فصل: قال الشعراوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وجرى عليه كلام العُكبري في إعراب القرآن، والكواشي في التخليص وجمهور المفسرين جعلوا جملة: {فلولا كانت قرية آمنت} في قوة المنفية، وجعلوا الاستثناء منقطعًا منصوبًا ولا داعي إلى ذلك. وجملة: {لمّا آمنوا} مستأنفة لتفصيل مجمَل معنى الاستثناء. وفي الآية إيماء إلى أن أهل مكة يعاملهم الله معاملة قوم يونس إذ آمنوا عند رؤية العذاب. وذلك حالهم عندما تسامعوا بقدوم جيش غزوة الفتح الذي لا قبل لهم به عدة وعُدة، فيكاد يحل بهم عذاب استئصال لولا أنهم عجّلوا بالإيمان يوم الفتح. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «أنتُم الطلقاء» وقوم يونس هم أهل قرية نَيْنَوَى من بلاد العراق.
وهم خليط من الأشوريين واليهود الذين كانوا في أسر ملوك بابل بعد بختنصر. وكانت بعثة يونس إليهم في أول القرى الثامن قبل المسيح. وقد تقدم ذكر يونس وترجمته في سورة الأنعام.
ولما كذّبه أهل نَيْنَوَى توعدهم بخسف مدينتهم بعد أربعين يومًا، وخرج من المدينة غاضبًا عليهم، فلمّا خرج خافوا نزول العذاب بهم فتابوا وآمنوا بالله فقبل الله إيمانهم ولم يعذّبهم.
والمذكور أنهم رأوا غيمًا أسود بعد مضي خمسة وثلاثين يومًا من حين توعدهم يونس عليه السلام بحلول العذاب فعلموا أنه مقدمة العذاب فآمنوا وخضعوا لله تعالى فأمسك عنهم العذاب.
وسيجيء ذكر ما حل بيونس عليه السلام في خروجه ذلك من ابتلاع الحوت إياه في سورة الأنبياء.
والكشف: إزالة ما هو ساتر لشيء، وهو هنا مجاز في الرفع.
والمراد: تقدير الرفع وإبطال العذاب قبل وقوعه فعبر عنه بالكشف تنزيلًا لمقاربة الوقوع منزلة الوقوع.
والخزي: الإهانة والذل.
وإضافة العذاب إلى الخزي يجوز كونها بيانية لأن العذاب كله خزي، إذ هو حالة من الهلاك غير معتادة فإذا قدرها الله لقوم فقد أراد إذلالهم، ويجوز أن تكون الإضافة حقيقية للتخصيص، ويكون المراد من الخزي الحالة المتصورة من حلوله.
وهي شناعة الحالة لمن يشاهدهم مثل الخسف والحرق والغرق، وأشنع الخزي ما كان بأيدي أناس مثلهم، وهو عذاب السيف الذي حل بصناديد قريش يوم بدر، والذي كاد أن يحل بجميع قريش يوم فتح مكة فنجاهم الله منه كما نجّى قوم يونس.
و: {في الحياة الدنيا} صفة ل: {عذاب الخزي} للإشارة إلى أن العذاب الذي يحل بالأمم الكافرة هو عقاب في الدنيا وبعده عقاب في الآخرة، وأن الأمم التي لم تعذب في الدنيا قد أدخر لها عذاب الآخرة.
والتمتيع: الإمهال.
وإبهام: {حين} لأنه مختلف باختلاف آجال أحادهم، والمراد به التمتيع بالحياة لا بكشف العذاب، لأنهم بعد موتهم ناجون من العذاب إذ كانوا قد آمنوا وأخلصوا.
ولعل الحكمة في نجاة قوم يونس تتمثل في أمرين:
أحدهما: أن الله علم أن تكذيبهم يونس عليه السلام في ابتداء دعوته لم يكن ناشئًا عن تصميم على الكفر واستخفاف بعظمة الله، ولكنه كان شكًا في صدق يونس عليه السّلام.
ولعل ذلك أنهم كانوا على بقية من شريعة موسى عليه السّلام وإنما حرّفوا وحادوا عن طريق الإيمان مما يعلمه الله، فإن في نَيْنَوَى كثيرًا من أسرى بني إسرائيل الذين كانوا في أسر الأشوريين كما علمت آنفًا، فلما أوعدهم يونس عليه السّلام بالعذاب بعد أربعين يومًا ورأوا أماراته بعد خمسة وثلاثين يومًا اهتدَوا وآمنوا إيمانًا خالصًا.
وثانيهما: أن يونس عليه السّلام لمّا صدرت منه فلتة المغاضبة كان قد خلط في دعوته شيئًا من حظ النفس وإن كان لفائدة الدين، فقدر الله إيمان قومه لعلمه كمال الإيمان والصبر والتسليم لله، وهذا عتاب وتأديب بينه وبين ربه، ولذلك حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمةَ من توهم أنّ ما جرى ليونس عليه السّلام من المغاضبة والمعاقبة ينقص من قدره فقال صلى الله عليه وسلم: «لا ينبغي لأحد أن يقول أنَا خير من يونس بن متّى» يعني في صحة الرسالة لا في التفاضل فيها.
وقد كان حال أهل مكة كحال قوم يونس إذ بادروا إلى الإيمان بمجرد دخول جيش الفتح مكة وقبل أن يقعُوا في قبضة الأسر، ولذلك لم ينج منهم عبدُ الله بن خطل، لأنه لم يأت مُؤمنًا قبل أن يتمكن منه المسلمون ولم ينفعه التعلق بأستار الكعبة لأن ذلك التعلق ليس بإيمان وإنما هو من شعار العوذ في الجاهلية بما أبطله الإسلام إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الحرم لا يعيذ عاصيًا» وقد بيّنّا في آخر سورة غافر (84) عند قوله تعالى: {فلمّا رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده} إلى آخر السورة فانظره. اهـ.

.قال الشعراوي:

{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ}
وهكذا يبيِّن لنا الحق سبحانه أن هناك كثيرًا من القرى لم تؤمن إلا وقت العذاب، فلم ينفع أيًّا منهم هذا الإيمان، ولكن قوم يونس قبل أن تأتي بشائر العذاب والبأس أعلنوا الإيمان فَقَبِل الحق سبحانه إيمانهم؛ لأنه سبحانه لا يظلم عباده.
فمَنْ وصل إلى العذاب، وأعلن الإيمان من قلب العذاب لا يُقبَلُ منه، ومن أحس واستشفَّ بواكير العذاب وآمن فالحق سبحانه وتعالى يقبله.
وكملة {لولا} إذا سمعتها فمثلها مثل {لوما}، وإذا دخلت {لولا} على جملة اسمية فلها حكم يختلف عن حكمها لو دخلت على جملة فعلية، فحين تدخل على جملة اسمية مثل: لولا زيد عندك لأتيتك تفيد أن امتناع المجيء هو بسبب وجود زيد، لكنها إن دخلت على جملة فعلية فيقال عنها: أداة تحضيض وحَثّ مثل قول الحق سبحانه: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدين} [التوبة: 122]. أي: أنه كان يجب أن ينفر من كل طائفة عدد ليتدارسوا أمور الدين. والحق سبحانه وتعالى يقول هنا: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ} [يونس: 98].
أي: أنه لو أن هناك قرية آمنت قبل أن ينزل بها العذاب لأنجيناها كما أنجينا قوم يونس، أو كنا نحب أن يحدث الإيمان من قرية قبل أن يأتيها العذاب. إذن: فقوم يونس هنا مُسْتثنون؛ لأنهم آمنوا قبل أن يأتيهم العذاب.
وهناك آية أخرى تتعلق بهذه القصة، يقول فيها الحق سبحانه: {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المسبحين لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات: 143144].
أي: أن الذي منع يونس عليه السلام أن يظل في بطن الحوت إلى يوم البعث هو التسبيح. وهنا يبيِّن الحق سبحانه الاستثناء الذي حدث لقوم يونس حين يقول: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخزي فِي الحياة الدنيا وَمَتَّعْنَاهُمْ إلى حِينٍ} [يونس: 98]. أي: أن الإيمان نفع قرية قوم يونس قبل أن يقع بهم العذاب.
ولذلك يقول الحق سبحانه: {لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخزي فِي الحياة الدنيا وَمَتَّعْنَاهُمْ إلى حِينٍ} [يونس: 98]. ونحن نعلم أن كلمة {قرية} تعني: مكانًا مُهيّأ، أهله متوطنون فيه، فإذا ما مَرَّ عليهم زائر في أي وقت وجد عندهم قرىً أي: وجبة طعام.
ونحن نجد من يقول عن الموطن كثير السكان كلمة بلد، وهؤلاء من يملكون طعامًا دائمًا، أما من يكونون قلة قليلة في موطن ففي الغالب ليس عندهم من الطعام إلا القليل الذي يكفيهم ويكفي الزائر لمرة واحدة.
وتسمى مكة المكرمة {أم القرى}؛ لأن كل القرى تزورها.
وقرية قوم يونس اسمها نينوى قد حكى عنها النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الذهاب للطائف، وهي قرية العبد الصالح يونس بن مَتَّى، وهي في العراق ناحية الموصل، ويونس هو من قال عنه الله سبحانه: {وَذَا النون إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا} [الأنبياء: 87].
وكلمة مغاضب غير كلمة غاضب، فالغاضب هو الذي يغضب دون أن يُغضبه أحد، لكن المغاضب هو من أغضبه غيره. وكذلك كلمة هجر، ومهاجر، فالمهاجر هو من أجبره أناس على أن يهاجر، لكن من هجر هو من ذهب طواعية بعيدًا.
والمغاضبة إذن تكون من جهتين، وتسمى مفاعلة.
والحق سبحانه يقول: {وَذَا النون إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فنادى فِي الظلمات أَن لاَّ إله إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظالمين} [الأنبياء: 87]. وسُمِّي سيدنا يونس عليه السلام بذى النون؛ لأن اسمه اقترن بالحوت الذي ابتلعه.
وكلنا نعرف القصة، حينما دعا قومه إلى الإيمان وكفروا به في البداية؛ لأن الرسول حين يجيء إنما يجيء ليقوِّم الحياة الفاسدة؛ فيضطهده من يعيشون على الفساد؛ لأنهم يريدون الاحتفاظ بالجبروت الذي يسمح لهم بالسرقة والاختلاس وإرواء أهواء النفس، فلما فعلوا ذلك مع سيدنا يونس عليه السلام خرج مغاضبًا، أي: أنهم أغضبوه.
والمغاضبة كما قلنا من المفاعلة وتحتاج إلى عنصرين، مثلما أوضحنا أن الهجرة أيضًا مفاعلة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يهجر مكة، بل ألجأه قومه إلى أن يهاجر، فكان لهم مدخل في الفعل.
وأبو الطيب المتنبي يقول في هذا المعنى:
إذَا ترحَّلت عن قومٍ وقد قَدروا ** ألاَّ تُغادِرهم فَالرَّاحِلون هُمُ

أي: إن كنت تعيش مع قوم، وأردت أن تفارقهم وقد قدروا أن تعيش معهم، فالذي رحل حقيقة هم هؤلاء القوم. ويقول الحق سبحانه وتعالى بعد خروج يونس مغاضبًا: {فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: 87].
أي: أنه رجَّح أن الحق سبحانه لن يُضيِّق عليه الأرض الواسعة، وسيهيئ له مكانًا آخر غير مكان المائة الألف أو يزيدون الذين بعثه الله تعالى إليهم.
وكان من المفروض أن يتحمل الأذى الصادر منهم تجاهه، لكن هذا الظن والظن ترجيح حكم يدلنا على أن معارضة دعوته كانت شديدة تُحْفِظ وتملأ القلب بالألم والتعب. وكان عليه أن يُوطِّن نفسه على مواجهة مشقات الدعوة.
والقرية التي أرسِل إليها يونس عليه السلام هي قرية: نينوى، وهي التي جاء ذكرها في أثناء حوار بين النبي صلى الله عليه وسلم والغلام النصراني عداس الذي قابله صلى الله عليه وسلم في طريق عودته من الطائف.
«وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد ذهب إلى الطائف ليطلب من أهلها النصرة بعد أن آذاه قومه في مكة فلم يجد النصير، وجلس النبي صلى الله عليه وسلم قريبًا من حائط بستان. فلما رآه صاحبا البستان عتبة وشيبة ابنا ربيعة وما لقي من السفهاء؛ تحركت له رحمهما، فدعوا غلامًا لهما نصرانيًا، يقال له عَدَّاس، فقالا له: خُذْ قِطْفًا من هذا العنب، فضعه في هذا الطبق، ثم اذهب به إلى ذلك الرجل، فقل له يأكل منه، ففعل عَدَّاس، ثم أقبل به حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له: كُلْ، فلما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يده، قال: باسم الله، ثم أكل، فنظر عداس في وجهه، ثم قال: والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ومنْ أهل أيِّ البلاد أنت يا عدَّاس، وما دينك؟». قال: نصراني، وأنا رجل من أهل نينوى؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرية الرجل الصالح يونس بن مَتَّى»؛ فقال له عداس: وما يدريك ما يونس بن متَّى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك أخي كان نبيًا وأنا نبي».، فأكبَّ عداس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبِّل رأسه ويديه وقدميه. ولما سأل صاحبا البستان عدَّاسًا عن صنيعه هذا. قال لهما: لقد أخبرني بأمر ما يعلمه إلا نبي.
ونحن نعلم أن العبد الصالح يونس عليه السلام قد تأثر وحزن وغضب من عدم استجابة قومه لرسالته الإيمانية، إلى أن رأوا غَيْمًا يملأ السماء وعواصف، والقى الله تعالى في خواطرهم أن هذه العواصف هي بداية عذاب الله لهم؛ فَهُرعوا إلى ذوي الرأي فيهم، فاشاروا عليهم بأن هذه هي بوادر العذاب، وقالوا لهم: عليكم بإرضاء يونس؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي أرسله، فآمِنوا به ليكشف عنك الغُمَّة.
وهُرع الناس إلى الإيمان بالحي الذي لا يموت، الحيُّ حين لا حيَّ، والقيوم والمُحيي والمميت.
وذهب قوم يونس عليه السلام لاسترضائه؛ وحين رضي عنهم بدأوا ينظرون في المظالم التي ارتكبوها، حتى إن الرجل منهم كان ينقض ويهدم جدار يته؛ لأنه فيه حجرًا قد اختلسه من جار له.
وكشف الله سبحانه وتعالى عنهم العذاب، وهنا يقول سبحانه: {كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخزي فِي الحياة الدنيا وَمَتَّعْنَاهُمْ إلى حِينٍ} [يونس: 98].
ومن لوازم قصة يونس عليه السلام، ليست المغاضبة فقط، بل قصته مع الحوت، فقد كان عليه السلام بعد مغاضبته لقومه قد ركب سفينة، فلعبت بها الأمواج فاضطربت اضطرابًا شديدًا، وأشرفت على الغرق بركابها؛ فألقوا الأمتعة في البحر؛ لتخِفَّ بهم السفينة؛ فاستمر اضطرابها، فاقترعوا على أن يلقوا إلى البحر من تقع عليه القرعة، فوقعت القرعة على نبي الله يونس عليه السلام.
مثلما نركب مصعدًا، فنجد الضوء الأحمر وقد أضاء إنذارًا لنا بأن الحمولة زائدة، وأن المصعد لن يعمل فيخرج منه واحد أو أكثر حتى يتبقى العدد المسموح به، وعادة يكون الخارج من أحسن الموجودين خُلقًا، لأنهم أرادوا تسهيل أعمال الآخرين.
كذلك كان الأمر مع السفينة التي ركبها يونس عليه السلام، كادت أن تغرق، فاقترعوا، وصار على يونس أن ينزل إلى البحر.
والحق سبحانه يقول: {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ المدحضين} [الصافات: 141].
ونزل يونس عليه السلام إلى البحر فالتقمه الحوت وابتلعه.
ويقول الحق سبحانه وتعالى عن وجود سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت: {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المسبحين لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات: 143144].
وهنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها يقول الحق سبحانه: {كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخزي فِي الحياة الدنيا} [يونس: 98].
وعذاب الخزي في الحياة الدنيا يمكن أن تراه مُجسَّدًا فيمن افترى وتكبَّر على الناس، ثم يراه الناس في هوان ومذلة، هذا هو عذاب الخزي في الدنيا، ولابد أن عذاب الآخرة أخْزَى وأشَدُّ.
ويُنهي الحق سبحانه الآية بقوله: {وَمَتَّعْنَاهُمْ إلى حِينٍ} [يونس: 98].
أي: أنهم نَجَوْا من الهلاك بالعذاب إلى أن انتهت آجالهم بالموت الطبيعي. اهـ.