فصل: تفسير الآية رقم (153):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل: هو مُفْرَدٌ لا جمع، نقل ابن الأنْبَاري ذلك عن بعض أهْل اللَّغَة، وأنه بِمَنْزلة الآنُك ونقل أبو حيَّان عنه: أن هذا الوَجْه مُخْتَاره في آخرين، ثم قال: ولَيْ بمختارٍ؛ لفقدان أفْعُل في المُفْرَادَات وضعًا.
وقيل: هو جَمْع شدَّة وفِعْلَة يُجْمَع على أفْعُل؛ كنِعْمَة وأنْعُم، قال أبو الهَيْثَم، وقال: وكأن الهَاءَ في الشِّدَة والنِّعْمَة لم تكن في الحَرْف، إذا ان زَائِدَة، وكان الأصلُ نِعْم وشِدّ فَجُمِعَا على أفْعُل؛ كما قالوا: رِجْل وأرْجُل، وقِدْح وأقْدُح، وضِرْس وأضْرُس.
وقيل: هو جمع شُدّ بضم الشِّين نقله ابن الأنْبَاري عن بعض البَصْرِيِّين؛ قال: كقولك: هو وُدُّ، وهم أوُدُّ.
وقيل: هو جمع شَدّ بفتحها، وهو مُحْتَمل.
والمراد هُنَا ببلوغ الأشد: بُلُوغ الحُلُم في قَوْل الأكْثَرِ؛ لأنه مَظِنَّة ذلك.
وقيل: هو مَبْلَغ الرِّجَال من الحِيلة والمَعْرِفة.
وقيل: هو مَبْلَغ خمسة عشر إلى ثلاثين.
وقيل: أن ثلاثة وثلاثين.
وقيل: أرْبَعِين.
وقيل: سِتِّين، وهذه لا تَلِيق بهذه الآيةِ، إنما تليق بقوله تعالى: {حتى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} [الأحقاف: 15] وتقدم منه طرف في النساء.
والأشُدُّ مشتق من الشِّدَّة؛ وهي القُوَّة والجلادة، وأنشد الفرَّاء- رحمه الله تعالى: [البسيط]
قَدْ سَادَ وهو فَتَى حَتَّى إذَا بَلَغَتْ ** أشُدُّهُ وعَلاَ فِي الأمْرِ واجْتَمَعَا

وقال الآخرُ في ذلك: [الكامل]
عَهْدِي بِهِ شَدَّ النَّهَارُ كأنَّمَا ** خُضِبَ البَنَانُ وَرَأسُهُ بِالعظْلمِ

قوله: {وأوفُوا الكَيْلَ والمِيزانَ} {الكيل والميزان} هما الآلة التي يُكال بها ويُوزَن، وأصْل الكَيْل: المصْدَر ثم أطْلِق على الآلة، والميزان: مْفَاعل من الوزن لهذه الآلةِ؛ كالمِصْبَاح والمقياس لِمَا يُسْتَصْبَحُ به، وما يُقاسُ به، وأصل ميزان: مِوْازن فَفُعِلَ به ما فُعِلَ بِميقاتٍ، وقد تقدم في البقرة.
و{بِالقِسْطِ} حال من فَاعِل {أوْفُوا} أي: أوْفُوهُمَا مقسطين، أي: مُتَلَبِّسِين بالقِسْط، ويجُوز أن يكون حالًا من المفعُول، أي: أوْفُوا الكَيْل والميزان مُتَلَبِّسِين بالقِسْطِ، أي: تَامِّين، والقِسْط العدل.
وقال أبو البقاء: والكيْل هنا مَصْدر في مَعْنَى المَكِيل، وكذلك الميزان، ويجُوز أن يكون فيه حَذْفُ مُضَافٍ، تقديره: مَكِيل الكَيْلِ ومَوْزُونُ المِيزانِ، ولا حاجة إلى ما ادِّعَاء من وُقُوع المصدر موقع اسْمِ المفعُول، ولا من تقدير المضاف؛ لأن المعنى صحيح بدُونهما، وأيضًا ف ميزن ليس مصدرًا، إلا أنه يُعَضِّد قوله ما قاله الوَاحِديُّ، فإن قال: والميزن، أي: وزن الميزان؛ لأن المُرَاد إتْمَام الوَزْن، لا إتمام الميزان؛ كما أنَّه قال: {وأوْفوا الكَيْل} ولم يقل المِكْيَال، فهو من بابِ حَذْف المُضَافِ انتهى.
والظَّاهر عدم الاحْتِيَاج إلى ذلك، وكأنَّه لم يَعْرِف أن الكَيْل يُطْلَق على نَفْس المِكْيَال، حتى يقول: ولم يقل المكيال.
قوله: {لاَ نُكَلِّفُ نَفْسا} مُعْتَرض بين هذه الأوَامِر، واعلم أنَّ كُلَّ شيء بلغ تمام الكمال فقد وفى وتَمَّم، يقال: درْهَم وافٍ وكيل وافٍ، وأوْفَيْتُه، إذا أتممته، وأوْفَى الكيل، إذا أتَمَّهُ ولم يَنْقُص منه شَيْئًا، وكذلك وَفَى المِيزَان.
وقوله: {بالقسط} أي: بالعَدْل لا بخْس ولا نُقْصَان فيه.
قوله: {وبِعَهْد اللَّهِ} يجُوزُ أن يكُون من بابِ إضافَةِ المصدر لفاعله، أي: بما عَاهَدَهكم اللَّهُ عليه، وأن يكُون مُضافًا لمفعُوله، أي: بما عاهدتم اللَّه عليه؛ كقوله: {صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ الله عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] {بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ} [الفتح: 10] وأن تكون الإضافة لمجرد البيان، أُضَيفَ إلى اللَّه تعالى من حَيْثُ إنه الآمِرِ بِحِفْظِهِ والمراد به العَهْد الواقع بين الآيَتَيْن.
فإن قيل: ما السَّبَبُ في أن خَتْمَ الآية الكريمة بقوله: {تَذَكَّرُون} وخاتمة الأولى {تَعْقِلُونَ}.
فالجواب لأن الأربعة قَبْلَها خَفِيَّة، تحتاج إلى إعمال فِكْر ونظر، حتى يقف مُتَعاطيها على العَدْل، فناسبها التذكير، وهذا بخلاف الخمسة الأشياء فإنها ظاهرة تعلقها وتَفْهَمُها؛ فلذلك ختمتْ بالفعل.
{تَذَكرُون} حيث وَقَع، يقرؤه الأخوان وعَاصِم في رواية حَفْصِ بالتَّخْفِيف، والباقون بالتَّشْدِيد، والأصْل: {تَتَذَكِّرُون} فمن خَفَّف، حذف إحْدى التَّاءَيْن، وهل هِي تاءُ المُضراعة أو تاء التَّفْعُل؟ خلاف مَشْهُور، ومن ثقَّل، أدْغَم التَّاء في الدَّال. اهـ. باختصار.

.تفسير الآية رقم (153):

قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

.قال البقاعي:

ولما قرر هذه الشرائع، نبه على تعظيمها بالخصوص على وجه يعم جميع ما ذكر في السورة بل وفي غيرها، فقال عاطفًا على ما تقديره- عطفًا على المنهيات وأضداد المأمورات على وجه يشمل سائر الشريعة: ولا تزيغوا عن سبيلي: {وأن} أي ولأن- على قراءة الجماعة بالفتح، أي اتبعوه لذلك، وعلى قراءة ابن عامر ويعقوب بالكسر هو ابتداء {هذا} أي الذي شرعته لكم {صراطي} حال كونه {مستقيمًا فاتبعوه} أي بغاية جهدكم لأنه الجامع للعباد على الحق الذي فيه كل خير.
ولما كان الأمر باتباعه متضمنًا للنهي عن غيره، صرح به تأكيدًا لأمره فقال: {ولا تتبعوا السبل} أي المنشعبة عن الأهوية المفرقة بين العباد، ولذا قال مسببًا {فتفرق بكم} أي تلك السبل الباطلة {عن سبيله} ولما مدحه آمرًا به ناهيًا عن غيره مبينًا للعلة في ذلك، أكد مدحه فقال: {ذلكم} أي الأمر العظيم من اتباعه {وصّاكم به}.
ولما كان قد حذر من الزلل عنه، وكان من المعلوم أن من ضل عن الطريق الأقوم وقع في المهالك، وكان كل من يتخيل أنه يقع في مهلك يخاف، قال: {لعلكم تتقون} أي اتبعوه واتركوا غيره ليكون حالكم حال من يرجى له أن يخاف من أن يزل فيضل فيهلك، وهذا كما مدحه سبحانه سابقًا في قوله: {وهذا صراط ربك مستقيمًا} [الأنعام: 126]، {قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون} [الأنعام: 126] وفصل ما هنا من الأحكام في ثلاث آيات، وختم كل آية لذلك بالوصية ليكون ذلك آكد في القول فيكون أدعى للقبول، وختم كل واحدة منها بما ختم لأنه إذا كان العقل دعا إلى التذكير فحمل على التقوى. اهـ.

.قال الفخر:

إنه تعالى لما بين في الآيتين المتقدمين ما وصى به أجمل في آخره إجمالًا يقتضي دخول ما تقدم فيه، ودخول سائر الشريعة فيه فقال: {وَأَنَّ هذا صراطي مُسْتَقِيمًا} فدخل فيه كل ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم من دين الإسلام وهو المنهج القويم والصراط المستقيم، فاتبعوا جملته وتفصيله ولا تعدلوا عنه فتقعوا في الضلالات.
وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خط خطًا، ثم قال: «هذا سبيل الرشد ثم خط عن يمينه وعن شماله خطوطًا، ثم قال: هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه؟» ثم تلا هذه الآية: {وَأَنَّ هذا صراطي مُسْتَقِيمًا فاتبعوه} وعن ابن عباس هذه الآيات محكمات لم ينسخهن شيء من جميع الكتب، من عمل بهن دخل الجنة ومن تركهن دخل النار.
ثم قال: {ذلكم وصاكم بِهِ} أي بالكتاب {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} المعاصي والضلالات. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

قرأ ابن عامر {وَأَنَّ هذا} بفتح الألف وسكون النون وقرأ حمزة والكسائي {وَأَنْ} بكسر الألف وتشديد النون أما قراءة ابن عامر فأصلها {وإِنَّهُ هذا صراطي} والهاء ضمير الشأن والحديث وعلى هذا الشرط تخفف.
قال الأعشى:
في فتية كسيوف الهند قد علموا ** أن هالك كل من يحفى وينتعل

أي قد علموا أنه هالك، وأما كسر {إن} فالتقدير {أَتْلُ مَا حَرَّمَ} [الأنعام: 151] وأتل {أَنَّ هَذَا صراطي} بمعنى أقول وقيل على الاستئناف.
وأما فتح أن فقال الفراء فتح {أن} من وقوع أتل عليها يعني وأتل عليكم {أَنَّ هَذَا صراطي مُسْتَقِيمًا} قال: وإن شئت جعلتها خفضًا والتقدير {ذلكم وصاكم بِهِ} وبأن هذا صراطي.
قال أبو علي: من فتح {أن} فقياس قول سيبويه أنه حملها على قوله: {فاتبعوه} والتقدير لأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه كقوله: {وَإِنَّ هذه أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحدة} [المؤمنون: 52] وقال سيبويه لأن هذه أمتكم، وقال في قوله: {وَأَنَّ المساجد لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ الله أَحَدًا} [الجن: 18] والمعنى ولأن المساجد لله.
فائدة:
القراء أجمعوا على سكون الياء من {صراطي} غير ابن عامر فإنه فتحها وقرأ ابن كثير وابن عامر {سراطي} بالسين وحمزة بين الصاد والزاي والباقون بالصاد صافية وكلها لغات قال صاحب الكشاف: قرأ الأعمش {وهذا صراطي} وفي مصحف عبد الله: {وهذا صراط رَبُّكُمْ} وفي مصحف أبي {وهذا صراط رَبّكَ}. اهـ. بتصرف يسير.

.قال السمرقندي:

قوله تعالى: {وَأَنَّ هذا صراطي مُسْتَقِيمًا}
قرأ حمزة والكسائي وإن هذا بكسر الألف على معنى الابتداء.
وقرأ الباقون بالنصب على معنى البناء.
وقرأ ابن عامر {وَأَنَّ هذا} بجزم النون.
لأن أن إذا خففت منعت عملها.
ومعنى الآية: إن هذا الإسلام ديني الذي ارتضيته طريقًا مستقيمًا {فاتبعوه وَلاَ تَتَّبِعُواْ السبل} يعني: لا تتبعوا اليهودية والنصرانية.
ويقال: هذا صراطي مستقيمًا.
يعني: طريق السنة والجماعة فاتبعوه ولا تتبعوا السبل يعني: الأهواء المختلفة.
وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي عليه السلام خطَّ بالأرض خطًا مستقيمًا، ثم خطّ بجنبيه خطوطًا، ثم قال: هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل يعني: الطريق الذي بجنبي الخط، يعني به: الأهواء المختلفة.
ثم قال: {فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} يعني: فيضلكم عن دينه {ذلكم وصاكم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} يعني يجتنبون الأهواء المختلفة. اهـ.

.قال الثعلبي:

{وَأَنَّ هذا} يعني وصّاكم به في هاتين الآيتين {صِرَاطِي} طريقي وديني {مُسْتَقِيمًا} مستويًا قويمًا {فاتبعوه وَلاَ تَتَّبِعُواْ السبل} يعني الطرق المختلفة التي عداها مثل اليهودية والنصرانية والمجوسية وسائر البدع والضلالات {فَتَفَرَّقَ} فيمتدّ وتخالف وتشتت {بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} عن طريقه ودين النبيّ الذي ارتضى وبها وصّى {ذلكم} الذي ذكرت {وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} فيه قولان:
أحدهما: القرآن.
والثاني: الشرع وسُمِّيَ ذلك صراطًا، والصراط هو الطريق لأنه يؤدي إلى الجنة فصار طريقًا إليها.
{فَاتَّبِعُوهُ} يعني في العمل به.
{وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: ما تقدم من الكتب المنزلة نسخها بالقرآن، وهو محتمل.
والثاني: ما تقدم من الأديان المتقدمة نسخها بالإسلام وهو محتمل.
والثالث: البدع والشبهات.
{فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} يعني عن طريق دينه.
ويحتمل وجهًا ثانيًا: أن يكون سبيله نصرة دينه وجهاد أعدائه، فنهى عن التفرق وأمر بالاجتماع. اهـ.

.قال ابن عطية:

{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ}
الإشارة هي إلى الشرع الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بجملته، وقال الطبري: الإشارة هي إلى هذه الوصايا التي تقدمت من قوله: {قل تعالوا أتل} [الأنعام: 151] قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو {وأنّ هذا} بفتح الهمزة وتشديد النون {صراطي} ساكن الياء وقرأ حمزة والكسائي {وإنّ} بكسر الألف وتشديد النون، وقرأ عبد الله بن أبي إسحاق وابن عامر من السبعة {وأنْ} بفتح الهمزة وسكون النون {صراطيَ} مفتوح الياء، فأما من فتح الألف فالمعنى عنده كأنه قال ولأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه، أي اتبعوه لكونه كذا وتكون الواو على هذا إنما عطفت جملة، ويصح غير هذا أن يعطف على {أن لا تشركوا} وكأن المحرم من هذا اتباع السبيل والتنكيب عن الصراط الأقوم، ومن قرأ بتخفيف النون عطف على قوله: {أن لا تشركوا} ومذهب سيبويه أنها المخففة من الثقيلة، وأن التقدير وأنه هذا صراطي، ومن قرأ بكسر الألف وتشديد النون فكأنه استأنف الكلام وقطعه من الأول، وفي مصحف ابن مسعود {وهذا صراطي} بحذف أن، وقال ابن مسعود إن الله جعل طريقًا صراطًا مستقيمًا طرفه محمد عليه السلام وشرعه ونهايته الجنة، وتتشعب منه طرق فمن سلك الجادة نجا ومن خرج إلى تلك الطرق أفضت به إلى النار وقال أيضًا خط لنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطًا، فقال: هذا سبيل الله، ثم خط عن يمين ذلك الخط وعن شماله خطوطًا فقال: هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها، ثم قرأ هذه الآية.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: وهذه الآية تعلم أهل الأهواء والبدع والشذوذ في الفروع وغير ذلك من أهل التعمق في الجدل والخوض في الكلام هذه كلها عرضة للزلل ومظنة لسوء المعتقد وتقدم القول في {ذلك وصاكم}، وفي قوله: {لعلكم} ومن حيث كانت المحرمات الأول لا يقع فيها عاقل قد نظر بعقله جاءت العبارة لعلكم تعقلون، والمحرمات الأخر شهوات وقد يقع فيها من العقلاء من لم يتذكر، وركوب الجادة الكاملة يتضمن فعل الفضائل، وتلك درجة التقوى. اهـ.