فصل: قال الشوكاني في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ثم أكد أسباب الخوف بقوله: {وإن فرعون لعال} لغالب: {في الأرض} أرض مصر: {وإنه لمن المسرفين} في القتل والتعذيب أو لمن المجاوزين الحد لأنه من أخس العبيد فادعى الربوبية العليا: {وقال موسى} تثبيتًا لقومه: {إن كنتم آمنتم بالله} صدقتم به وبآياته: {فعليه توكلوا} خصوه بتفويض أموركم إليه: {إن كنتم مسلمين} قال لعلماء: المؤخر في مثل هذه السورة مقدم في المعنى نظيره: إن ضربك زيد فاضربه إن كانت بك قوة. والمراد إن كانت بك قوة فإن ضربك زيد فاضربه فكأنه قيل لهم في حال إسلامهم إن كنتم منقادين لتكاليف ربكم بالإخلاص مصدقين له بالتحقيق عارفين بأنه واجب الوجود لذاته وما سواه محدث مخلوق مقهور تحت حكمه وتدبيره، ففوضوا جميع أموركم إليه وحده: {فقالوا} مؤتمرين لموسى: {على الله توكلنا} ثم اشتغلوا بالدعاء قائلين: {ربنا لا تجعلنا فتنة} أي موضع فتنة لهم. والمراد بالفتنة تعذيبهم أو صرفهم عن دينهم، أو المراد لا تفتن بنا فرعون وقومه لأنك لو سلطتهم علينا صار ذلك شبهة لهم في أنا لسنا على الحق. ويجوز أن تكون الفتنة بمعنى المفتون أي لا تجعلنا مفتونين بأن تمكنهم من صرفنا عن الدين الحق، ولما قدموا التضرع إلى الله في أن يصون دينهم عن الفساد أتبعوه سؤال عصمة أنفسهم فقال: {ونجنا} الآية. وفي ذلك دليل على أن عنايتهم بمصالح الدين فوق اهتمامهم بمصالح النفس، وهكذا يجب أن تكون عقيدة كل مسلم والله الموفق: {وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوا لقومكما بمصر بيوتًا} تبوّأ بالمكان اتخذه مباءة ومرجعًا مثل توطنه إذا اتخذه وطنًا. واختلف المفسرون في البيوت فمنهم من ذهب إلى أنها المساجد كقوله: {في بيوت أذن الله أن ترفع} [النور: 36] فالمراد من قوله: {واجعلوا بيوتكم قبلة} أن يجعل تلك البيوت مساجد متوجهة نحو القبلة وهي جهة بيت المقدس أو الكعبة على ما نقل عن ابن عباس: وقال الحسن: الكعبة قبلة كل الأنبياء:
وإنما وقع العدول عنه بأمر الله تعالى في أيام نبينا صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة. ومنهم من قال: إنها مطلق البيوت. ثم قيل: المراد واجعلوا دوركم قبلة أي صلوا في بيوتكم. وقيل: المراد اجعلوا بيوتكم متقابلة، أما السبب في اتخاذ هذه البيوت فأن يصلوا في بيوتهم خفية خيفة من الكفرة كما كان المؤمنون على ذلك في أول الإسلام بمكة، أو المقصود الجمعية واعتضاد البعض بالبعض. وقيل: على التفسير الأول لما أظهر فرعون العداوة الشديدة أمر الله موسى وهارون وقومهما باتخاذ المساجد على رغم الأعداء وتكفل أن يصونهم عن شرهم.
وإنما ثنى الخطاب أوّلًا ثم جمع لأن اختيار المكان للعبادة مما يفوض إلى الأنبياء فخوطب موسى وهارون بذلك، ثم جعل الخطاب عامًا لهما ولقومهما لأن استقبال القبلة وإقامة الصلاة واجب على الجمهور. ثم خص موسى عليه السلام بالتبشير في قوله: {وبشر المؤمنين} لأن الغرض الأصلي من جميع العبادات هو هذه البشارة فلم تكن لائقة إلا بحال موسى الذي هو الأصل في الرسالة، وفيه تعظيم لشأن البشارة والمبشر (قال الضعيف مؤلف الكتاب) قد سنح في خاطري وقت هذه الكتابة أن الخطاب في قوله: {وبشر المؤمنين} لنبينا صلى الله عليه وسلم على طريقة الالتفات والاعتراض. ومضمون البشارة أنه جعلت الأرض كلها لهذه الأمة مسجدًا وطهورًا دون سار الأمم فإنهم أمروا باتخاذ موضع يرجعون إليه ألبتة للعبادة والله أعلم بمراده. ثم إن موسى عليه السلام لما بالغ في إظهار المعجزات القاهرة، ورأى القوم مصرين على الجحود والإنكار أخذ يدعو عليهم، ومن حق من يدعو على الغير أن يذكر أوّلًا سبب الدعاء عليه فلهذا: {قال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالًا} فالزينة عبارة عن الصحة والجمال واللباس والدواب وأثاث البيت والأموال ما يزيد على ذلك من الصامت والناطق. عن ابن عباس كانت لهم من فسطاط مصر إلى أرض الحبشة جبال فيها معادن من ذهب وفضة. قالت الأشاعرة: اللام في قوله: {ليضلوا} لام التعليل كأن موسى عليه السلام قال: يا رب إنك أعطيتهم هذه الزينة والأموال لأجل أن يضلوا، ففيه دلالة على أنه تعالى تسبب لضلالهم وأراد منهم ذلك وإلا لم يهيئ أسبابه. ثم شرع في الدعاء عليهم بالطمس على أموالهم. والطمس المحو أو المسخ كما مر في سورة النساء في قوله سبحانه: {من قبل أن نطمس وجوهًا} [النساء: 47] وبالشد على قلوبهم ومعناه الاستيثاق والختم. وقالت المعتزلة: قوله: {ليضلوا} دعاء بلفظ الأمر للغائب، دعا عليهم بثلاثة أمور: بالضلال وبالطمس وبالشد.
كأنه لما علم بالتجربة وطول الصحبة أن إيمانهم كالمحال أو علم ذلك بالوحي اشتد غضبه عليهم فدعا الله عليهم بما علم أنه لا يكون غيره قائلًا ليثبتوا على ما هم عليه من الضلال وليطبع الله على قلوبهم كما يقول الأب المشفق لولده إذا لم يقبل نصحه واستمر على غيه. سلمنا أن قوله: {ليضلوا} ليس دعاء عليهم لكن اللام فيه للعاقبة كقوله: لدوا للموت. سلمنا أن اللام للتعليل لكنهم جعلوا الله سببًا في الضلال فكأنهم أوتوها ليضلوا. ولم لا يجوز أن يكون لا مقدرة أي لئلا يضلوا كقوله: {يبين الله لكم أن تضلوا} [النساء: 176] أي أن لا تضلوا، أو يكون حرف الاستفهام مقدرًا في آتيت على سبيل التعجب.
أما قوله تعالى: {فلا يؤمنوا} فإما أن يكون معطوفًا على قوله: {ليضلوا} على التفاسير كلها وما بينهما اعتراض، وإما أن يكون جوابًا لقوله: {واشدد} ويجوز أن يكون دعاء بلفظ النهي معطوفًا على: {اشدد}، {قال قد أجيبت دعوتكما} أضاف الدعوة إليهما لأن موسى كان يدعو وهارون يؤمن، ويجوز أن يكونا جميعًا يدعوان إلا أنه خص موسى بالذكر في الآية لأصالته في الرسالة، والمعنى أن دعاءكما مستجاب وما طلبتما كائن ولكن في وقته: {فاستقيما} فاثبتا على ما أنتما عليه من التبليغ والإنذار زيادة في إلزام الحجة، ولا تستعجلا فقد لبث نوح في قومه ألف سنة إلا قليلا. قال ابن جريج: فمكث موسى بعد الدعاء أربعين سنة يدعوهم إلى الله: {ولا تتبعانّ سبيل الذين لا يعلمون} أن الاستعجال لا يفيد في اجابة الدعاء فقد يستجاب الدعاء ولكن يظهر الأثر بعد حين: {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر} قد مرت تلك القصة في أوائل سورة البقرة في قوله: {وإذ فرقنا بكم البحر} [البقرة: 50] الآية، ومعنى قوله: {فأتبعهم} لحقهم. يقال: تبعه حتى أتبعه، والبغي الإفراط في الظلم والعدو ومجاوزة الحد وفي الآية سؤال وهو أن فرعون تاب ثلاثة مرات إحدها قوله: {آمنت} وثانيتها: {أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل} وثالثتها: {وأنا من المسلمين} فلم تقبل توبتة. والجواب من وجوه: الأول أنه إيمان اليائس وأنه لا يقبل لأن الإلجاء ينافي التكليف. الثاني أنها لم تكن مقرونة بالإخلاص وإنما كانت لدفع البلية الحاضرة والمحنة الناجزة. الثالث أن ذلك التوحيد كان مبنيًا على محض التقليد والمخذول كان من الدهرية المنكرين لوجود الصانع، ومثل هذا الاعتقاد الفاحش لا تزول ظلمته إلا بنور الحجة القطعية. الرابع ما روي أن بعض بني إسرائيل لما جاوز البحر اشتغلوا بعبادة العجل فلعله أراد الإيمان بذلك العجل الذي آمنوا بعبادته في ذلك الوقت، وكانت هذه الكلمة سببًا لزيادة الكفر. الخامس أن أكثر اليهود يميلون إلى التجسيم والتشبيه ولذلك عبدوا العجل فكأنه ما آمن إلا بالإله الموصوف بالجسمية والحلول والنزول. السادس لعل الإيمان إنما يتم بالإقرار بوحدانية الله تعالى وبنبوة موسى كما أنه لو قيل ألف مرة لاإله إلا الله لم يصح إيمان إلا إذا قرن به محمد رسول الله إلى الناس كافة. السابع يروى أن جبريل عليه السلام أتى فرعون بفتيا ما قول الأمير في عبد نشأ في مال مولاه ونعمته فكفر نعمته وجحد حقه وادعى السيادة دونه؟ فكتب فرعون فيه يقول أبو العباس الوليد بن مصعب: جزاء العبد الخارج على سيده الكافر نعمته أن يغرق في البحر، ثم إن فرعون لما غرق دفع جبريل إليه خطه فعرفه. أما قوله: {آلآن} فالمشهور من الأخبار أنه قول جبريل. وقيل: إنه قول الله سبحانه والتقدير: أتؤمن الساعة في وقت الاضطرار حين ألجمك الغرق وأدركك.
وقوله: {وكنت من المفسدين} في مقابلة قوله: {وأنا من المسلمين} يروى أن جبريل أخذ يملأ فاه بالطين حين قال: {آمنت} لئلا يتوب غضباَ عليه، والأقرب عند العلماء أن هذا الخبر غير صحيح لأنه إن قال ذلك حين بقاء التكليف لم يجز على جبريل أن يمنعه من التوبة بل يجب أن يحثه عليها أو على كل طاعة لقوله تعالى: {وتعاونوا} [المائدة: 2] ولو منعه لكانت التوبة ممكنة لأن الأخرس قد يتوب بأن يعزم بقلبه على ترك المعاودة إلى القبيح، ولو منعه من التوبة لكان قد رضي ببقائه على الكفر والرضا بالكفر كفر. وكيف يليق به سبحانه أن يقول لموسى وهارون: {فقولا له قولًا لينًا} [طه: 44] ثم يأمر جبريل بمنعه عن الإيمان. ولو قيل إن جبريل فعل ذلك من تلقاء نفسه كان منفيًا لقوله: {وما نتنزل إلا بأمر ربك} [مريم: 64]: {لا يسبقونه بالقول} [الأنبياء: 27] وإن كان قال ذلك بعد زوال التكليف فلم يكن لما فعل جبريل فائدة اللهم إلا أن يقال: إنه دس حال البحر في فيه في وقت لا ينفعه إيمانه غضبًا لله على الكافر. قوله: {فاليوم ننجيك ببدنك} فيه أقوال منها: أن معناه نخرجك من البحر ونخلصك مما وقع فيه قومك من قعر البحر ولكن بعد أن تغرق. وقوله: {ببدنك} في موضع الحال أي في الحال التي لا روح فيك وإنما أنت بدن. قال كعب: رماه الماء إلى الساحل كأنه ثور، أو المراد ببدنك كاملًا سويًا لم ينقص منه شيء ولم يتغير، أو عريانًا لست إلا بدنًا وفيه نوع تهكم كأنه قيل: ننجيك لكن هذه النجاة إنما تحصل لبدنك لا لروحك كما يقال: نعتقك أو نخلصك من السجن ولكن بعد أن تموت. وقيل: ننجيك ببدنك أي نلقيك بنجوة من الأرض وهي المكان المرتفع. وقيل: ببدنك أي بدرعك. قال الليث: البدن الدرع القصير الكمين. عن ابن عباس قال: كان عليه درع من ذهب يعرف بها فأخرجه الله من الماء مع ذلك الدرع ليعرف، فإن صحت هذه الرواية كانت معجزة لموسى عليه السلام. وأما قوله: {لتكون لمن خلفك آية} فقيل: إن قومًا اعتقدوا في إلهيته وزعموا أن مثله لا يموت فأظهر الله تعالى أمره بأن أخرجه من الماء بصورته حتى يشاهدوه. وزالت الشبهة عن قلوبهم وكانت مطروحة على ممر من بني إسرائيل فلهذا قيل: {لمن خلفك} وقيل: إنه تعالى أراد أن يشاهده الخلق على ذلك الذل والإهانة بعد ما سمعوا منه قوله: {أنا ربكم الأعلى} [النازعات: 24] ليكون ذلك زجرًا للعابرين عن مثل طريقته، ويعرفوا أنه كان بالأمس في نهاية الجلالة ثم آل أمره إلى ما آل، فلا يجترأوا على نحو ما اجترأ عليه. وقيل: المراد ليكون طرحك بالساحل وحدك دون المغرقين آية من آيات الله للأمم الآتية، ثم زجر هذه الأمة عن ترك النظر في الدلائل وحثهم على التأمل والاعتبار فقال: {وإن كثيرًا من الناس عن آياتنا لغافلون}. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

{وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ}
لما بالغ موسى عليه السلام في إظهار المعجزات، وإقامة الحجج البيّنات، ولم يكن لذلك تأثير في من أرسل إليهم، دعا عليهم بعد أن بيّن سبب إصرارهم على الكفر، وتمسكهم بالجحود والعناد، فقال مبينًا للسبب أوّلًا: {رَبَّنَا إِنَّكَ ءاتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا في الحياة الدنيا} قد تقدّم أن الملأ: هم الأشراف.
والزينة: اسم لكل ما يتزين به، من ملبوس ومركوب، وحلية وفراش وسلاح، وغير ذلك، ثم كرّر النداء للتأكيد فقال: {رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ}.
وقد اختلف في هذه اللام الداخلة على الفعل، فقال الخليل وسيبويه: إنها لام العاقبة والصيرورة.
والمعنى: أنه لما كان عاقبة أمرهم الضلال، صار كأنه سبحانه أعطاهم ما أعطاهم من النعم ليضلوا، فتكون اللام على هذا متعلقة بآتيت؛ وقيل: إنها لام كي: أي أعطيتهم لكي يضلوا.
وقال قوم: إن المعنى أعطيتهم ذلك لئلا يضلوا.
فحذفت لا كما قال سبحانه: {يُبَيّنُ الله لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ} [النساء: 176].
قال النحاس: ظاهر هذا الجواب حسن إلا أن العرب لا تحذف لا إلا مع أن، فموّه صاحب هذا التأويل بالاستدلال بقوله: {يُبَيّنُ الله لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ}، وقيل اللام للدعاء عليهم.
والمعنى، ابتلهم بالهلاك عن سبيلك، واستدلّ هذا القائل بقوله سبحانه بعد هذا: {اطمس} و: {اشدد}.
وقد أطال صاحب الكشاف في تقرير هذا بما لا طائل تحته، والقول الأوّل هو: الأولى.
وقرأ الكوفيون {ليضلوا} بضم حرف المضارعة: أي يوقعوا الإضلال على غيرهم.
وقرأ الباقون بالفتح: أي يضلون في أنفسهم: {رَبَّنَا اطمس على أموالهم}.
قال الزجاج: طمس الشيء: إذهابه عن صورته؛ والمعنى: الدعاء عليهم بأن يمحق الله أموالهم، ويهلكها وقرئ بضم الميم من اطمس: {واشدد على قُلُوبِهِمْ} أي: اجعلها قاسية مطبوعة لا تقبل الحق، ولا تنشرح للإيمان.
قوله: {فَلاَ يُؤْمِنُواْ} قال المبرد والزجاج: هو معطوف على: {ليضلوا}، والمعنى: آتيتهم النعم، ليضلوا ولا يؤمنوا، ويكون ما بين المعطوف والمعطوف عليه اعتراضًا.
وقال الفراء، والكسائي، وأبو عبيدة: هو دعاء بلفظ النهي، والتقدير: اللهمّ فلا يؤمنوا، ومنه قول الأعشى:
فلا ينبسط من بين عينيك ما انزوى ** ولا تلقني إلا وأنفك راغم

وقال الأخفش: إنه جواب الأمر: أي اطمس واشدد، فلا يؤمنوا، فيكون منصوبًا.
وروي هذا عن الفراء أيضًا، ومنه:
يا ناق سيري عنقًا فسيحا ** إلى سليمان فنستريحا

{حتى يَرَوُاْ العذاب الأليم} أي: لا يحصل منهم الإيمان إلا مع المعاينة لما يعذبهم الله به، وعند ذلك لا ينفع إيمانهم.
وقد استشكل بعض أهل العلم ما في هذه الآية من الدعاء على هؤلاء، وقال: إن الرسل إنما تطلب هداية قومهم وإيمانهم.
وأجيب بأنه لا يجوز لنبيّ أن يدعو على قومه إلا بإذن الله سبحانه، وإنما يأذن الله بذلك لعلمه بأنه ليس فيهم من يؤمن، ولهذا لما أعلم الله نوحًا عليه السلام بأنه لا يؤمن من قومه إلا من قد آمن، قال: {رَّبّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأرض مِنَ الكافرين دَيَّارًا} [نوح: 26].