فصل: إعراب الآية رقم (179):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (179):

{ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)}.
الإعراب:
(ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (اللّه) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع اللام لام الجحود أو الإنكار (يذر) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد لام الجحود، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
والمصدر المؤوّل (أن يذر...) في محلّ جرّ باللام متعلّق بخبر كان المحذوف أي ما كان اللّه مريدا لأن يذر المؤمنين.
(على) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يذر)، (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (عليه) حرف جرّ وضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (حتّى) حرف غاية وجرّ (يميز) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الخبيث) مفعول به منصوب (من الطيّب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يميز).
والمصدر المؤوّل (أن يميز...) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يذر).
الواو عاطفة (ما كان اللّه ليطلع) مثل ما كان اللّه ليذر و(كم) ضمير مفعول به (على الغيب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يطلع)، الواو عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (اللّه) لفظ الجلالة اسم لكنّ منصوب (يجتبي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من رسل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجتبي)، والهاء ضمير مضاف إليه (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو الفاء رابطة لجواب الشرط (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنوا)، الواو عاطفة (رسل) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله والهاء ضمير مضاف إليه الواو استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تؤمنوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل الواو عاطفة (تتّقوا) مضارع مجزوم معطوف على فعل تؤمنوا.. والواو فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط اللام حرف جرّ و(كم) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أجر) مبتدأ مرفوع (عظيم) نعت لأجرّ مرفوع مثله.
جملة: (ما كان اللّه ليذر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يذر...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة: (أنتم عليه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يميز...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (ما كان اللّه ليطلعكم) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يطلعكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (لكنّ اللّه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان..
الثانية.
وجملة: (يجتبي...) لا محلّ لها خبر لكن.
وجملة: (يشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم مقدّر أي إذا جاءكم المجتبى من (اللّه) فآمنوا به.
وجملة: (تؤمنوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تتّقوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمنوا.
وجملة: (لكم أجر) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الفوائد:
قوله تعالى: (حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ).
ينصب الفعل المضارع ب (أن) مضمرة وجوبا بعد (حتى) التي هي حتى الجارة، وهي بمعنى (إلى أو لام التعليل) نحو: (قالُوا: لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) وقول القائل: (أطع اللّه حتى تفوز برضاه) وقد تكون بمعنى (إلّا) كقول الشاعر:
ليس العطاء من الفضول سماحة ** حتى تجود وما لديك قليل

وتشترط في نصب الفعل بعدها بأن مضمرة أن يكون مستقبلا إما بالنسبة إلى كلام المتكلم، وإما بالنسبة إلى ما قبلها.
فإن أريد بالفعل معنى الحال فلا تقدّر (أن) بل يرفع الفعل بعدها قطعا نحو: (مرض فلان حتى ما يرجونه) وتكون حتى في هذه الحالة حرف ابتداء وما بعدها مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وهي حرف تبدأ به الجمل.
وعلامة كون الفعل للحال أن يصلح وضع الفاء في موضع (حتى) كقولك (مرض فلان فلا يرجونه).

.إعراب الآية رقم (180):

{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)}.
الإعراب:
الواو عاطفة أو استئنافيّة (لا يحسبنّ الذين) مرّ إعرابها، (يبخلون) مضارع مرفوع... والواو فاعل الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يبخلون)، (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و(هم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من فضل) جارّ ومجرور متعلّق ب (آتاهم)، والهاء ضمير مضاف إليه (هو) ضمير فصل لا عمل له (خيرا) مفعول به ثان عامله يحسبنّ، أمّا المفعول الأول فمحذوف يدلّ عليه سياق الكلام وهو البخل اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خيرا)، (بل) حرف إضراب مجرّد من العطف (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شرّ) خبر مرفوع (لهم) مثل الأول متعلّق بشرّ.
السين حرف استقبال (يطوّقون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع... والواو نائب فاعل (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (بخلوا) فعل ماض وفاعله الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بخلوا)، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يطوّقون)، (القيامة) مضاف إليه مجرور الواو اعتراضيّة (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ميراث) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله الواو عاطفة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (بما) مثل الأول متعلّق بخبير، (تعملون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (خبير) خبر المبتدأ اللّه، مرفوع.
جملة: (لا يحسبنّ الذين...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يحسبنّ الذين كفروا... وما بين الجملتين في حكم الاعتراض.
وجملة: (يبخلون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (آتاهم اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (هو شرّ لهم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (سيطوّقون...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (بخلوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (للّه ميراث...) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (اللّه... خبير) لا محلّ لها معطوفة على جملة سيطوّقون.
وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ. أو الحرفيّ.
الصرف:
(ميراث)، اسم لما يترك بعد الموت من ورث يرث باب وثق، وفي الكلمة إعلال بالقلب، أصله موراث زنة مفعال بكسر الميم، فلما جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء فأصبح ميراثا.
البلاغة:
1- (وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) إظهار الاسم الجليل في موضع الإضمار لتربية المهابة.
والالتفات من الغيبة إلى الخطاب بقوله: (تعملون) للمبالغة في الوعيد والإشعار باشتداد غضب الرحمن الناشئ من ذكر قبائحهم.
2- المقابلة: فقد طابق بين خير وشر وبين السموات والأرض.
الفوائد:
1- اختلاف في القراءة:
في قوله تعالى: (ولا يحسبنّ) قراءتان الثانية منهما (ولا يحسبنّ) وينجم عن الاختلاف في القراءة حذف وتقدير في مفعولي حسب، ووراء ذلك بحث دقيق ومفيد في (مغنى اللبيب) في بابه الخامس وهو إن دل على شيء فإنما يدل على معاضلة النحاة وتمحلهم في أمور كان من الخير لهم وللقراء أن يبسطوها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. وقد يغني عن خلافهم الطويل الممل قول أحدهم:
يجوز حذف أحد مفعولي أفعال القلوب للاختصار إذا كان هنالك دليل يدل عليه. وقد أجاز ذلك الجمهور قياسا على الأفعال التي يحذف مفعولها كقوله تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) وقوله: (كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا) ومن له ضلع في هذه المعاناة فعليه بمغنى اللبيب.

.إعراب الآية رقم (181):

{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ سَنَكْتُبُ ما قالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (181)}.
الإعراب:
اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (سمع) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (قول) مفعول به منصوب (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (قالوا) فعل ماض وفاعله (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (فقير) خبر مرفوع الواو عاطفة (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أغنياء) خبر مرفوع وامتنع من التنوين لأنه ملحق بالأسماء المؤنثة الممدودة السين حرف استقبال (نكتب) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (ما) حرف مصدريّ (قالوا) مثل الأول.
والمصدر المؤوّل (ما قالوا) في محلّ نصب مفعول به عامله فعل الكتابة.
الواو عاطفة (قتل) معطوف على المصدر المؤوّل منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (الأنبياء) مفعول به للمصدر قتل منصوب (بغير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير في قتلهم (حقّ) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (نقول) مثل نكتب (ذوقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (عذاب) مفعول به منصوب (الحريق) مضاف إليه مجرور.
جملة: (سمع اللّه...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إنّ اللّه فقير) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (نحن أغنياء) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (سنكتب..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (نقول...) لا محلّ لها معطوفة على جملة سنكتب.
وجملة: (ذوقوا) في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(الحريق) الاسم من حرق يحرق باب نصر وهو بمعنى المحرق بكسر الراء، وزنه فعيل، وقد يقصد به المصدر وهو الحرق.
البلاغة:
1- (وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) الذوق وجود الطعم في الفم، وأصله فيما يقل تناوله دون ما يكثر فإنه يقال له: أكل، ثم اتسع فيه فاستعمل لإدراك سائر المحسوسات والحالات من قبيل الاستعارة المكنية.
2- الطباق: بين فقير وأغنياء.
الفوائد:
2- قوله: (وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ) عقد علماء النحو فصلا حول عمل المصدر نوجزه بما يلي:
يعمل المصدر عمل فعله متعديا ولازما. فإن كان فعله لازما احتاج إلى الفاعل فقط، نحو: يعجبني اجتهاد سعيد، وقد أضيف المصدر إلى فاعله في هذا المثال، فسعيد مجرور لفظا مرفوع محلا، وإن كان متعديا احتاج إلى فاعل ومفعول به.
وهو يتعدى إلى مفعوله، إما بنفسه نحو ساءني عصيانك أباك. وإما بحرف الجر نحو: ساءني مرورك بمواضع الشبهة ويجوز حذف فاعله من غير أن يتحمّل ضميره نحو: سرّني تكريم العاملين فقد أضيف المصدر إلى مفعوله، والفاعل محذوف جوازا أي تكريم الناس العاملين.
ويجوز حذف مفعوله كقوله تعالى: (وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ) أي استغفار إبراهيم ربه.
والمصدر يعمل عمل فعله مضافا، أو معرفا بأل، أو مجردا من أل والإضافة.
فالأول كقوله تعالى: (وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ) والثالث كقوله عزّ وجلّ: {أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ}.
أما الثاني فكقول الشاعر:
لقد علمت أولى المغيرة أنني ** كررت فلم أنكل عن الضرب مسمعا

وشرط عمل المصدر أن يكون نائبا عن فعله نحو: (ضربا اللصّ) أو أن يصحّ حلول الفعل مصحوبا بأن أو ما المصدريتين محلّه، فإذا قلت: سرّني فهمك الدرس صحّ أن تقول: سرني أن تفهم الدرس. وإذا قلت يسرني عملك الخير، صح أن تقول: يسرني أن تعمل الخير، وإذا قلت: يعجبني قولك الحق الآن، صحّ أن تقول: يعجبني ما تقول الحق الآن. فإذا أريد به المضيّ أو الاستقبال قدّر مصحوبا ب (أن) وإذا أريد به الحال قدّر مصحوبا بما كما مرّ.