فصل: تفسير الآية رقم (71):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل: هنا: غَرَّتْهُمْ من الغَرّ بفتح الغين، أي: ملأت أفواههم وأشبعتهم، وعليه قول الشاعر: [الطويل]
وَلَمَّا الْتَقَيْنَا بِالحُلَيْبَةِ غَرَّنِي ** بِمَعْرُوفِهِ حَتَّى خَرَجْتُ أفُوقُ

قوله: {أنْ تُبْسَلَ} في هذا وجهان:
المشهور- بل الإجماع- على أنه مفعول من أجْلِهِ، وتقديره: مَخَافَة أن تُبْسَلَ، أو كاراهة أن تُبْسَلَ أو ألاَّ تبسل.
والثاني: قال أبو حيَّان بعد أن نقل الاتِّفاقَ على المفعول من أجله: ويجوز عندي أن يكون في موضع جرِّ على البدلِ من الضمير، والضمير مفسّر بالبَدَلِ، ويضمر الإبْسَالُ لما في الإضمار من التَّفْخيمِ، كما أضمروا ضمير الأمْرِ والشَّأنِ، والتقدير: وذكِّرْ بارتهان النفوسن وحبسها بما كسبت، كما قالوا: اللهم صَلِّ عليه الرءوف الرحيم، وقد أجاز ذلك سيبويه؛ قال: فإن قلت: وضربوني قومك، نَصَبْتَ إلا في قول من قال: أكلوني البراغيث أو تحمله على البَدَل من المضمر.
وقال أيضًا: فإن قلت: ضربين وضربتهم قومك، رفعت على التقديم والتأخير إلا أن تجعل هاهنا البدلن كما جعلته في الرفع. انتهى.
وقد روي قوله: [الطويل]
-............. ** فاسْتَاكَتْ بِهِ عُودِ إسْحِل

بجر عُود على البدل من الضمير.
قال شهاب الدين: أما تفسير الضمير غير المرفوع بالبدل، فهو قول الأخفش، وأنشد عليه هذا العَجُزَ وأوله: [الطويل]
إذَا هِيَ لَمْ تَسْتَك بِعُودِ أرَاكَةٍ ** تُنُخِّلَ فَاسْتاكَتْ بِهِ عُودِ إسْحِلِ

والبيت لطُفَيْلٍ الغَنَوِيّ، يروى برفع عُود، وهذا هو المشهور عند النُّحَاةِ، ورفعه على إعمال الأول، وهو تُنُخِّلَ، وإهمال الثاني وهو فَاسْتَاكَتْ، فأعطاه ضميره، ولو أعمله لقال: فاستاكت بعود إسحل، ولا يكن لانكسار البيت، والرواية الأخرى التي استشهد بها ضعيفة جدًا لا يعرفها أكثر المُعْرِبينَ، ولو استشهد بما لا خلاف عليه فيه كقوله: [الطويل]
عَلَى حَالَةٍ لَوْ أنَّ فِي القَوْمِ حَاتِمًا ** عَلَى جُودِهِ لَضَنَّ بالمَاءِ حَاتِمِ

بجر حاتم بدلًا من الهاء في جوده، والقوافي مجرور لكان أوْلَى.
والإبْسَالُ: الارتهان، ويقال: أبْسَلْتُ ولدي وأهلي، أي أرْتَهَنْتُهُمْ؛ قال: [الوافر]
وإبْسِالِي بَنِيَّ بِغَيْرِ جُرْمٍ ** بَعَوْنَاهُ ولا بِدّمٍ مُرَاقِ

بَعَوْنَا: جَنَيْنَا والبَعْوُ: الجِنَاية.
وقيل: الإبْسَالُ أن يُسْلِمَ الرجل نفسه للهَلَكَةِ وقال الراغب: البَسْلُ: ضَمُّ الشيء ومنعه، ولتَضَمُّنِهِ معنى الضَّمِّ استعير لتَقَطُّبِ الوَجْهِ، فقيل: هو باسل ومُبْتسلٌ الوجه، ولتضمينه معنى المنع قيل للمُحَرَّم والمرتهن: بَسْلٌ، ثم قال: والفرقُ بين الحرام والبَسْل أنَّ الحرام عام فيما كان ممنوعًا منه بالقَهْرِ والحكم، والبَسْلُ هو الممنوع بالقَهْرِ، وقيل للشجاعة: بَسَالَة؛ إما لما يوصف به الشجاع من عنُبُوس وَجْهِهِ، ولأنه شديد البُسُورَةِ يقال بسر الرجل إذا استد عبوسه، وقال تعالى: {ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} [المدثر: 22] فإذا زاد قالوا بَسَلَ، أو لكونه محرمًا على أقرانه، أو لأنه يَمْنع ما حَوْزتِهِ، وما تحت يده من أعدائه والبُسْلَةُ، أجْرَةُ الرَّاقِي مأخوذة من قول الرَّاقي: أبْسَلْتُ زيدًا؛ أي: جَعَلْتُهُ مُحَرَّمًا على الشيطان، أو جعلته شجاعًا قويَّا على مُدافعتِهِ، وبَسَل في معنى أجَلْ وبَسْ.
أي: فيكون حَرْفَ جواب كأجل، واسم فعل بمعنى اكتف كبس.
وقوله: {بما} متعلّق بـ {تُبْسَلَ}، أي بسبب، وما مصدرية، أو بمعنى الذي، أو نكرة وأمرها واضح.

.فصل في معنى التبسل:

قال مجاهد وعكرمة والسدي: قال ابن عبَّاس: {تُبْسَل}: تَهْلِكُ، وروي عن ابن عباس تُرتهنُ في جَهنَّم بما كسبت في الدنيا، وهو قول الفراء.
وقال قتادة: تُحْبَسُ في جهنم.
وقال الضحاك: تُحْرَقُ.
وقال الأخفش: تُجَازَى.
وروي عن ابن عباس: تُفضحُ وقال ابن زيد: تُؤخَذُ.
قوله: {لَيْسَ لَهَا} هذه الجملة فيها ثلاثة أوجه:
أحدها: أنها مُسْتأنَفَةٌ سِيقَتْ للإخبار بذلك.
والثاني: أنها في مَحَلِّ رفع صفة لـ {نفس}.
والثالث: أنها في مَحَلِّ نَصْبِ حالًا من الضمير في {كسبت}.
قوله: {مِنْ دُون} في {مِنْ} وجهان:
أظهرهما: أنها لابْتِدَاءِ الغاية.
والثاني: أنها زَائِدَةٌ نقله ابن عطية، وليس بشيءن وإذا كانت لابتداء الغايةِ، ففيما يتعلَّق به وجهان:
أحدهما: أنها حالٌ من {وليّ}؛ لأنها لو تأخَّرَتْ لكانت صِفَةً له فتتعلَّقُ بمحذوف هو حال.
الثاني: أنها خبر {ليس} فتتعلَّق بمحذوف أيضًا وهو خبر لـ {ليس}، وعلى هذا فيكون {لها} متعلقًا بمحذوف على البيان، كما تقتدم نظيره، و{من دون الله} فيه حذف مُضَاف أي: من دون عذابه وجزائه وَليّ ولا شفيع يشفع لها في الآخرة.
قوله: {وإن تَعْدِل} أي: تَفْتَدِي {كُلَّ عَدْلٍ}: كُلّ فداء، و{كل} منصوب على المصدرية؛ لأن {كل} بحسب ما تضاف إليه هذا هو المشهور، ويجوز نَصْبُهُ على المفعول به؛ أي: وإن تلإسِ يَداهَا كُلَّ ما تَفْدِي به لايُؤخَذُ، فالضمير في {لا يؤخَذُ} على الأوَّل، قال أبو حيَّان: عائد على المَعْدُولِ به المفهوم من سياق الكلام، ولا يعود إلى المصدر؛ لأنه لا يُسْنَدُ إليه الأخْذُ، وأما في {وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} [البقرة: 48] فبمعنى المَفْدِيَّ به فيصح انتهى.
أي: إنه إنما أسند الأخْذَ إلى العَدْلِ صريحًا في البقرة؛ لأنه ليس المراد المصدر، بل الشيء المَفْدِيَّ به، وعلى الثَّاني يعود على {كل عدل}؛ لأنه ليس مصدرًا فهو كآية البقرة.
وقال ابن الخطيب: ويمكن حَمْلُ الأخذ هنا بمعنى القَبُولِ؛ قال تعالى: {وَيَأْخُذُ الصدقات} [التوبة: 104] أي: يقبلها وإذا ثبت هذا فيُحْمَلُ الأخذ هاهنا على القبول ويزول المحذور، وفي إسناد الأخْذِ إلى المصدر عبارة عن الفعل يعني يؤخذ مسندًا إلى منها لا إلى ضميره أي: لأن العدل بالمعنى المصدري لا يؤخذ، بخلاف قوله: {وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْل} فإنه المَفْدِيُّ به.
قوله: {أولئك الذين أُبْسِلُواْ} يجوز أن يكون {الَّذينَ} خبرًا، و{لهم شراب} خبرًا ثانيًا، وأن يكون {لهم شراب} حالًا؛ إما من الضمير في {أبْسِلوا} وإمَّا من الموصول نفسه، و{شراب} فاعلٌ لاعتماد الجار قبله على ذِي الحالِ، ويجوز أن يكون {لهم شراب} مُسْتَأنفًا، فهذه ثلاثة أوجه، ويجوز أن يكون {الذين} بدلًا من {أولئك} أو نعتًا فيتعين أن يكون الجملة من {لهم شراب} خبرًا للمبتدأ، فيحصل في الموصُولِ أيضًا ثلاثة أوجه؛ كونه خبرًا، وأو بدلًا، أو نعتًا فجاءت مع ما قبلها ستة أوجه ستة أوجه في هذه الآية، و{شراب} يجوز رَفْعُهُ من وجهين؛ الابتدائية والفاعلية عند الأخفش، وعند سيبويه أيضًا على أن يكون {لهم} هو خبر المبتدأ أو حالًا، حيث جعلناه حالًا، و{شراب} مُرتفعٌ به لاعتماده على ما تقدَّم، و{من حميم} صفة لـ {شراب} فهو في مَحَلِّ رفع، ويتعلق بمحذوف.
و{شراب} فعال بمعنى مفعول كطعام بمعنى مطعوم، و{شراب} بمعنى مشروب لا يَنْقَاسُ ولا يقال: أكال بمعنى مأكول ولا ضراب بمعنى مضروب.
والإشارة بذلك إلى الَّذين اتخذوا في قول الزمخشري والحوفي، فلذلك أتى بصيغة الجمع، وفي قول ابن عطية وأبي البقاء إلى الجنْسِ المفهوم من قوله: {أن تُبْسَلَ نَفْسٌ} إذ المرادُ به عُمومُ الانْفُسِ، فلذلك أشير إليه بالجمع، ومعنى الآية: أولئك الذين أبسلوا أسلمُوا للهلاكِ بما كسبوا {لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون}. اهـ. باختصار.

.تفسير الآية رقم (71):

قوله تعالى: {قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما تقرر أن غير الله لا يمنع من الله بنوع، لا آلهتهم التي زعموا أنها شفعاؤهم ولا غيرها، ثبت أنهم على غاية البينة من أن كل ما سواء لا ينفع شيئًا ولا يضر، فكان في غاية التبكيت لهم قوله: {قل} أي بعد ما أقمت من الأدلة على أنه ليس لأحد مع الله أمر، منكرًا عليهم موبخًا لهم {أندعوا} أي دعاء عبادة، وبين حقارة معبوداتهم فقال: {من دون الله} أي المنفرد بجميع الأمر.
ولما كان السياق لتعداد النعم {الذي خلق السماوات والأرض} [الأنعام: 73] {خلقكم من طين} [الأنعام: 2] {يطعم ولا يطعم} [الأنعام: 14] {ويرسل عليكم حفظة} [الأنعام: 61] {من ينجيكم من ظلمات البر والبحر} [الأنعام: 63] {الله ينجيكم منها ومن كل كرب} [الأنعام: 64] قدم النفع في قوله: {ما لا ينفعنا ولا يضرنا} أي لا يقدر على شيء من ذلك، ليكونوا على غاية اليأس من اتباع حزب الله لهم، وهذا كالتعليل لقوله: {إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله} [الأنعام: 56].
ولما ذكر عدم المنفعة في دعائهم، أشار إلى وجود الخسارة في رجائهم فقال: {ونرد} أي برجوعنا إلى الشرك، وبناه للمفعول لأن المنكر الرد نفسه من أيّ راد كان {على أعقابنا} أي فنأخذ في الوجه المخالف لقصدنا فنصير كل وقت في خسارة بالبعد عن المقصود {بعد إذ هدانا الله} أي الذي لا خير إلا وهو عنده ولا ضر إلا وهو قادر عليه، إلى التوجه نحو المقصد، ووفقنا له وأنقذنا من الشرك.
ولما صور حالهم، مثَّلَه فقال: {كالذي} أي نرد من علو القرب إلى المقصود إلى سفول البعد عنه ردًا كرد الذي {استهوته} أي طلبت مزوله عن درجته {الشياطين} فأنزلته عن أفق مقصده إلى حضيض معطبه، شبه حاله بحال من سقط من عال في مهواة مظلمة فهو في حال هويه في غاية الاضطراب وتحقق التلف والعمى عن الخلاص {في الأرض} حال كونه {حيران} تائهًا ضالًا لا يهتدي لوجهه ولا يدري كيف يسلك ثم استأنف قوله: {له} أي هذا الذي هوى {أصحاب} أي عدة، ولكنه لتمكن الحيرة منه لا يقبل {يدعونه إلى الهدى} وبين دعاءهم بقوله: {ائتنا} وهو قد اعتسف المهمة تابعًا للشياطين، لا يجيبهم ولا يأتيهم لأنه قد غلب على نفسه، وحيل بينه وبين العبر والنزوان.
ولما كان هذا مما يعرفونه وشاهدوه مرارًا، وكانوا عالمين بأن دعاء أصحابه له في غاية النصيحة والخير، وأنه إن تبعهم نجا، وإلا هلك هلاكًا لا تدارك له، فكان جوابهم: إن دعاء أصحابه به لهدى، بين أنه مضمحل تافه جدًا بحيث إنه يجوز أن يقال: ليس هدى بالنسبة إلى هذا الذي يدعوهم إليه، بقوله: {قل إن هدى الله} أي المستجمع لصفات الكمال {هو} أي خاصة {الهدى} أي لا غيره كدعاء أصحاب المستهوي، بل ذاك الهدى مع إنقاذه من الهلاك إلى جنب هذا الهدى كلا شيء، لأن الشيء هو الموصل إلى سعادة الأبد.
ولما كان التقدير: فقد أمرنا أن نلزمه ونترك كل ما عداه، عطف عليه أمرًا عامًا فقال: {وأمرنا لنسلم} أي ورد علينا الأمر ممن لا أمر لغيره بكل ما يرضيه لأن نسلم بأن نوقع الإسلام وهو الانقياد التام فنتخلى عن كل هوى، وأن نقيم الصلاة بأن نوقعها بجميع حدودها الظاهرة والباطنة فنتحلى بفعلها أشرف حلى {لرب العالمين} أي لإحسانه إلى كل أحد بكل شيء خلقه. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

اعلم أن المقصود من هذه الآية الرد على عبدة الأصنام وهي مؤكدة لقوله تعالى قبل ذلك: {قُلْ إِنّى نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الذين تَدْعُونَ مِن دُونِ الله} فقال: {قُلْ أَنَدْعُواْ مِن دُونِ الله} أي أنعبد من دون الله النافع الضار ما لا يقدر على نفعنا ولا على ضرنا، ونرد على أعقابنا راجعين إلى الشرك بعد أن أنقدنا الله منه وهدانا للإسلام؟ ويقال لكل من أعرض عن الحق إلى الباطل أنه رجع إلى خلف، ورجع على عقبيه ورجع القهقرى، والسبب فيه أن الأصل في الإنسان هو الجهل، ثم إذا ترقى وتكامل حصل له العلم.
قال تعالى: {والله أَخْرَجَكُم مّن بُطُونِ أمهاتكم لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار والأفئدة} [النحل: 78] فإذا رجع من العلم إلى الجهل مرة أخرى فكأنه رجع إلى أول مرة، فلهذا السبب يقال: فلان رد على عقبيه. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {قُلْ أَنَدْعُواْ مِن دُونِ الله مَا لاَ يَنفَعُنَا} أي ما لا ينفعنا إن دعوناه.
{وَلاَ يَضُرُّنَا} إن تركناه؛ يريد الأصنام.
{وَنُرَدُّ على أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا الله} أي نرجع إلى الضلالة بعد الهدى.
وواحد الأعقاب عقِب وهو مؤنث؛ وتصغيره عقيبة.
يقال: رجع فلان على عقِبيه إذا أدبر.
قال أبو عبيدة: يقال لمن ردّ عن حاجته ولم يظفر بها: قد ردّ على عقبيه.
وقال المبرد: معناه تعقب بالشر بعد الخير.
وأصله من العاقبة والعقبى وهما ما كان تاليًا للشيء واجبًا أن يتبعه؛ ومنه: {والعاقبة لِلْمُتَّقِينَ}.
ومنه عَقِب الرِّجل.
ومنه العقوبة، لأنها تالية للذنب، وعنه تكون. اهـ.

.قال الألوسي:

{قُلْ أَنَدْعُواْ مِن دُونِ الله مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا}.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي أن المشركين قالوا للمؤمنين: اتبعوا سبيلنا واتركوا دين محمد صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى: {قُلْ} إلخ.
وقيل: نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه حين دعاه ابنه عبد الرحمن إلى عبادة الأصنام.