فصل: (سورة هود: الآيات 59- 60)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة هود: الآيات 59- 60]

{وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)}
{وَتِلْكَ عادٌ} إشارة إلى قبورهم وآثارهم، كأنه قال: سيحوا في الأرض فانظروا إليها واعتبروا، ثم استأنف وصف أحوالهم فقال: {جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ} لأنهم إذا عصوا رسولهم فقد عصوا جميع رسل اللّه، {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} قيل لم يرسل إليهم إلا هود وحده {كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} يريد رؤساءهم وكبراءهم ودعاتهم إلى تكذيب الرسل.
ومعنى اتباع أمرهم: طاعتهم. ولما كانوا تابعين لهم دون الرسل جعلت اللعنة تابعة لهم في الدارين تكبهم على وجوههم في عذاب اللّه. وأَلا وتكرارها مع النداء على كفرهم والدعاء عليهم، تهويل لأمرهم وتفظيع له، وبعث على الاعتبار بهم والحذر من مثل حالهم.
فإن قلت: بُعْدًا دعاء بالهلاك، فما معنى الدعاء به عليهم بعد هلاكهم؟ قلت: معناه الدلالة على أنهم كانوا مستأهلين له: ألا ترى إلى قوله:
إخْوَتِى لَا تَبْعَدُوا أبَدًا ** وَبَلَى وَاللَّهِ قَدْ بَعِدُوا

ويروى لها بعد البيت الأول:
لو تملتهم عشيرتهم ** لاقتناء العز أو ولدوا

هان من بعض الرزية أو ** هان من بعض الذي أجد

كل ما حى وإن أمروا ** وارد والحوض الذي وردوا

ومعنى تملتهم: عاشوا معهم مليا من الزمان، وأقحمت من مع إغباء بعض عنها، للدلالة على تبغيض البغض.
و«ما» مقحمة، بنى كل حى مبالغة في العموم. وأمروا بالكسر: كثروا. والحوض: تمثيل للموت.
{قَوْمِ هُودٍ} عطف بيان لعاد: فإن قلت: ما الفائدة في هذا البيان والبيان حاصل بدونه؟
قلت: الفائدة فيه أن يوسموا بهذه الدعوة وسما، وتجعل فيهم أمرًا محققًا لا شبهة فيه بوجه من الوجوه، ولأنّ عادًا عادان: الأولى القديمة التي هي قوم هود والقصة فيهم، والأخرى إرم. اهـ.
فيه أيضا فائدتان جليلتان:
إحداهما: النسبة بذكر هود الذي إنما استحقوا الهلاك بسببه على موجب الدعاء عليهم، وكأنه قيل: عاد قوم هود الذي كذبوه، والأخرى تناسب الآي بذلك، فإن قبلها {وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} وقبل ذلك حفيظ وغليظ، وغير ذلك مما هو على وزن فعيل المناسب لفعول في القوافي، واللّه أعلم.

.قال ابن الجوزي في الآيات السابقة:

{وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45)}
قوله تعالى: {رب إِنَّ ابني من أهلي} إِنما قال نوح هذا، لأن الله تعالى وعده نجاة أهله، فقال: {وإِن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين} قال ابن عباس: أعدل العادلين.
وقال ابن زيد: فأنت أحكم الحاكمين بالحق.
واختلفوا في هذا الذي سأل فيه نوح على قولين.
أحدهما: أنه ابن نوح لصلبه، قاله ابن عباس، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والضحاك، والجمهور.
والثاني: أنه ولد على فراشه لغير رِشدة ولم يكن ابنه. روى ابن الأنباري باسناده عن الحسن أنه قال: لم يكن ابنَه، إِن امرأته فجرت. وعن الشعبي قال: لم يكن ابنه، إِن امرأته خانته، وعن مجاهد نحو ذلك. وقال ابن جريج: ناداه نوح وهو يحسب أنه ابنه، وكان وُلد على فراشه. فعلى القول الأول، يكون في معنى قوله: {إِنه ليس من أهلك} قولان:
أحدهما: ليس من أهل دينك.
والثاني: ليس من أهلك الذين وعدتك نجاتهم.
قال ابن عباس: ما بغت امرأة نبي قط، وإِنما المعنى: ليس من أهلك الذين وعدتك نجاتهم.
وعلى القول الآخر: الكلام على ظاهره، والأول أصح، لموافقته ظاهر القرآن، ولاجتماع الأكثرين عليه، وهو أولى من رمي زوجة نبي بفاحشة. قوله تعالى: {إِنه عملٌ غيرُ صالح} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة: {إِنه عملٌ} رفع منون {غيرُ صالح} برفع الراء، وفيه قولان:
أحدهما: أنه يرجع إِلى السؤال فيه، فالمعنى: سؤلك إِياي فيه عمل غير صالح، قاله ابن عباس، وقتادة، وهذا ظاهر، لأنه قد تقدم السؤال فيه في قوله: {رب إِن ابني من أهلي} فرجعت الكناية إِليه.
والثاني: أنه يرجع إِلى المسؤول فيه.
وفي هذا المعنى قولان:
أحدهما: أنه لغير رِشدة، قاله الحسن.
والثاني: أن المعنى: إِنه ذو عمل غير صالح، قاله الزجاج.
قال ابن الأنباري: من قال: هو لغير رِشدة، قال: المعنى: إِن أصل أبنك الذي تظن أنه أبنك عملٌ غير صالح.
ومن قال: إِنه ذو عمل غير صالح، قال: حذف المضاف، وأقام العمل مقامه، كما تقول العرب: عبد الله إِقبال وإِدبار، أي: صاحب إِقبال وإِدبار.
وقرأ الكسائي: {عَمِلَ} بكسر الميم وفتح اللام {غيرَ صالح} بفتح الراء، يشير إِلى أنه مشرك.
قوله تعالى: {فلا تسألنِ ما ليس لك به علم} قرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر: {فلا تسألنَّ} بفتح اللام، وتشديد النون، غير أن نافعًا، وابن عامر، كسرا النون، وفتحها ابن كثير، وحذفوا الياء في الوصل والوقف.
وقرأ عاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي بسكون اللام وتخفيف النون، غير أن أبا عمرو، وأبا جعفر، أثبتا الياء في الوصل، وحذفاها في الوقف، ووقف عليها يعقوب بالياء، والباقون يحذفونها في الحالين.
قال أبو علي: من كسر النون، فقد عدَّى السؤال إِلى مفعولين، أحدهما: اسم المتكلم، والآخر: الاسم الموصول، وحذفت النون المتصلة بياء المتكلم لاجتماع النونات.
وأما إِثبات الياء في الوصل فهو الأصل، وحذفها أخف، والكسرة تدل عليها، وتُعلِمُ أن المفعول مراد في المعنى.
ثم في معنى الكلام ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه نسبته إِليه، وليس منه.
والثاني: في إِدخاله إِياه في جملة أهله الذين وعده نجاتهم.
والثالث: سؤاله في إِنجاء كافر من العذاب.
قوله تعالى: {إِني أعظك أن تكون من الجاهلين} فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أن تكون من الجاهلين في سؤالك مَنْ ليس مِنْ حزبك.
والثاني: من الجاهلين بوعدي، لأني وعدت بانجاء المؤمنين.
والثالث: من الجاهلين بنسبك، لأنه ليس من أهلك.
قوله تعالى: {يا نوح اهبط} قال ابن عباس: يريد: من السفينة إِلى الأرض.
{بسلام منا} أي: بسلامه.
قوله تعالى: {وبركات عليك} قال المفسرون: البركات عليه: أنه صار أبًا للبشر جميعًا، لأن جميع الخلق من نسله.
{وعلى أُمم ممن معك} قال ابن عباس: يريد: من ولدك.
قال ابن الأنباري: المعنى: من ذراري من معك، والمراد: المؤمنون من ذريته.
ثم ذكر الكفار، فقال: {وأُممٌ} أي: من الذرية أيضًا، والمعنى: وفيمن نَصِفُ لك أُمم، وفيمن نقصُّ عليك أمره أُمم.
{سنمتِّعهم} أي: في الدنيا: {ثم يمسهم منا عذاب أليم} في الآخرة.
قال محمد بن كعب القرظي: لم يبق مؤمن ولا مؤمنة في أصلاب الرجال وأرحام النساء يومئذ إِلى أن تقوم الساعة إِلا وقد دخل في ذلك السلام والبركات، ولم يبق كافر إِلا دخل في ذلك المتاع والعذاب.
قوله تعالى: {تلك من أنباء الغيب} في المشار إليه ب {تلك} قولان:
أحدهما: قصة نوح.
والثاني: آيات القرآن، والمعنى: تلك من أخبار ما غاب عنك وعن قومك.
فإن قيل: كيف قال هاهنا: {تلك} وفي مكان آخر {ذلك}؟ فقد أجاب عنه ابن الأنباري، فقال: {تلك} إِشارة إِلى آيات القرآن، و{ذلك} إِشارة إِلى الخبر والحديث، وكلاهما معروف في اللغة الفصيحة، يقول الرجل: قد قدم فلان، فيقول سامعٌ قولَه: قد فرحت به، وقد سررت بها، فإذا ذكّر، عنى القدوم، وإِذا أنَّث، ذهب إِلى القَدْمَة.
قوله تعالى: {من قبل هذا} يعني: القرآن.
{فاصبر} كما صبر نوح على أذى قومه: {إِن العاقبة} أي: آخر الأمر بالظفر والتمكين: {للمتقين} أي: لك ولقومك كما كان لمؤمني قوم نوح.
قوله تعالى: {إِن أنتم إِلا مفترون} أي: ما أنتم إِلا كاذبون في إِشراككم مع الله الأوثان.
وما بعد هذا قد سبق تفسيره [يونس: 72] إِلى قوله: {يرسل السماء عليكم مدرارًا} وهذا أيضًا قد سبق تفسيره في [سورة الأنعام 61].
والسبب في قوله لهم ذلك، أن الله تعالى حبس المطر عنهم ثلاث سنين، وأعقم أرحام نسائهم، فوعدهم إِحياء بلادهم وبسط الرزق لهم إِن آمنوا.
قوله تعالى: {ويزدكم قُوَّةً إِلى قُوَّتِكم} فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه الولد وولد الولد، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني: يزدكم شدة إِلى شدتكم، قاله مجاهد، وابن زيد.
والثالث: خِصبًا إِلى خصبكم، قاله الضحاك.
قوله تعالى: {ولا تتولَّوا مجرمين} قال مقاتل: لا تُعرضوا عن التوحيد مشركين.
قوله تعالى: {ما جئتنا ببينة} أي: بحجة واضحة.
{وما نحن بتاركي آلهتنا} يعنون الأصنام.
{عن قولك} أي: بقولك، والباء وعن يتعاقبان.
قوله تعالى: {إِن نقول} أي: ما نقول في سبب مخالفتك إِيانا إِلا أن بعض آلهتنا أصابك بجنون لسبِّك إياها، فالذي تُظهر من عيبها لِما لحق عقلك من التغيير.
قال ابن قتيبة: يقال: عراني كذا، واعتراني: إِذا ألمَّ بي.
ومنه قيل لمن أتاك يطلب نائلك: عارٍ، ومنه قول النابغة:
أَتَيْتُكَ عَارِيًا خَلَقًا ثيابي ** على خَوْفٍ تُظَنُّ بِيَ الظُّنُونُ

قوله تعالى: {إِني أشهد الله...} إِلى آخر الآية.
حرك ياء إِنيَ نافع.
ومعنى الآية: إِن كنتم تقولون: إِن الآلهة عاقبتني لطعني عليها، فاني على يقين من عيبها والبراءةِ منها، وها أنا ذا أزيد في الطعن عليها، {فكيدوني جميعًا} أي: احتالوا أنتم وأوثانكم في ضرِّي، ثم لاتمهلون.
قال الزجاج: وهذا من أعظم آيات الرسل، أن يكون الرسول وحدهَ وأُمتُه متعاونة عليه، فيقول لهم: كيدوني، فلا يستطيع أحد منهم ضرَّه، وكذلك قال نوح لقومه: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم} [يونس: 71].
وقال محمد صلى الله عليه وسلم.
{فإِن كان لكم كيد فكيدونِ} [المرسلات: 39].
قوله تعالى: {إِلا هو آخذٌ بناصيتها} قال أبو عبيدة: المعنى: أنها في قبضته ومِلكه وسلطانه.
فإن قيل: لم خص الناصية؟ فالجواب: أن الناصية هي شعر مقدَّم الرأس، فإذا أخذت بها من شخص، فقد ملكت سائر بدنه، وذلَّ لك.
قوله تعالى: {إِن ربي على صراط مستقيم} قال مجاهد: على الحق.
وقال غيره: في الكلام إِضمار، تقديره: إِن ربي يدل على صراط مستقيم.
فإن قيل: ما وجه المناسبة بين قوله: {إِلا هو آخذ بناصيتها} وبين كونه على صراط مستقيم؟ فعنه جوابان.
أحدهما: أنه لما أخبر أنه آخذ بنواصي الخلق، كان معناه: أنهم لا يخرجون عن قبضته، فأخبر أنه على طريق لا يعدل عنه هارب، ولا يخفي عليه مستتر.
والثاني: أن المعنى: أنه وإِن كان قادرًا عليهم، فهو لايظلمهم، ولايريد إِلا العدل، ذكرهما ابن الأنباري.
قوله تعالى: {فإِن تولَّوا} فيه قولان:
أحدهما: أنه فعل ماضي، معناه: فإن أعرضوا.
فعلى هذا، في الآية إِضمار، تلخيصه: فإن أعرضوا فقل لهم: قد أبلغتكم، هذا مذهب مقاتل في آخرين.
والثاني: أنه خطاب للحاضرين، وتقديره: فإن تتولَّوا، فاستثقلوا الجمع بين تاءين متحركتين، فاقتُصر على إِحداهما، وأسقطت الأخرى، كما قال النابغة:
المرءُ يَهْوى أَنْ يَعْي ** شَ وطُوْلُ عَيْشٍ قدَ يَضُرُّهْ

تَفْنَى بَشَاَشُتُه ويَبْ ** قَى بَعْد حُلْوِ العَيْشِ مُرُّهْ

وتَصَرَّفُ الأيّامُ حت ** ى ما يَرَى شيئًا يَسُرُّهْ

أراد: وتتصرف الأيام، فأسقط إِحدى التاءين، ذكره ابن الأنباري.
قوله تعالى: {ويستخلفُ ربي قومًا غيركم} فيه وعيد لهم بالهلاك.
{إِن ربي على كل شيء حفيظ} فيه قولان:
أحدهما: حفيظ على أعمال العباد حتى يجازيَهم بها.
والثاني: أن على بمعنى اللام، فالمعنى: لكل شيء حافظ، فهو يحفظني من أن تنالوني بسوء.
قوله تعالى: {ولما جاء أمرنا} فيه قولان:
أحدهما: جاء عذابنا، قاله ابن عباس.
والثاني: جاء أمرنا بهلاكهم.
قوله تعالى: {نجينا هودًا والذين آمنوا معه برحمةٍ منَّا}
فيه قولان:
أحدهما: نجيناهم من العذاب بنعمتنا.
والثاني: نجيناهم بأن هديناهم إِلى الإِيمان، وعصمناهم من الكفر، روي القولان عن ابن عباس.
قوله تعالى: {ونجيناهم من عذاب غليظ} أي: شديد، وهو ما استحقه قوم هود من عذاب الدنيا والآخرة.
قوله تعالى: {وتلك عاد} يعني القبيلة.
{وعصوا رسله} لقائل أن يقول: إِنما أُرسل إِليهم هود وحده، فكيف ذُكر بلفظ الجمع؟ فالجواب من ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه قد يذكر لفظ الجمع ويراد به الواحد، كقوله: {أم يحسدون الناس} [النساء: 54] والمراد به النبي صلى الله عليه وسلم وحده.
والثاني: أن من كذَّب رسولًا واحدًا فقد كذَّب الكلَّ.
والثالث: أن كل مرة ينذرهم فيها هي رسالة مجدَّدة وهو بها رسول.
قوله تعالى: {واتَّبعوا} أي: واتبع الأتباع أمر الرؤساء.
والجبار: الذي طال وفات اليد.
وللعلماء في الجبار أربعة أقوال:
أحدها: أنه الذي يقتل على الغضب ويعاقب على الغضب، قاله الكلبي.
والثاني: أنه الذي يجبر الناس على ما يريد، قاله الزجاج.
والثالث: أنه المسلَّط.
والرابع: أنه العظيم في نفسه، المتكبّر على العباد، ذكرهما ابن الأنباري.
والذي ذكرناه يجمع هذه الأقوال، وقد زدنا هذا شرحًا في [المائدة: 22].
وأما العنيد: فهو الذي لا يقبل الحق.
قال ابن قتيبة: العَنود، والعنيد، والعاند: المعارض لك بالخلاف عليك.
قوله تعالى: {وأُتبعوا في هذه الدنيا لعنةً} أي: أُلحقوا لعنة تنصرف معهم.
{ويوم القيامة} أي: وفي يوم القيامة لُعنوا أيضًا.
{ألا إِن عادًا كفروا ربهم} أي: بربهم، فحذف الباء، وأنشدوا:
أَمَرتُكَ الخيرَ فَافْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ ** فقد تَركْتُكَ ذَا مَالٍ وَذَا نَشَبِ

قال الزجاج: قوله: {ألا} ابتداء وتنبيه، و{بُعدا} منصوب على معنى: أبعدهم الله فبعدوا بعدًا، والمعنى: أبعدهم من رحمته. اهـ.