فصل: قال القاسمي في الآيتين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القاسمي في الآيتين:

{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ} أي: يدعو الخلق بتوحيده إلى جنته: {وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} أي: دين قيم يرضاه، وهو الإسلام.
{لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} أي: للذين أحسنوا النظر، فعرفوا مكر الدنيا والشهوات فأعرضوا عنها، وتوجهوا إلى الله تعالى، فعبدوه كأنهم يرونه، المثوبة الحسنى، وهي الجنة، وزيادة على المثوبة، وهي التفضل كما قال تعالى: {وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِه} [النساء: 173]، و[النور: 38]، و[فاطر: 30]، و[الشورى: 26]، وأعظم أنواعه النظر إلى وجه تعالى الكريم. ولذا تواتر تفسيرها بالرؤية عن غير واحد من الصحابة والتابعين. ورفعها ابن جرير إلى النبي صلوات الله عليه، عن أبي موسى وكعب بن عجرة، وأبيّ. وكذا ابن أبي حاتم.
وروى الإمام أحمد عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ} الخ، وقال: «إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ، وأهل النارِ النارَ، نادى مناد: يا أهل الجنة! إن لكم عند الله موعدًا، يريد أن ينجزكموه. فيقولون: ما هو؟ ألم يثقل موازيننا، ألم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويزحزحنا عن النار؟ قال: فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه، فوالله! ما أعطاهم الله شيئًا أحب إليهم من النظر إليه، ولا أقر لأعينهم» وهكذا رواه مسلم.
{وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ} أي: لا يغشاها غبرة سوداء من أثر حب الدنيا والشهوات: {وَلاَ ذِلَّةٌ} أي: أثر هوان، وكسوف بال، من أثر الالتفات إلى ما دون الله تعالى.
قال الناصر: وفي تعقيب الزيادة بهذه الجملة مصداق لصحة تفسير الزيادة بالرؤية الكريمة فإن فيه تنبيهًا على إكرام وجوههم بالنظر إلى وجه الله تعالى، فجدير بهم أن لا يرهن وجوههم قتر البعد، ولا ذلة الحجاب، عكس المحرومين المحجوبين، فإن وجوههم مرهقة بقتر الطرد وذلة البعد.
وقوله تعالى: {أُوْلَئِكَ} أي: الذين أحسنوا: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)}
أخرج الطيالسي وهناد وأحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والدارقطني في الرؤية وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدًا يريد أن ينجزكموه. فيقولون: وما هو، ألم تثقل موازيننا، وتبيض وجوهنا، وتدخلنا الجنة، وتزحزحنا عن النار؟ وقال: فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئًا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم».
وأخرج الدارقطني وابن مردويه عن صهيب رضي الله عنه في الآية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الزيادة: النظر إلى وجه الله».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والدارقطني في الرؤية وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن الله يبعث يوم القيامة مناديًا ينادي: يا أهل الجنة- بصوت يسمعه أولهم وآخرهم- إن الله وعدكم الحسنى وزيادة، فالحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الرحمن».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي في كتاب الرؤية عن كعب بن عجرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: «الزيادة: النظر إلى وجه الرحمن».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والدارقطني وابن مردويه واللالكائي والبيهقي في كتاب الرؤية عن أبي بن كعب رضي الله عنه «أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: الذين أحسنوا أهل التوحيد، والحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: «أحسنوا شهادة أن لا إله إلا الله، والحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى الله».
وأخرج أبو الشيخ وابن منده في الرد على الجهمية والدارقطني في الرؤية وابن مردويه واللالكائي والخطيب وابن النجار عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن هذه الآية: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} فقال: «للذين أحسنوا العمل في الدنيا لهم الحسنى وهي الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم».
وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: «ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدود ولا صفة معلومة».
وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كبَّر على سيف البحر تكبيرة رافعًا بها صوته لا يلتمس بها رياء ولا سمعة كتب الله له رضوانه الأكبر، ومن كتب له رضوانه الأكبر جمع بينه وبين محمد وإبراهيم عليهما السلام في داره، ينظرون إلى ربهم في جنة عدن كما ينظر أهل الدنيا إلى الشمس والقمر في يوم لا غيم فيه ولا سحابة، وذلك قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} فالحسنى لا إله إلا الله، والزيادة الجنة والنظر إلى الرب».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن خزيمة وابن المنذر وأبو الشيخ والدارقطني وابن منده في الرد على الجهمية وابن مردويه واللالكائي والآجري والبيهقي كلاهما في الرؤية عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله.
وأخرج ابن مردويه من طريق الحرث عن علي رضي الله عنه في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى} قال: يعني الجنة، والزيادة يعني النظر إلى الله تعالى.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والدارقطني واللالكائي والآجري والبيهقي عن حذيفة رضي الله عنه في الآية قال: والزيادة النظر إلى وجه ربهم.
وأخرج هناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والدارقطني واللالكائي والبيهقي عن أبي موسى الأشعري في الآية قال: الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه ربهم.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما {للذين أحسنوا الحسنى} قال: قول لا إله إلا الله، والحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجهه الكريم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي من طريق علي عن ابن عباس رضي الله عنهما {للذين أحسنوا} قال: الذين شهدوا أن لا إله إلا الله، الحسنى: الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم واللالكائي عن ابن مسعود رضي الله عنه في الآية قال: أما الحسنى فالجنة، وأما الزيادة فالنظر إلى وجه الله، واما القتر فالسواد.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الرؤية من طريق الحكم بن عتيبة عن علي رضي الله عنه في الآية قال: الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب غرفها وأبوابها من لؤلؤة واحدة.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {للذين أحسنوا} قال: شهادة أن لا إله إلا الله: {الحسنى} قال: الجنة {وزيادة} قال: النظر إلى وجه الله.
وأخرج ابن جرير والدارقطني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة اعطوا منها ما شاؤوا، ثم يقال لهم: إنه قد بقي من حقكم شيء لم تعطوه، فيتجلى الله تعالى لهم فيصغر ما اعطوا عند ذلك، ثم تلا {للذين أحسنوا الحسنى} قال: الجنة {والزيادة} نظرهم إلى ربهم عز وجل.
وأخرج ابن جرير والدارقطني عن عامر بن سعد البجلي رضي الله عنه في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: النظر إلى وجه الله.
وأخرج الدارقطني عن السدي رضي الله عنه في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى} قال: الجنة {وزيادة} قال: النظر إلى وجه الرب عز وجل.
وأخرج الدارقطني عن الضحاك رضي الله عنه قال: الزيادة النظر إلى وجه الله.
وأخرج ابن جرير والدارقطني عن عبد الرحمن بن سابط قال: الزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل.
وأخرج ابن جرير والدارقطني عن أبي إسحق السبيعي رضي الله عنه في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى} قال: الجنة {وزيادة} قال: النظر إلى وجه الرحمن عز وجل.
وأخرج ابن جرير والدارقطني عن قتادة رضي الله عنه قال: ينادي المنادي يوم القيامة أن الله وعد الحسنى وهي الجنة، فأما الزيادة فهي النظر إلى وجه الرحمن.
قال: فيتجلى لهم حتى ينظروا إليه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: هو مثل قوله: {ولدينا مزيد} [ق: 35] يقول: يجزيهم بعملهم ويزيدهم من فضله، وقال: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [الأنعام: 160].
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى} قال: مثلها.
قال: {وزيادة} قال: مغفرة ورضوان.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علقمة بن قيس رضي الله عنه في الآية قال: الزيادة العشر {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [الأنعام: 160].
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال: الزيادة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال: الزيادة ما أعطاهم في الدنيا لا يحاسبهم به يوم القيامة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في الرؤية عن سفيان رضي الله عنه قال: ليس في تفسير القرآن اختلاف انما هو كلام جامع يراد به هذا وهذا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولا يرهق وجوههم} قال: لا يغشاهم {قتر} قال: سواد الوجوه.
وأخرج أبو الشيخ عن عطاء رضي الله عنه في الآية قال: القتر سواد الوجه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ولا يرهق وجوههم قتر} قال: خزي.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم {ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة} قال: بعد نظرهم إلى الله عز وجل.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والدارقطني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه في قوله: {ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة} قال: بعد نظرهم إلى ربهم. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

.قال السمين:

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ}
قوله تعالى: {وَلاَ يَرْهَقُ}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنها مستأنفةٌ.
والثاني: أنها في محل نصب على الحال، والعامل في هذه الحال الاستقرار الذي تضمَّنه الجارُّ، وهو {للذين} لوقوعه خبرًا عن {الحسنى} قاله أبو البقاء، وقدَّره بقوله: استقرَّ لهم الحسنى مضمومًا لهم السَّلامة، وهذا ليس بجائز لأن المضارعَ متى وقع حالًا منفيًّا بـ {لا} امتنع دخولُ واو الحال عليه كالمثبت، وإن وَرَدَ ما يُوهم ذلك يُؤَوَّل بإضمار مبتدأ، وقد تقدم تحقيقُه غيرَ مرة.
والثالث: أنه في محلِّ رفع نسقًا على {الحسنى}، ولابد حينئذٍ من إضمار حرفٍ مصدري يَصِحُّ جَعْلُه معه مخبرًا عنه بالجارّ، والتقدير: للذين أحسنوا الحسنى، وأنْ لا يرهق، أي: وعدم رَهَقِهم، فلمَّا حُذِفت أن رُفع الفعلُ المضارع لأنه ليس من مواضع إضمار أن ناصبة وهذا كقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ} [الروم: 24]، أي: أن يُرِيَكم، وقوله: تَسْمع بالمُعَيْدِيّ خيرٌ من أن تراه، وقوله:
ألا أيُّهذا الزاجري أحضرُ الوَغَى **...................

أي: أن أحضر. رُوي برفع أحضر ونصبه. ومنع أبو البقاء هذا الوجه، فقال: ولا يجوز أن يكون معطوفًا على {الحسنى} لأن الفعل إذا عُطِفَ على المصدر احتاج إلى أن ذِكْرًا أو تقديرًا، وأن غيرُ مقدرة لأن الفعلَ مرفوع، فقوله: وأَنْ غيرُ مقدرةٍ، لأن الفعل مرفوع ليس بجيد لأن قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ} [الروم: 24] معه أن مقدرة مع أنه مرفوع، ولا يَلْزم من إضمار أن نصب المضارع، بل المشهورُ أنه إذا أُضْمرت أن في غير المواضع التي نصَّ النحويون على إضمارها ناصبة ارتفعَ الفعلُ، والنصبُ قليلٌ جدا.
والرَّهَق: الغِشْيان. يقال: رَهِقَه يَرْهَقُه رَهَقا، أي: غَشِيَهُ بسرعة، ومنه {وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي} [الكهف: 37] {فَلاَ يَخَافُ بَخْسًا وَلاَ رَهَقًا} [الجن: 13] يقال: رَهِقْتُه وأَرْهَقْتُه نحو: رَدِفْتُه وأَرْدَفْتُه، فَفَعَل وأَفْعل بمعنىً، ومنه: أَرْهَقْت الصلاةَ إذا أخَّرْتَها حتى غَشِي وقتُ الأخرى، ورجلٌ مُرْهَق، أي: يغشاه الأضياف. وقال الأزهري: الرَّهَق اسمٌ من الإِرهاق، وهو أن يَحْمِلَ الإِنسانُ على نفسه ما لا يُطيق، ويقال: أَرْهَقْتُه عن الصلاة، أي: أَعْجَلْتُه عنها. وقال بعضهم. أصلُ الرَّهَق: المقاربة، ومنه غلامٌ مراهِق، أي: قارب الحُلُم، وفي الحديث: ارهَقُوا القِبلة، أي: اقرُبوا منها، ومنه رَهِقَتِ الكلابُ الصيدَ، أي: لحقته.
والقَتَر والقَتَرة: الغبار معه سوادٌ وأنشدوا للفرزدق:
مُتَوَّجٌ برِداء المُلك يَتْبَعُه ** موجٌ ترى فوقه الراياتِ والقترا

أي: غبار العسكر. وقيل: القَتَرُ: الدخان، ومنه قُتار القِدْر.
وقيل: القَتْر: التقليل ومنه {لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ} [الفرقان: 67]، ويقال: قَتَرْتُ الشيء وأَقْتَرْتُه وقتَّرته، أي: قَلَّلْته، ومنه {وَعَلَى المقتر قَدَرُهُ} [البقرة: 236]، وقد تقدم. والقُتْرَةُ: ناموس الصائد. وقيل: الحفرة، ومنه قول امرئ القيس:
رُبَّ رامٍ من بني ثُعَلٍ ** مُتْلِجٍ كَفَّيْهِ في قُتَرِهْ

أي: في حفرته التي يَحْفرها.
وقرأ الحسن وعيسى بن عمر وأبو رجاء والأعمش {قَتْرٌ} بسكونِ التاء وهما لغتان قَتْر وقَتَرَ كقَدْر وقَدَر. اهـ.