فصل: تفسير الآية رقم (165):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)}
أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولا ترز وازرة وزر أخرى} قال: لا يؤخذ أحد بذنب غيره.
وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء، لا تزر وازرة وزر أخرى».
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مليكة قال: توفيت أم عمرو بنت أبان بن عثمان فحضرت الجنازة، فسمع ابن عمر بكاء فقال: ألا تنهي هؤلاء عن البكاء، فإن رسول الله صلى عليه وسلم قال: «إن الميت يعذب ببكاء الحي عليه» فأتيت عائشة فذكرت ذلك لها، فقالت: والله إنك لتخبرني عن غير كاذب ولأمتهم ولكن السمع يخطئ، وفي القرآن ما يكفيكم {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن عروة قال: سئلت عائشة عن ولد الزنا فقالت: ليس عليه من خطيئة أبويه شيء، وقرأت {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال: ولد الزنا خير الثلاثة، إنما هذا شيء قاله كعب هو شر الثلاثة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} قال: لا يحمل الله على عبد ذنب غيره، ولا يؤاخذه إلا بعمله. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)}
كيف أوثِر عليه بَدَلًا وإني لا أجد عن حكمه حِوَلا، وكيف أقول بغيرٍ أو ضدٍ أو شريك؟ أو أقول بدونه معبود أو مقصود؟ وإنْ لاحظتُ يمنةً ما شاهدتُ إلا مُلْكَه، وإنْ طالعتُ يَسْرةً ما عايَنْتُ إلا مُلكَه! بل إني إنْ نظرتُ يمنةً شهدت يُمْنَه، وإنْ نظرتُ يَسْرةً وجدتُ نحوي يُسْرَه!. اهـ.

.قال في روح البيان:

وفي الآية أمور:
الأول: إن غاية المبتغى ونهاية المرام هو الله الملك العلام، فمن وجده فقد وجد الكل ومن فقده فقد فقد الكل، والعاقل العاشق لا يطلب غير الله؛ لأنه الحبيب والمحب لا يتسلى بغير المحبوب.
والثاني: إن كل ما تكسب النفس من خير أو شر فهو عليها، أما الشر فهي مأخوذة به، وأما الخير فمطلوب منها صحة القصد، والخلو من الرياء والعجب والافتخار به.
والنفس أمارة بالسوء فلا تكسب إلا سواء والسوء عليها لا لها، وهذا دأب النفس ما وكلت إلى نفسها إلا أن رحمها ربها كما قال: {إِنَّ النَّفْسَ لامَّارَةُا بِالسوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّى} [يوسف: 53] ولهذا كان من دعائه عليه السلام: «رب لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقلّ من ذلك» وهي أي: النفس مأمورة بالسير إلى الله بقدم العبودية والأعمال الصالحة.
قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن الفضل: العجب ممن يقطع الأودية والمفاوز والقفار ليصل إلى بيته وحرمه؛ لأن فيه آثار أنبيائه كيف لا يقطع بالله نفسه وهواه حتى يصل إلى قلبه فإن فيه آثار مولاه.
والثالث: إن كل نفس مؤاخذ بذنبه لا بذنب غيره.
فإن قلت قوله عليه السلام: «من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض، أو شيء فليستحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إلا إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه».
يدل على خلاف ذلك وكيف يجوز في حكم الله وعدله أن يضع سيئات من اكتسبها على من لم يكتسبها، وتؤخذ حسنات من عملها فتعطى من لم يعملها؟.
فالجواب على ما قال الإمام القرطبي في تذكرته: إن هذا لمصلحة وحكمة لا نطلع عليها والله تعالى لم يبن أمور الدين على عقول العباد ولو كان كل ما لا تدركه العقول مردودًا لكان أكثر الشرائع مستحيلًا على موضوع عقول العباد انتهى.
يقول الفقير: إن الذنب ذنبان ذنب لازم وذنب متعد، فالذنب اللازم: كشرب الخمر مثلًا يؤخذ به صاحبه دون غيره فهذا الذنب له جهة واحدة فقط، والذنب المتعدي: كقتل النفس مثلًا فهذا وإن كان يؤخذ به صاحبه أيضًا، لكن له جهتان: جهة التجاوز عن حد الشرع، وجهة وقوع الجناية على العبد: فحمل سيئاته وطرح حسناته عليه حمل سيئات نفسه في الحقيقة وما طرح حسنات غيره في نفس الأمر ولا ظلمة أصلًا، فالآية والحديث متحدان في المآل والله أعلم بحقيقة الحال.
والرابع: كما أن الاختلاف واقع بين أهل الكفر والإيمان، كذلك بين أهل الإخلاص والرياء والشرع، وإن كان محكمًا يميز بين المحقق والمبطل إلا أن انكشاف حقيقة الحال وظهور باطن الأقوال والأفعال إنما يكون يوم تبلى السرائر وتبدى الضمائر.
وفي الحديث: «يخرج في آخر الزمان أقوام يجتلبون الدنيا بالدين» يعني: يأخذونها ويلبسون لباس جلود الضأن من اللين «ألسنتهم أحلى من السكر وقلوبهم قلوب الذئاب فيقول الله تعالى أبي تقترفون أم عليّ تجترئون فبي حلفت لأبعثن على أولئك فتنة تدع الحليم فيها حيران» فعلى المؤمن أن يصحح الظاهر والباطن ويرفع الاختلاف فإن الحق واحد فماذا بعد الحق إلا الضلال.
وأما اختلاف الأئمة فرحمة لعامة الناس وليس ذلك من قبيل الاختلاف بحسب المراء والجدال بل بحسب اختلاف الأشخاص والأحوال فالحق أحق أن يتبع عصمنا الله وإياكم من الاختلاف المفسد للدين والجدل المزيل لأصل اليقين وجعلنا من أهل التوفيق للصواب إنه الكريم المفيض الوهاب. اهـ.

.فوائد لغوية:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
بصيرة في الرب:
وهو اسم الله تعالى.
وقد يخفَّف.
والاسم الرِّبَابَة، والرُّبُوبيَّة، وعِلْم رَبُوبىٌّ: نسبة إِلى الرّبِّ تعالى على غير قياس.
ولا ورَبِيك لا أَفعل، أي ولا وربك، أَبدل الباءَ ياءً للتّضعيف.
ورَبِّ كلِّ شيء: مالكه ومستحقُّه وصاحبه، والجمع: أَرباب ورُبُوب.
والرَّبّانِىُّ: المتأَلِّه العارف بالله عزَّ وجلَّ، والحَبْر، منسوب إِلى الرَّبَّان، وفَعْلان يُبنى من فَعِل كثيرًا كعطشان وسكران، ومِن فَعَل قليلا كنعْسان، أَو منسوب إِلى الربِّ تعالى فهو كقولهم: إِلَهىّ، ونونُه كنون لِحْيانىٍّ، أَو هو لفظة سريانيّة.
وأَصل الرّبِّ، التَّربية: وهى إِنشاءُ شيء حالا فحالًا إِلى حدِّ التمام، يقول: رَبَّه وربّاه وربّبه، فالربُّ مصدر مستعار للفاعل.
ولا يقال الربّ مطلقًا إِلا للهِ تعالى المتكفل بمصلحة الموجودات، قال تعالى: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}.
وقوله: {وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنَّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا} أي آلهة، وتزعمون أنها البارى تعالى مسبِّب الأَسباب والمتولىِّ لمصالح العباد.
وبالإِضافة يقال لله تعالى ولغيره: نحو ربّ العالمين، وربِّ الدَّار.
وقوله: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} قيل: إِنه عنى به الله تعالى، وقيل: عنى به المَلِك الذي ربّاه، والأَول أَليق يقوله.
ويجمع على أَرباب، وكان من حقه ألاَّ يُجمع إِذ كان إِطلاقه لا يتناول إِلاَّ الله تعالى، لكن أُتى بلفظ الجمع في قوله: {أَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ} على حسب اعتقادتهم، لا على ما عليه ذاتُ الشيء في نفسه.
والرَّبَاب سُمِّى بذلك لأَنَّه يَرُبُّ النبات.
وبهذا النظر سُمّى المطر دَرًّا.
ورُبَّ لاستقلال الشيء، ولاستكثاره، ضدّ.
قال تعالى: {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ}.
وفيها لغات: رُبَّ ورَبَّ ورُبَّت ورَبَّت- ويخفِّف الكلَّ- ورُبُ ورُبْ كمُذْ، ورُبَّمَا، ورَبَّمَا، ورُبَّتما، ويخفِّف الكلُّ.
وهى حرف خافض لا تقع إِلاَّ على نكرة. اهـ.

.تفسير الآية رقم (165):

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما قدم أنه المحسن إلى كل شيء بالربوبية، وختم بالتهديد بالحشر، أتبعه التذكير بتخصيصهم بالإحسان، فقال عاطفًا على {وهو رب كل شيء} مستعطفًا لهم إليه بالتذكير بنعمته: {وهو} أي لا غيره {الذي جعلكم} أي أيها الإنس {خلائف الأرض} أي تفعلون فيها فعل الخليفة متمكنين من كل ما تريدونه، ويجوز أن يراد بذلك العرب، ويكون ظاهر الكلام أن المراد بالأرض ما هم فيه من جزيرة العرب، وباطنه البشارة بإعلاء دينهم الإسلام على الدين كله وغلبتهم على أكثر أهل الأرض في هذه الأزمان وعلى جميع أهل الأرض في آخر الزمان {ورفع بعضكم} في مراقي العقل والعلم والدين المال والجاه والقوة الحسية والمعنوية {فوق بعض درجات} أي مع كونكم من نفس واحدة، وربما كان الوضيع أعقل من الرفيع ولم ينفعه عقله فيدل ذلك دلالة واضحة على أن ذلك كله إنما هو فعل الواحد القهار، لا بعجز ولا جهل ولا بخل؛ ثم علل ذلك بقوله: {ليبلوكم} أي يفعل معكم فعل المختبر ليقيم الحجة عليكم وهو أعلم بكم منكم {في ما آتاكم} فينظر هل يرحم الجليل الحقير ويرضى الفقير بعطائه اليسير، ويشكر القوي ويصبر الضعيف!.
ولما ذكر علو بعضهم على بعض، وكان من طبع الآدمي التجبر، أتبعه التهديد للظالم والاستعطاف للتائب بما يشير- بما له سبحانه من علو الشأن وعظيم القدرة- إلى ضعف العالي منهم وعجزه عن عقاب السافل بمن يحول بينه وبينه من شفيع وناصر وبما يحتاج إليه من تمهيد الأسباب، محذرًا من البغي والعصيان فقال موجهًا الخطاب إلى أكمل الخلق تطييبًا لقلبه إعلامًا بأنه رباه سبحانه أجمل تربية وأدبه أحسن تأديب: {إن ربك} أي المحسن إليك {سريع الحساب} أي لمن يريد عقابه ممن يكفر نعمته لكونه لا حائل بينه وبين من يريد عقابه ولا يحتاج إلى استحضار آلات العقاب، بل كل ما يريد حاضر لديه عتيد {إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون} [يس: 82]، وفي ذلك تهديد شديد لمن لا يتعظ.
ولما هدد وخوف، رجّى من أراد التوبة واستعطف فقال: {وإنه لغفور رحيم} معلمًا بأنه- على تمام قدرته عليهم وانهماكهم فيما يوجب الإهلاك- بليغ المغفرة لهم عظيم الرحمة {ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة} [النحل: 61]، حثًا على عفو الرفيع من الوضيع، وتأكيده الثاني دون الأول ناظر إلى قوله: {كتب على نفسه الرحمة} [الأنعام: 12]، «إن رحمتي سبقت غضبي» لأنه في سياق التأديب لهذه الأمة والتذكير بالإنعام عليهم بالاستخلاف، وسيأتي في الأعراف بتأكيد الاثنين لأنه في حكاية ما وقع لبني إسرائيل من إسراعهم في الكفر ومبادرتهم إليه واستحقاقهم على ذلك العقوبة، وجاء ذلك على طريق الاستئناف على تقدير أن قائلًا قال: حينئذ يسرع العالي إلى عقوبة السافل! فأجيب بأن الله فوق الكل وهو أسرع عقوبة، فهو قادر على أن يسلط الوضيع أو أحقر منه على الرفيع فيهلكه؛ ثم رغب بعد هذا الترهيب في العفو بأنه على غناه عن الكل أسبل ذيل غفرانه ورحمته بإمهاله العصاة وقبوله اليسير من الطاعات بأنه خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور منافع لهم ثم هم به يعدلون! ولولا غفرانه ورحمته لأسرع عقابه لمن عدل به غيره فأسقط عليهم السماوات وخسف بهم الأرضين التي أنعم عليهم بالخلافة فيها وأذهب عنهم النور وأدام الظلام، فقد ختم السورة بما به ابتدأها، فإن قوله: {وهو الذي جعلكم خلائف الأرض} هو المراد بقوله: {هو الذي خلقكم من طين} [الأنعام: 2] وقوله: {أغير الله أبغي ربًا وهو رب كل شيء} [الأنعام: 164] هو معنى قوله: {خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} [الأنعام: 1]،- والله الموفق. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

اعلم أن في قوله: {جَعَلَكُمْ خلائف الأرض} وجوهًا:
أحدها: جعلهم خلائف الأرض لأن محمدًا عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين، فخلفت أمته سائر الأمم.
وثانيها: جعلهم يخلف بعضهم بعضًا.
وثالثها: أنهم خلفاء الله في أرضه يملكونها ويتصرفون فيها.
ثم قال: {وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ درجات} في الشرف والعقل، والمال، والجاه، والرزق، وإظهار هذا التفاوت ليس لأجل العجز والجهل والبخل، فإنه تعالى متعال عن هذه الصفات، وإنما هو لأجل الابتلاء والامتحان وهو المراد من قوله: {لِيَبْلُوَكُمْ فِيمَا أتاكم} وقد ذكرنا أن حقيقة الابتلاء والامتحان على الله محال، إلا أن المراد هو التكليف وهو عمل لو صدر من الواحد منا لكان ذلك شبيهًا بالابتلاء والامتحان، فسمى لهذا الاسم لأجل هذه المشابهة، ثم إن هذا المكلف إما أن يكون مقصرًا فيما كلف به، وإما أن يكون موفرًا فيه، فإن كان الأول كان نصيبه من التخويف والترهيب، وهو قوله: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ العقاب} ووصف العقاب بالسرعة، لأن ما هو آت قريب، وإن كان الثاني، وهو أن يكون موفرًا في تلك الطاعات كان نصيبه من التشريف والترغيب هو قوله: {وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} أي يغفر الذنوب ويستر العيوب في الدنيا بستر فضله وكرمه ورحمته، وفي الآخرة بأن يفيض عليه أنواع نعمه، وهذا الكلام بلغ في شرح الأعذار والإنذار والترغيب والترهيب إلى حيث لا يمكن الزيادة عليه، وهذا آخر الكلام في تفسير سورة الأنعام، والحمد لله الملك العلام. اهـ.