فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وانظر إلى أي جماعة تكيد لأي أمر، وستجد من بينهم من يبلغ عنهم السلطات، وأجهزة الأمن، فإذا كان كيد البشر للبشر مفضوحًا بمن يشي منه بالآخرين، بل هناك من البشر غير الكائدين من يستطيع بنظرته أن يستنبط ويستكشف من يكيدون له.
وهناك من الأجهزة المعاصرة ما تستطيع تسجيل مكالمات الناس والتنصُّت عليهم؛ وكل ذلك مكر من البشر للبشر، فما بالنا إن كاد الله لأحد، وليس هناك أحد مع الله سبحانه وتعالى ليبلغنا بكيده، ولا أحد يستطيع أن يتجسَّس عليه؟!
مكر الله سبحانه إذن أقوى من أي مكرٍ بشري؛ لأن مكر البشر قد يُهدَم من بعض الماكرين أو من التجسس عليهم، لكن إذا كاد الله لهم، أيعلمون من كيده شيئًا؟ طبعًا لا يعملون.
وكلمة {أَسْرَعُ مَكْرًا} تلفتك إلى أن هناك اثنين يتنافسان في سباق، وحين تقول: فلان أسرع من فلان، فمعنى ذلك: أن كلاّ منهما يحاول الوصول إلى نفس الغاية، لكن هناك واحدًا أسرع من الآخر في الوصول إلى الغاية.
ومكركم البشري هو أمر حادث، لكن الله سبحانه أزلي الوجود، يعلم كل شيء قبل أن يقع، ويرتِّب كل أمر قبل أن يحدث؛ لذلك فهو الأسرع في الرد على مكركم، إن مكرتم.
وهناك يقول الحق سبحانه: {وَإِذَا أَذَقْنَا الناس رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ في آيَاتِنَا} و{إذا} الأولى ظرف، أما إذا الثانية فهي إذا الفجائية مثلما تقول: خرجت فإذا الأسد بالباب.
وهم حين أنزل الحق لهم الأمطار رحمة منه، فهم لا يهدأون ويستمتعون ويذوقون رحمة الله تعالى بهم من الماء الذي جاءهم من بعد الجدب، بل دبروا المكر فجأة، فيأتي قول الحق سبحانه: {قُلِ الله أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ}.
وهكذا ترى أن ما يبطل كيد الماكرين من البشر، يكون بإحدى تالك الوسائل: إما أن يكون بوشاية من أحد الماكرين، وإما أن يكون بقوة التخابر من الغير، وإما أن يكون من رسل العليّ القدير وهم الملائكة الذين يكتبون كل ما يفعله البشر، فسبحانه القائل: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار: 1012]
واقرأ أيضًا قول الحق سبحانه: {اقرأ كتابك كفى بِنَفْسِكَ اليوم عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 14].
وجاء الحق سبحانه بكل ما سبق؛ لأنه سبحانه قد شاء أن يعطي لقريش فرصة التراجع في عنادها للرسول صلى الله عليه وسلم، هذا العناد الذي قالوا فيه: إنهم يتبعون ما وجدوا عليه آباءهم، وهذا قول مغلوط؛ لأن الآباء في الأصل كانوا مؤمنين، ولكن جاءهم الضلال كأمر طارئ، والأصنام التي عبدوها طارئة عليهم من الروم، جاء بها إنسان ممن ساحوا في بلاد الروم هو عمرو بن لحيّ، فإن رجعتُم إلى الإيمان بعد عنادكم؛ فهذا هو الطريق المستقيم الذي كان عليه آباؤكم بالفطرة والميثاق الأول. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21)}
أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا} قال: استهزاء وتكذيب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان قال: كل مكر في القرآن فهو عمل. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا}
قوله تعالى: {وَإِذَا أَذَقْنَا}: شرطيةٌ جوابُها إذا الفجائيةُ في قوله: {إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ}، والعاملُ في {إذا} الفجائيةِ الاستقرارُ الذي في {لهم}. وقد تقدَّم لك خلافٌ في {إذا} هذه: هل هي حرفٌ أو ظرفُ زمان على بابها أو ظرفُ مكان؟ وقال أبو البقاء: وقيل: {إذا} الثانية زمانيةٌ أيضًا، والثانية وما بعدها جواب الأولى. وهذا الذي حكاه قولٌ ساقط لا يُفهم معناه.
وقوله: {في آيَاتِنَا} متعلقٌ بـ {مَكْر} جعل الآيات مَحَلًا للمكر والمبالغة، ويَضْعف أن يكون الجارُّ صفةً لـ {مكر}.
وقوله: {مكرًا} نصبٌ على التمييز. وهو واجبُ النصبِ، لأنك لو صُغْتَ مِنْ أَفْعل فعلًا وأَسْنَدْتَه إلى تمييزِه فاعلًا لصَحَّ أن يُقال: سَرُع مَكْرُه وأيضًا فإنَّ شرطَ جوازِ الخفضِ صِدْقُ التمييز على موصوفِ أفعل التفضيل نحو: زيدٌ أحسنُ فقيه. وأَسْرَعُ مأخوذٌ مِنْ سَرُع ثلاثيًا، حكاه الفارسي. وقيل: بل مِنْ أسرع، وفي بناء أفعل وفعلي التعجب مِنْ أفعل ثلاثةُ مذاهب: الجوازُ مطلقًا، المنعُ مطلقًا، التفضيلُ: بين أن تكونَ الهمزةُ للتعدية فيمتنعَ، أو لا فيجوزَ، وتحريرُها في كتب النحاة. وقال بعضُهم: أَسْرع هنا ليست للتفضيل وهذا ليس بشيءٍ إذ السياق يردُّه. وجعله ابن عطية: أعني كونَ أسرع للتفضيل نظيرَ قوله: «لهي أسودُ مِنَ القار».
قال الشيخ: وأما تنظيره «أسود من القار» بأسرع ففاسد لأن أسود ليس فعلُه على وزِن أَفْعَل، وإنما هو على وزن فَعِل نحو: سَوِدَ فهو أسود، ولم يمتنع التعجب ولا بناء أفعل التفضيل عند البصريين مِنْ نحو سَوِدَ وحَمِرَ وأَدِمَ إلا لكونه لونًا. وقد أجاز ذلك بعض الكوفيين في الألوان مطلقًا، وبعضهم في السواد، والبياض فقط، قلت: تنظيره به ليس بفاسد، لأنَّ مرادَه بناءُ أفعل مما زاد على ثلاثة أحرف وإن لم يكن على وزن أَفْعَل، وسَوِد وإن كان على ثلاثةٍ لكنه في معنى الزائد على ثلاثة، إذ هو في معنى أسود، وحَمِرَ في معنى أحمر، نصَّ على ذلك النحويون، وجعلوه هو العلةَ المانعةَ من التعجب في الألوان.
وقرأ الحسنُ وقتادة ومجاهد والأعرج ونافعٌ في روايةٍ: {يَمْكرون} بياء الغيبة جَرْيًا على ما سَبَق. والباقون بالخطابِ مبالغةً في الإِعلام بمكرهم والتفاتًا لقوله: {قل الله}، إذ التقديرُ: قل لهم، فناسَبَ الخطابَ. وفي قوله: {إنْ رسلَنا} التفاتٌ أيضًا، إذ لو جرى على قوله: {قل الله}، لقيل: إنَّ رسله. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا} يعني إذا أصابهم ضُرُّ ومحنة فرحمناهم وكَشْفنا عنهم، أحالوا الأمر على غيرنا، وتوهموه ما هو سوانا مثل قولهم: «مُطِرْنَأ بنوء كذا»، ومثل قولهم إن هذه سعادة نجَمْ أو مساعدةُ دولة أو تأثيرُ فَلَكٍ أو خيراتُ دهر.
فهذا كان مكرُهم أما مكر الله سبحانه بهم فهو جزاؤهم على مكرهم. والإشارة في هذا أنه ربما يكون للمريد أو للطالب حجبة أو فترة فإذا جاء الحقُّ بكشفٍ أو تجلِّ أو إقبال فَمِنْ حقِّهم ألا يلاحظوها فضلًا عن أن يساكنوها، لأنهم إذا لم يرتقوا عن ملاحظة أحوالهم إلى الغيبة بشهود الحقِّ مَكَرَ الله بهم بأَنْ شتَّتهم في تلك الأحوال من غير تَرَقٍّ عنها أو وجود زيادة عليها، وهذا مَكْرُهُ بخَوَاصِّهم. اهـ.

.تفسير الآية رقم (22):

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ثم أخذ سبحانه يبين ما يتضح به أسرعية مكره في مثال دال على ما في الاية قبلها من نقله سبحانه لعباده من الضر إلى النعمة ومن سرعة تقلبهم فقال: {هو} أي لا غيره {الذي يسيركم} أي في كل وقت تسيرون فيه سيرًا عظيمًا لا تقدرون على الانفكاك عنه {في البر والبحر} أي يسبب لكم أسبابًا توجب سيركم فيهما ويقدركم على ذلك ويهديكم من بين سائر الحيونات إلى ما فيه من أصناف المنافع مع قدرته على إصابتكم في البر بالخسف وما بالخسف وما دونه وفي البحر بالغرق وما أشبهه.
ولما كان العطب بأحوال البحر أظهر مع أن السير فيه من أكبر الآيات وأوضح البينات، بينه معرضًا عن ذكر البر فقال: {حتى إذا كنتم} أي كونًا لا براح لكم منه {في الفلك} أي السفن، يكون واحدًا وجمعًا؛ وأعرض عنهم بعد الإقبال لما سيأتي فقال: {وجرين} أي الفلك؛ {بهم} ولما ذكر جريها وهم فيها، ذكر سببه فقال: {بريح طيبة} ثم أوضح لهم عدم علمهم بالعواقب بقوله: {وفرحوا بها} أي بتلك الريح وبالفلك الجارية بها {جاءتها ريح عاصف} فأزعجت سفنهم وساءتهم {وجاءهم الموج} أي المعروف لكل أحد بالرؤية أو الوصف {من كل مكان} أي يعتاد الإتيان منه فأرجف قلوبهم {وظنوا أنهم} ولما كان المخوف الهلاك، لا كونه من معين، بني للمفعول ما هو كناية عنه لأن العدو إذا أحاط بعدوه أيقن بالهلاك فقال: {أحيط بهم}.
ولما كان ما تقدم من حالهم الغريبة التي تجب لها القلوب وتضعف عندها القوى- مقتضيًا لأن يسأل عما يكون منهم عند ذلك، أتى المقال على مقتضى هذا السؤال مخبرًا عن تركهم العناد وإخلاصهم الدال على جزعهم عند سطواته وانحلال عزائمهم في مشاهدة ضرباته، وعبارة لرماني: اتصال دعوى الأجوبة، كأنه قيل: لما ظنوا أنهم أحيط بهم {دعوا الله} أي الذي له صفات الكمال بالرغبة إليه في الخلاص والعبادة له بالإخلاص {مخلصين} أي عن كل شرك {له الدين} أي التوحيد والتصديق بالظاهر والباطن، وقد تضمنت الآية البيان عما يوجبه بديهة العقل من الفزع عند الشدة إلى واهب السلامة ومسبغ النعمة في كشف تلك البلية؛ ثم أتبع سبحانه ذلك حكاية حالهم في وعدهم الشكر على النجاة ثم كذبهم في ذلك مع ادعائهم أنهم أطهر الناس ذيولًا عن الكذب وأشدهم استقباحًا له وأبعد الناس من كفران الإحسان، فقال تعالى حاكيًا قولهم الذي دلُّوا بتأكيدهم له أنهم قالوه بغاية الرغبة نافين ما يظن بهم من الرجوع إلى ما كانوا فيه قبل تلك الحال من الكفر: {لئن أنجيتنا} أي أيها الملك الذي لا سلطان لغيره {من هذه} أي الفادحه {لنكونن} أي كونًا لا ننفك عنه {من الشاكرين} أي المديمين لشكرك العريقين في الاتصاف به. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}
في الآية مسائل:

.المسألة الأولى: [في أن الكلام الكلي لا ينكشف معناه تمام الانكشاف إلا بذكر مثال كامل]:

اعلم أنه تعالى لما قال: {وَإِذَا أَذَقْنَا الناس رَحْمَةً مّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ في ءاياتنا} [يونس: 21] كان هذا الكلام كلامًا كليًا لا ينكشف معناه تمام الانكشاف إلا بذكر مثال كامل، فذكر الله تعالى لنقل الإنسان من الضر الشديد إلى الرحمة مثالًا، ولمكر الإنسان مثالًا، حتى تكون هذه الآية كالمفسرة للآية التي قبلها، وذلك لأن المعنى الكلي لا يصل إلى أفهام السامعين إلا بذكر مثال جلي واضح يكشف عن حقيقة ذلك المعنى الكلي.
واعلم أن الإنسان إذا ركب السفينة ووجد الريح الطيبة الموافقة للمقصود، حصل له الفرح التام والمسرة القوية، ثم قد تظهر علامات الهلاك دفعة واحدة.
فأولها: أن تجيئهم الرياح العاصفة الشديدة.
وثانيها: أن تأتيهم الأمواج العظيمة من كل جانب.
وثالثها: أن يغلب على ظنونهم أن الهلاك واقع، وأن النجاة ليست متوقعة، ولا شك أن الانتقال من تلك الأحوال الطيبة الموافقة إلى هذه الأحوال القاهرة الشديدة يوجب الخوف العظيم، والرعب الشديد، وأيضًا مشاهدة هذه الأحوال والأهوال في البحر مختصة بإيجاب مزيد الرعب، والخوف ثم إن الإنسان في هذه الحالة لا يطمع إلا في فضل الله ورحمته، ويصير منقطع الطمع عن جميع الخلق، ويصير بقلبه وروحه وجميع أجزائه متضرعًا إلى الله تعالى، ثم إذا نجاه الله تعالى من هذه البلية العظيمة، ونقله من هذه المضرة القوية إلى الخلاص والنجاة، ففي الحال ينسى تلك النعمة ويرجع إلى ما ألفه واعتاده من العقائد الباطلة والأخلاق الذميمة، فظهر أنه لا يمكن تقرير ذلك المعنى الكلي المذكور في الآية المتقدمة بمثال أحسن وأكمل من المثال المذكور في هذه الآية.

.المسألة الثانية: [في أحد أدلة إثبات الصانع]:

يحكى أن واحدًا قال لجعفر الصادق: اذكر لي دليلًا على إثبات الصانع فقال: أخبرني عن حرفتك: فقال: أنا رجل أتجر في البحر، فقال: صف لي كيفية حالك.
فقال: ركبت البحر فانكسرت السفينة وبقيت على لوح واحد من ألواحها، وجاءت الرياح العاصفة، فقال جعفر: هل وجدت في قلبك تضرعًا ودعاء. فقال نعم. فقال جعفر: فإلهك هو الذي تضرعت إليه في ذلك الوقت.

.المسألة الثالثة: [في قراءة قوله: {يُسَيِّرُكُمْ}]:

قرأ ابن عامر {ينشركم} من النشر الذي هو خلاف الطي كأنه أخذه من قوله تعالى: {فانتشروا في الارض} [الجمعة: 10] والباقون قرؤا {يُسَيّرُكُمْ} من التسيير.

.المسألة الرابعة: [في أن فعل العبد يجب أن يكون خلقًا لله تعالى]:

احتج أصحابنا بهذه الآية على أن فعل العبد يجب أن يكون خلقًا لله تعالى.
قالوا: دلت هذه الآية على أن سير العباد من الله تعالى، ودل قوله تعالى: {قُلْ سِيرُواْ في الارض} [الأنعام: 11] على أن سيرهم منهم، وهذا يدل على أن سيرهم منهم ومن الله، فيكون كسبيًا لهم وخلقًا لله ونظيره.