فصل: قال الماوردي في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الماوردي في الآيات السابقة:

قوله عز وجل: {أَلاَّ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} في: {أَوْلِيَاءَ اللَّهِ}
هاهنا خمسة أقاويل:
أحدها: أنهم أهل ولايته والمستحقون لكرامته، قاله ابن عباس وسعيد بن جبير.
الثاني: هم: {الَّذِينَ ءَامَنُوا وَكَانُواْ يَتَّقُونَ}.
الثالث: هم الراضون بالقضاء، والصابرون على البلاء، والشاكرون على النعماء.
الرابع: هم من توالت أفعالهم على موافقة الحق.
الخامس: هم المتحابون في الله تعالى.
روى جرير عن عمارة بن غزية عن أبي زرعة عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِن عِبَادِ اللَّهِ أُنَاسًا مَّا هُم بِأَنْبِيْاءٍ وَلاَ شُهَدَاءٍ يَغْبِطُهُم الأنبِياءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَمَكَانِهِم مِّن اللَّهِ» قالوا: يا رسول الله خبّرنا من هم وما أعمالهم فإنا نحبهم لذلك، قال: «هُمْ قَوْمٌ تَحآبُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُم وَلاَ أَمْوَالٍ يَتَعَاطَونَهَا. فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإِنَّهُم لَعَلَى مَنَابَرَ مِن نُّورٍ لاَ يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ وَلاَ يَحْزَنُونَ إِذَا حِزَنَ النَّاسُ». وقرأ: {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيهمِ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.
وفيه وجهان: أحدهما: لا يخافون على ذريتهم فإن الله تعالى يتولاهم ولا هم يحزنون على دنياهم لأن الله تعالى يعوضهم عنها، وهو محتمل.
الثاني: لا خوف عليهم في الآخرة ولا هم يحزنون عند الموت.
قوله عز وجل: {لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} فيه تأويلان:
أحدهما: أن البشرى في الحياة الدنيا هي البشارة عند الموت بأن يعلم أين هو من قبل أن يموت، وفي الآخرة الجنة، قاله قتادة والضحاك، وروى علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنّ لِخَدِيجَةَ بِنتِ خُوَيِلدِ بَيْتًا مِنْ قَصَبٍ لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَب».
الثاني: أن البشرى في الحياة الدنيا الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو تُرى له، وفي الآخرة الجنة، روى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الدرداء وأبو هريرة وعبادة بن الصامت.
ويحتمل تأويلًا ثالثًا: أن البشرى في الحياة الدنيا الثناء الصالح، وفي الآخرة إعطاؤه كتابه بيمينه.
{لاَ تَبْديلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} فيه وجهان:
أحدهما: لا خلف لوعده.
الثاني: لا نسخ لخيره. اهـ.

.قال أبو حيان في الآيات السابقة:

{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} أولياء الله هم الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة.
وقد فسر ذلك في قوله: {الذين آمنوا وكانوا يتقون} وعن سعيد بن جبير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أولياء الله فقال: «هم الذين يذكرون الله برؤيتهم». يعني السمت والهيئة وعن ابن عباس: الإخبات والسكينة.
وقيل: هم المتحابون في الله.
قال ابن عطية: وهذه الآية يعطي ظاهرها أن من آمن واتقى فهو داخل في أولياء الله، وهذا هو الذي تقتضيه الشريعة في الولي، وإنما نبهنا هذا التنبيه حذرًا من مذهب الصوفية وبعض الملحدين في الولي انتهى.
وإنما قال: حذرا من مذهب الصوفية، لأن بعضهم نقل عنه أنّ الولي أفضل من النبي، وهذا لا يكاد يخطر في قلب مسلم.
ولابن العربي الطائي كلام في الولي وفي غيره نعوذ بالله منه.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ من عباد الله عبادًا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله قالوا: يا رسول الله ومن هم؟ قال: قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام ولا أموال يتعاطونها، فوالله إنّ وجوههم لتنور، وإنهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، ثم قرأ: {ألا إن أولياء الله}» الآية وتقدم تفسير لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
والذين يحتمل أن يكون منصوبًا على الصفة قاله الزمخشري، أو على البدل قاله ابن عطية، أو بإضمار أمدح، ومرفوعًا على إضمارهم، أو على الابتداء، والخبر لهم البشرى.
وأجاز الكوفيون رفعه على موضع أولياء نعتًا، أو بدلًا، وأجيز فيه الخبر بدلًا من ضمير عليهم.
وفي قوله: {وكانوا يتقون}، إشعار بمصاحبتهم للتقوى مدة حياتهم، فحالهم في المستقبل كحالهم في الماضي.
وبشراهم في الحياة الدنيا تظاهرت الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنها الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له» فسرها بذلك وقد سئل.
وعنه في صحيح مسلم: «لم يبق من المبشرات إلا الرؤيا الصالحة» وقال قتادة والضحاك: هي ما يبشر به المؤمن عند موته وهو حي عند المعاينة. وقيل: هي محبة الناس له، والذكر الحسن.
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يعمل العمل لله ويحبه الناس: فقال: «تلك عاجل بشرى المؤمن» وعن عطاء: لهم البشرى عند الموت تأتيهم الملائكة بالرحمة.
قال تعالى: {تتنزل عليهم الملائكة} الآية قال ابن عطية: ويصح أن تكون بشرى الدنيا في القرآن من الآيات المبشرات، ويقوي ذلك قوله في هذه الآية: {لا تبديل لكلمات الله}، وإن كان ذلك كله يعارضه قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«هي الرؤيا» إلا إن قلنا: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم أعطى مثالًا من البشرى وهي تعم جميع البشر.
وبشراهم في الآخرة تلقى الملائكة إياهم مسلمين مبشرين بالنور والكرامة، وما يرون من بياض وجوههم، وإعطاء الصحف بأيمانهم، وما يقرأون منها، وغير ذلك من البشارات.
لا تبديل لكلمات الله، لا تغيير لأقواله، ولا خلف في مواعيده كقوله: {ما بيدّل القول لديّ} والظاهر أنّ ذلك إشارة إلى التبشير والبشرى في معناه. قال الزمخشري: وذلك إشارة إلى كونهم مبشرين في الدارين.
وقال ابن عطية: إشارة إلى النعيم الذي وقعت به البشرى. اهـ.

.قال القاسمي في الآيات السابقة:

{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللّهِ} جمع ولي، وهو في الأصل ضد العدو، بمعنى المحب، وجاز كونه هنا بمعنى الفاعل، أي: الذين يتولونه بالطاعة، كقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 56] وبمعنى المفعول أي: الذي يتولاهم بالإكرام، كقوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور} [البقرة: من الآية 257]، وقوله: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُه} [المائدة: من الآية 55] الآية- وكلا المعنيين متلازمان: {لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} من لحوق مكروه: {وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} أي: من الفزع الأكبر، كما في قوله تعالى: {لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَر} [الأنبياء: من الآية 103].
{الَّذِينَ آمَنُواْ} أي: بكل ما جاء من عند الله تعالى: {وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} أي: يخافون ربهم، فيفعلون أوامره، ويتجنبون مناهيه، من الشرك والكفر والفواحش. ومحل الموصول الرفع على أنه خبر لمحذوف، كأنه قيل: من أولئك، وما سبب فوزهم بذاك الإكرام؟ فقيل: هم الذين جمعوا بين الإيمان والتقوى، المفضيين إلى كل خير، المنجيين من كل شر، أو النصب بمحذوف.
وقوله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} {الْبُشَرى} مصدر إما باق على مصدريته، والمبشر به محذوف، أي: لهم البشارة فيهما بالجنة، وإنما حذف للعلم به من آيات أخر، كقوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا} إلى قوله: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ} [التوبة: 20- 21] وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30]، وإما مراد به المبشر به، وتعريفه للعهد، كقوله سبحانه: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الحديد: 12].
وقوله تعالى: {لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ} أي: لمواعيده: {ذَلِكَ} أي: بشراكم، وهي الجنة: {هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} أي: المنال الجليل، الذي لا مطلب وراءه، كيف وقد فازوا بالجنة وما فيها، ونجوا من النار وما فيها؟!.
تنبيه:
هذه الآية الكريمة أصل في بيان أولياء الله، وقد بين تعالى في كتابه، ورسوله في سنته، أن لله أولياء من الناس، كما أن للشيطان أولياء، وللإمام تقي الدين بن تيمية عليه الرحمة كتاب في ذلك سماه الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان نقتبس منه جملة يهم الوقوف عليها، لكثرة ما يدور على الألسنة من ذكر الولي والأولياء. قال رحمه الله:
إذا عرف أن الناس فيهم أولياء الرحمن، وأولياء الشيطان، فيجب أن يفرق بين هؤلاء وهؤلاء، كما فرق الله ورسوله بينهما. فأولياء الله هم المؤمنون المتقون، كما في هذه الآية، وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله: من عادى لي وليًا فقد بارزني بالمحاربة، أو فقد آذنته بالحرب...» الحديث- وهذا أصح حديث يروى في الأولياء، دل على أن من عادى وليًا لله، فقد بارز الله بالمحاربة.
وفي حديث آخر: «وإني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب» أي: آخذ ثأرهم ممن عاداهم، كما يأخذ الليث الحرب ثأره، وهذا لأن أولياء الله هم الذين آمنوا به ووالوه، فأحبوا ما يحب، وأبغضوا ما يبغض، ورضوا بما يرضى، وسخطوا بما يسخط، وأمروا بما يأمر، ونهوا عما نهى، وأعطوا لمن يحب أن يعطى، ومنعوا من يحب أن يمنع.
والولاية ضد العداوة. وأصل الولاية المحبة والقرب. وأصل العداوة البغض والبعد. وأفضل أولياء الله هم أنبياؤه، وأفضل أنبيائه هم المرسلون منهم، أفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وإمام المتقين، الذي بعثه الله بأفضل كتبه، وشرع له أفضل شرائع دينه، وجعله الفارق بين أوليائه وأعدائه، فلا يكون وليًا لله إلا من آمن به، وبما جاء به، واتبعه ظاهرًا وباطنًا. ومن ادعى محبة الله وولايته، وهو لم يتبعه؛ فليس من أولياء الله، بل من خالفه كان من أعداء الله وأولياء الشيطان. وإن كان كثير من الناس يظنون في أنفسهم أو في غيرهم أنهم من أولياء الله، ولا يكونون من أولياءه. فاليهود والنصارى يدعون أنهم أولياء الله وأحباؤه. قال تعالى: {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَق} [المائدة: من الآية 18] الآية، وكان مشركو العرب يدعون أنهم أهل الله، لسكناهم مكة، ومجاورتهم البيت، فأنزل تعالى: {وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} [الأنفال: 34]، وكما أن من الكفار من يدعي أنه ولي الله، وليس وليًا لله، بل عدو له، فكذلك من المنافقين الذين يظهرون الإسلام، يقرون في الظاهر بالشهادتين، ويعتقدون في الباطن ما يناقض ذلك، مثل ألا يقروا باطنًا برسالته عليه السلام، وإنما كان ملكًا مطاعًا، ساس الناس برأيه، من جنس غيره من الملوك. أو يقولون: إنه رسول الله إلى الأميين خاصة. أو يقولون: إنه مرسل إلى عامة الخلق، وأن لله أولياء خاصة لم يرسل إليهم، ولا يحتاجون إليه، بل لهم طريق إلى الله من غير جهته، كما كان الخضر مع موسى. أو أنهم يأخذون عن الله كل ما يحتاجون إليه، وينتفعون به من غير واسطة، أو أنه مرسل بالشرائع الظاهرة وهم موافقون له فيها. وأما الحقائق الباطنة، فلم يرسل بها، أو لم يكن يعرفها، أو هم أعرف بها منه، أو يعرفونها مثل ما يعرفها من غير طريقته، فهؤلاء كلهم كفار، مع أنهم يعتقدون في طائفتهم أنهم أولياء الله. وإنما أولياء الله: الذي وصفهم تعالى بولايته بقوله: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 62- 63].
ولابد في الإيمان من أن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، مرسل إلى جميع الثقلين الإنس والجن. فكل من لم يؤمن بما جاء به فليس بمؤمن، فضلًا عن أن يكون من أولياء الله المتقين ومن آمن ببعض ما جاء به، وكفر ببعض، فهو كافر ليس بمؤمن.
ومن الإيمان به، الإيمان بأنه الواسطة بين الله وبين خلقه، في تبليغ أمره ونهيه، ووعده ووعيده، وحلاله وحرامه. فالحلال: ما أحله الله ورسوله، والحرام: ما حرمه الله ورسوله، والدين: ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فمن اعتقد أن لأحد من الأولياء طريقًا إلى الله من غير متابعة محمد صلى الله عليه وسلم، فهو كافر من أولياء الشيطان.
وأما خلق الله تعالى للخلق، ورزقه إياهم، وإجابته لدعائهم، وهدايته لقلوبهم، ونصرهم على أعدائهم، وغير ذلك من جلب المنافع، ودفع المضار، فهذا لله وحده، يفعله بما يشاء من الأسباب، لا يدخل في مثل هذا وساطة الرسل.