فصل: تفسير الآية رقم (109):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله: {عَدْوًا} الجُمْهُور على فَتْح العَيْن، وسُكون الدَّال، وتَخْفِيف الواوِ ونصبه من ثلاثة أوْجُه:
أحدها: أنه مَنْصُوب على المَصْدَر؛ لأنَّه نوع من العَامِل فِيهِ، لأنَّ السَّبَّ من جِنْس العَدْو.
والثاني: أنَّه مَفْعُول من أجْلِه، أي: لأجْل العَدْو، وظاهر كلام الزَّجَّاج: أنه خَلَط القَوْلَين، فجَعَلهُمَا قَوْلًا واحدًا، فإنه قال: وعَدْوًا مَنْصُوب على المَصْدر؛ لأن المعنى فَتَعْدُوا عَدْوًا.
قال: ويكُون بإرَادَة اللاَّم والمعنى: فيسُبُّوا الله للظُّلْم.
والثالث: أنَّه مَنْصُوب على أنَّه وَاقِع مَوْقِع الحالِ المُؤكدة؛ لأنَّ السَّبَّ لا يَكُون إلا عَدْوًا.
وقرأ الحسن، وأبو رجاء، ويعقوب، وقتادة، وسلام، وعبد الله بن زَيْد: {عُدُوًا} بضم العَيْن والدَّال، وتشديد الواو، وهو مصدر أيضًا لعَدَا وانتِصَابهُ على ما تقدَّم من الأوجه الثلاثة.
وقرا ابن كثير في روايةٍ- وهي قراءة أهْل مَكَّة المشرفة فيما نَقَلَهُ النَّحَّاس: {عَدُوًّا} بفتح العَيْن، وضمِّ الدَّال، وتَشْديد الواو، بمَعْنى: أعداء، ونَصْبُه على الحالِ المُؤكدة، وعَدُوُّ يجُوز أن يَقَع خبرًا عن الجَمْع، قال- تعالى: {هُمُ العدو} [المنافقون: 4]، وقال تعالى: {إِنَّ الكافرين كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا} [النساء: 101]، ويُقال: عَدا يَعْدُو عَدْوًا، وعُدُوًا، وعُدْوانًا وعَداءً، و{بغير عِلْم} حَال، أي: يَسْبُّونه غير عَالِمين أي: مُصَاحِبِين للجَهْل؛ لأنَّه لو قدَّر حقَّ قَدْره، لما أقْدَموا عليه.
قوله: {كَذَلِكَ}: نعت لِمَصْدر مَحْذُوف، أي: زَيَّنَّا لِهؤلاء أعمالهم تزيينًا، مثل تَزْييننَا لكلِّ أمَّةٍ عَمَلَهم.
وقيل: تقديره: مثل تَزْيين عِبَادة الأصْنَام للمُشْرِكين {زيَّنَّا لكل أمَّةٍ عَمَلهم} وهو قَريب من الأوَّل، والمَعْنَى زينَّا لكل أمَّةٍ عَمَلهم من الخَيْر والشَّر، والطّاعة والمَعْصِية، ثم إلى ربِّهم مَرٍْجِعهم، فيُنَبَّئهم ويجازيهم بما كَانُوا يَعْمَلُون. اهـ. باختصار.

.تفسير الآية رقم (109):

قوله تعالى: {وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ (109)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما نصب سبحانه هذه الدلالات في هذه الآيات البينات حتى ختمها بما علم منهم من الإسراع إلى سب من أحسن إليهم بأن أوجدهم وأوجد لهم كل ما في الكون، وما من نعمة عليهم إلا وهي منه، عجب منهم في الوعد بالإيمان على وجه التأكيد بما يأتيهم من مقترحاتهم إعلامًا بأن ذلك مما زين لهم من عملهم، وهي أمنية كاذبة ويمين حانثة فقال عاطفًا على {وجعلوا لله شركاء الجن} [الأنعام: 100] {وأقسموا} أي المشركون {بالله} أي الذي لا أعظم منه {جهد أيمانهم} أي باذلين فيها جهدهم حتى كأنها هي جاهدة، ووطأ للقسم فقال: {لئن جاءتهم آية} أي من مقترحاتهم، وتلقى القسم بقوله: {ليؤمنن بها}.
ولما كانوا بهذا ظالمين من أجل أنهم طلبوا من الرسول ما ليس إليه بعد إتيانه من المعجزات بما أزال معاذيرهم، وأوجب عليهم الاتباع، نبه على ذلك بقوله مستأنفًا: {قل} أي ردًا لتعنتهم {إنما الآيات} أي هذا الجنس {عند الله} أي الحائز لجميع صفات الكمال، وليس إليّ ولا إلى غيري شيء من هذا الجنس ليفيد الاقتراح شيئًا غير إغضابه.
ولما كان العبد لعجزه لا قدرة له على شيء أصلًا، فلا يصح له أن يحكم على آت أصلًا لا من أفعاله ولا من أفعال غيره، قال منكرًا عليهم ملتفتًا إلى خطابهم إشارة إلى أنهم حقيقون بالمواجهة بالتبكيت: {وما} أي وأي شيء {يشعركم} أي أدنى شعور بما أقسمتم عليه من الإيمان عند مجيئها حتى يتوهموه أدنى توهم فضلًا عن الظن فكيف بالجزم ولاسيما على هذا الوجه! ثم علل الاستفهام بقوله مبينًا أنه لا فائدة في الإتيان بالآية المقترحة: {أنها} بالفتح في قراءة نافع وابن عامر وشعبة في رواية عنه وحفص وحمزة والكسائي، فكان كأنه قيل: أنكرت عليكم لأنها {إذا جاءت لا يؤمنون} بالخطاب في قراءة ابن عامر وحمزة، والالتفات إلى الغيبة في قراءة غيرهم للإعلام بأنهم بعيدون من الإيمان فهم أهل للإعراض عنهم لما استحقوا من الغضب، والتعليل عند من كسر أنها واضح. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

اعلم أنه تعالى حكى عن الكفار شبهة توجب الطعن في نبوته، وهي قولهم إن هذا القرآن إنما جئتنا به لأنك تدارس العلماء، وتباحث الأقوام الذين عرفوا التوارة والإنجيل.
ثم تجمع هذه السور وهذه الآيات بهذا الطريق.
ثم إنه تعالى أجاب عن هذه الشبهة بما سبق، وهذه الآية مشتملة على شبهة أخرى وهي قولهم له إن هذا القرآن كيفما كان أمره، فليس من جنس المعجزات ألبتة، ولو أنك يا محمد جئتنا بمعجزة قاهرة وبينة ظاهرة لآمنا بك، وحلفوا على ذلك وبالغوا في تأكيد ذلك الحلف، فالمقصود من هذه الآية تقرير هذه الشبهة. اهـ.
قال الفخر:
قال الواحدي: إنما سمى اليمين بالقسم لأن اليمين موضوعة لتوكيد الخبر الذي يخبر به الإنسان: إما مثبتًا للشيء، وإما نافيًا.
ولما كان الخبر يدخله الصدق والكذب احتاج المخبر إلى طريق به يتوسل إلى ترجيح جانب الصدق على جانب الكذب، وذلك هو الحلف ولما كانت الحاجة إلى ذكر الحلف، إنما تحصل عند انقسام الناس عند سماع ذلك الخبر إلى مصدق به ومكذب به.
سموا الحلف بالقسم، وبنوا تلك الصيغة على أفعل فقالوا: أقسم فلان يقسم إقسامًا: وأرادوا أنه أكد القسم الذي اختاره وأحال الصدق إلى القسم الذي اختاره بواسطة الحلف واليمين. اهـ.
قال الفخر:
ذكروا في سبب النزول وجوهًا:
الأول: قالوا لما نزل قوله تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزّلْ عَلَيْهِمْ مّنَ السماء ءايَةً فَظَلَّتْ أعناقهم لَهَا خاضعين} [الشعراء: 4] أقسم المشركون بالله لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها فنزلت هذه الآية.
الثاني: قال محمد بن كعب القرظي: إن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: تخبرنا أن موسى ضرب الحجر بالعصا فانفجر الماء، وأن عيسى أحيا الميت، وأن صالحًا أخرج الناقة من الجبل، فأتنا أيضًا أنت بآية لنصدقك فقال عليه الصلاة والسلام: «ما الذي تحبون» فقالوا: أن تجعل لنا الصفا ذهبًا، وحلفوا لئن فعل ليتبعونه أجمعون، فقام عليه الصلاة والسلام يدعو، فجاءه جبريل عليه السلام فقال: إن شئت كان ذلك، ولئن كان فلم يصدقوا عنده، ليعذبنهم، وإن تركوا تاب على بعضهم.
فقال صلى الله عليه وسلم: «بل يتوب على بعضهم» فأنزل الله تعالى هذه الآية. اهـ.
قال الفخر:
ذكروا في تفسير قوله: {جَهْدَ أيمانهم} وجوهًا:
قال الكلبي ومقاتل: إذا حلف الرجل بالله فهو جهد يمينه.
وقال الزجاج: بالغوا في الأيمان وقوله: {لَئِن جَاءتْهُمْ ءايَةٌ} اختلفوا في المراد بهذه الآية.
فقيل: ما روينا من جعل الصفا ذهبًا، وقيل: هي الأشياء المذكورة في قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حتى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرض يَنْبُوعًا} [الإسراء: 90] وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخبرهم بأن عذاب الاستئصال كان ينزل بالأمم المتقدمين الذين كذبوا أنبياءهم فالمشركون طلبوا مثلها.
وقوله: {قُلْ إِنَّمَا الأيات عِندَ الله} ذكروا في تفسير لفظة {عِندَ} وجوهًا، فيحتمل أن يكون المعنى أنه تعالى هو المختص بالقدرة على أمثال هذه الآيات دون غيره لأن المعجزات الدالة على النبوات شرطها أن لا يقدر على تحصيلها أحد إلا الله سبحانه وتعالى؛ ويحتمل أن يكون المراد بالعندية أن العلم بأن إحداث هذه المعجزات هل يقتضي إقدام هؤلاء الكفار على الإيمان أم لا ليس إلا عند الله؟ ولفظ العندية بهذا المعنى كما في قوله: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب} [الأنعام: 59] ويحتمل أن يكون المراد أنها وإن كانت في الحال معدومة؛ إلا أنه تعالى متى شاء إحداثها أحدثها، فهي جارية مجرى الأشياء الموضوعة عند الله يظهرها متى شاء، وليس لكم أن تتحكموا في طلبها ولفظ {عِندَ} بهذا المعنى هنا كما في قوله: {وَإِن مّن شيء إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ} [الحجر: 21]. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم}.
في سبب نزولها قولان:
أحدهما: أنه لما نزل في [الشعراء: 4] {إن نشأ نُنَزِّل عليهم من السماء آية} قال المشركون: أنزلها علينا حتى والله نؤمن بها؛ فقال المسلمون: يا رسول الله، أنزلها عليهم لكي يؤمنوا؛ فنزلت هذه الآية؛ رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني: «أن قريشًا قالوا: يا محمد، تخبرنا أن موسى كان معه عصى يضرب بها الحجر، فينفجر منها اثنتا عشرة عينًا، وأن عيسى كان يحيي الموتى، وأن ثمود كانت لهم ناقة، فائتنا بمثل هذه الآيات حتى نصدَّقك: فقال: أي شيء تحبون؟ قالوا: أن تجعل لنا الصفا ذهبًا.
قال: فإن فعلت تصدقوني؟ فقالوا: نعم، والله لئن فعلت لنتبعنَّك أجمعين.
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو، فجاءه جبريل.
فقال: إن شئت أصبح الصفا ذهبًا، ولكني لم أًرسِل بآية فلم يصدَّق بها، إلا أنزلت العذاب، وإن شئت تركتُهم حتى يتوب تائبهم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتركهم حتى يتوب تائبهم»
فنزلت هذه الآية إلى قوله: {يجهلون}، هذا قول محمد بن كعب القرظي.
وقد ذكرنا معنى {جهد أيمانهم} في (المائدة)؛ وإنما حلفوا على ما اقترحوا من الآيات، كقولهم: {لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا} [الإسراء: 90].
قوله تعالى: {قل إنما الآيات عند الله} أي: هو القادر على الإتيان بها دوني ودون أحد من خلقه. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ ءَايَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا} هؤلاء قوم من مشركي أهل مكة حلفوا بالله لرسوله صلى الله عليه وسلم لئن جاءتهم آية اقترحوها ليؤمنن بها، قال ابن جريج: هم المستهزئون.
واختلف في الآية التي اقترحوها على ثلاثة أقاويل:
أحدها: أن تجعل لنا الصفا ذهبًا.
والثاني: ما ذكره الله في آخر: {لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلاَلَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسِقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَينَا كِسَفًا} إلى قوله: {كِتَابًا نَقْرؤُهُ} فأمر الله نبيه حين أقسموا له أن يقول لهم {قُلْ إِنَّمَا الأَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ}.
والثالث: أنه لما نزل قوله تعالى في الشعراء: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُم لَهَا خَاضِعِينَ} قال المشركون: أنزلها علينا حتى نؤمن بها إن كنت من الصادقين، فقال المؤمنون: يا رسول الله أنزلها عليهم ليؤمنوا، فأنزل الله تعالى هذه الآية، قاله الكلبي:
وليس يجب على الله إجابتهم إلى اقتراحهم لاسيما إذا علم أنهم لا يؤمنون بها، واختلف في وجوبها عليه إذا علم إيمانهم بها على قولين وقد أخبر أنهم لا يؤمنون بقوله: {وَمَا يُشْعُرِكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ}. اهـ.

.قال ابن عطية:

الضمير في قوله: {وأقسموا} عائد على المشركين المتقدم ذكرهم و{جهد} نصب على المصدر العامل فيه {أقسموا} على مذهب سيبويه لأنه في معناه، وعلى مذهب أبي العباس المبرد فعل من لفظة، واللام في قوله: {لئن} لام موطئة للقسم مؤذنة به، وأما اللام المتلقية للقسم فهي قوله: {ليؤمن} و{آية} يريد علامة، وحكي أن الكفار لما نزلت {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} [الشعراء: 4] أقسموا حينئذ أنها إن نزلت آمنوا فنزلت هذه الآية.
وحكي أنهم اقترحوا أن يعود الصفا ذهبًا وأقسموا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في ذلك فجاءه جبريل فقال له إن شئت أصبح ذهبًا فإن لم يؤمنوا هلكوا عن آخرهم معاجلة كما فعل بالأمم إذا لم تؤمن بالآيات المقترحة، وإن شئت أخروا حتى يتوب تائبهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل حتى يتوب تائبهم ونزلت هذه الآية، وقرأ ابن مصرف {ليؤَمنَنْ} بفتح الميم والنون وبالنون الخفيفة، ثم قال تعالى قل لهم يا محمد على جهة الرد والتخطية إنما الآيات بيد الله وعنده ليست عندي فتقترح عليّ. اهـ.

.قال الخازن:

قوله عز وجل: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} قال محمد بن كعب القرظي والكلبي: قالت قريش يا محمد إنك تخبرنا أن موسى كانت له عصًا يضرب بها الحجر فتنفجر منه اثنتا عشرة عينًا وتخبرنا أن عيسى كان يحيي الموتى فأتنا بآية حتى نصدقك ونؤمن بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي شيء تحبون»؟ قالوا: تجعل لنا الصفا ذهبًا وابعث لنا بعض موتانا نسأله عنك أحق ما تقول أم باطل؟ وأرنا الملائكة يشهدون لك؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن فعلت بعض ما تقولون أتصدقوني»؟ قالوا: نعم والله لئن فعلت لنتبعك أجمعون.
وسأل المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزلها عليهم حتى يؤمنوا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يدعو الله عز وجل أن يجعل الصفا ذهبًا فجاءه جبريل فقال ما شئت أن شئت أصبح ذهبًا ولكن إن لم يصدقوك لنعذبهم وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بل يتوب تائبهم» فأنزل الله عز وجل: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} يعني وحلفوا بالله جهد أيمانهم يعني وحلفوا بالله جهد أيمانهم يعني أوكد ما قدروا عليه من الأيمان وأشدها.
قال الكلبي ومقاتل: إذا حلف الرجل بالله فهو جهد يمينه {لئن جاءتهم آية} يعني كما جاءت من قبلهم من الأمم {ليؤمنن بها} يعني ليصدقن بها {قل} يعني قل يا محمد {إنما الآيات عند الله} يعني أن الله تعالى قادر على إنزالها. اهـ.