فصل: القراءات والوقوف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وبناه ابن عامر للفاعل ونصب الأجل {إليهم} أي الناس خاصة {أجلهم} أي عمرهم أو آخر لحظة تكون منه، فأهلك من في الأرض فاختل النظام الذي دبره، ولكنه لا يفعل إلاّ ما تقدم من إمهاله لهم إلى ما سمي من الآجال المتفاوتة.
وذلك سبب إضلال من يريد ضلاله.
ولعل التعبير بنون العظمة في {فنذر} إشارة إلى أن الأمر في غاية الظهور؛ فكان القياس هداهم لكثرة ما عليه من الدلائل الظاهرة ولكنه تعالى أراد ضلالهم وهو من العظمة بحيث لا يعجزه شيء.
ويجوز أن يكون معطوفًا على قوله: {أولئك مأواهم النار} لأن معناه: أولئك يمهلهم الله إلى انقضاء ما ضرب لهم من الآجال مع مبالغتهم في الإعراض.
ثم يكون مأواهم النار ولا يعجل لهم ما يستحقونه من الشر {ولو يعجل الله للناس الشر} أي ولو يريد عجلة الشر للناس إذا خالفوه أو إذا استعجلوه به في نحو قولهم: {فأمطر علينا حجارة من السماء} [الأنفال: 32] ودعاء الإنسان على ولده وعبده، مثل استعجالهم أي مثل إرادتهم تعجيل الخير.
وعدل عن أن يقال: ولو يستعجل الله للناس الشر {استعجالهم بالخير} أي يعجل، دفعًا لإيهام النقص بأن من يستعجل الشيء ربما يكون طالبًا عجلته من غير لعدم قدرته، وتنبيهًا على أن الأمر ليس إلاّ بيده {لقضي إليهم أجلهم} فإنه إذا أراد شيئًا كان ولم يتخلف أصلًا.
ولما كان التقدير لأن {لو} امتناعية: ولكنه سبحانه لا يفعل ذلك لأنه لا يفوته شيء بل يمهل الظالمين ويدر لهم النعم ويضربهم بشيء من النقم حتى يقولوا: هذه عادة الدهر، قد مس آباءنا الضراء والسراء، سبب عن قوله: {فنذر} أي على أيّ حالة كانت، ووضع موضع الضمير تخصيصًا وتنبيهًا على ما أوجب لهم الإعراض والجرأة قوله: {الذين} وأشار بنفي الرجاء إلى نفي الخوف على الوجه الأبلغ فقال: {لا يرجون لقاءنا} أي بعد الموت بهذا الاستدراج على ما لنا من العظمة التي من أمنها كان أضل من الأنعام {في طغيانهم} أي تجاوزهم للحدود تجاوزًا لا يفعله من له أدنى روية {يعمهون} أي يحكم مشيئتنا السابقة في الأزل عميًا عن رؤية الآيات صمًا عن سماع البينات؛ والتعجيل: تقديم الشيء على وقته الذي هو أولى به؛ والشر: ظهور ما فيه الضر، وأصله الإظهار من قولهم: شررت الثوب- إذا أظهرته للشمس، ومنه شرر النار- لظهوره بانتشاره؛ والطغيان: الغلو في ظلم العباد؛ والعمه، شدةُ الحيرة. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{لقضي إليهم} مبنيًا للفاعل {أجلهم} بالنصب: ابن عامر ويعقوب. الآخرون مبنيًا للمفعول ورفع {أجلهم} أو بدله بضم اللام وسكون الهاء: روى خلف عن الكسائي والاختبار عنه وعن غيره الإشمام {لي أن} بفتح الياء وكذلك {إني أخاف}: أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو.
{نفسي أن} بفتح الياء: أبو عمرو وأبو جعفر ونافع.
{ولأدراكم} بلام الابتداء فعلًا مثبتًا: روى أبو ربيعة عن البزي وحمزة.
وقرأ حمزة وعلي وأبو عمرو وخلف وورش من طريق النجاري والخراز عن جبيرة وهبيرة وابن مجاهد والنقاش عن ابن ذكوان، وحماد ويحيى من طريق أبي حمدون بالإمالة فعلًا ماضيًا منفيًا بلا. الباقون: مثله ولكن بالتفخيم.
{تشركون} بتاء الخطاب وكذلك في النحل والروم: حمزة وعلي وخلف. الباقون بالياء.

.الوقوف:

{أجلهم} ط لأن ما بعده مستقبل فنحن نذر {يعمهون} o {أو قائمًا} ط {مسه} ط {يعملون} o {ظلموا} لا لأن الواو للحال {ليؤمنوا} ط {المجرمين} o {تعملون} o {بينات} لا لأن ما بعده جواب إذا {أو بدله} ط.
{نفسي} ج ط لأن إن النافية لها صدر الكلام ولكن القائل متحد {إليّ} ط ج لمثل ما قلنا {عظيم} o {به} ط والوصل أولى للفاء أو لشدة اتصال المعنى {من قبله} ط {تعقلون} o {بآياته} ط {المجرمون} o {عند الله} ط {في الأرض} ط {يشركون} o {فاختلفوا} ط {يختلفون} o {من ربه} ج ط للابتداء بالأمر مع الفاء {فانتظروا} ج لاحتمال الابتداء أو التعليل {المنتظرين} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}
وفيه مسائل:

.المسألة الأولى: [في ذكر شبهات المنكرين للنبوة مع الجواب عنها]:

أن الذي يغلب على ظني أن ابتداء هذه السورة في ذكر شبهات المنكرين للنبوة مع الجواب عنها.
فالشبهة الأولى: أن القوم تعجبوا من تخصيص الله تعالى محمدًا عليه السلام بالنبوة فأزال الله تعالى ذلك التعجب بقوله: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إلى رَجُلٍ مّنْهُمْ} [يونس: 2] ثم ذكر دلائل التوحيد ودلائل صحة المعاد، وحاصل الجواب أنه يقول: إني ما جئتكم إلا بالتوحيد والإقرار بالمعاد، وقد دللت على صحتها، فلم يبق للتعجب من نبوتي معنى.
والشبهة الثانية: للقوم أنهم كانوا أبدًا يقولون: اللهم إن كان ما يقول محمد حقًا في ادعاء الرسالة فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب إليم.
فأجاب الله تعالى عن هذه الشبهة بما ذكره في هذه الآية.
فهذا هو الكلام في كيفية النظم.
ومن الناس من ذكر فيه وجوهًا أخرى: فالأول: قال القاضي: لما بين تعالى فيما تقدم الوعد والوعيد أتبعه بما دل على أن من حقهما أن يتأخرا عن هذه الحياة الدنيوية لأن حصولهما في الدنيا كالمانع من بقاء التكليف.
والثاني: ما ذكره القفال: وهو أنه تعالى لما وصف الكفار بأنهم لا يرجون لقاء الله ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها، وكانوا عن آيات الله غافلين؛ بين أن من غفلتهم أن الرسول متى أنذرهم استعجلوا العذاب جهلًا منهم وسفهًا.

.المسألة الثانية: [في استعجال المشركين للعذاب]:

أنه تعالى أخبر في آيات كثيرة أن هؤلاء المشركين متى خوفوا بنزول العذاب في الدنيا استعجلوا ذلك العذاب كما قالوا: {اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ السماء أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال: 32] وقال تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [المعارج: 1] الآية.
ثم إنهم لما توعدوا بعذاب الآخرة في هذه الآية وهو قوله: {أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النار بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [يونس: 8] استعجلوا ذلك العذاب، وقالوا: متى يحصل ذلك كما قال تعالى: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا} [الشورى: 18] وقال في هذه السورة بعد هذه الآية: {وَيَقُولُونَ متى هذا الوعد إِن كُنتُمْ صادقين} [يونس: 48] إلى قوله: {الآن وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} [يونس: 51] وقال في سورة الرعد: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالسيئة قَبْلَ الحسنة وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ المثلات} [الرعد: 6] فبين تعالى أنهم لا مصلحة لهم في تعجيل إيصال الشر إليهم، لأنه تعالى لو أوصل ذلك العقاب إليهم لماتوا وهلكوا، لأن تركيبهم في الدنيا لا يحتمل ذلك ولا صلاح في إماتتهم، فربما آمنوا بعد ذلك، وربما خرج من صلبهم من كان مؤمنًا، وذلك يقتضي أن لا يعاجلهم بإيصال ذلك الشر.

.المسألة الثالثة: [كيف قابل التعجل بالاستعجال؟]:

في لفظ الآية إشكال، وهو أن يقال: كيف قابل التعجل بالاستعجال، وكان الواجب أن يقابل التعجيل بالتعجيل، والاستعجال بالاستعجال.
والجواب عنه من وجوه: الأول: قال صاحب الكشاف: أصل هذا الكلام، ولو يعجل الله للناس الشر تعجيله لهم الخير إلا أنه وضع استعجالهم بالخير موضع تعجيله لهم الخير إشعارًا بسرعة إجابته وإسعافه بطلبهم، حتى كأن استعجالهم بالخير تعجيل لهم.
الثاني: قال بعضهم حقيقة قولك عجلت فلانًا طلبت عجلته، وكذلك عجلت الأمر إذا أتيت به عاجلًا، كأنك طلبت فيه العجلة والاستعجال أشهر وأظهر في هذا المعنى، وعلى هذا الوجه يصير معنى الآية لو أراد الله عجلة الشر للناس كما أرادوا عجلة الخير لهم لقضى إليهم أجلهم، قال صاحب هذا الوجه، وعلى هذا التقدير: فلا حاجة إلى العدول عن ظاهر الآية.
الثالث: أن كل من عجل شيئًا فقد طلب تعجيله، وإذا كان كذلك، فكل من كان معجلًا كان مستعجلًا، فيصير التقدير، ولو استعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير إلا أنه تعالى وصف نفسه بتكوين العجلة ووصفهم بطلبها، لأن اللائق به تعالى هو التكوين واللائق بهم هو الطلب.

.المسألة الرابعة: [في تسمية العذاب شرا]:

أنه تعالى سمى العذاب شرًا في هذه الآية، لأنه أذى في حق المعاقب ومكروه عنده كما أنه سماه سيئة في قوله: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالسيئة قَبْلَ الحسنة} [الرعد: 6] وفي قوله: {وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا} [الشورى: 40].

.المسألة الخامسة: [في قراءة قوله تعالى: {لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}]:

قرأ ابن عامر {لَقُضِىَ} بفتح اللام والقاف {أَجَلُهُمْ} بالنصب، يعني لقضى الله، وينصره قراءة عبد الله: {لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} وقرأ الباقون بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء {أَجَلُهُمْ} بالرفع على ما لم يسم فاعله.

.المسألة السادسة: المراد من استعجال هؤلاء المشركين الخير:

هو أنهم كانوا عند نزول الشدائد يدعون الله تعالى بكشفها، وقد حكى الله تعالى عنهم ذلك في آيات كثيرة كقوله: {ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضر فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ} [النمل: 53] وقوله: {وَإِذَا مَسَّ الإنسان الضر دَعَانَا} [يونس: 12].

.المسألة السابعة: [كيف اتصل قوله: {فَنَذَرُ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا} بما قبله وما معناه؟]:

لسائل أن يسأل فيقول: كيف اتصل قوله: {فَنَذَرُ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا} بما قبله وما معناه؟
وجوابه أن قوله: {وَلَوْ يُعَجّلُ الله لِلنَّاسِ} متضمن معنى نفي التعجيل، كأنه قيل: ولا يعجل لهم الشر، ولا يقضي إليهم أجلهم فيذرهم في طغيانهم أي فيمهلهم مع طغيانهم إلزامًا للحجة.

.المسألة الثامنة: [في حكم الله تعالى على المشركين بالطغيان والعمه]:

قال أصحابنا: إنه تعالى لما حكم عليهم بالطغيان والعمه امتنع أن لا يكونوا كذلك.
وإلا لزم أن ينقلب خبر الله الصدق كذبًا وعلمه جهله وحكمه باطلًا، وكل ذلك محال، ثم إنه مع هذا كلفهم وذلك يكون جاريًا مجرى التكليف بالجمع بين الضدين. اهـ.

.قال السمرقندي:

قوله تعالى: {وَلَوْ يُعَجّلُ الله لِلنَّاسِ الشر استعجالهم بالخير}
قال مقاتل: وذلك حين تمنى النضر بن الحارث العذاب، فنزل قوله: {وَلَوْ يُعَجّلُ الله لِلنَّاسِ الشر} يقول: لو استجيب لهم في الشر استعجالهم بالخير، كما يحبون أن يستجاب لهم في الخير.
{لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} في الدنيا بالهلاك؛ وقال مجاهد والضحاك والكلبي: ولو يعجل الله للناس الشر، يعني: العقوبة، إذا دعا على نفسه وولده وعلى صاحبته، مثل: أخزاك الله، ولعنك الله؛ كما يعجل لهم الخير إذا دعوه بالرحمة والرزق والعافية؛ لماتوا وهلكوا.
وقال القتبي: هذا من الإضمار ومعناه {وَلَوْ يُعَجّلُ الله لِلنَّاسِ الشر}، يعني: إجابتهم بالشر {استعجالهم بالخير}، يعني: كإجابتهم بالخير.
وإنَّما صار {استعجالهم} نصبًا على معنى مثل استعجالهم.
قرأ ابن عامر {لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} بالنصب، يعني: لقضى الله أجلهم، لأنه اتصل بقوله: {وَلَوْ يُعَجّلُ الله}، وقرأ الباقون {لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} بالضم على معنى فعل ما لم يسم فاعله.
ثم قال: {فَنَذَرُ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا}، يعني: نترك الذين لا يخافون البعث بعد الموت.
{فِي طغيانهم يَعْمَهُونَ}، يعني: في ضلالهم يعمهون، يعني: يتحيرون ويترددون. اهـ.

.قال الثعلبي:

{وَلَوْ يُعَجِّلُ الله لِلنَّاسِ الشر} فيه اختصار ومعناه: {وَلَوْ يُعَجِّلُ الله لِلنَّاسِ} الآية ذهابهم في الشرك استعجالهم بالإجابة في الخير {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} أي لفرض من هلاكهم ولماتوا جميعًا.
قال مجاهد: هو قول الإنسان لولده وماله إذا غضب: اللهم أهلكه، اللهم لا تبارك له فيه والعنه يتخذها الرجل على نفسه وولده وأهله وماله بما يكره أن يُستجاب له.
شهر بن حوشب. قرأت في بعض الكتب أن الله تعالى يقول للملكين الموكلين: لا تكتبا على عبدي في حال ضجره شيئًا.
وقرأ العامة: لقضي إليهم آجالهم برفع القاف واللام على خبر تسمية الفاعل، وقرأ عوف وعيسى وابن عامر ويعقوب: بفتح القاف واللام، وقرأ الأعمش: لقضينا، وكذلك هو في مصحف عبد الله، وقيل: أنها نزلت في النضر بن الحرث حين قال: {اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السماء} [الأنفال: 32] الآية يدل عليه قوله تعالى: {فَنَذَرُ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} لا يخافون البعث والحساب ولا يأملون الثواب {فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}
فيه وجهان:
أحدهما: ولو يعجل الله للكافر العذاب على كفره كما عجل له خير الدنيا من المال والولد لعجل له قضاء أجله ليتعجل عذاب الآخرة، قاله ابن إسحاق.
الثاني: معناه أن الرجل إذا غضب على نفسه أو ماله أو ولده فيدعو بالشر فيقول: لا بارك الله فيه وأهلكه الله، فلو استجيب ذلك منه كما يستجاب منه الخير لقضي إليهم أجلهم أي لهلكوا.
فيكون تأويلًا على الوجه الأول خاصًا في الكافر، وعلى الوجه الثاني عامًا في المسلم والكافر.
{فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} قال قتادة: يعني مشركي أهل مكة.
{فِي طُغْيَانِهِمْ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: في شركهم، قاله ابن عباس.
الثاني: في ضلالهم، قاله الربيع بن أنس.
الثالث: في ظلمهم، قاله عليّ بن عيسى.
{يَعْمَهُونَ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: يترددون، قاله ابن عباس وأبو مالك وأبو العالية.
الثاني: يتمادون، قاله السدي.
الثالث: يلعبون، قاله الأعمش. اهـ.