فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقرأ الحسن وقتادة فاتبعهم بتشديد التاء.
وقرأ الجمهور: وجاوزنا فاتبعهم رباعيًا، قال الزمخشري: وليس من جوز الذي في بيت الأعشى:
وإذا تجوزها جبال قبيلة

لأنه لو كان منه لكان حقه أن يقال: وجوزنا ببني إسرائيل في البحر كما قال:
كما جوز السبكي في الباب فينق

انتهى.
وقال الحوفي: تبع واتبع بمعنى واحد.
وقال الزمخشري: فاتبعهم لحقهم، يقال: تبعه حتى اتبعه.
وفي اللوامح: تبعه إذا مشى خلفه، واتبعه كذلك، إلا أنه حاذاه في المشي واتبعه لحقه، ومنه العامة يعني: ومنه قراءة العامة فاتبعهم وجنود فرعون قيل: ألف ألف وستمائة ألف.
وقيل: غير ذلك.
وقرأ الحسن: وعدوا على وزن علو، وتقدمت في الإنعام.
وعدوا وعدوّا من العدوان، واتباع فرعون هو في مجاوزة البحر.
روي أن فرعون لما انتهى إلى البحر فوجده قد انفرق ومضى فيه بنو إسرائيل قال لقومه: إنما انفلق بأمري، وكان على فرس ذكر فبعث الله إليه جبريل عليه السلام على فرس أنثى، ودنوا فدخل بها البحر ولج فرس فرعون ورآه وجنب الجيوش خلفه، فلما رأى أنّ الانفراق ثبت له استمر، وبعث الله ميكائيل عليه السلام يسوق الناس حتى حصل جميعهم في البحر فانطبق عليهم.
وقرأ الجمهور: أنه بفتح الهمزة على حذف الباء.
وقرأ الكسائي وحمزة: بكسرها على الاستئناف ابتداء كلام، أو بدلًا من آمنت، أو على إضمار القول أي: قائلًا إنه.
ولما لحقه من الدهش ما لحقه كرر المعنى بثلاث عبارات، إما على سبيل التلعثم إذ ذلك مقام تحار فيه القلوب، أو حرصًا على القبول ولم يقبل الله منه إذ فاته وقت القبول وهو حالة الاختيار وبقاء التكليف، والتوبة بعد المعاينة لا تنفع.
ألا ترى إلى قوله تعالى: {فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده} وتقدم الخلاف في قراءة آلآن في قوله: {آلآن وقد كنتم} والمعنى: أتؤمن الساعة في حال الاضطرار حين أدركك الغرق وأيست من نفسك؟ قيل: قال ذلك حين ألجمه الغرق.
وقيل: بعد أنْ غرق في نفسه.
قال الزمخشري: والذي يحكى أنه حين قال: آمنت، أخذ جبريل من حال البحر فدسه في فيه، فللغضب في الله تعالى على حال الكافر في وقت قد علم أن إيمانه لا ينفعه.
وأما ما يضم إليه من قولهم خشيت أن تدركه رحمة الله تعالى فمن زيادات الباهتين لله تعالى وملائكته، وفيه جهالتان: إحداهما: أنّ الإيمان يصح بالقلب كإيمان الأخرس، فحال البحر لا يمنعه.
والآخر: أن من كره الإيمان للكافر وأحب بقاءه على الكفر فهو كافر، لأنّ الرضا بالكفر كفر.
والظاهر أن قوله: {آلآن} إلى آخره من كلام الله له على لسان ملك. فقيل: هو جبريل. وقيل: ميكائيل. وقيل: غيرهما، لخطابه فاليوم ننجيك. وقيل: من قول فرعون في نفسه وإفساده وإضلاله الناس، ودعواه الربوبية.
{إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابًا فوق العذاب بما كان يفسدون} فاليوم ننجيك الظاهر أنه خبر. وقيل: هو استفهام فيه تهديد أي: أفاليوم ننجيك؟ فهلا كان الإيمان قبل الإشراف على الهلاك، وهذا بعيد لحذف همزة الاستفهام ولقوله: {لتكون لمن خلفك آية}، لأنّ التعليل لا يناسب هنا الاستفهام.
قال ابن عباس: {ننجيك} نلقيك بنجوة من الأرض وهي المكان المرتفع، وببدنك بدرعك، وكان من لؤلؤ منظوم لا مثال له.
وقيل: من ذهب. وقيل: من حديد وفيها سلاسل من ذهب. والبدن بدن الإنسان، والبدن الدرع القصيرة.
قال:
ترى الأبدان فيها مسبغات ** على الأبطال والكلب الحصينا

يعني: الدروع.
وقال عمرو بن معدي كرب:
أعاذل شكتي بدني وسيفي ** وكل مقلص سلس القياد

وكانت له درع من ذهب يعرف بها، وقيل: نلقيك ببدنك عريانًا ليس عليك ثياب ولا سلاح، وذلك أبلغ في إهانته.
وقيل: نخرجك صحيحًا لم يأكلك شيء من الدواب.
وقيل: بدنًا بلا روح قاله مجاهد.
وقيل: نخرجك من ملكك وحيدًا فريدًا.
وقيل: نلقيك في البحر من النجاء، وهو ما سلخته عن الشاة أو ألقيته عن نفسك من ثياب أو سلاح.
وقيل: نتركك حتى تغرق، والنجاء الترك.
وقيل: نجعلك علامة، والنجاء العلامة.
وقيل: نغرقك من قولهم: نجى البحر أقوامًا إذا أغرقهم.
وقال الكرماني: يحتمل أن يكون من النجاة وهو الإسراع أي: نسرع بهلاكك.
وقيل: معنى ببدنك بصورتك التي تعرف بها، وكان قصيرًا أشقر أزرق قريب اللحية من القامة، ولم يكن في بني إسرائيل شبيه له يعرفونه بصورته، وببدنك إذا عنى به الجثة تأكيد كما تقول: قال فلان بلسانه وجاء بنفسه.
وقرأ يعقوب: ننجيك مخففًا مضارع أنجى.
وقرأ أبيّ، وابن السميقع، ويزيد البربري: ننحيك بالحاء المهملة من التنحية.
ورويت عن ابن مسعود أي: نلقيك بناحية مما يلي البحر.
قال كعب: رماه البحر إلى الساحل كأنه ثور.
وقرأ أبو حنيفة: بأبدانك أي بدروعك، أو جعل كل جزء من البدن بدنًا كقولهم: شابت مفارقه.
وقرأ ابن مسعود، وابن السميقع: بندائك مكان ببدنك، أي: بدعائك، أي بقولك آمنت إلى آخره.
لنجعلك آية مع ندائك الذي لا ينفع، أو بما ناديت به في قومك.
ونادى فرعون في قومه فحشر فنادى فقال: أنا ربكم الأعلى، ويا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري.
ولما كذبت بنو إسرائيل بغرق فرعون رمى به البحر على ساحله حتى رأوه قصيرًا أحمر كأنه ثور.
لمن خلفك لمن وراءك علامة وهم بنو إسرائيل، وكان في أنفسهم أن فرعون أعظم شأنًا من أن يغرق، وكان مطرحه على ممر بني إسرائيل حتى قيل لمن خلفك آية.
وقيل: لمن يأتي بعدك من القرون، وقيل: لمن بقي من قبط مصر وغيرهم.
وقرئ: لمن خلفك بفتح اللام أي: من الجبابرة والفراعنة ليتعظوا بذلك، ويحذروا أن يصيبهم ما أصابك إذا فعلوا فعلك.
ومعنى كونه آية: أن يظهر للناس عبوديته ومهانته، أو ليكون عبرة يعتبر بها الأمم.
وقرأت فرقة: لمن خلقك من الخلق وهو الله تعالى أي: ليجعلك الله آية له في عباده.
وقيل: المعنى ليكون طرحك على الساحل وحدك، وتمييزك من بين المغرقين لئلا يشتبه على الناس أمرك، ولئلا يقولوا لادعائك العظمة: إنَّ مثله لا يغرق ولا يموت، آية من آيات الله التي لا يقدر عليها غيره، وإنَّ كثيرًا من الناس ظاهره الناس كافة، قاله الحسن.
وقال مقاتل: من أهل مكة عن آياتنا أي: العلامات الدالة على الوحدانية وغيرها من صفنات العلى، لغافلون لا يتدبرون، وهذا خبر في ضمنه توعد. اهـ.

.قال أبو السعود:

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِى إسراءيل البحر} هو من جاوز المكانَ إذا تخطاه وخلفه والباء للتعدية أي جعلناهم مجاوزين البحرَ بأن جعلناه يبسًا وحفِظناهم حتى بلغوا الشط وقرئ جوّزنا وهو من التجويز المرادفِ للمجاوزة لا مما هو بمعنى التنفيذ نحو ما وقع في قول الأعشى:
كما جوّز السّكِّيَّ في الباب فيتقُ

وإلا لقيل: وجوزنا بني إسرائيلَ في البحر ولخلا النظمُ الكريم عن الإيذان بانفصالهم عن البحر وبمقارنة العنايةِ الإلهية لهم عنَوا الجوازَ كما هو المشهور في الفرق بين أذهبه وذهَب به: {فَأَتْبَعَهُمْ} يقال: تبِعتُه حتى أتبعتُه إذا كان سبقك فسبقتَه أي أدركهم ولحِقهم: {فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ} حتى تراءت الفئتان وكاد يجتمع الجمعان: {بَغْيًا وَعَدْوًا} ظلمًا واعتداءً أي باغين وعادين أو للبغي والعدوان وقرئ وعدوًا وذلك أن موسى عليه السلام خرج ببني إسرائيلَ على حين غفلةٍ من فرعون فلما سمع به تبِعهم حتى لحِقهم ووصل إلى الساحل وهم قد خرجوا من البحر ومسلُكهم باق على حاله يبَسًا فسلكه بجنوده أجمعين فلما دخل آخرُهم وهم أولُهم بالخروج غشِيهم من اليم ما غشيهم: {حتى إِذَا أَدْرَكَهُ الغرق} أي لحِقه وألجمه: {قَالَ ءامَنتُ أَنَّهُ} أي بأنه والضميرُ للشأن وقرئ أنه على الاستئناف بدلًا من آمنت وتفسيرًا له: {لا إله إِلاَّ الذي ءامَنَتْ بِهِ بَنواْ إسراءيل} لم يقل كما قاله السحرةُ: آمنا بربّ العالمين ربَّ موسى وهارون بل عبر عنه تعالى بالموصول وجعل صلتُه إيمانَ بني إسرائيل به تعالى للإشعار برجوعه عن الاستعصاء وباتباعه لمن كان يستتبعهم طمعًا في القبَول والانتظامِ معهم في سلك النجاة: {وَأَنَاْ مِنَ المسلمين} أي الذين أسلموا نفوسَهم لله أي جعلوها سالمةً خالصةً له تعالى وأراد بهم إما بني إسرائيلَ خاصةً وأما الجنسَ وهم داخلون فيه دخولًا أوليًا، والجملةُ على الأول عطفٌ على آمنت، وإيثار الاسميةِ لادعاء الدوامِ والاستمرارِ وعلى الثاني يحتمل الحاليةَ أيضًا من ضمير المتكلمِ أي آمنتُ مخلصًا لله منتظمًا في سلك الراسخين فيه، ولقد كُرّر المعنى الواحد بثلاث عباراتٍ حرصًا على القبول المفضي إلى النجاة وهيهاتَ هيهاتَ بعد ما فات وأتى ما هو آتٍ.
{آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)}
وقوله عز وجل: {آَلْآَنَ} مقولٌ لقول مقدرٍ معطوفٍ على قال أي فقيل: آلآن، وهو إلى قوله تعالى: {ءايَةً} حكايةٌ لما جرى منه سبحانه من الغضب على المخذول ومقابلة ما أظهره بالرد على وجه الإنكارِ التوبيخيَّ على تأخيره وتقريعِه بالعصيان والإفساد وغير ذلك وفي حذف الفعل المذكورِ وإبرازِ الخبرِ المحكيِّ في صورة الإنشاءِ من الدِلالة على عظم السخطِ وشدةِ الغضبِ ما لا يخفى كما يُفصح عنه ما روي من أن جبريل دس فاه عند ذلك بحال البحر وسده به فإنه تأكيدٌ للرد القوليّ بالرد الفعليِّ ولا ينافيه تعليلُه بمخافة إدراكِ الرحمةِ فيما نقل أنه قال للنبي عليهما السلام: فلو رأيتَني يا محمدُ وأنا آخذٌ من حال البحرِ فأدُسّه في فيه مخافةَ أن تدركه الرحمةُ إذ المرادُ بها الرحمةُ الدنيويةُ أي النجاة التي هي طِلْبةُ المخذولِ وليس من ضرورة إدراكِها صحةُ الإيمان كما في إيقان قومِ يونسَ عليه السلام حتى يلزمَ كراهتُه ما لا يتصور في شأن جبريلَ عليه السلام من الرضا بالكفر إذ لا استحالةَ في ترتيب هذه الرحمةِ على مجرد التفوّه بكلمة الإيمانِ وإن كان ذلك في حالة البأسِ واليأس فيحمل دسُّه عليه السلام على سد باب الاحتمالِ البعيد لكمال الغيظِ وشدةِ الحرْدِ فتدبر والله الموفق، وحقُّ العاملِ في الظرف أن يقدر مؤخرًا ليتوجه الإنكارُ والتوبيخُ إلى تأخير الإيمانِ إلى حد يمتنعُ قبولُه فيه أي آلآن نؤمن حين يئستَ من الحياة وأيقنتَ بالممات وقوله عز وعلا: {وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ} حال من فاعل الفعل المقدَّر جيء به لتشديد التوبيخِ والتقريعِ على تأخير الإيمانِ إلى هذا الآن ببيان أنه لم يكن تأخيرُه لعدم بلوغِ الدعوةِ إليه ولا للتأمل والتدبر في دلائله وآياتِه ولا لشيء آخرَ مما عسى يُعدُّ عذرًا في التأخير بل كان ذلك على طريقة الردِّ والاستعصاءِ والإفساد فإن قوله تعالى: {وَكُنتَ مِنَ المفسدين} عطفٌ على عصيت داخلٌ في حيز الحال أي وكنت من الغالين في الضلال والإضلالِ عن الإيمانِ كقوله تعالى: {الذين كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله زدناهم عَذَابًا فَوْقَ العذاب بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ} فهذا عبارةٌ عن فساده الراجعِ إلى نفسه والساري إلى غيره من الظلم والتعدي وصدِّ بني إسرائيلَ عن الإيمان والأولُ عن عصيانه الخاصِّ به.
{فاليوم نُنَجّيكَ} أي نخرجك مما وقع فيه قومُك من قعر البحرِ ونجعلك طافيًا وفي التعبير عنه بالتنجية تلويحٌ بأن مرادَه بالإيمان هو النجاةُ كما مر وتهكمٌ به، أو نلقيك على نجوة من الأرض ليراك بنو إسرائيلَ وقرئ نُنْجيك من الإنجاء ونُنَحِّيك بالحاء من التنحية أو نلقيك بناحية الساحل: {بِبَدَنِكَ} في موضع الحالِ من ضمير المخاطَب أي ننجيك ملابسًا ببدنك فقط لا مع روحك كما هو مطلوبُك فهو تخييبٌ له وحسمٌ لأطماعه بالمرة أو عاريًا عن اللباس أو كاملًا سويًا أو بدِرْعك وكانت له دروعٌ من الذهب يعرف بها وقرئ بأبدانك أي بأجزاء بدنك كلها كقولهم: هوى بأجرامه أو بدروعك كأنه كان مُظاهِرًا بينها: {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءايَةً} لمن وراءك علامةً وهم بنو إسرائيلَ إذ كان في نفوسهم من عظمته ما خُيِّل أنه لا يهلِك حتى يُروى أنهم لم يصدقوا موسى عليه السلام حين أخبرهم بغرقه إلى أن عاينوه مطروحًا على ممرهم من الساحل أو تكون لمن يأتي بعدك من الأمم إذا سمعوا مآلَ أمرِك ممن شاهدك عبرةً ونكالًا من الطغيان أو حجةً تدلهم على أن الإنسانَ وإن بلغ الغايةَ القصوى من عظم الشأنِ وعلوِّ الكبرياء وقوةِ السلطان فهو مملوكٌ مقهورٌ بعيد عن مظانّ الربوبيةِ وقرئ لمن خَلَفك فعلًا ماضيًا أي لمن خلفك من الجبابرة، وقرئ لمن خلقك بالقاف أي لتكون لخالقك آيةً كسائر الآيات فإن إفرادَه سبحانه إياك بالإلقاء إلى الساحل دليلٌ على أنه قصد منه كشفَ تزويرِك وإماطةَ الشبهةِ في أمرك وبرهانٌ نيِّرٌ على كمال علمِه وقدرتِه وحكمتِه وإرادتِه، وهذا الوجهُ محتملٌ على القراءة المشهورة أيضًا وفي تعليل تنجيته بما ذكر إيذانٌ بأنها ليست لإعزازه أو لفائدة أخرى عائدةٍ إليه بل لكمال الاستهانة به وتفضيحِه على رؤوس الأشهاد وزيادةِ تفظيعِ حالِه كمن يُقتل ثم يُجرُّ جسدُه في الأسواق أو يدار برأسه في البلاد، واللامُ الأولى متعلقةٌ بننجّيك والثانيةُ بمحذوف وقع حالًا من آية أي كائنةً لمن خلفك: {وَإِن كثيرًا مِنَ النَّاسِ عَن آيَاتِنَا لَغَافِلُون} لا يتفكرون بها ولا يعتبرون بها وهو اعتراضٌ تذييليٌّ جيء به عند الحكايةِ تقريرًا لفحوى الكلامِ المحكيِّ. اهـ.