فصل: قال القاسمي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القاسمي:

{وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} من الأحد إلى الجمعة: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء} أي: ما كان تحته قبل خلق السماوات والأرض وارتفاعه فوقها إلا الماء. وفيه دليل على أن العرش والماء كانا مخلوقين قبل السماوات والأرض- كذا في الكشاف-.
قال القاضي: أي: لم يكن بينهما حائل، لا أنه كان موضوعًا على متن الماء. قال قتادة: ينبئنا تعالى في هذه الآية كيف كان بدء خلقه قبل أن يخلق السماوات والأرض. روى الإمام أحمد عن أبي رَزين- واسمه: لقيط بن عامر العُقَيْلي- قال: قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: «كان في عماء، ما تحته هواء، وما فوقه هواء، ثم خلق العرش بعد ذلك» ورواه الترمذي وحسنه وقال: قال أحمد: يريد بالعماء أنه ليس معه شيء.
وقال البيهقي في كتاب الأسماء والصفات: (العماء) ممدود كما رأيته مقيدًا كذلك، ومعناه السحاب الرقيق، أي: فوق سحاب، مدبرًا له، وعاليًا عليه. كما قال تعالى: {ءأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء} [الملك: من الآية 16]، يعني من فوق السماء. وقوله: (ما فوقه هواء) أي: ما فوق السحاب هواء. وكذلك قوله: (وما تحته هواء) أي: ما تحت السحاب هواء.
وقد قيل: إن ذلك (العمى) مقصور، بمعنى لا شيء ثابت، لأنه مما عمي عن الخلق، فكأنه قال في جوابه: كان قبل أن يخلق الخلق ولم يكن شيء غيره. و(ما) فيهما نافية. أي: ليس فوق العمى الذي هو لا شيء موجود هواء، ولا تحته هواء؛ لأنه إذا كان غير موجود فلا يثبت له هواء بوجه. انتهى ملخصًا.
وقال ابن الأثير: العماء في اللغة السحاب الرقيق، وقيل الكثيف، وقيل هو الضباب، وفي الحديث حذف، أي: أين كان عرش ربنا؟ دل عليه قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء}.
وحكى بعضهم أنه العمى المقصور. قال: وهو كل أمر لا يدركه الفَطِن.
وقال أبو عبيد: إنما تأولنا هذا الحديث على كلام العرب المعقول عنهم، وإلا فلا ندري كيف كان ذلك العماء!.
قال الأزهري: فنحن نؤمن به ولا نكيف صفته.
وقوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} أي: أخلصه، متعلق بـ (خلق) أي: خلقهن لحكمة بالغة، وهي أن يجعلهن مساكن لعباده، وينعم عليهم بفنون النعم، فيعبدوه وحده، ويتسابقوا في العمل الذي يرضيه. ولما كان الابتلاء والاختبار لمن تخفى عليه عاقبة الأمور؛ قيل: إنه هنا تمثيل واستعارة، فشبه معاملته تعالى عباده في خلق المنافع لهم، وتكليفهم شكره، وإثابتهم إن شكروا، وعقوبتهم إن كفروا، بمعاملة المختبر مع المختبَر، ليعلم حاله ويجازيه، فاستعير له الابتلاء على سبيل التمثيل (ليبلوكم) موضع (ليعاملكم) ويصح أن يكون مجازًا مرسلًا، لتلازم العلم والاختبار. أي: خلق ذلك ليعلم، أي: ليظهر تعلق علمه الأزلي بذلك.
قال القاشاني: جعل غاية خلق الأشياء ظهور أعمال الناس. أي: خلقناهم لنعلم العلم التفصيلي التابع للوجود الذي يترتب عليه الجزاء: {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} فإن علم الله قسمان: قسم يتقدم وجود الشيء في اللوح، وقسم يتأخر وجوده في مظاهر الخلق، والبلاء الذي هو الاختبار هو هذا القسم- انتهى-.
ونحو هذه الآية قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [ص: من الآية 27]، وقوله: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُون فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون: 115- 116]، وقوله سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]. وقوله تعالى: {وَلَئِن قُلْت} أي: لأهل مكةَ: {إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ} أي: مُحْيَون: {مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا} أي: القول بالبعث، أو القرآن المتضمن لذكره: {إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} أي: مثله في الخديعة والبطلان. اهـ.

.قال صاحب روح البيان:

وهو الذي خلق السموات السبع، السماء الدنيا وهو فلك القمر من الموج المكفوف المجتمع وهو مقر أرواح المؤمنين، والسماء الثانية وهو فلك عطارد من درة بيضاء وهو مقر أرواح العباد، والسماء الثالثة وهو فلك الزهرة من الحديد وهو مقر أرواح الزهاد، والسماء الرابعة وهو فلك الشمس من الصفر وهو مقام أرواح أهل المعرفة، والسماء الخامسة وهو فلك المريخ من النحاس وهو مقام أرواح الأنبياء، والسماء السادسة وهو فلك المشتري من الفضة وهو مقام أرواح الأنبياء.
والسابعة: وهو فلك زحل من الذهب وهو مقام أرواح الرسل وفوق هذه السموات الفلك الثامن وهو فلك الثوابت ويقال: له الكرسي وهو مقام أرواح أولي العزم من الرسل وفوقه عرش الرحمن وهو مقام روح خاتم النبيين صلوات الله وسلامة عليهم أجمعين وجمع السموات لاختلاف العلويات أصلًا كما ذكرنا وذاتا لأنها سبع طبقات بين كل اثنتين منها مسيرة خمسمائة عام على ما ورد في الخبر وكذا ما بين السابعة والكرسي وبين الكرسي والعرش على ما نقل عن ابن مسعود رضي الله عنهما، قدم السموات لأنها منشأ أحكامه تعالى ومصدر قضاياه ومتنزل أوامره ونواهيه وأرزاقه ووعده ووعيده فأن مايؤمرون به وينهون عنه وما يرزقونه في الدنيا وما يوعدونه في العقبى كله مقدر مكتوب في السماء ولأنها وما فيها من الآثار العلويات أظهر دلالة على القدرة الباهرة وأبين شهادة على الكبرياء والعظمة والأرض أي: الأرضين السبع بدليل قوله السموات وأفردت فأن السفليات واحدة بالأصل والذات وقوله تعالى: {ومن الأرض مثلهن} أول بالأقاليم السبعة كما في حواشي سعدى المفتى وبين المشرق والمغرب خمسمائة عام كما بين السماء والأرض، وأكثر الأرض مفازة وجبل وبحار والقليل منها العمران ثم أكثر العمران أهل الكفر والقليل منها أهل الإيمان والإسلام، وأكثر أهل الإسلام أهل البدع والإهواء، وكلها على الضلالة والباطل، والقليل منهم على الحق، وهم أهل السنة والجماعة، وحول الدنيا ظلمة ثم وراء الظلمة جبل قاف وهو جبل محيط بالدنيا من زمردة خضراء وأطراف السماء ملتصقة به ووسط الأرض كلها عامرها وخرابها قبة الأرض وهو مكان تعتدل فيه الأزمان في الحر والبرد ويستوي فيه الليل والنهار أبدًا لا يزيد أحدهما على الآخر ولا ينقص، وأما الكعبة فهي وسط الأرض المسكونة وأرفع الأرضين كلها إلى السماء مهبط آدم عليه السلام بأرض الهند وهو جبل عال يراه البحريون من مسافة أيام، وفيه أثر قدم آدم مغموسة في الحجر، ويرى على هذا الجبل كل ليلة كهيئة البرق من غير سحاب ولابد له في كل يوم من مطر يغسل قدمي آدم، وذروة هذا الجبل أقرب ذرى جبال الأرض إلى السماء كما في إنسان العيون في ستة أيام السموات في يومين والأرض في يومين وما عليها من أنواع الحيوان والنباتات وغير ذلك في يومين حسبما قيل في سورةحم السجدة ولم يذكر خلق ما في الأرض لكونه من تتمات خلقها.
والمراد في ستة أوقات على أن يكون المراد باليوم يوم الشأن وهو الآن، وهو الزمان الفرد الغير المنقسم وقد مر تحقيقه، أو في مقدار ستة أيام من أيام الدنيا أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة فأن الأيام في المتعارف زمان كون الشمس فوق الأرض ولا يتصور ذلك حين لا أرض ولا سماء، أو من أيام الآخرة كل يوم كألف سنة مما تعدون على ما نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما، وفي خلقها على التدريج مع أنه لو شاء لكان ذلك في أقل من لمح البصر حث على التأني في الأمور ولعل تخصيص ذلك بالعدد المعين باعتبار أصناف الخلق من الجماد والمعدن والنبات والحيوان والإنسان والأرواح.
وكان عرشه العرش في أصل اللغة السرير والعرش المضاف إليه تعالى عبارة عن مخلوق عظيم موجود هو أعظم المخلوقات.
قال مقاتل: جعل الله تعالى للعرش أربعة أركان بين كل ركن وركن وجوه لا يعلم عددها إلا الله تعالى أكثر من نجوم السماء وتراب الأرض وورق الشجر ليس لطوله وعرضه منتهى لا يعلمه أحد إلا الله تعالى.
فإن قيل: لم خلق الله تعالى العرش وهو سبحانه لا حاجة له به؟
أجيب بوجوه.
أحدها أنه جعله موضع خدمة ملائكته لقوله تعالى: {وترى الملائكة حافين من حول العرش} (الزمر: 75).
وثانيها: أنه أراد إظهار قدرته وعظمته كما قال مقاتل: السموات والأرض في عظم الكرسي كحلقة في فلاة والكرسي مع السموات والأرض في عظم العرش كحلقة في فلاة وكلها في جنب عظمة الله تعالى كذرة في جنب الدنيا فخلقه كذلك ليعلم أن خالقه أعظم منه.
وثالثها: أنه خلق العرش إرشادًا لعباده إلى طريق دعوته ليدعوه من الفوق لقوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبِّهُم مِّن فَوْقِهِمْ} (النحل: 50).
ورابعها: أنه خلقه لإظهار شرف محمد صلى الله عليه وسلّم وهو قوله تعالى: {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مِّحْمُودًا} (الإسراء: 79) وهو مقام تحت العرش.
وخامسها: أنه جعله معدن كتاب الأبرار لقوله تعالى: {إِنِّ كِتَابَ الأبْرَارِ لَفِى عِلِّيِّينَ} (المطففين: 18) وفيه تعظيم لهم ولكتابهم.
وسادسها: أنه جعله مرآة الملائكة يرون الآدميين وأحوالهم كي يشهدوا عليهم يوم القيامة لأن عالم المثال والتمثال في العرش كالأطلس في الكرسي.
وسابعها: أنه جعله مستوى الاسم الرحمن أي: محل الفيض والتجلي والإيجاد والأحدي كما جعل الشرع الذي هو مقلوبه مستوى الأمر التكليفي الإرشادي لا مستوى نفسه تعالى الله عن ذلك: {عَلَى الْمَاءِ} أي: العذب كما في إنسان العيون.
قال كعب الأحبار: أصله ياقوتة خضراء فنظر إليها بالهيبة فصارت ماء يرتعد من مخافة الله تعالى فلذلك يرتعد الماء إلى الآن وإن كان ساكنًا ثم خلق الريح فجعل الماء على متنها أي: ظهرها ثم وضع العرش على الماء وليس ذلك على معنى كون أحدهما على الآخر ملتصقًا بالآخر بل ممسك بقدرته كما في فتح القريب.
قال الأصم: هذا كقولهم السماء على الأرض وليس ذلك على سبيل كون إحداهما ملتصقة بالأخرى، فالمعنى وكان عرشه تعالى قبل خلق السموات والأرض على الماء لم يكن حائل محسوس بينهما وإنما قلنا محسوس فإن بين السماء والأرض حائلًا هو الهواء لكن لما لم يكن محسوسًا لم يعد حائلًا.
وفيه دليل أيضًا على إمكان الخلاء فإن الخلاء هو الفراغ الكائن بين الجسمين اللذين لا يتماسان وليس بينهما ما يماسهما، فإذا لم يكن بين العرش والماء حائل يثبت الخلاء، والحكماء ذاهبون إلى امتناع الخلاء والمتكلمون إلى إمكانه.
قال في كتب الهيئة: مقعر سطح الفلك الأعظم يماس محدب فلك الثوابت ومحدبه لا يماس شيئًا إذ ليس وراءه شيء لا خلاء ولا ملاء بل عنده ينقطع امتدادات العالم كلها.
وقيل من ورائه أفلاك من أنوار غير متناهية ولا قائل بالخلاء فيما تحت الفلك الأعظم بل هو الملاء.
وقال المولى أبو السعود رحمه الله: وكان عرشه قبل خلقهما على الماء ليس تحته شيء غيره سواء كان بينهما فرجة أو كان موضوعًا على متنه كما ورد في الأثر فلا دلالة فيه على إمكان الخلاء كيف لا؟ ولو دل لدل على وجوده لا على إمكانه فقط، ولا على كون الماء أول ما حدث في العالم بعد العرش وإنما يدل على أن خلقهما أقدم من خلق السموات والأرض من غير تعرض للنسبة بينهما انتهى.
{ليبلوكم}
متعلق بخلق واللام لام العلة عقلًا ولام الحكمة والمصلحة شرعًا بمعنى أن الله تعالى فعل فعلًا لو كان يفعله من يراعي المصالح لم يفعله إلا لتلك المصلحة أي: خلق السموات والأرض وما فيهما من المخلوقات التي من جملتها أنتم ورتب فيهما جميع ما تحتاجون إليه من مبادي وجودكم وأسباب معايشكم وأودع في تضاعيفهما من أعجايب الصنائع والعبر ما تستدلون به على مطالبكم الدينية ليعاملكم معاملة من يبتليكم ويمتحنكم.
أيكم أحسن عملًا فيجازيكم بالثواب والعقاب بعد ما تبين المحسن من المسيء.
فإن قلت: الاختبار يتعلق بجميع العباد محسنين كانوا أو مسيئين وأحسن عملًا يخصصه بالمحسنين منهم لأن العمل الأحسن يخص بالمحسنين ولا يتحقق في أهل القبائح فيلزم أن يعتبر عموم الابتلاء وخصوصه معًا وهما متنافيان.
قلت: الابتلاء وأن كان يعم الفرق المكلفين إلا أن المراد خصوصه بالمحسنين تنبيهًا على أن المقصود الأقصى من خلق المخلوقات أن يتوسلوا بأحسن الأعمال إلى أجل المثوبات، وتحريضًا لهم على ترك القبائح والمنكرات، والمراد بالعمل ما يعم عمل القلب والجوارح، ولذلك فسره عليه السلام بقوله: أيكم أحسن عقلًا وأورع عن محارم الله وأسرع في طاعة الله فإن لكل من القلب والقالب عملًا مخصوصًا به، فكما أن الأول أشرف من الثاني فكذا الحال في عمله فكيف لا ولا عمل بدون معرفة الله تعالى الواجبة على العباد وإنما طريقها النظري التفكر في عجائب صنعه، ولا طاعة بدون فهم الأوامر والنواهي، وقد روى عن النبي عليه السلام أنه قال: لا تفضلوني على يونس بن متى، فأنه كان يرفع له كل يوم مثل عمل أهل الأرض قالوا: وإنما كان ذلك التفكر في أمر الله تعالى الذي هو عمل القلب لأن أحدًا لا يقدر على أن يعمل في اليوم بجوارحه مثل عمل أهل الأرض وأما ذات الله تعالى فلا يسعها التفكر.
وفي التأويلات النجمية الابتلاء على قسمين.
قسم للسعداء وهو بلاء حسن وذلك أن السعيد لا يجعل المكونات مطلبه ومقصده الأصلي بل يجعل ذلك حضرة المولى والرفيق الأعلى ويجعل ما سوى المولى بإذن مولاه وأمره ونهيه وسيلة إلى القربات وتحصيل الكمالات فهو أحسن عملًا، وقسم للأشقياء وهو بلاء سيء وذلك أن الشقي يجعل المكونات مطلبه ومقصده الأصلي ويتقيد بشهواتها ولذاتها ولم يتخلص من نار الحرص عليها والحسرة على فواتها ويجعل ما أنعم الله عليه به من الطاعات والعلوم التي هي ذريعة إلى الدرجات والقربات وسيلة إلى نيل مقاصده الفانية واستيفاء شهواته النفسانية فهو أسوء عملًا. انتهى.
قال حضرة شيخنا العلامة أبقاه الله بالسلامة: في بعض تحريراته نية الإنسان لا تخلو إما أن يكون متعلقها في لسانه وجنانه هو الدنيا فهو سيء نية وعملًا وإما أن يكون متعلقها في لسانه هو الآخرة وفي جنانه هو الدنيا فهو أسوأ نية وعملًا، وإما أن يكون متعلقها في لسانه وجنانه هو الآخرة فهو حسن نية وعملًا الآخرة فهو حسن نية وعملًا وإما أن يكون متعلقها في لسانه وجنانه هو وجه الله تعالى فهو أحسن نية وعملًا فالأول حال الكفار والثاني حال المنافقين والثالث حال الأبرار والرابع حال المقربين وقد أشار الحق سبحانه إلى أحوال المقربين عبارة وإلى أحوال غيرهم إشارة في قوله تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملًا} (الكهف: 7) انتهى بإجمال. اهـ.