فصل: تفسير الآية رقم (39):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
قوله: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ}: {من} زائدة لوجود الشرطين، وهي مبتدأ، و{إلاَّ أمم} خَبَرُهَا مع ما عطف عليها.
وقوله: {في الأرض} صفة لـ {دابة}، فيجوز لك أن تجعلها في مَحَلِّ جرِّ باعتبار اللفظ، وأ، تجعلها في محل رفع باعتبار الموضع.
قوله: {ولا طائر} الجمهور على جرِّه نَسَقًا على لفظ {دابةٍ}.
وقرأ ابن أبي عَبْلَةَ برفعها نَسَقًا على موضعها.
وقرأ ابن عبَّاس {ولا طيرٍ} من غير ألف، وقد تقدَّم الكلام فيه، هل هو جَمْعٌ أو اسم جمع؟
وقوله: {يطير} في قراءة الجمهور يَحْتَمِلُ أن يكون في مَحَلِّ جرّ باعتبار لَفْظِهِ، ويحتمل أن يكون في مَحَلِّ رفع باعتبار موضعه.
وأمّا على قراءة ابن أبي عَبْلَةَ، ففي مَحَلِّ رفع ليس إلاّ.
وفي قوله: {وَلاَ طَائر} ذكر خاصّ بعد عامِّ؛ لأن الدَّابَّةَ تشتمل على كُلِّ ما دَبَّ من طائرٍ وغيره، فهو كقوله: {وملائكته وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ} [البقرة: 98] وفيه نظرح إذ المُقَابَلَةُ هنا تنفي أن تكون الدَّابة تشمل الطائر.
قوله: {بِجِنَاحَيْهِ} فيه قولان:
أحدهما: أن الباء متعلّقة بـ {يطير}، وتكون الباء للاسْتِعَانَةِ.
والثاني: أن تتعلَّق بمحذوف على أنها حالٌ، وهي حالٌ مؤكّدة كما يقال: نظرت عيني، وفيها رفع مجازٍ يُتَوَهَّمُ؛ لأن الطَّيرانَ يُسْتَعَارُ في السرعة قال: [البسيط]
قَوْمٌ إذَا الشَّرُّ أبْدَى نَاجِذَيْةِ لَهُمْ ** طَارُوا إلَيْهِ زَرَافَاتٍ ووُحْدَانَا

ويطلق الطَّيْرُ على العمل، قال تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [الإسراء: 13].
وقوله: {إلاّ أمم} خَبَرُ المبتدأ، وجُمِعَ وإن لم يتقدَّمهُ إلاَّ شيئان؛ لأن المراد بهما الجِنْسُ.
و{أمثالكم} صفة لـ {أمم}، يعني في الأرزاقِ والآجالِ، والموت والحياة، والحشر والنشر والاقتصاص لمظلومها من ظالمها.
قوله: {من شيءٍ} فيه ثلاثةُ أوجه:
أحدهما: أن {مِنْ} زائدة في المفعول به، والتقدير: ما فرَّطْنا شَيْئًا، وتضمن {فرطنا} معنى تركنا وأغفَلْنَا، والمعنى ما أغفلنا، ولا تركنا شيئًا.
والثاني: أن {مِنْ} تَبْعيضيَّةٌ، أي: ما تركنا ولا أغْفَلْنَا في الكتاب بعض شيء يحتاج إليه المُكَلِّفُ.
الثالث: أن {من شيء} في مَحَلِّ نصب على المصدرِ، و{من} زائدة فيه أيضًا.
ولم يُجزْ أبو البقاء غيره، فإنه قال: {من} زائدة، و{شيء} هنا واقع موقع المصدرِ، أي تفريطًا.
وعلى هذا التَّأويل لا يبقى في الآيو حُجَّةٌ لمن ظنَّ أن الكتاب يحتوي على ذِكْرِ كل شيء صَريحًا، ونظير ذلك: {لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: 120].
ولا يجوز أن يكون بفي، فلا يتعدَّى بحرف آخر، ولا يَصِحُّ أن يكون المعنى: ما تركنا في الكتاب من شيء؛ لأن المَعْنَى على خلافه، فبان أن التأويل ما ذكرنا. انتهى.
قوله: يحتوي على ذِكْرِ كل شيء صريحًا لم يقل به أحدٌ؛ لأنه مُكَابرةٌ في الضروريات.
وقرأ الأعرج وعلقمة: {فَرَطْنَا} مُخَفَّفًا، فقيل: هما بِمَعْنَى وعن النقاش: فَرَطنا: أخَّرْنا، كما قالوا: فرط الله عنك المرض أي: أزاله. اهـ. باختصار.

.تفسير الآية رقم (39):

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

.قال البقاعي:

ولما كان التقدير بعد التذكير بهذه الآية التي تنوعت فيها الآيات وتكررت وتكثرت فيها الدلالات: فالذين آمنوا أحياء سامعون لأقوالنا، ناطقون بمحامدنا راؤون لأفعالنا، عطف عليه قوله: {والذين كذبوا} أي أوقعوا التكذيب {بآياتنا} أي على ما لها من العظمة المقتضية لإضافتها إلينا، مرئية كانت أو مسموعة، تكذيبًا متكررًا على عدد الآيات بالفعل أو بالقوة ولو بالإعراض عنها {صم} أي أموات فهم لا يسمعون {وبكم} لا ينطقون {في الظلمات} أي عمي لا يبصرون، فلذلك لا يزالون خابطين خبط العشواء ساعين غاية السعي إلى الردى، لأن ذلك شأن من في الظلمة، فكيف بمن هو في جميع الظلمات! ولعله جمعها إشارة إلى أن المكذب لا ينتفع ببصر ولا ببصيرة، وذلك أنهم لما لم ينتفعوا بحياتهم ولا بأسماعهم ولا نطقهم ولا أبصارهم ولا عقولهم كان كل ذلك منهم عدمًا.
ولما بين أن الأصم الأبكم الأعمى لا يتمكن هدايته، بين أن ذلك إنما هو بالنسبة لغيره سبحانه فطمًا عن طلب إجابتهم إلى ما يقترحون من الآيات وأما هو سبحانه ففعال لما يريد، فقال في جواب من كأنه قال: إنما تمكن هدايتهم: {من يشإ الله} أي الذي له الأمر كله ولا أمر لأحد معه إضلاله {يضلله ومن يشأ} هدايته {يجعله} وأشار إلى تمكينه بأداة الاستعلاء فقال: {على صراط مستقيم} بأن يخلق الهداية في قلبه- ومن يهد الله فما له من مضل ومن يضلل الله فما له من هاد، مع أن الكل عباده وخلقه، متقلبون في نعمه، غادون رائحون في بره وكرمه- إن في ذلك على وحدانيته وتمام قدرته لآيات بينات لقوم يعقلون. اهـ.

.قال الفخر:

في وجه النظم قولان: الأول: أنه تعالى بين من حال الكفار أنهم بلغوا في الكفر إلى حيث كأن قلوبهم قد صارت ميتة عن قبول الإيمان بقوله: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الذين يَسْمَعُونَ والموتى يَبْعَثُهُمُ الله} [الأنعام: 36] فذكر هذه الآية تقريرًا لذلك المعنى الثاني أنه تعالى لما ذكر في قوله: {وَمَا مِن دَابَّةٍ في الأرض وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أمثالكم} [الأنعام: 38] في كونها دالة على كونها تحت تدبير مدبر قديم وتحت تقدير مقدر حكيم، وفي أن عناية الله محيطة بهم، ورحمته واصلة إليهم، قال بعده والمكذبون لهذه الدلائل والمنكرون لهذه العجائب صم لا يسمعون كلامًا ألبتة، بكم لا ينطقون بالحق، خائضون في ظلمات الكفر، غافلون عن تأمل هذه الدلائل. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

احتج أصحابنا بهذه الآية على أن الهدى والضلال ليس إلا من الله تعالى.
وتقريره أنه تعالى وصفهم بكونهم صمًا وبكمًا وبكونهم في الظلمات وهو إشارة إلى كونهم عميًا فهو بعينه نظير قوله في سورة البقرة {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ} [البقرة: 18].
ثم قال تعالى: {مَن يَشَإِ الله يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ على صراط مُّسْتَقِيمٍ} وهو صريح في أن الهدى والضلال ليسا إلا من الله تعالى.
قالت المعتزلة: الجواب عن هذا من وجوه:
الوجه الأول: قال الجبائي معناه أنه تعالى يجعلهم صمًا وبكمًا يوم القيامة عند الحشر.
ويكونون كذلك في الحقيقة بأن يجعلهم في الآخرة صمًا وبكمًا في الظلمات، ويضلهم بذلك عن الجنة وعن طريقها ويصيرهم إلى النار، وأكد القاضي هذا القول بأنه تعالى بين في سائر الآيات أنه يحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميًا وبكمًا وصمًا مأواهم جهنم.
والوجه الثاني: قال الجبائي أيضًا ويحتمل أنهم كذلك في الدنيا، فيكون توسعًا من حيث جعلوا بتكذيبهم بآيات الله تعالى في الظلمات لا يهتدون إلى منافع الدين، كالصم والبكم الذين لا يهتدون إلى منافع الدنيا.
فشبههم من هذا الوجه بهم، وأجرى عليهم مثل صفاتهم على سبيل التشبيه.
والوجه الثالث: قال الكعبي قوله: {صُمٌّ وَبُكْمٌ} محمول على الشتم والإهانة، لا على أنهم كانوا كذلك في الحقيقة.
وأما قوله تعالى: {مَن يَشَإِ الله يُضْلِلْهُ} فقال الكعبي: ليس هذا على سبيل المجاز لأنه تعالى وإن أجمل القول فيه هاهنا، فقد فصله في سائر الآيات وهو قوله: {وَيُضِلُّ الله الظالمين} [إبراهيم: 27] وقوله: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الفاسقين} [البقرة: 26] وقوله: {والذين اهتدوا زَادَهُمْ هُدًى} [محمد: 17] وقوله: {يَهْدِى بِهِ الله مَنِ اتبع رِضْوَانَهُ} [المائدة: 16] وقوله: {يُثَبّتُ الله الذين ءامَنُواْ بالقول الثابت} [إبراهيم: 27] وقوله: {والذين جاهدوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سبلنا} [العنكبوت: 69] فثبت بهذه الآيات أن مشيئة الهدى والضلال وإن كانت مجملة في هذه الآية، إلا أنها مخصصة مفصلة في سائر الآيات، فيجب حمل هذا المجمل على تلك المفصلات، ثم إن المعتزلة ذكروا تأويل هذه الآية على سبيل التفصيل من وجوه: الأول: أن المراد من قوله: {الظلمات مَن يَشَإِ الله يُضْلِلْهُ} محمول على منع الألطاف فصاروا عندها كالصم والبكم.
والثاني: {مَن يَشَإِ الله يُضْلِلْهُ} يوم القيامة عن طريق الجنة وعن وجدان الثواب، ومن يشأ أن يهديه إلى الجنة يجعله على صراط مستقيم، وهو الصراط الذي يسلكه المؤمنون إلى الجنة.
وقد ثبت بالدليل أنه تعالى لا يشاء هذا الإضلال إلا لمن يستحق عقوبة كما لا يشاء الهدى إلا للمؤمنين.
واعلم أن هذه الوجوه التي تكلفها هؤلاء الأقوام إنما يحسن المصير إليها لو ثبت في العقل أنه لا يمكن حمل هذا الكلام على ظاهره.
وأما لما ثبت بالدليل العقلي القاطع أنه لا يمكن حمل هذا الكلام إلا على ظاهره كان العدول إلى هذه الوجوه المتكلفة بعيدًا جدًا، وقد دللنا على أن الفعل لا يحصل إلا عند حصول الداعي، وبينا أن خالق ذلك الداعي هو الله، وبينا أن عند حصوله يجب الفعل، فهذه المقدمات الثلاثة توجب القطع بأن الكفر والإيمان من الله، وبتخليقه وتقديره وتكوينه، ومتى ثبت بهذا البرهان القاطع صحة هذا الظاهر، كان الذهاب إلى هذه التكلفات فاسدًا قطعًا، وأيضًا فقد تتبعنا هذه الوجوه بالابطال والنقض في تفسير قوله: {خَتَمَ الله على قُلُوبِهِمْ} [البقرة: 7] وفي سائر الآيات، فلا حاجة إلى الإعادة، وأقربها أن هذا الإضلال والهداية معلقان بالمشيئة، وعلى ما قالوه: فهو أمر واجب على الله تعالى يجب عليه أن يفعله شاء أم أبى والله أعلم. اهـ.
قال الفخر:
قوله: {والذين كَذَّبُواْ بئاياتنا} اختلفوا في المراد بتلك الآيات، فمنهم من قال: القرآن ومحمد، ومنهم من قال: يتناول جميع الدلائل والحجج، وهذا هو الأصح. والله أعلم. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {والذين كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ} ابتداء وخبر، أي عدِموا الانتفاع بأسماعهم وأبصارهم؛ فكل أُمة من الدواب وغيرها تهتدي لمصالحها والكفار لا يهتدون؛ وقد تقدّم في البقرة.
{فِي الظلمات} أي ظلمات الكفر.
وقال أبو علي: يجوز أن يكون المعنى {صم وبكم} في الآخرة؛ فيكون حقيقة دون مجاز اللغة.
{مَن يَشَإِ الله يُضْلِلْهُ} دلّ على أنه شاء ضلال الكافر وأراده لينفذ فيه عدله؛ ألا ترى أنه قال: {وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ على صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} أي على دين الإسلام لينفذ فيه فضله.
وفيه إبطال لمذهب القَدَرية.
والمشيئة راجعة إلى الذين كذبوا، فمنهم من يضله ومنهم من يهديه. اهـ.

.قال أبو حيان:

{والذين كذبوا بآياتنا صمّ وبكم في الظلمات} قال النقاش: نزلت في بني عبد الدار ثم انسحبت على سواهم؛ انتهى.
ومناسبة هذه لما قبلها أنه لما تقدم قوله: {إنما يستجيب الذين يسمعون} أخبر أن المكذبين بالآيات صم لا يسمعون من ينبههم، فلا يستجيب أحد منهم ولما كان قوله: {وما من دابة} الآية منبهًا على عظيم قدرة الله تعالى ولطيف صنعه وبديع خلقه، ذكر أن المكذب بآياته هو أصم عن سماع الحق أبكم عن النطق به، والآيات هنا القرآن أو ما ظهر على يدي الرسول من المعجزات أو الدلائل والحجج ثلاثة أقوال والإخبار عنهم بقوله: {صم وبكم في الظلمات} الظاهر أنه استعارة عن عدم الانتفاع الذهني بهذه الحواس لا أنهم {صم وبكم في الظلمات} حقيقة وجاء قوله: {في الظلمات} كناية عن عمي البصيرة، فهو ينظر كقوله: {صم بكم عمي} لكن قوله: {في الظلمات} أبلغ من قوله: {عمي} إذ جعلت ظرفًا لهم وجمعت لاختلاف جهات الكفر، كما قيل في قوله: {وجعل الظلمات والنور} على أحد الأقوال وفي قوله: {يخرجونهم من النور إلى الظلمات} وقال الجبائي: الإخبار عنهم بأنهم {صم وبكم في الظلمات} حقيقة وذلك يوم القيامة يجعلهم صمًا وبكمًا في الظلمات يضلهم بذلك عن الجنة ويصيرهم إلى النار، ويعضد هذا التأويل قوله تعالى: {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميًا وبكمًا وصمًا مأواهم جهنم} الآية.
وقال الكعبيّ: {صم وبكم} محمول على الشتم والإهانة على أنهم كانوا كذلك في الحقيقة؛ انتهى.
{والظلمات} ظلمات الكفر أو حجب تضرب على القلب فيظلم وتحول بينه وبين نور الإيمان، أو ظلمات يوم القيامة ومنه قيل: ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورًا أو الشدائد لأن العرب كانت تعبر عن الشدة بالظلمة يقولون يوم مظلمة إذا لقوا فيه شدة ومنه قوله:
بني أسد هل تعلمون بلاءنا ** إذا كان يوم ذو كواكب مظلم

أربعة أقوال: رابعها قاله الليث.
{من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم} مفعول {يشأ} محذوف تقديره من يشأ الله إضلاله {يضلله} ومن يشأ هدايته {يجعله} ولا يجوز في {من} فيهما أن يكون مفعولًا بيشأ للتعاند الحاصل بين المشيئتين، فإن قلت: يكون مفعولًا بيشأ على حذف مضاف تقديره إضلال من يشاء الله وهداية من يشاء الله، فحذف وأقيم من مقامه ودل فعل الجواب على هذا المفعول.
فالجواب: أن ذلك لا يجوز لأن أبا الحسن الأخفش حكى عن العرب أن اسم الشرط غير الظرف والمضاف إلى اسم الشرط لابد أن يكون في الجواب ضمير يعود على اسم الشرط أو المضاف إليه، والضمير في {يضلله} إما أن يكون عائدًا على إضلال المحذوف أو على من لا جائز أن يعود على إضلال فيكون كقوله: {يغشاه موج من فوقه} إذ الهاء تعود على ذي المحذوفة من قوله: أو كظلمات إذ التقدير أو كذي ظلمات لأنه يصير التقدير إضلال {من يشأ الله يضلله} أي يضلل الإضلال وهذا لا يصحّ ولا جائز أن يعود على من الشرطية لأنه إذ ذاك تخلوا الجملة الجزائية من ضمير يعود على المضاف إلى اسم الشرط وذلك لا يجوز.