فصل: قال السمرقندي في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال السمرقندي في الآيات السابقة:

ثم قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إلى قَوْمِهِ إِنَّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} قرأ نافع، وعاصم، وحمزة، وابن عامر، إنِّي بكسر الألف، ومعناه: قال لهم: إنِّي لكم نذير.
وقرأ الباقون: أنِّي لكم بالنصب، ومعناه: ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه بالإنذار.
وفي الآية تهديد لأهل مكة، معناه: واتل عليهم نبأ نوح، يعني: إن لم يتّعظوا بما ذكرت، فاتل عليهم خبر نوح.
وروى أبو صالح، عن ابن عباس: أن نوحًا أُوحي إليه، وهو ابن أربعمائة وثمانين سنة، فدعا قومه مائة وعشرين سنة، وركب السفينة وهو ابن ستمائة سنة، ومكث بعد هلاك قومه ثلاثمائة وخمسين سنة. فذلك ألف سنة إلا خمسين عامًا، وذكر عن وهب بن منبه، قال: أوحى الله تعالى إلى نوح وهو ابن تسعمائة، ودعا قومه خمسين سنة.
فلما هلك قومه عاش بعدهم خمسين سنة، فتمام عمره ألف وخمسون. وقال عكرمة: إنما سُمِّي نوحًا لأنه كان ينوح على نفسه. ويقال: كان اسمه شاكر، فمن كثرة نوحه على نفسه، سُمِّيَ نوحًا، فدعا قومه إلى الله وقال لهم: إنِّي لكم نذير مبين من العذاب.
ويقال: مبين، يعني: مبين بلغة تعرفونها: {أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ الله} يعني: ألا تطيعوا، ولا توحِّدوا إلا الله، {إِنّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} يعني: الغرق.
قال الله تعالى: {فَقَالَ الملأ الذين كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ} يعني: الأشراف من قومه: {مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مّثْلَنَا} يعني: آدميًا مثلنا، {وَمَا نَرَاكَ اتبعك} يعني: آمن بك: {إِلاَّ الذين هُمْ أَرَاذِلُنَا} يعني: سفلتنا وضعفاؤنا: {بَادِىَ الرأى}.
قال الكلبي: ظاهر الرأي، يعني: إنهم يعرفون الظاهر، فلا تمييز لهم.
وقال مقاتل: يعني: بدا لنا أنهم سفلتنا وضعفاؤنا بادي الرأي.
وقال القتبي: أراذلنا يعني: شرارنا، وهو جمع أرذل.
وقوله: بادي الرأي، بغير همز، أي ظاهر الرأي، من بدا يبدو.
وأما بادئ بالهمزة، يعني: أول الرأي من قولك: بدأ يبدأ.
قرأ أبو عمرو: {بَادِىَ الرأى} بالهمز، وقرأ الباقون: على ضد ذلك.
ثم قال: {وَمَا نرى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ} قوم نوح قالوا لنوح: ما نرى لكم علينا من فضل في مُلْكٍ ولا مال، {بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذبين} يعني: نحسبك من الكاذبين.
وقد يخاطب الواحد بلفظ الجماعة، ويقال: إنما أراد به نوحًا ومن آمن معه.
{قَالَ} نوح: {قَالَ يا قوم أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ على بَيّنَةٍ مّن رَّبّى} يعني: إن كنت على دين ويقين وبيان من ربي، {قَالَ يا قوم أَرَأَيْتُمْ إِن} يقول: أكرمني بالرِّسالة والنُّبُوَّةِ: {فَعُمّيَتْ عَلَيْكُمْ}، يعني: عميت عليكم هذه البينة.
ويقال: عُميتم عن ذلك.
يقال: عمي عليه هذا إذا لم يفهم.
ويقال: التبست عليكم هذه النعمة، وهذه البينة التي هي من الله تعالى، فلم تبصروها ولم تعرفوها.
قرأ حمزة، والكسائي، وعاصم في رواية حفص، فَعُمِّيَتْ بضم العين وتشديد الميم، على معنى فعل ما لم يُسَمَّ فاعله.
وقرأ الباقون: بنصب العين والتخفيف، ومعناه واحد، يعني: خَفِيَتْ عليكم هذه النعمة، والرحمة.
واتفقوا في سورة القصص: {قَالَ يا قوم أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ على بَيِّنَةٍ مِّن ربى وَءاتَانِى رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كارهون} [هود: 28] الأَنْبَاءُ بالنصب.
ثم قال: {أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كارهون}؟ يعني: كيف نعرفكموها وأنتم للنبوة كارهون؟ قال قتادة: أما والله لو استطاع نبي الله لألزمها قومه، ولكن لم يملك ذلك.
ويقال: أفنفهمكموها وأنتم لها كارهون؟ يعني: منكرون.
ويقال: أنحملكموها، يعني: معرفتها.
ويقال: أنعلمكموها وأنتم تكذبونني ولا تناظروني في ذلك.
ثم أخبرهم عن شفقته، وقلة طمعه في أموالهم، فقال: {كارهون وياقوم لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا} يعني: لا أطلب منكم على الإيمان أجرًا، يعني: رزقًا ولا جعلًا: {إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى الله} يعني: ما ثوابي إلا على الله، {وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الذين ءامَنُواْ}، لأنهم طلبوا منه أن يطرد من عنده من الفقراء والضعفاء، فقال: {إِنَّهُمْ مُّلاَقُو رَبّهِمْ} فيجزيهم بأعمالهم.
ويقال: إنهم ملاقو ربهم فيشكونني إلى الله تعالى، إن لم أقبل منهم الإيمان وأطردهم، {ولكنى أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} ما أمرتكم به وما جئتكم به.
ثم قال تعالى: {وياقوم مَن يَنصُرُنِى مِنَ الله إِن طَرَدتُّهُمْ} يعني: لو طردتهم فيعذبني الله بذلك، فمن يمنعني من عذاب الله، إن طردتهم عن مجلسي؟: {أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} أي: أفلا تَتَّعِظُون؟ ولا تفهمون أنّ مَنْ آمن بالله لا يُطْرَدُ.
ثم قال: {وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَائِنُ الله} يعني: مفاتيح الله في الرزق، {وَلا أَعْلَمُ الغيب} أن الله يهديكم أم لا.
ويقال: {وَلا أَعْلَمُ الغيب}، يعني: علم ما غاب عني، {وَلا أَقُولُ إِنّى مَلَكٌ} من الملائكة، {وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِى أَعْيُنُكُمْ} يعني: تحتقر أعينكم من السفلة، {لَن يُؤْتِيَهُمُ الله خَيْرًا} يعني: لا أقول: إن الله تعالى لا يكرم بالإيمان، ولا يهدي من هو حقير في أعينكم، ولكن الله يهدي من يشاء.
ثم قال: {الله أَعْلَمُ بِمَا في أَنفُسِهِمْ} يعني: بما في قلوبهم من التصديق، والمعرفة، {إِنّى إِذًا لَّمِنَ الظالمين} يعني: إن طردتهم فلم أقبل منهم الإيمان، بسبب ما لم أعلم ما في قلوبهم، كنت ظالمًا على نفسي.
فعجز قومه عن جوابه، {قَالُواْ يَا نُوحٌ قَدْ جَادَلْتَنَا}، قال مقاتل: ماريتنا: {فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا} يعني: مرانا.
وقال الكلبي: دعوتنا، فأكثرت دعاءنا.
ويقال: وعظتنا، فأكثرت موعظتنا.
{فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا} يعنيَ: لا نقبل موعظتك، فأتنا بما تعدنا من العذاب، {إِن كُنتَ مِنَ الصادقين} بأن العذاب نازل بنا.
{قَالَ} لهم نوح: {إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ الله إِن شَاء} إن شاء يُعذبكم، وإن شاء يصرفه عنكم، {وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ} يعني: إن أراد أن يعذبكم لا تفوتون من عذابه.
ثم قال: {وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِى} يعني: دعائي، وتحذيري، ونصيحتي، {إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ} يعني: إن أردت أن أدعوكم من الشرك، إلى التوحيد، والتوبة، والإيمان، {إِن كَانَ الله يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ} يعني: لا تنفعكم دعوتي، إن أراد الله أن يضلكم عن الهدى، ويترككم على الضلالة ويهلككم.
{هُوَ رَبُّكُمْ} يعني: هو أولى بكم.
ويقال: هو ربكم، رب واحد ليس له شريك: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} يعني: بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم.
ثم قال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افتراه} قَال مقاتل: الخطاب لأهل مكة.
معناه أَتقولون إن محمدًا تقوله من ذات نفسه: {قُلْ إِنِ افتريته} من ذات نفسي: {فَعَلَىَّ إِجْرَامِى} يعني خطيئتي: {وَأَنَاْ بَرِئ مّمَّا تُجْرَمُونَ} يعني من خطاياكم.
وقال الكلبي: الخطاب أيضًا لقوم نوح.
{أَمْ يَقُولُونَ افتراه} يعني: قوم نوح يقولون افتراه، أي: اختلقه من تلقاء نفسه، فقال لهم نوح: {افتريته فَعَلَىَّ إِجْرَامِى} أي آثامي، {وَأَنَاْ بَرِئ مّمَّا تُجْرَمُونَ} أي مما تأثمون.
قوله تعالى: {وَأُوحِىَ إلى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ ءامَنَ} قال الحسن: إن نوحًا عليه السلام لم يدع على قومه، حتى نزلت هذه الآية: {وَأُوحِىَ إلى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ} فدعا عليهم عند ذلك، فقال: {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأرض مِنَ الكافرين دَيَّارًا} [نوح: 26].
ثم قال: {فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} وذلك أن نوحًا ندم على دعائه، وجعل يحزن عليهم، فقال الله تعالى: {فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} يعني: لا يحزنك إذا نزل بهم الغرق، بما كانوا يفعلون من الكفر.
قوله تعالى: {واصنع الفلك بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} يقول: اعمل السفينة، ويقال: للواحد وللجماعة الفلك، {بِأَعْيُنِنَا} قال الكلبي: يعني: بمنظر منا، {وَوَحْيِنَا} يعني: بوحينا إليك.
وقال مقاتل: يعني: بتعليمنا وأمرنا.
{وَلاَ تخاطبنى في الذين ظَلَمُواْ} يعني: فلا تراجعني في قومك، ولا تدعني بصرف العذاب عنهم، {إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ} بالطوفان.
ويقال: {وَلاَ تخاطبنى في الذين ظَلَمُواْ}، يعني ابنه كنعان.
وقال عكرمة: كان طول سفينة نوح ثلاثمائة ذراع، وعرضها وإرتفاعها أحدهما ثلاثون، والآخر أربعون.
وقال الحسن: طولها ألف ومائتا ذراع، وعرضها ستمائة ذراع.
وقال ابن عباس: طولها ثلاثمائة ذراع، وطولها في الماء ثلاثون ذراعًا، وعرضها خمسون ذراعًا.
وقال القتبي: قرأت في التوراة: إن الله تعالى أوحى إليه أن اصنع الفلك، وليكن طولها ثلاثمائة ذراع، وعرضها خمسون ذراعًا، وارتفاعها ثلاثون ذراعًا، وليكن بابها في عرضها.
وادخل أنت في الفلك، وامرأتك، وبنوك، ونساء بنيك، ومن كل زوجين من الحيوان ذكرانًا وإناثًا، فإني منزل المطر على الأرض، أربعين يومًا وأربعين ليلة، فأتلف كل شيء خلقته على الأرض.
فأرسل الله تعالى ماء الطوفان على الأرض، في سنة ستمائة من عمر نوح ولبث في الماء مائة وخمسين يومًا، وعاش بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة.
وروي عن وهب بن منبه، أنه قال: مكث نوح ينجر السفينة مائة سنة، فلما فرغ من عملها أمره الله تعالى أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين، فحمل فيها امرأته وبنيه ونساءهم، فركب فيها لسبع عشرة ليلة خلت من صفر، فمكث في الماء سبعة أشهر لم يقر لها قرار، فأرسيت على الجودي خمسة أشهر، فأرسل الغراب لينظر كم بقي من الماء، فمكث على جيفة فغضب عليه نوح ولعنه، ثم أرسل الحمامة فوقعت في الماء، فبلغ الماء قدر حمرة رجليها، فجاءت فأرته فبارك عليها نوح.
قوله تعالى: {وَيَصْنَعُ الفلك} يعني: ينجر السفينة.
ويقال: إن الله تعالى أمره بأن يغرس الأشجار، فغرسها حتى أدركت، وقطعها حتى يبست، ثم اتخذ منها السفينة، فاستأجر أجراء ينحتون معه.
{وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مّن قَوْمِهِ} يعني: الأشراف من قومه: {سَخِرُواْ مِنْهُ} يعني: استهزؤوا به، وكانوا يقولون: إن الذي يزعم أنه نبي صار نجارًا، ومرة كانوا يقولون: أتجعل للماء إكافًا فأين الماء.
{قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ} يعني: إن تسخروا منا اليوم، فإنا نسخر منكم بعد الهلاك، يعني: يصيبكم جزاء السخرية، {كَمَا تَسْخَرُونَ} منا، يعني: بما تسخرون ويقال إن تستجهلوا بنا بهذا الفعل، فإنا نستجهلكم بترك الإيمان، كما تستجهلوننا: {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} يعني: تعرفون بعد هذا من أحق بالسخرية، وهذا وعيد لهم.
{مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ} يعني: يهلكه ويذله: {وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} يعني: ينزل عليه عذاب دائم، لا ينقطع عنه.
قوله تعالى: {حتى إِذَا جَاء أَمْرُنَا} يعني: قولنا بالعذاب، ويقال: عذابنا، وهو الغرق: {وَفَارَ التنور} يعني: نبع الماء من أسفل التنور.
وقال مقاتل: التنور الذي يخبز فيه في أقصى داره بالشام.
وقال ابن عباس: وفار التنور، يعني: نبع الماء من وجه الأرض.
وقال علي بن أبي طالب: يعني: طلوع الفجر، أي تنوير الصبح، يعني: إذا طلع الفجر، كان وقت الهلاك.
وروي عن عليّ رضي الله عنه أيضًا أنه قال: فار منه التنور وجرت منه السفينة، أي مسجد الكوفة: {قُلْنَا احمل فِيهَا} يعني: في السفينة: {مِن كُلّ زَوْجَيْنِ اثنين} يعني: من كل صنفين: {وَأَهْلَكَ} يعني: واحمل أهلك فيها معك: {إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ القول} بالغرق، يعني: سوى من قدرت عليه الشقاوة والكفر، فلا تحمله، يعني: امرأته الكافرة وابنه كنعان، {وَمَنْ ءامَنَ} معه، يعني: احمل في السفينة من آمن معك.
قال الفقيه: أخبرني الثقة، بإسناده عن وهب بن منبه، قال: أمر نوح بأن يحمل من كل زوجين اثنين، فقال: رب كيف أصنع بالأسد والبقرة؟ وكيف أصنع بالعناق والذئب؟ وكيف أصنع بالحمام والهرة؟ قال: يا نوح من ألقى بينهم العداوة؟ قال: أنت يا رب، قال: فإني أؤلف بينهم حتى يتراضوا.
قال الفقيه: حدثنا الخليل بن أحمد، قال: حدثنا الماسرخسي، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا قبيصة بن عقبة، قال: حدثنا سفيان، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: كثر الفأر في السفينة، حتى خافوا على حبال السفينة، فأوحى الله تعالى إلى نوح، أن امسح عن جبهة الأسد، فمسحها فعطس، فخرج منها سنوران، فأكلا الفأر.