فصل: قال أبو حيان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو حيان:

{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا} أي: من بعد أولئك الرسل بآياتنا وهي المعجزات التي ظهرت على يديه، ولا يخص قوله: {وملائه} بالإشراف، بل هي عامّة لقوم فرعون شريفهم ومشروفهم.
فاستكبروا تعاظموا عن قبولها، وأعظم الكبر أن يتعاظم العبيد عن قبول رسالة ربهم بعد تبينها واستيضاحها، وباجترامهم الآثام العظيمة استكبروا واجترؤوا على ردّها.
والحق هو العصا واليد قالوا لحبهم الشهوات: إن هذا لسحر مبين، وهم يعلمون أنّ الحق أبعد شيء من السحر الذي ليس إلا تمويهًا وباطلًا، ولم يقولوا إنّ هذا لسحر مبين إلا عند معاينة العصا وانقلابها، واليد وخروجها بيضاء، ولم يتعاطوا إلا مقاومة العصا وهي معجزة موسى الذي وقع فيها عجز المعارض.
وقرأ مجاهد، وابن جبير، والأعمش: لساحر مبين، جعل خبر إنّ اسم فاعل لا مصدرًا كقراءة الجماعة.
ولما كابروا موسى فيما جاء به من الحق أخبروا على جهة الجزم بأنّ ما جاء به سحر مبين فقال لهم موسى: أتقولون؟ مستفهمًا على جهة الإنكار والتوبيخ، حيث جعلوا الحق سحرًا، أسحر هذا أي: مثل هذا الحق لا يدعى أنه سحر.
وأخبر أنه لا يفلح من كان ساحرًا لقوله تعالى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} والظاهر أن معمول أتقولون محذوف تقديره: ما تقدم ذكره وهو إنّ هذا لسحر، ويجوز أن يحذف معمول القول للدلالة عليه نحو قول الشاعر:
لنحن الألى قلتم فإني ملتئم ** برؤيتنا قبل اهتمام بكم رعبا

ومسألة الكتاب متى رأيت، أو قلت زيدًا منطلقًا.
وقيل: معمول أتقولون هو أسحر هذا إلى آخره، كأنهم قالوا: أجئتما بالسحر تطلبان به الفلاح، ولا يفلح الساحرون. كما قال موسى للسحرة: ما جئتم به السحر إن الله سيبطله.
والذين قالوا: بأن الجملة وأن الاستفهام هي محكية لقول اختلفوا فقال بعضهم: قالوا ذلك على سبيل التعظيم للسحر الذي رأوه بزعمهم، كما تقول لفرس تراه يجيد الجري: أفرس هذا على سبيل التعجيب والاستغراب، وأنت قد علمت أنه فرس، فهو استفهام معناه التعجيب والتعظيم.
وقال بعضهم: قال ذلك منهم كل جاهل بالأمر، فهو يسأل أهو سحر؟ لقول بعضهم: إن هذا لسحر، وأجاز الزمخشري أن يكون معنى قوله: {أتقولون للحق}، أتعيبونه وتطعنون فيه، فكان عليكم أن تذعنوا له وتعظموه، قال: من قولهم فلان يخاف القالة، وبين الناس تقاول إذا قال بعضهم لبعض ما يسوء، ونحو القول الذكر في قوله: {سمعنا فتى يذكرهم} ثم قال: {أسحر هذا} فأنكر ما قالوه في عيبه والطعن عليه.
{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا} لفت عنقه لوها وصرفها. وقال الأزهري: لفت الشيء وقتله لواه، وهذا من المقلوب انتهى. ومطاوع لفت التفت، وقيل: انفتل.
{قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين}. اهـ.

.قال أبو السعود:

{ثُمَّ بَعَثْنَا} عطفٌ على قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلًا إلى قَوْمِهِمْ} عطفَ قصةٍ على قصة: {مّن بَعْدِهِمْ} أي من بعد أولئك الرسلِ عليهم السلام: {موسى وهارون} خُصّت بعثتُهما عليهما السلام بالذكر ولم يُكتفَ باندراج خبرِهما فيما أشير إليه إجمالًا من أخبار الرسل عليهم السلام مع أقوامهم وأُوثر في ذلك ضربُ تفصيلٍ إيذانًا بخطر شأنِ القصةِ وعِظَمِ وقعها كما في نبأ نوح عليه السلام: {إلى فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ} أي أشرافِ قومِه، وتخصيصُهم بالذكر لأصالتهم في إقامة المصالحِ والمُهمّات ومراجعةِ الكل إليهم في النوازل والملمات: {بآياتنا} أي ملتبسين بها وهي الآياتُ المفصّلات في الأعراف: {فاستكبروا} الاستكبارُ ادعاءُ الكِبْر من غير استحقاقٍ والفاءُ فصيحة أي فأتيَاهم فبلغاهم الرسالةَ فاستكبروا عن اتباعهما وذلك قولُ اللعين لموسى عليه السلام: {أَلَمْ نُرَبّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} إلخ،: {وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ} اعتراضٌ مقرِّرٌ لمضمون ما قبله أي كانوا معتادين لارتكاب الذنوبِ العظامِ فإن الإجرامَ مؤذنٌ بعظم الذنبِ ومنه الجِرمُ أي الجثة فلذلك اجترأوا على ما اجترأوا عليه من الاستهانة برسالةِ الله تعالى، وحملُ الاستكبارِ على الامتناع عن قَبول الآيات لا يساعده قولُه عز وعلا: {فَلَمَّا جَاءهُمُ الحق مِنْ عِندِنَا قَالُواْ إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ} فإنه صريحٌ في أن المرادَ باستكبارهم ما وقع منهم قبل مجيءِ الحقِّ الذي سمَّوه سحرًا أعني العصا واليدَ البيضاءَ كما ينبئ عنه سياقُ النظمِ الكريم وذلك أولُ ما أظهره عليه السلام من الآياتِ العظام والفاء فيه أيضًا فصيحةٌ معربةٌ عما صرّح به في مواضعَ أُخَرَ كأنه قيل: قال موسى: {قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيّنَةٍ مّن رَّبّكُمْ} إلى قوله تعالى: {فألقى عَصَاهُ فَإِذَا هي ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هي بَيْضَاء للناظرين} فلما جاءهم الحقُّ من عندنا وعرَفوه قالوا من فَرْط عتوِّهم وعِنادِهم: إن هذا لسحرٌ مبين، أي ظاهرٌ كونُه سحرًا، أو فائقٌ في بابه واضحٌ فيما بين أضرابِه، وقرئ لساحر.
{قَالَ موسى} استئنافٌ مبنيٌّ على سؤال تنساق إليه الأذهانُ كأنه قيل: فماذا قال لهم موسى حينئذٍ؟ فقيل: قال على طريقة الاستفهامِ الإنكاريِّ التوبيخيِّ: {أَتقُولُونَ لِلْحَقّ} الذي هو أبعدُ شيءٍ من السحر الذي هو الباطلُ البحتُ: {لَمَّا جَاءكُمْ} أي حين مجيئِه إياكم ووقوفِكم عليه أو من أول الأمر من غير تأمل وتدبرٍ، وكلا الحالين مما ينافي القولَ المذكور، والمقولُ محذوفٌ ثقةً بدِلالة ما قبله وما بعده عليه وإيذانًا بأنه مما لا ينبغي أن يُتفوَّه به ولو على نهج الحكاية، أي أتقولون له ما تقولون من أنه سحرٌ يعني به أنه مما لا يمكن أن يقوله قائلٌ ويتكلمَ به متكلمٌ أو القول بمعنى العيب والطعن، من قولهم: فلان يخاف القالَةَ، وبين الناسِ تقاولٌ إذا قال بعضهم لبعض ما يسوؤه ونظيرُه الذكرُ في قوله تعالى: {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ} إلخ، فيُستغنى عن المفعول أي أتعيبونه وتطعنون فيه وعلى الوجهين فقوله عز وجل: {أَسِحْرٌ هذا} إنكارٌ مستأنفٌ من جهته عليه السلام لكونه سحرًا وتكذيبٌ لقولهم وتوبيخٌ لهم على ذلك إثرَ توبيخٍ وتجهيلٌ بعد تجهيلٍ، أما على الأول فظاهرٌ وأما على الثاني فوجهُ إيثارِ إنكارِ كونه سحرًا على إنكار كونِه معيبًا بأن يقال مثلًا: أفيه عيبٌ حسبما يقتضيه ظاهرُ الإنكارِ السابق التصريحَ بالرد عليهم في خصوصية ما عابوه به بعد التنبيهِ بالإنكار السابقِ على أن ليس فيه شائبةُ عيبٍ ما وما في هذا من معنى القربِ لزيادة تعيينِ المشارِ إليه واستحضارِ ما فيه من الصفات الدالةِ على كونه آيةً باهرةً من آيات الله المناديةِ على امتناع كونِه سحرًا أي أسحرٌ هذا الذي أمرُه واضحٌ مكشوفٌ وشأنُه مشاهَدٌ معروفٌ بحيث لا يرتاب فيه أحدٌ ممن له عين مبُصِرةٌ وتقديمُ الخبر للإيذان بأنه مُنْصَبُّ الإنكارِ ولما استلزَم كونُه سحرًا كونَ من أتى به ساحرًا أكِّد الإنكارُ السابق وما فيه من التوبيخ والتجهيل بقوله عز وجل: {وَلاَ يُفْلِحُ الساحرون} وهو جملةٌ حالية من ضمير المخاطَبين والرابطُ هو الواو بلا ضمير كما في قول من قال:
جاء الشتاءُ ولست أملِك عُدّةً

وقولِك: جاء وحده زيدٌ ولم تطلُع الشمس أي أتقولون للحق إنه سحرٌ والحالُ أنه لا يُفلح فاعلُه أي لا يظفَر بمطلوب ولا ينجو من مكروه فكيف يمكن صدورُه من مثلي من المؤيَّدين من عند الله العزيزِ الحكيم الفائزين بكل مطلب الناجين من كل محذورٍ وقوله تعالى: {أَسِحْرٌ هذا} جملةٌ معترضةٌ بين الحال وصاحبِها أكّد بها الإنكارُ السابقُ ببيان استحالةِ كونه سحرًا بالنظر إلى ذاته قبل بيانِ استحالتِه بالنظر إلى صدوره عنه عليه السلام هذا، وأما تجويزُ أن يكون الكلُّ مقولَ القولِ على أن المعنى أجئتما السحر تطلُبان به الفلاحَ ولا يفلح الساحرون؟ فمما لا يساعده النظمُ الكريم أصلًا أما أولًا فلأن ما قالوا هو الحكمُ بأنه سحرٌ من غير أن يكون فيه دِلالةٌ على ما تعسف فيه من المعنى بوجه من الوجوه فصرفُ جوابِه عليه السلام عن صريح ما خاطبوه به إلى ما لا يُفهم منه أصلًا مما يجب تنزيهُ النظمِ التنزيليِّ عن الحمل على أمثاله وأما ثانيًا فلأن التعرضَ لعدم إفلاحِ السحرةِ على الإطلاق من وظائف من يتمسك بالحق المبينِ دون الكثرةِ المتشبثين بأذيال بعضٍ منهم في معارضته عليه السلام ولو كان ذلك من كلامهم لناسب تخصيصَ عدم الإفلاح بمن زعموه ساحرًا بناءً على غلبة من يأتون به من السحرة وأما ثالثًا فلأن قولَه عز وجل: {قَالُواْ أَجِئْتَنَا} إلخ، مسوقٌ لبيان أنه عليه السلام ألقمهم الحجرَ فانقطعوا عن الإتيان بكلام له تعلقٌ بكلامه عليه السلام فضلًا عن الجواب الصحيحِ واضطروا إلى التشبّث بذيل التقليدِ الذي هو دأبُ كل عاجزٍ محجوجٍ وديدنُ كلِّ عاجزٍ على أنه استئنافٌ وقع جوابًا عما قبله من كلامه عليه السلام على طريقة قوله تعالى: {قَالَ موسى} إلخ، حسبما أشير إليه، كأنه قيل: فماذا قالوا لموسى عليه السلام عندما قال لهم ما قال؟ فقيل: قالوا عاجزين عنه المحاجّة: أجئتنا: {لِتَلْفِتَنَا} أي لتصْرِفنا فإن الفتلَ واللفتَ أخوَان: {عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءابَاءنَا} أي من عبادة الأصنامِ، ولا ريب في أن ذلك إنما يتسنى بكون ما ذكر من تتمة كلامِه عليه السلام على الوجه الذي شرح إذ على تقدير كونِه محكيًا من قِبَلهم يكون جوابُه عليه السلام خاليًا من التبكيت الملجئ لهم إلى العدول عن سنن المُحاجّة ولا ريب في أنه لا علاقةَ بين قولِهم: أجئتنا إلخ، وبين انكارِه عليه السلام لما حُكيَ عنهم مصححةٌ لكونه جوابًا عنه: {وَتَكُونَ لَكُمَا الكبرياء} أي المُلكُ أو التكبرُ على الناس باستتباعهم وقرئ ويكون بالياء التحتانية.
وكلمة {في} في قوله تعالى: {فِى الأرض} أي أرض مصرَ متعلقةٌ بتكون أو بالكبرياء أو بالاستقرار في لكما لوقوعه خبرًا أو بمحذوف وقع حالًا من الكبرياء أو من الضمير في لكما لتحمُّله إياه: {وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ} أي بمصدّقين فيما جئتما به وتثنيةُ الضمير في هذين الموضعين بعد إفرادِه فيما تقدم من المقامين باعتبار شمولِ الكبرياءِ لهما عليهما السلام واستلزامِ التصديقِ لأحدهما التصديقَ للآخر، وأما اللفتُ والمجيءُ له فحيث كانا من خصائص صاحب الشريعةِ أسند إلى موسى عليه السلام خاصة. اهـ.

.قال الألوسي:

{ثُمَّ بَعَثْنَا} عطف على: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلًا إلى قَوْمِهِمْ} [يونس: 74] عطف قصة على قصة: {مّن بَعْدِهِمْ} أي من بعد أولئك الرسل عليهم السلام: {موسى وهارون} أوثر التنصيص على بعثتهما عليهما السلام مع ضرب تفصيل إيذانًا بخطر شأن القصة وعظم وقعها: {إلى فِرْعَوْنَ} أي أشراف قومه الذين يحتمعون على رأي فيملأون العين رواء والنفوس جلالة وبهاء، وتخصيصهم بالذكر لأصالتهم في إقامة المصالح والمهمات ومراجعة الكل إليهم في النوازل والملمات، وقيل: المراد بهن هنا مطلق القوم من استعمال الخاص في العام: {جَاءهُم بآياتنا} أي أدلتنا ومعجزاتنا وهي الآيات المفصلات في الاعراف والباء للملابسة أي متلبسين بها: {فاستكبروا} أي تكبروا وأعجبوا بأنفسهم وتعظموا عن الاتباع، والفاء فصيحة أي فأتياهم فبلغاهم الرسالة فاستكبروا، وأشير بهذا الاستكبار إلى ما وقع منهم أول الأمر من قول اللعين لموسى عليه السلام: {أَلَمْ نُرَبّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} [الشعراء: 18] وغير ذلك: {وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ} جملة معترضة تذييلية وجوز فيها الحالية بتقدير قد، وعلى الوجهين تفيد اعتيادهم الاجرام وهو فعل الذنب العظيم، أي وكانوا قومًا شأنهم ودأبهم ذلك.
وقد يؤخذ مما ذكر تعليل استكبارهم، والحمل على العطف الساذج لا يناسب البلاغة القرآنية ولا يلائمها فمعلوم هذا القدر من سوابق أوصافهم.
{فَلَمَّا جَاءهُمُ الحق مِنْ عِندِنَا} الفاء فصيحة أيضًا معربة عما صرح به في مواضع أخر كأنه قيل: قال موسى: قد جئتكم ببينة من ربكم إلى قوله تعالى: {فألقى عَصَاهُ فَإِذَا هي ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هي بَيْضَاء للناظرين} [الأعراف: 107 108] فلما جاءهم الحق: {قَالُواْ} من فرط عنادهم وعتوهم مع تناهي عجزهم: {إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ} أي ظاهر كونه سحرا أو واضح في بابه فائق فيما بين أضرابه فمبين من أبان بمعنى ظهر واتضح لا بمعنى أظهر وأوضح كما هو أحد معنييه، والإشارة إلى الحق الذي جاءهم، والمراد به كما قال غير واحد الآيات، وقد أقيم مقام الضمير للإشارة إلى ظهور حقيته عند كل أحد، ونسبة المجيء إليه على سبيل الاستعارة تشير أيضًا إلى غاية ظهوره وشدة سطوعه بحيث لا يخفى على من له أدنى مسكة، ومن هنا قيل في المعنى: فلما جاءهم الحق من عندنا وعرفوه قالوا إلخ، فالاعتراض عليه بأنه لا دلالة في الكلام على هذه المعرفة وإنما تعلم من موضع آخر كقوله سبحانه: {وَجَحَدُواْ بِهَا واستيقنتها أَنفُسُهُمْ} [النمل: 14] من قلة المعرفة لظهور دلالة ما علمت، وكذا ما قالوا بناء على ما قيل من دلالته على الاعتراف وتناهى العجز عليها، وقرئ: {لساحر} وعنوا به موسى عليه السلام لأنه الذي ظهر على يده ما أعجزهم.