف الياء، والثانية يا أبي ويا أمي، والثالثة يا أبا ويا أما. ويجوز فيهما أيضا حذف ياء المتكلم والتعويض عنها بتاء التأنيث: نحو يا أبت ويا أمت ويا أبت ويا أمت ويجوز إبدال هذه التاء بهاء الوقف نحو يا أبه ويا أمّه. وقريب من ذلك اضافة لفظ (الرب) إلى ياء المتكلم فتقول: يا ربّ، ويا ربّ، ويجوز حذف ياء النداء فتقول: ربّ وربّ فالأولى على لغة من لا ينتظر والثانية على من ينتظر، وإذا قلنا يا ربّ فهي على لغة من ينتظر اضافتها لغير ياء المتكلم. مثل: (يا ربّ العباد).