فصل: قال الخطيب الشربيني في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{كأن لم تغن} أي كأن الشأن لم يلبث زرعها {بالأمس} أي في زمان قريب. يقال: غنى بالمكان بالكسر يغنى بالفتح إذا أقام به. والأمس مثل في الوقت القريب. هذا والصحيح عند علماء البيان أن هذا التشبيه من التشبيه المركب.
قال في الكشاف: شبهت حال الدنيا في شرعة تقضيها وانقراض نعيمها بحال نبات الأرض في جفافه وذهابه حطامًا بعدما التف وتكاثف وزين الأرض بخضرته ورفيفه. وقيل: المراد أن عاقبة هذه الحياة التي ينفقها المرء في باب الدنيا كعاقبة هذا النبات الذي حين عظم الرجاء به وقع اليأس منه، لأن الغالب أن المتمسك بالدنيا إذا اطمأن بها وعظمت رغبته فيها وانتظم أمره بعض الانتظام أتاه الموت. وتلخيصه أنه كما لم يحصل لذلك الزرع عاقبة تحمد فكذلك المغتر بالدنيا المحب لها لا يحصل له عاقبة تحمد. ويحتمل أن يكون هذا مثلًا لمن لا يؤمن بالمعاد، فإن الأرض المزينة إذا زال حسنها فإنه يعود رونقها مرة أخرى فكذا النشور {كذلك نفصل الآيات} نذكر واحدة منها بعد الأخرى لتكون كثرتها وتواليها سببًا لقوة اليقين وموجبًا لزوال الشك {لقوم يتفكرون} في أحوال الآفاق والأنفس. ثم لما نفر المكلفين عن الميل إلى الدنيا بالمثل السابق رغبهم في الآخرة بقوله: {والله يدعوا إلى دار السلام} ومثله ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سيد بنى دارًا وصنع مائدة وأرسل داعيًا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل ورضي عنه السيد، ومن لم يجب لم يدخل ولم يأكل ولم يرض عنه السيد، فالله السيد والدار دار السلام والمائدة الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وسلم» وعنه صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا وبجنبيها ملكان يناديان بحيث يسمع كل الخلائق إلا الثلقين أيها الناس هلموا إلى ربكم والله يدعو إلى دار السلام» واتفقوا على أن دار السلام هي الجنة واختلفوا في سبب التسمية.
فقيل: لأن السلام هو الله والجنة داره فالإضافة للتشريف، وإنما أطلق اسم السلام عليه تعالى لأنه سلم من الفناء والتغير ومن جميع سمات النقص والحدوث ومن الظلم والعجز والجهل وهو القادر على تخليص المضطرين عن المكاره والآفات، وكفى بدار أضافها الله تعالى لنفسه فضلًا وشرفًا وبهجة وسرورًا. وقيل: سميت دار السلام لأن من دخلها سلم من الآفات والمخافات. وقيل: لفشوّ السلام بينهم {تحيتهم فيها سلام} [يونس: 10] {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم} [الرعد: 24] {سلام قولًا من رب رحيم} [يس: 58] واعلم أن الدعوة عامة ولكن الهداية خاصة فلذلك قال: {ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} ومن هنا ذهب أهل السنة إلى أن الهداية والضلالة والخير والشر كلها بمشيئة الله تعالى وإرادته. وقالت المعتزلة: المراد ويهدي من يشاء إلى إجابة تلك الدعوة ويعنون أن من أجاب الدعاء وأطاع واتقى فإن الله يهديه إليها. والمراد من الهداية الألطاف، ثم قسم أهل الدعوة إلى قسمين وبين حال كل طائفة فقال: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} ولابد من تفسير هذه الألفاظ الثلاثة: فعن ابن عباس أحسنوا أي ذكروا كلمة لا إله إلا الله، وذهب غيره إلى أن المراد إتيان الطاعات واجتناب المنهيات لأن الدرجات العالية لا تليق إلا بهم. وأما الحسنى فقال في الكشاف: المراد المثوبة الحسنى. وقال ابن الأنباري: العرب توقع هذه اللفظة على الخلة المحبوبة والخصلة المرغوب فيها، ولذلك ترك موصوفها. وأما الزيادة فحملها أهل السنة على رؤية الله لأن اللام في الحسنى للمعهود بين المسلمين من المنافع التي أعدها الله تعالى لعباده، فالزيادة عليها تكون مغايرة لها فما هي إلا الرؤية. وقالت المعتزلة: الزيادة يجب أن تكون من جنس المزيد عليه، ورؤية الله تعالى بعد تسليم جوازها ليست من جنس نعيم الجنة، فالمراد بها ما يزيد على المثوبة من التفضل كقوله: {ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله} [فاطر: 30] وزيف بأن الزيادة إذا كان المزيد عليه مقدرًا بمقدار معين وجب أن يكون من جنسه كما لو قال الرجل لغيره: أعطيتك عشرة أمنان من الحنطة وزيادة. أما إذا كان غير مقدر كما لو قال: أعطيتك الحنطة زيادة. لم يجب أن تكون الزيادة من جنس المزيد عليه. والمذكور في الآية لفظة الحسنى وهي الجنة وإنها مطلقة، فالزيادة عليها شيء مغاير لكل ما في الجنة. وعن علي عليه السلام: الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة. وعن ابن عباس: الحسنى الجنة والزيادة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. وعن مجاهد: مغفرة من الله ورضوان. وعن يزيد بن سمرة: هي أن تمر السحابة بأهل الجنة فتقول: ما تريدون أن أمطركم فلا يريدون شيئًا إلا أمطرتهم. هذا شأن المنافع الحاصلة لهم، وأما أنها منافع خالصة عن الكدورات فأفاد ذلك بقوله: {ولا يرهق} أي لا يغشى {وجوههم قتر} غبرة فيها سواد {ولا ذلة} ولا أثر هوان وكسوف بال.
ثم أشار إلى كون تلك المنافع الخالصة آمنة من الانقطاع بقوله: {أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون} وهذا معنى قول علماء الأصول الثواب منفعة خالصة دائمة مقرونة بالتعظيم ثم بين حال الفريق الآخر بقوله: {والذين} أي وجزاء الذين {كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها} أي جزاؤهم أن تجازى سيئة واحد بسيئة مثلها لا يزاد عليها. ومن جوز العطف على عاملين مختلفين جوز أن يكون التقدير: وللذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها.
قالت المعتزلة: وفيه دليل على أن المراد بالزيادة في الآية المتقدمة الفضل، لأنه دل بترك الزيادة على السيئة على عدله فناسب أن يكون قد دل هناك بإثبات الزيادة على المثوبة على فضله.
{وترهقهم ذلة} فإنهم حين ماتوا ناقصين خالين عن الملكات الحميدة كان شعورهم بذلك سببًا لذلهم وهوانهم على أنفسهم، وهذا على قاعدة حكماء الإسلام أن الجهل سواد وظلمة كما أن العلم والمعرفة بياض ونور ومنه قول الشبلي رضي الله عنه:
كل بيت أنت ساكنه ** غير محتاج إلى السرج

ومريض أنت عائده ** قد أتاه الله بالفرج

{ما لهم من الله من عاصم} أي لا يعصمهم أحد من عذابه وسخطه، أو ما لهم من جهة الله ومن عنده من يعصمهم كما للمؤمنين. والتحقيق أنه لا عاصم من الله لأحد في الدنيا ولا في الآخرة إلا بإذن الله إلا أن هذا المعنى في الآخرة أظهر كقوله: {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} [غافر: 16] ثم بالغ في الكشف عن سواد وجوههم فقال: {كأنما أغشيت} أي ألبست {وجوههم قطعًا من الليل} من قرأ بسكون الطاء فمعناه البعض والطائفة و{مظلمًا} صفته. ومن قرأ بفتحها على أنه جمع قطعه فمظلمًا حال من الليل والعامل فيه إما معنى الفعل في {من الليل} أو {أغشيت} لأن قوله: {من الليل} صفة لقوله: {قطعًا} فكان إفضاء العامل إلى الموصوف كإفضائه الى الصفة قاله في الكشاف. واعلم أن جمعًا من العلماء ذهبوا إلى أن المراد بقوله: {والذين كسبوا السيئات} هم الكفار لأن سواد الوجه من علامات الكفر بدليل قوله: {فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم} [آل عمران: 106] وقوله: {ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة} [عبس: 40- 42] ولقوله بعدها {ويوم نحشرهم} والضمير عائد إلى {هؤلاء}. ثم إنه وصفهم بالشرك. وقال الآخرون: اللفظ عام يتناول الكافر والفاسق إلا أن الآيات المذكورة مخصصة. ثم شرع بعض أحوال المشركين في القيامة فقال: {ويوم نحشرهم} منصوب بإضمار اذكر أو ظرف متعلق بتبلو أي في يوم كذا تبلو كل نفس. وحاصل الكلام أنه يحشر العابد والمعبود ليسألوا فيتبرأ المعبود من العابد خلاف ما كانوا يزعمون من قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله.
وفيه إشارة إلى أن الممكن لا نسبة له إلى الواجب الحق، فإذا اتخذ الممكن معبودًا بريء من ذلك في مقام لا ينفع إلا لصدق.
قال في الكشاف: {مكانكم} أي الزموا مكانكم لا تبرحوا حتى تنظروا ما نفعل بكم. وعند أبي علي هو اسم من أسماء الأفعال وحركته حركة بناء وهو كلمة وعيد عند العرب. و{أنتم} لتأكيد المضير في {مكانكم} لسده مسد قوله: الزموا.
{وشركاؤكم} عطف عليه.
{فزيلنا بينهم} ففرقنا بينهم وقطعنا الوصل التي كانت بينهم في الدنيا. قيل: عين الكلمة واو لأنه من زال يزول. وإنما قلبت ياء لأن وزن الكلمة فعيل أي زيولنا مثل بيطره أعل إعلال سيد. وقيل: هي من زلت الشيء أزيله، فعينه على هذا ياء والوزن فعل ونظير زيلنا قوله: {ونادى أصحاب الأعراف} [الآية: 48] لأن حكم الله بأنه سيكون كالكائن {وقال شركاؤهم} في صحة هذه الإضافة وجوه منها: أنهم جعلوا نصيبًا من أموالهم لتلك الأصنام فهم شركاؤهم. ومنها أنهم متشاركون في الخطاب في قوله: {مكانكم} ومنها أنهم أثبتوا هذه الشركة والشركاء. وقيل: هم الملائكة لقوله: {ويوم نحشرهم جميعًا ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون} وقيل: كل من عبد من دون الله. وقيل: الأصنام لأن هذا الخطاب مشتمل على التهديد وأنه لا يليق بالملائكة المقربين. وكيف تنطق هذه الأصنام؟ وقيل: لأن الله يخلق فيهم الحياة والعقل والنطق. ثم هل يبقيهم أو يفنيهم؟ الكل محتمل ولا اعتراض لأحد عليه. وقيل: يخلق فيهم الكلام فقط. وهذا الخطاب تهديد في حق العابدين فهل يكون تهديدًا في حق المعبودين؟ قالت المعتزلة لا، لأنه لا ذنب للمعبودين ومن لا ذنب له يقبح من الله تهديده وتخويفه. وقالت الأشاعرة: لا يسأل عما يفعل. أما قول الشركاء {ما كنتم إيانا تعبدون} وهم كانوا قد عبدوهم فالمراد أنكم ما عبدتمونا بأمرنا وإرادتنا لقولهم: {فكفى بالله شهيدًا} الآية. ومن أعظم أسباب الغفلة كونها جمادات لا حس لها ولا شعور. وقيل: لما في ذلك الموقف من الدهشة والحيرة فذلك الكذب يجري مجرى كذب الصبيان والمجانين والمدهوشين. وقيل: إنهما ما أقاموا لأعمال الكفار وزنًا فجعلوها كالعدم. وقيل: المراد أنهم عبدوا الشياطين حيث أمروهم باتخاذ الأنداد، ومن جوز الكذب في القيامة فلا إشكال. و{هنالك} أي في ذلك المقام وفي ذلك الموقف أو في ذلك الوقت على استعارة اسم المكان للزمان.
{تبلوا كل نفس} تختبر وتذوق {ما أسلفت} من العمل. ومن قرأ بالنون فالمعنى نفعل بها فعل الخابر، أو نصيب بالبلاء وهو العذاب كل نفس عاصية لأجل ما أسلفت من الشر. ومن قرأ {تتلو} بتائين فمعناه تتبع ما أسفلت لأن عمله هو الذي يهديه إلى طريق الجنة أو إلى طريق النار.
أو تقرأ في صحيفتها ما قدمت من خير أو شر.
{وردّوا إلى الله مولاهم الحق} الصادق ربوبيته {وضل عنهم} وضاع عنهم {ما كانوا يفترون} يدعون أنهم شركاء الله أو ما كانوا يختلفون من شفاعة الآلهة. والحاصل أنهم يرجعون عن الباطل ويعترفون بالحق حين لا ينفعهم ذلك. اهـ.

.قال الخطيب الشربيني في الآيات السابقة:

{ولو يعجل الله للناس الشرّ}
ولما وصف الله تعالى الكفار بأنهم لا يرجون لقاء الله ورضوا بالحياة الدنيا، واطمأنوا بها، وكانوا عن آيات الله غافلين؛ بيّن أن مِنْ غفلتهم أنّ الرسول متى أنذرهم استعجلوا العذاب جهلًا منهم وسفهًا بقوله تعالى: {ولو يعجل الله للناس الشرّ} أي: ولو يعجل الله للناس إجابة دعائهم بالشر فيما لهم فيه مضرة ومكروه {استعجالهم بالخير} أي: كما يحبون أن يعجل لهم إجابتهم بالخير {لقضي إليهم أجلهم} أي: لأهلكهم، ولكن يمهلهم. نزلت في النضر بن الحارث حين قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم، ويدل عليه قوله تعالى: {فنذر} أي: فنترك.
{الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم} أي: في تمردّهم وعتوهم.
{يعمهون} أي: يتردّدون متحيرين. وقال ابن عباس: هذا في قول الرجل عند الغضب لأهله وولده: لعنكم الله، لا بارك الله فيكم. وقال قتادة: هو دعاء الرجل على نفسه وأهله وماله بما يكره أن يستجاب له فيه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم إني أخذ عندك عهدًا لن تخلفنيه، إنما أنا بشر، فأيّ المؤمنين آذيته أو شتمته أو جلدته أو لعنته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقرّبه بها إليّ يوم القيامة».
فإن قيل: قابل التعجيل في الآية بالاستعجال، وكان مقتضى النظم أن يقابل التعجيل بالتعجيل والاستعجال بالاستعجال، أجيب: بأنَّ تقدير الكلام: ولو يعجل الله للناس الشر تعجيله للخير حين استعجلوه استعجالًا كاستعجالهم بالخير، فحذف منه ما حذف لدلالة الباقي عليه، وقال في الكشاف: أصل هذا الكلام: ولو يعجل الله للناس الشر تعجيله لهم بالخير إلا أنه وضع استعجالهم بالخير موضع تعجيله لهم بالخير شعارًا بسرعة إجابته لهم وإسعافه بطلبتهم، حتى كان استعجالهم بالخير تعجيل لهم.
ولما حكى تعالى عنهم أنهم يستعجلون في نزول العذاب، بين أنهم كاذبون في ذلك الطلب والاستعجال بقوله تعالى: {وإذا مس الإنسان} أي: الكافر {الضرّ} أي: المرض والفقر {دعانا لجنبه} أي: على جنبه مضطجعًا {أو قاعدًا أو قائمًا} وفائدة التردّد تعميم الدعاء لجميع الأحوال أو لأصناف المضار، والمعنى: أنّه لو نزل بالإنسان أدنى شيء يكرهه ويؤذيه فإنه يتضرّع إلى الله تعالى في إزالته عنه، وفي دفعه عنه، وذلك يدل على أنه ليس صادقًا في طلب الاستعجال {فلما كشفنا عنه ضرّه} أي: أزلنا عنه ما نزل به، {مرّ} أي: مضى على ما كان عليه من الكفر، {كأن لم يدعنا} أي: كأنه، فأسقط الضمير على سبيل التخفيف، ونظيره قوله تعالى: {كأن لم يلبثوا} {إلى ضرَ مسه}.
قال الحسن: نسي ما كان دعا الله فيه، وما صنع الله به في إزالة ذلك البلاء عنه، وإنما حمل الإنسان في هذه الآية على الكافر؛ لأنَّ العمل المذكور لا يليق بالمسلم البتة، وقول بعضهم: كل موضع في القرآن ورد فيه ذكر الإنسان فالمراد هو الكافر مردود، فقد قال تعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر}. وقال تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين} وقال تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه} وأما المؤمن إذا ابتلي ببلية ومحنة، وجب عليه رعاية أمورٍ:
أوّلها: أن يكون راضيًا بقضاء الله تعالى غير معترض بالقلب واللسان عليه، وإنما وجب عليه ذلك؛ لأنّه تعالى مالك على الإطلاق، وملك بالاستحقاق، فله أن يفعل في ملكه ما شاء، ولأنه تعالى حكيم على الإطلاق، وهو منزه عن فعل العبث، فكل ما فعله فهو حكمة وصواب، فيجب عليه الصبر وترك القلق، فإن أبقى عليه تلك المحنة فهو عدل، وإن أزالها عنه فهو فضل.