فصل: فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال تعالى: {وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ} يا أكرم الرسل {لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً} على دين واحد وشريعة واحدة، لكنه جل أمره لم يشأ، كما أنه تعالى قال: {وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها} الآية 13 من سورة السجدة الآتية، ولكنه لم يشأ أيضا، إذ لا يفعل أحد الطاعة إلا بمشيئته ورضاه، ولا يقدر على فعل المعصية إلا بمشيئته وقضاه، ولهذا قال: {وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ} باعتقادهم أديانا شتى وشرائع مختلفة وعبادات متباينة {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} منهم، فإنهم يتفقون على دين واحد وعبادة واحدة وشريعة واحدة، كما يأمرهم نبيهم وكتابهم المنزل إليه من ربهم {وَلِذلِكَ} لأجل بقائهم مختلفين {خَلَقَهُمْ} ليكون فريق في الجنة وفريق في السعير كما هو في علمه الأزلي، لأن الخلق من توابع الإرادة التابعة للعلم التابع للمعلوم في نفسه، والتعذيب والإثابة ليس إلا لأمر أفيض على المعذب والمثاب بحسب الاستعداد الأصلي، وربما يرجع هذا في الآخرة إلى أن التعذيب والإثابة اللذين هما من توابع ذلك الاستعداد الذي عليه المعذب والمثاب في نفسه، ومن هنا قالوا إن المعصية والطاعة أمّارتان على الشقاوة والسعادة لا مقتضيان لها، فيندفع قول القائل بأنه إذا كان خلقهم لذلك فلم يعذبهم، واستدل في هذه الآية على أن الأمر غير الإرادة، وأنه تعالى لم يرد الإيمان به من كل، وأن ما أراده سبحانه بحسب وقوعه، وقدمنا في الآية 12 من سورة يونس المارة ما يتعلق في هذا البحث فراجعه.
وذكر بعض العارفين أن منشأ تشبيب سورة هود له صلى اللّه عليه وسلم اشتمالها على أمره بالاستقامة على الدعوة مع إخباره بأنه سبحانه إنما خلق الناس للاختلاف، وأنه لا يشاء اجتماعهم على دين واحد، وقد حقت {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} على ذلك الوجه، ونفذ قضاؤه بالوعد للسعداء بالجنة، والوعيد للأشقياء بالنار، طبقا لما هو مدون في كتابه، وحق أمره بذلك، وهو قوله للملائكة أزلا وعزتي وجلالي {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ} الهاء فيها للمبالغة، وهي والجن بمعنى واحد، أما من قال إن الجن يقع على الواحد فتكون الجنة جمعا له ويكون من الجموع التي يفرق بين مفردها وجمعها بالهاء مثل كمأة فليس بشيء، لأن الحق أنه اسم جمع لا واحد له من لفظه والكمأة جمعها أكمؤ قال:
ولقد جنيتكم أكموء عساقلا ** ولقد نهيتكم عن نبات الأوبر

{وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (119) عصاتهم كما سبقت كلمته بملء الجنة من تقاتهم لما علم شرعا أن العذاب والوعيد مخصوصان بالكافرين والمصرين على المعاصي بدليل قوله تعالى في الآية 18 من الأعراف المارة: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ}.
والنعيم والوعد مخصوصان بالمؤمنين لقوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جنات تجري} إلخ الآية 10 من سورة المائدة وهي مكررة كثيرا في القرآن باللفظ والمعنى، والقرآن يفسر بعضه بعضا فما قيل إن ظاهر الآية يقضي بدخول الفريقين جهنم، قول واه يخالف آيات اللّه وأخبار رسوله التي لا تقبل التأويل والتفسير، وليس للرأي فيها مدخل، ولهذا البحث صلة في الآية 14 من سورة السجدة الآتية فراجعه.
قال تعالى: {وَكُلًّا} مفعول مقدم والتنوين للعوض عن المضاف إليه أي وكل نبأ {نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ} السالفين قبلك، وهو بيان لكلا ويبدل منها قوله تعالى: {ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ} نقوي به قلبك لتصبر على أذى قومك وتتأسي بأخبارهم معهم ليسهل عليك تحمل أذاهم {وَجاءَكَ} يا حبيبي {فِي هذِهِ} السورة العظيمة كما جاءك في غيرها من القصص {الْحَقُّ} الواضح الصريح الذي لا يغير ولا يبدل وكل ما جاء في القرآن فهو حق ثابت، وخصصت هذه السّورة العظيمة كما جاءك في غيرها من القصص {الْحَقُّ} الواضح الصريح الذي لا يغير ولا يبدل وكل ما جاء في القرآن فهو حق ثابت، وخصصت هذه السّورة به تشريفا وتكريما {وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ} 120 جاء فيها أيضا، فإذا تذكر قومك أحوال الأمم السالفة وكيفة إهلاكهم وأسبابه واتعظوا وتذكروا وأخبتوا إلى ربهم {وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} من قومك وغيرهم، لأنك مرسل لجميع الخلق بمقتضى الآية 158 من سورة الأعراف المارة وما ترشدك إليه من الآيات على سبيل التهديد {اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ} حالتكم وما تتمكنون أن تعملوه، وهذا الوعيد تهكم بسوء عاقبتهم إذا بقوا مصرين على ما هم عليه على حد قوله تعالى: {اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ} الآية 47 من سورة فصلت الآتية {إِنَّا عامِلُونَ 121} دائبون على ما أمرنا به {وَانْتَظِرُوا} بنا ما تتصورونه أن يقع بكم من الدوائر {إِنَّا مُنْتَظِرُونَ 122} ما يحل بكم من العذاب وينتقم منكم كما انتقم ممن قبلكم أمثالكم المكذّبين {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} من كل ما يقع فيها وفوقها وتحتها، ومن كان كذلك فلا يخفى عليه شيء من أعمال من هو بينهما وأعلاهما وأسفلهما {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ} فيما يتعلق فيكم وفي غيركم، وعليه فلابد من مصيركم إليه فينتقم من الكافر، وينعم المؤمن، ثم التفت إلى صفيّه محمد صلى اللّه عليه وسلم فقال عزّ قوله وأنت يا أكمل الرسل: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} فهو كافيك وكافلك، وقد جاء في الحديث الشريف من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على اللّه تعالى.
ولا شك أنه صلى اللّه عليه وسلم متوكل على ربه حق التوكل، وإنما يراد منه الدوام والاستمرار، أي فداوم على ما أنت عليه يا سيد الرسل ولا تبال بالذين لا يؤمنون بك، ولا يضيق صدرك من تكذيبهم {وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ 123} أنت ومن آمن بك وأمتك كلهم مؤمنهم وكافرهم، لأن أعمالكم جميعا يحصيها عليكم ويجازيكم عليها السيء بمثله والحسن بأمثاله.
وفي هذه الآية إشارة إلى أن العبد غير الموفق غافل عن عمله لا يدري ما يفعل به، حتى إذا وقع أمر اللّه به انتبه فندم من حيث لا ينفعه الندم.
أجارنا اللّه من ذلك.
هذا واللّه أعلم، وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلى اللّه وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين. اهـ.

.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة هود عليه السلام مكية إلا قوله: {وأقم الصلاة} الآية وقيل إلا {فلعلك تارك} الآية: {وأولئك يؤمنون به} الآية فمدني.
{الر} تقدم الكلام عليه في سورة البقرة.
{إلا الله} صالح وكذا {فضله} بل أصلح منه.
{يوم كبير} كاف.
{قدير} حسن وكذا {ليستخفوا منه} وقال أبو عمرو في الأولين تام وفي الثالث كاف.
{وما يعلنون} كاف.
{بذات الصدور} تام.
{ومستودعها} حسن وكذا {مبين} وقال أبو عمرو فيه تام.
{أحسن عملا} كاف وكذا {سحر مبين}.
{ما يحسبه} حسن وقال أبو عمرو كاف.
{يستهزؤن} كاف وكذا {كفور} و{السيئات عني}.
{فخور} كاف عند بعضهم قال لأن ما بعده في تقدير المبتدأ.
{الصالحات} حسن.
{وأجر كبير} كاف وقال أبو عمرو تام.
{معه ملك} {أنت نذير} كاف.
{وكيل} حسن وقال أبو عمرو كاف.
{إن كنتم صادقين} كاف.
{إلا هو} صالح.
{مسلمون} تام وكذا {لا يبخسون}.
{إلا النار} صالح.
{ما صنعوا فيها} حسن.
{ما كانوا يعملون} تام.
{ورحمة} حسن.
{يؤمنون} {موعده} كاف وكذا {منه}.
{لا يؤمنون} تام.
{كذبا} كاف وكذا {على ربهم} المراد به الثاني {وهم كافرون}.
{من أولياء} صالح وكذا {العذاب}.
{يبصرون} كاف.
{أنفسهم} مفهوم.
{يفترون} كاف.
{الأخسرون} تام.
{الجنة} صالح.
{خالدون} تام.
{والسميع} كاف وكذا {مثلا}.
{تذكرون} تام.
{نوحا إلى قومه} لمن قرأ {أني لكم} بالكسر بإضمار القول وليس بوقف لمن قرأه بالفتح {يوم أليم} كاف.
{بادي الرأي} صالح.
{كاذبين} حسن وكذا {كارهون}.
{على الله} صالح.
{تجهلون} حسن.
{إن طردتم} كاف.
{أفلا تذكرون} حسن.
{أني ملك} {لن يؤتيهم الله خيرا} لطول الكلام وليس بجيد لأن قوله: {ولا أقول للذين تزدري أعينكم} إلخ جوابه {إذا لمن الظالمين} وقوله: {الله أعلم بما في أنفسهم} اعتراض بينهما {الظالمين} تام.
{من الصادقين} حسن.
{إن شاء} كاف وكذا {بمعجزين} و{أن يغويكم} و{إليه ترجعون} حسن وقال أبو عمرو تام.
{تجرمون} تام.
{يعلنون} حسن.
{ووحينا} صالح.
{مغرقون} كاف.
{سخروا منه} صالح وكذا {تسخرون}.
{فسوف تعملون} ليس بوقف ولا آية لتعلق ما بعده به {مقيم} كاف.
{ومن آمن} تام وكذا {إلا قليل}.
{ومرساها} كاف.
{رحيم} حسن وكذا {كالجبال} وقال أبو عمرو في الأول تام.
{مع الكافرين} كاف.
{من المغرقين} حسن.
{أقلعي} كاف وكذا {على الجودي}.
{الظالمين} تام.
{الحاكمين} كاف وكذا {من أهلك} و{غير صالح} و{ما ليس لك به علم}.
{من الجاهلين} حسن.
{لي به علم} مفهوم.
{من الخاسرين} حسن وكذا {ممن معك}.
{نوحيها إليك} {من قبل} صالح.
{للمتقين} {أخاهم هودا} مفهوم.
{مفترون} حسن.
{أجرا} {صالح} وكذا {فطرني}.
{أفلا تعقلون} كاف وكذا {مجرمين}.
{ببينة} صالح.
{بمؤمنين} حسن.
{بسوء} كاف.
{ثم لا تنظرون} تام وكذا {ربي وربكم}.
{آخذ بناصيتها} كاف وكذا {مستقيم} و{شيئا}.
{حفيظ} حسن وكذا {غليظ}.
{عنيد} جائز.
{ويوم القيامة} حسن.
{كفروا ربهم} كاف.
{قوم} هو تام.
{أخاهم صالحا} مفهوم من له غيره حسن.
{توبوا إليه} كاف.
{مجيب} حسن.
{مريب} كاف.
{إن عصيته} حسن وقال أبو عمرو كاف وجوابه محذوف.
{غير تخسير} كاف.
{لكم آية} جائز.
{أرض الله} كاف وكذا {عذاب قريب}.
{ثلاثة أيام} صالح.
{مكذوب} كاف وكذا {يومئذ} و{العزيز}.
{كأن لم يغنوا فيها} حسن.