فصل: قال الخازن:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قَتَادة: بعد مضي صدر من الليل.
الأخفش: بعد جنح من الليل.
ابن الأعرابي: بساعة من الليل.
وقيل: بظلمة من الليل.
وقيل: بعد هدءٍ من الليل.
وقيل: هزيع من الليل.
وكلها متقاربة؛ وقيل: إنه نصف الليل؛ مأخوذ من قطعه نصفين؛ ومنه قول الشاعر:
ونائحةٍ تَنُوحُ بِقطعِ ليلٍ ** على رجلٍ بقارعةِ الصّعيدِ

فإن قيل: السُّرى لا يكون إلا بالليل، فما معنى {بقطع من الليل}؟ فالجواب: أنه لو لم يقل: {بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} جاز أن يكون أوّله.
{وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ} أي لا ينظر وراءه منكم أحد؛ قاله مجاهد.
ابن عباس: لا يتخلف منكم أحد.
عليّ بن عيسى: لا يشتغل منكم أحد بما يخلفه من مال أو متاع.
{إِلاَّ امرأتك} بالنصب؛ وهي القراءة الواضحة البيّنة المعنى؛ أي فأسر بِأهلِك إلا امرأتك.
وكذا في قراءة ابن مسعود {فأسرِ بِأهلِك إِلا امرأتك} فهو استثناء من الأهل.
وعلى هذا لم يخرج بها معه.
وقد قال الله عز وجل: {كَانَتْ مِنَ الغابرين} [الأعراف: 83] أي من الباقين.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: {إِلا امرأتك} بالرفع على البدل من {أحد}.
وأنكر هذه القراءة جماعة منهم أبو عبيد؛ وقال: لا يصح ذلك إلا برفع {يلتفت} ويكون نعتًا؛ لأن المعنى يصير إذا أبدلت وجزمت أن المرأة أبيح لها الالتفات، وليس المعنى كذلك.
قال النحاس: وهذا الحمل من أبي عبيد وغيره على مثل أبي عمرو مع جلالته ومحله من العربية لا يجب أن يكون؛ والرفع على البدل له معنى صحيح، والتأويل له على ما حكى محمد بن الوليد عن محمد بن يزيد أن يقول الرجل لحاجبه: لا يخرج فلان؛ فلفظ النهي لفلان ومعناه للمخاطب؛ أي لا تدعه يخرج؛ ومثله قولك: لا يقم أحد إلا زيد؛ يكون معناه: انههم عن القيام إلا زيدًا؛ وكذلك النهي للوط ولفظه لغيره؛ كأنه قال: انههم لا يلتفت منهم أحد إلا امرأتك.
ويجوز أن يكون استثناء من النهي عن الالتفات لأنه كلام تام؛ أي لا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك فإنها تلتفت وتهلك، وأن لوطًا خرج بها، ونهى من معه ممن أسرى بهم ألا يلتفت، فلم يلتفت منهم أحد سوى زوجته؛ فإنها لما سمعت هدّة العذاب التفتت وقالت: واقوماه فأدركها حجر فقتلها.
{إِنَّهُ مُصِيبُهَا} أي من العذاب.
والكناية في {إنه} ترجع إلى الأمر والشأن؛ أي فإن الأمر والشأن والقصة.
{مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصبح} لما قالت الملائكة: {إِنَّا مهلكوا أَهْلِ هذه القرية} [العنكبوت: 31] قال لوط: الآن الآن.
استعجلهم بالعذاب لغيظه على قومه؛ فقالوا: {أَلَيْسَ الصبح بِقَرِيبٍ} وقرأ عيسى بن عمر {أليس الصُّبُحُ} بضم الباء وهي لغة.
ويحتمل أن يكون جعل الصبح ميقاتًا لهلاكهم؛ لأن النفوس فيه أودع، والناس فيه أجمع.
وقال بعض أهل التفسير: إن لوطًا خرج بابنتيهِ ليس معه غيرهما عند طلوع الفجر، وأن الملائكة قالت له: إن الله قد وكّل بهذه القرية ملائكة معهم صوت رعد، وخطف برق، وصواعق عظيمة، وقد ذكرنا لهم أن لوطًا سيخرج فلا تؤذوه؛ وأمارته أنه لا يلتفت، ولا تلتفت ابنتاه فلا يهولنّك ما ترى.
فخرج لوط وطوى الله له الأرض في وقته حتى نجا ووصل إلى إبراهيم.
قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا} أي عذابنا.
{جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا} وذلك أن جبريل عليه السلام أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط، وهي خمس سدوم وهي القرية العظمى وعامورا، ودادوما، وضعوه، وقتم، فرفعها من تخوم الأرض حتى أدناها من السماء بما فيها؛ حتى سمع أهل السماء نهيق حمرهم وصياح ديكتهم، لم تنكفئ لهم جرّة، ولم ينكسر لهم إناء، ثم نكسوا على رؤوسهم، وأتبعهم الله بالحجارة.
مقاتل: أهلكت أربعة، ونجت ضعوه.
وقيل غير هذا؛ والله أعلم.
قوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} دليل على أن من فعل فعلهم حكمه الرجم؛ وقد تقدّم في الأعراف. وفي التفسير: أمطرنا في العذاب، ومطرنا في الرحمة.
وأما كلام العرب فيقال: مطرت السماء وأمطرت: حكاه الهرويّ.
واختلف في السِّجِّيل فقال النحاس: السجيل الشديد الكثير؛ وسجيل وسِجِّين اللام والنون أختان.
وقال أبو عبيدة: السجيل الشديد؛ وأنشد:
ضَرْبًا تَوَاصَى به الأبطالُ سِجِّينَا

قال النحاس: وردّ عليه هذا القول عبد الله بن مسلم وقال: هذا سجين وذلك سجيل فكيف يستشهد به؟ا قال النحاس: وهذا الرد لا يلزم، لأن أبا عبيدة ذهب إلى أن اللام تبدل من النون لقرب إحداهما من الأخرى؛ وقول أبي عبيدة يردّ من جهة أخرى؛ وهي أنه لو كان على قوله لكان حجارة سجيلًا؛ لأنه لا يقال: حجارة من شديد؛ لأن شديدًا نعت.
وحكى أبو عبيدة عن الفراء أنه قد يقال لحجارة الأرحاء سجيل. وحكى عنه محمد بن الجهم أن سجيلًا طين يطبخ حتى يصير بمنزلة الأرحاء. وقالت طائفة منهم ابن عباس وسعيد بن جبير وابن إسحق: إن سجيلًا لفظة غير عربية عُرِّبت، أصلها سَنْج وجِيلْ.
ويقال: سَنْك وكِيلْ؛ بالكاف موضع الجيم، وهما بالفارسية حجر وطين عربتهما العرب فجعلتهما اسمًا واحدًا.
وقيل: هو من لغة العرب.
وقال قتادة وعِكرمة: السجيل الطين بدليل قوله: {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ} [الذاريات: 33].
وقال الحسن: كان أصل الحجارة طينًا فشدّدت.
والسجيل عند العرب كل شديد صُلْب.
وقال الضحاك: يعني الآجر.
وقال ابن زيد: طين طبخ حتى كان كالآجر؛ وعنه أن سجيلًا اسم السماء الدنيا؛ ذكره المهدويّ؛ وحكاه الثعلبيّ عن أبي العالية؛ وقال ابن عطية: وهذا ضعيف يرده وصفه ب {منضود}. وعن عكرمة: أنه بحر معلق في الهواء بين السماء والأرض منه نزلت الحجارة. وقيل: هي جبال في السماء، وهي التي أشار الله تعالى إليها بقوله: {وَيُنَزِّلُ مِنَ السماء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ} [النور: 43].
وقيل: هو مما سجّل لهم أي كتب لهم أن يصيبهم؛ فهو في معنى سِجين؛ قال الله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ} [المطففين: 8 9] قاله الزجاج واختاره.
وقيل: هو فِعِّيل من أسجلته أي أرسلته؛ فكأنها مرسَلة عليهم.
وقيل: هو من أسجلته إذا أعطيتَه؛ فكأنه عذاب أُعطوه؛ قال:
مَنْ يُساجِلْني يُساجِلْ ماجِدًا ** يَمْلأ الدَّلْو إلى عَقْدِ الكَرَب

وقال أهل المعاني: السجّيل والسجّين الشديد من الحَجَر والضَّرب؛ قال ابن مُقْبل:
ورَجْلةٍ يضرِبون البَيْضَ ضَاحِيَة ** ضَرْبًا تَواصَى بهِ الأبطالُ سِجِّينَا

{مَّنْضُودٍ} قال ابن عباس: متتابع.
وقال قتادة: نُضد بعضها فوق بعض.
وقال الرّبيع: نُضد بعضه على بعض حتى صار جسدًا واحدًا.
وقال عِكرمة: مصفوف.
وقال بعضهم مرصوص؛ والمعنى متقارب.
يقال: نَضَدت المتاع واللّبِن إذا جعلت بعضه على بعض، فهو منضود ونَضِيد ونَضَدٌ؛ قال:
ورفَّعَتْه إلى السِّجْفَين فالنَّضَدِ

وقال أبو بكر الهُذَليّ: مُعدّ؛ أي هو مما أعدّه الله لأعدائه الظّلمة.
{مُّسَوَّمَةً} أي معلمَة، من السِّيما وهي العلامة؛ أي كان عليها أمثال الخواتيم.
وقيل: مكتوب على كل حجر اسم من رُمي به، وكانت لا تشاكل حجارة الأرض.
وقال الفرّاء: زعموا أنها كانت مخططة بحمرة وسواد في بياض، فذلك تسويمها.
وقال كعب: كانت معلمة ببياض وحمرة، وقال الشاعر:
غلامٌ رماه اللَّهُ بالحسنِ يافِعًا ** له سِيمياء لا تَشقُّ على البَصَرْ

و{مُسَوَّمَةً} من نعت حجارة. و{منضودٍ} من نعت {سِجّيل}.
وفي قوله: {عِندَ رَبِّكَ} دليل على أنها ليست من حجارة الأرض؛ قاله الحسن.
{وَمَا هِيَ مِنَ الظالمين بِبَعِيدٍ} يعني قوم لوط؛ أي لم تكن تخطئهم.
وقال مجاهد: يُرهِب قريشًا؛ المعنى: ما الحجارة من ظالمي قومك يا محمد ببعيد.
وقال قتادة وعِكرمة: يعني ظالمي هذه الأمة؛ والله ما أجار الله منها ظالمًا بعد.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سيكون في آخر أمّتي قوم يكتفي رجالهم بالرجال ونساؤهم بالنساء فإذا كان ذلك فارتقبوا عذاب قومِ لوط أن يرسل الله عليهم حجارة من سجيل ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا هِيَ مِنَ الظالمين بِبَعِيدٍ}» وفي رواية عنه عليه السلام: «لا تذهب الليالي والأيام حتى تستحلّ هذه الأمة أدبار الرجال كما استحلوا أدبار النساء فتصيب طوائف من هذه الأمة حجارة من ربك».
وقيل: المعنى ما هذه القرى من الظالمين ببعيد؛ وهي بين الشام والمدينة. وجاء {بِبَعِيدٍ} مذكرًا على معنى بمكان بعيد. وفي الحجارة التي أمطرت قولان: أحدهما: أنها أمطرت على المدن حين رفعها جبريل. الثاني: أنها أمطرت على من لم يكن في المدن من أهلها وكان خارجًا عنها. اهـ.

.قال الخازن:

{قالوا يا لوط} ركنك شديد: {إنا رسل ربك لن يصلوا إليك} يعني بمكروه فافتح الباب ودعنا وإياهم ففتح الباب فدخلوا فاستأذن جبريل عليه السلام ربه في عقوبتهم فأذن له فتحول إلى صورته التي يكون فيها ونشر جناحية وعليه وشاح من در منظوم وهو براق الثنايا أجلى الجبين ورأسه حبك مثل المرجان كأنه كالثلج بياضًا وقدماه إلى الخضرة فضرب بجناحية وجوههم فطمس أعينهم وأعماهم فصاروا لا يعرفون الطريق ولا يهتدون إلى بيوتهم فانصرفوا وهم يقولون النجاء النجاء في بيت لوط أسحر قوم في الأرض قد سحرونا وجعلوا يقولون يا لوط كما أنت حتى تصبح وسترى ما تلقى منا غدًا يوعدونه بذلك: {فأسر بأهلك} يعني ببيتك: {بقطع من الليل} قال ابن عباس: بطائفة من الليل، وقال الضحاك: لبقية من الليل، وقال قتادة: بعد مضي أوله وقيل أنه السحر الأول: {ولا يلتفت منكم أحد} يعني ولا يلتفت منكم أحد إلى ورائه ولا ينظر إلى خلفه: {إلا امرأتك} فإنها من الملتفتات فتهلك مع من هلك من قومها وهو قوله سبحانه وتعالى: {إنه مصيبها ما أصابهم} فقال لوط: متى يكون هذا العذاب قالوا: {إن موعدهم الصبح} قال لوط إنه بعيد أريد أسرع من ذلك فقالوا له: {أليس الصبح بقريب} فلما خرج لوط من قريته أخذ أهله معه وأمرهم ألا يلتفت منهم أحد فقبلوا منه إلا امرأته فإنها لما سمعت هذه العذاب وهو نازل بهم التفتت وصاحت وا قوماه فأخذتها حجارة فأهلكتها معهم: {فلما جاء أمرنا} يعني أمرنا بالعذاب: {جعلنا عاليها سافلها} وذلك أن جبريل عليه السلام أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط وهي خمس مدائن أكبرها سدوم وهي المؤتفكات المذكورة في سورة براءة ويقال كان فيها أربعمائة ألف وقيل أربعة آلاف ألف فرفع جبريل المدائن كلها حتى سمع أهل السماء صياح الديكة ونباح الكلاب لم يكفأ لهم إناء ولم ينتبه لهم نائم ثم قلبها فجعل عاليها سافلها: {وأمطرنا عليها} يعني على شذاذها ومن كان خارجًا عنها من مسافريها وقيل بعد ما قلبها أمطر عليهم: {حجارة من سجيل} قال ابن عباس وسعيد بن جبير: معناه شنك كل فارسي معرب لأن العرب تكلمت بشيء من الفارسي صارت لغة للعرب ولا يضاف إلى الفارسي مثل قوله سندس وإستبرق ونحو ذلك فكل هذه ألفاظ فارسية تكلمت بها العرب واستعملتها في ألفاظهم فصارت عربية، قال قتادة وعكرمة: السجيل الطين دليله قوله في موضع آخر حجارة من طين.
وقال مجاهد: أولها حجر وآخرها طين، وقال الحسن: أصل الحجارة طين فشدت، وقال الضحاك: يعني الآجر وقيل: السجيل اسم سماء الدنيا، وقيل: هو جبل في سماء الدنيا: {منضود} قال ابن عباس: متتابع يتبع بعضها بعضًا مفعول من النضد وهو وضع الشيء بعضه فوق بعض.
{مسومة عند ربك}
صفة للحجارة يعني معلمة قال ابن جريج: عليها سيما لا تشاكل حجارة الأرض، وقال قتادة وعكرمة: عليها خطوط حمر على هيئة الجزع وقال الحسن والسدي: كانت مختومة عليها أمثال الخواتيم، وقيل: كان مكتوبًا عليها أي على كل حجر اسم صاحبه الذي يرمى به: {وما هي} يعني تلك الحجارة: {من الظالمين} يعني مشركي مكة: {ببعيد} قال قتادة وعكرمة: يعني ظالمي هذه الآمة والله ما أجار الله منها ظالمًا بعد وفي بعض الآثار ما من ظالم إلا وهو بعرض حجر يسقط عليه من ساعة إلى ساعة، وقيل: إن الحجارة اتبعت شذاذ قوم لوط حتى إن واحدًا منهم دخل الحرم فوجد الحجر معلقًا في السماء أربعين يومًا حتى خرج ذلك الرجل من الحرم فسقط عليه الحجر فأهلكه. اهـ.

.قال أبو حيان:

{قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ}
سرى وأسرى بمعنى واحد قاله أبو عبيدة والأزهري، وعن الليث أسرى سار أول الليل، وسرى سار آخره، ولا يقال في النهار إلا سار.
السجيل والسجين الشديد من الحجر قاله أبو عبيدة.
وقال الفراء: طين طبخ حتى صار بمنزلة الآجر.
وقيل: هو فارسي، وسنك الحجر، وكل الطين يعرب فقيل: سجين.
المنضود: المجعول بعضه فوق بعض.
{قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد}: روي أن لوطًا عليه السلام غلبوه، وهموا بكسر الباب وهو يمسكه قال له الرسل: تنح عن الباب فتنحى، وانفتح الباب فضربهم جبريل عليه السلام بجناحه، فطمس أعينهم وعموا، وانصرفوا على أعقابهم يقولون: النجاة النجاة، فعند لوط قوم سحرة وتوعدوا لوطًا، فحينئذ قالوا له: إنا رسل ربك.
وروي أن جبريل نقب من خصاص الباب، ورمى في أعينهم فعموا.
وقيل: أخذ قبضة من تراب وأذراها في وجوههم، فأوصل إلى عين من بعد ومن قرب من ذلك التراب، فطمست أعينهم فلم يعرفوا طريقًا ولم يهتدوا إلى بيوتهم.
وقيل: كسروا بابه وتهجموا عليه، ففعل بهم جبريل ما فعل.
والجملة من قوله: لن يصلوا إليك، موضحة للذي قبلها لأنهم إذا كانوا رسل الله لن يصلوا إليه، ولم يقدروا على ضرره، ثم أمروه بأنْ يسري بأهله.