فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الألوسي:

{فَلَوْلاَ كَانَتْ} كلام مستأنف لتقرير هلاكهم و: {لَوْلاَ} هنا تحضيضية فيها معنى التوبيخ كهلًا ومثلها ما في قول الفرزدق:
تعدون عقر النيب أفضل مجدكم ** بني ضوطري لولا الكمى المقنعا

ويشهد لذلك قراءة أبي وابن مسعود رضي الله تعالى عنهما: {فهلا}، والتوبيخ على ما نقل عن السفاقسي على ترك الإيمان المذكور بعد؛: {المدينة وَكَانَ} كما اختاره بعض المحققين ناقصة، وقوله تعالى: {قَرْيَةٌ} اسمها، وجملة قوله سبحانه: {ءامَنتُ} خبرها، وقوله جل شأنه: {فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا} معطوف على الخبر، أي فهلا كانت قرية من القرى التي أهلكت هلاك الاستئصال آمنت قبل معاينة العذاب ولم تؤخر إيمانها إلى حين معاينته كما أخر فرعون إيمانه فمنعها ذلك بأن يقبله الله تعالى منها ويكشف بسببه العذاب عنها، وذهب السمين وغيره إلى أنها تامة: {وقرية} فاعلها وجملة: {قَالَ ءامَنتُ} صفة: {ونفعها} معطوفة عليها.
وتعقب بأنه يلزم حينئذ أن يكون التحضيض والتوبيخ على الوجود مع أنه ليس بمراد.
وأجيب بأنه لا مانع من أن يكون التحضيض على الصفة وحينئذ لا غبار على ما قيل، وأيًا ما كان فالمراد بالقرية أهلها مجازًا شائعًا والقرينة هنا أظهر من أن تخفى، وقوله تبارك وتعالى: {إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ} استثناء منقطع كما قال الزجاج وسيبويه والكسائي وأكثر النحاة أي لكن قوم يونس: {لَمَّا ءامَنُواْ} عند ما رأوا أمارات العذاب ولم يؤخروا إلى حلوله: {كَشَفْنَا عَنْهُمُ ذلك الخزى} أي الذل والهوان: {وَقَالَ إِنَّمَا اتخذتم} بعد ما أظلهم وكاد يثزل بهم: {وَمَتَّعْنَهُمْ} بمتاع الدنيا بعد كشف العذاب عنهم: {ومتاع إلى حِينٍ} أي زمان من الدهر مقدر لهم في علم الله تعالى.
ونقل عن ابن عباس أن المراد إلى يوم القيامة فهم اليوم أحياء إلا أن الله تعالى سترهم عن الناس على حد ما يقال في الخضر عليه السلام، ورأيت في بعض الكتب ما يوافقه إلا أنه ذكر فيه أنهم يظهرون أيام المهدي ويكونون من جملة انصاره ثم يموتون والكل مما لا صحة له.
وقال آخرون: الاستثناء متصل، ويراد من القرية أهلها المشرفون على الهلاك.
وقيل: العاصون ويعتبر النفي الذي يشعر به التحضيض وهو مشعر بالأمر أيضًا ولذا جعلوه في حكمه إلا أنه لا يصح اعتباره على تقدير الاتصال لما يلزمه من كون الإيمان من المستثنين غير مطلوب وهو غير مطلوب بل فاسد، وقيل: لا مانع من ذلك على ذلك التقدير لأن أهل القرى محضوضون على الإيمان النافع وليس قوم يونس محضوضين عليه لأنهم آمنوا، والذوق يأبي إلا اعتبار النفي فقط حال اعتبار الاتصال، ويكون قوله سبحانه: {لَمَّا ءامَنُواْ} استشنافًا لبيان نفع إيمانهم.
وقرئ: {إِلاَّ قَوْمَ} بالرفع على البدل من قرية المراد بها أهلها، وأيد بذلك القول بالاتصال واعتبار النفي لأن البدل لا يكون إلا في غير الموجب، وخرج بعضهم هذه القراءة على أن: {إِلا} بمعنى غير وهي صفة ظهر إعرابها فيما بعدها كما في قوله على رأي:
وكل أخ مفارقه أخوه ** لعمر أبيك إلا الفرقدان

وظاهر كلامهم ان الاستثناء مطلقًا من قرية، وعن الزمخشري أنه على الأول من القرية لا من الضمير في: {ءامَنتُ} وعلل بأن المنقطع بمعنى لكن فيتوسط بين الكلامين المتغايرين فلا يعتمد ما لا يستقل ولأنه لا مدخل للوصف أعني الإيمان في المستثنى منه فالاستثناء عن أصل الكلام، وأما على الثاني فهو استثناء من الضمير من حيث المعنى جعل في اللفظ منه أو من القرية إذ لا فرق في قولك: كان القوم منطلقين إلا زيدًا بين جعله من الاسم أو من الضمير في الخبر لأن الحكم إنما يتم بالخبر، وإنما الفرق في نحو ضربت القوم العالمين إلا زيدًا، ثم قال: ونظير هذا في الوجهين قوله تعالى: {إِنَّا أُرْسِلْنَا إلى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ إِلا ءالَ لُوطٍ} [الحجر: 58، 59] ووجه ذلك ظاهر.
وفي الكشف أن وجه الشبه اختلاف معنى الهلاك على الوجهين كاختلاف معنى الإرسال هنالك على الوجهين، وكأنه عني بالهلاك المأخوذ قيدًا في قوله فهلا كانت قرية من القرى التي أهلكناها فتدبر.
وفي: {يُونُسَ} لغات تثليث النون مهموزًا وغير مهموز والمتواتر منها الضم بلا همز.
وكانت من قصة هؤلاء القوم على ما روي عن غير واحد أن يونس عليه السلام بعث إلى أهل نينوي من أرض الموصل وكانوا أهل كفر وشرك فدعاهم إلى الإيمان بالله تعالى وحده وترك ما يعبدون من الأصنام فأبوا عليه وكذبوه فأخبرهم أن العذاب مصبحهم إلى ثلاث فلما كانت الليلة الثالثة ذهب عنهم من جوف الليل فلما أصبحوا تغشاهم العذاب فكان فوق رؤوسهم ليس بينهم وبينه إلا قدر ثلثي ميل، وجاء أنه غامت السماء غيما أسود هائلًا يدخن دخانًا شديدًا فهبط حتى غشى مدينتهم واسودت أسدحتهم فلما أيقنوا بالهلاك طلبوا نبيهم فلم يجدوه فخرجوا إلى الصحراء بأنفسهم ونسائهم وصبيانهم ودوابهم ولبسوا المسوح وأظهروا الإيمان والتوبة وفرقوا بين الوالدة وولدها من الناس والدواب فحن البعض إلى البعض وعلت الأصوات وعجوا جميعا وتضرعوا إليه تعالى وأخلصوا النية فرحمهم ربهم واستجاب دعاءهم وكشف عنهم ما نزل بهم من العذاب وكان ذلك يوم عاشوراء وكان يوم الجمعة.
قال ابن مسعود: إنه بلغ من توبتهم أن ترادوا المظالم فيما بينهم حتى إن كان الرجل ليأتي إلى الحجر قد وضع أساس بنيانه عليه فيقعله ويرده إلى صاحبه، وجاء في رواية عن قتادة أنهم عجوا إلى الله تعالى أربعين صباحًا حتى كشف ما نزل بهم.
وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وغيرهم عن ابن غيلان قال: لما غشي قوم يونس العذاب مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا: ما ترى؟ قال: قولوا: يا حي حين لا حي ويا حي محيي الموتى ويا حي لا إله إلا أنت فقالوها فكشف عنهم العذاب، وقال الفضيل بن عياض: قالوا: اللهم إن ذنوبنا قد عظمت وجلت وأنت أعظم وأجل فافعل بنا ما أنت أهله ولا تفعل بنا ما نحن أهله، وكان يونس عليه السلام إذ ذهب عنهم قعد في الطريق يسأل الخبر كما جاء مرفوعًا فمر به رجل فقال له: ما فعل قوم يونس؟ فحدثه بما صنعوا فقال: لا أرجع إلى قوم قد كذبتهم وانطلق مغاضبًا حسبما قصه الله تعالى في غير هذا الموضع مما سيأتي إن شاء الله تعالى، وظاهر الآية يستدعي أن القوم شاهدوا العذاب لمكان: {كَشَفْنَا} وهو الذي يقتضيه أكثر الإخبار وإليه ذهب كثير من المفسرين، ونفع الإيمان لهم بعد المشاهدة من خصوصياتهم فإن إيمان الكفار بعد مشاهدة ما وعدوا به إيمان بأس غير نافع لارتفاع التكليف حينئذٍ وعادة الله إهلاكهم من غير إمهال كما أهلك فرعون، والقول بأنه بقي حيًا إلى ما شاء الله تعالى وسكن أرض الموصل من مفتريات اليهود. اهـ.

.قال القاسمي:

{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ} أي: فهلا كانت قرية من القرى المهلكة آمنت قبل معاينة العذاب، ولم تؤخر إيمانها إلى حين معاينته، كما فعل فرعون، وفي هذا التخصيص معنى التوبيخ: {فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا} بأن يقبله الله منها، ويكشف عنها بسببه العذاب: {إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ} أي: لكنَّ قومه: {لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} أي: إلى آجالهم.
هذا، وقد جوز أن تكون الجملة في معنى النفي، لتضمن حرف التحضيض معناه، فيكون الاستثناء متصلًا؛ لأن المراد من القرى أهاليها، كأنه قال: ما آمن أهل قرية من القرى العاصية فنفعهم إيمانهم إلا قوم يونس. ويؤيده قراءة الرفع على البدل.
روي أن يونس عليه السلام بعثه الله إلى نينوى، من أرض الموصل، وكانت مدينة عظيمة، مسيرة ثلاثة أيام، وهي قصبة بلاد الآشوريين، بانيها آشور أو نينوس بن نمرود، وكلاهما من أولاد بني نوح، وكانت من أقدم مدن العالم وأشهرها، والمؤرخون الوثنيون يصفونها بأن ارتفاع أسوراها كان مائة قدم، ودائراتها ستون ميلًا، وهي محصنة بألف وخمسمائة قلعة، طول الواحدة منهن مائتا قدم. قيل: أهلها كانوا يبلغون نحو ستمائة ألف. وخلفاء نمرود في هذه المدينة دأبوا على تحسينها، وتوسيع بنائها، وقويت شوكة الآشوريين في تلك الأيام حتى خضع لهم أكثر ممالك آسيا، فتجبروا وتمردوا، وكانوا كلما ظفروا في غاراتهم يستغرقون في النهب والمظالم، فأرسل الله تعالى إليهم يونس عليه السلام، واسمه في العبرية (يونان)، لينذرهم بأنهم لكفرهم واقترافهم الموبقات سيحل بهم العذاب بعد أربعين يومًا فتنقلب بهم نينوى. ثم خرج يونس من بينهم فأصحر، فلما فقدوه وبلغ أميرهم قول يونس؛ تخوفوا نزول العذاب الذي أُنذروا به، فقذف الله في قلب أميرهم الإيمان والتوبة، فنزل عن عرشه، وألقى عنه حلته، والتف بمسح، وجلس على التراب، وآمن بالله، وآمن أهل نينوى كلهم، وأمر أن ينادى بنينوى بالصيام، فلا يذوق أحد طعامًا ولا شرابًا، ولا ترعى البهائم ولا تسقى، وأن يلبس الناس المسوح، صغيرهم وكبيرهم، وأن يجتمعوا في صعيد واحد، يجهرون بتسبيح الله والإنابة إليه، والاستغفار له، والتوبة عما أسلفوا من الظلم والجرم، وأن يحضروا أطفالهم وذويهم ومواشيهم معهم. ففعلوا وتضرعوا إلى الله واستكانوا لجلاله، وسألوه أن يرفع عنهم العذاب الذي أنذرهم به نبيهم. فلما علم منهم الصدق من قلوبهم، والتوبة والندامة على ما مضى منهم، كشف عنهم العذاب ورحمهم. وسيأتي في (سورة الصافات) زيادة في نبأ يونس عما هنا.
تنبيهات:
الأول: يروي بعض المفسرين هنا أن العذاب تدلى عليهم وغشيهم، وجعل يدور على رؤوسهم، وغامت السماء غيمًا أسود، ونحو هذا. وليس في التنزيل بيان لهذا، ولا في صحيح السنة، وكأن من زعمه فهمه من لفظ: {كَشَفْنَا}، ولا صراحة فيه.
قال القرطبي: معنى: {كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ} أي: العذاب الذي وعدهم يونس أن ينزل أنه بهم لا أنهم رأوه حينئذ، فلا خصوصية، أي: كما روي عن قتادة أن هذا الكشف لم يكن لأمة من الأمم إلا لقوم يونس خاصة، فإنه لم يقع بهم العذاب، وإنما رأوا علامته.
الثاني: في الآية إشارة إلى أنه لم يوحد قرية آمنت بأجمعها بنبيها المرسل إليها من سائر القرى، إثر بعثته وإنذاره، إلا قوم يونس، والبقية دأبهم التكذيب، وكلهم أو أكثرهم كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف: 23].
وفي الحديث الصحيح: «عرض علي الأنبياء، فجعل النبي يمر ومعه الفئام من الناس، والنبي معه الرجل، والنبي معه الرجلان، والنبي ليس معه أحد».
الثالث: أخرج ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه قال: إن الحذر لا يرد القدر، وإن الدعاء يرد القدر، وذلك في كتاب الله: {إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا} الآية.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: الدعاء يرد القضاء، وقد نزل من السماء. اقرؤوا إن شئتم: {إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ} الآية.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة مرفوعًا، في قوله تعالى: {إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ} قال عليه السلام: «دعوا»- كذا في الإكليل-. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ}
الفاء لتفريع التغليط على امتناع أهل القرى من الإيمان بالرسل قبل أن ينزل بهم العذاب على الإخبار بأن الذين حقت عليهم كلمة الله أن لا يؤمنوا لا يؤمنون حتى يروا العذاب فإن أهل القرى من جملة الذين حقت عليهم الكلمة بأن لا يؤمنوا.
والغرض من ذكر أهل القرى التعريض بالمقصود، وهم أهل مكة فإنهم أهل قرية فكان ذلك كالتخلص بالتعريض إلى المخصوصين به، وللإفضاء به إلى ذكر قوم يونس فإنهم أهل قرية.
و(لولا) حرف يرد لمعان منها التوبيخ، وهو هنا مستعمل في لازم التوبيخ كناية عن التغليط، لأن أهل القرى قد انقضوا، وذلك أن أصل معنى (لولا) التحضيض، وهو طلب الفعل بحَثّ، فإذا دخلت على فعل قد فات وقوعه كانت مستعملة في التغليط والتنديم والتوبيخ على تفويته، ويكون ما بعدها في هذا الاستعمال فعل مضي مثل قوله تعالى: {ولَولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا} [النور: 16].
وإذا توجه الكلام الذي فيه (لولا) إلى غير صاحب الفعل الذي دخلت عليه كانت مستعملة في التعجيب من حال المتحدث عنه، كقوله: {لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء} [النور: 13] وقوله: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا} [الأنعام: 43] وهذه الآية أصرح في ذلك لوجود (كان) الدالة على المضي والانقضاء.
والمقصود: التعريض بأن مشركي أهل مكة يوشك أن يكونوا على سنَن أهل القرى.
قال تعالى: {ما آمنتْ قبلهم من قرية أهلكناها أفَهُم يؤمنون} [الأنبياء: 6]، ونظير هذه الآية استعمالًا ومعنى قوله تعالى: {فلولا كان من القرون من قبلكم أولُوا بقيّة ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلًا ممن أنجينا منهم} [هود: 116]، وذلك تعريض بتحريض أهل مكة على الإيمان قبل نزول العذاب.
والمستخلص من الروايات الواردة في قوم يونس أنهم بادروا إلى الإيمان بعد أن فارقهم يونس، توقعًا لنزول العذاب، وقبل أن ينزل بهم العذاب، وذلك دليل على أن معاملة الله إياهم ليست مخالفة لما عامل به غيرهم من أهل القرى، وأن ليست لقوم يونس خصوصية، وبذلك لا يكون استثنائهم استثناءًا منقطعًا.
وإذ كان الكلام تغليطًا لأهل القرى المعرضين عن دعوة الرسل، وتعريضًا بالتحذير مما وقعوا فيه.
كان الكلام إثباتًا صريحًا ووقوع قرية وهو نكرة في مساق الإثبات أفاد العموم بقرينة السياق مثل قول الحريري: يا أهل ذا المغْنَى وقيتم ضُرًا أي كل ضر لا ضرًا معينًا، وبقرينة الاستثناء فإنه معيار العموم، وهذا الاستثناء من كلام موجب فلذلك انتصب قوله: {إلا قومَ يونس} فهذا وجه تفسير الآية.