فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقال أبو عبيدة: السجيل كالسجين الشديد من الحجارة، وقيل: هو من أسجله إذا أرسله أو أدر عطيته، والمعنى حجارة كائنة من مثل الشيء المرسل أو مثل العطية في الإدرار وهو على هذا خارج مخرج التهكم، وقيل: من السجل بتشديد اللام وهو الصك، ومعنى كونه من ذلك أنه مما كتب الله تعالى عليهم أن يعذبهم به، وقيل: أصله من سجين وهو اسم لجهنم أو لواد فيها، فأبدلت نونه لامًا.
وقال أبو العالية وابن زيد: السجيل اسم لسماء الدنيا.
قال أبو حيان: وهو ضعيف لوصفه بقوله سبحانه: {مَّنْضُودٍ} أي نضد وضع بعضه على بعض معدًا لعذابهم، أو نضد في الإرسال يرسل بعضه إثر بعض كقطار الأمطار، ولا يخفى أن هذه المعاني كما تأبى ما قال أبو العالية وابن زيد تأبى بحسب الظاهر ما قيل: إن المراد به جهنم، وتكلف بعضهم فقال: يمكن وصف جهنم بذلك باعتبار المعنى الأول بناءًا على أنه دركات بعضها فوق بعض أو أن الأصل منضود فيه فاتسع، وقد يتكلف بنحو هذا لما قاله أبو العالية وابن زيد، وجوز أن يكون: {مَّنْضُودٍ} صفة حجارة على تأويل الحجر.
وجره للجوار، وعليه فالأمر ظاهر إلا أنه من التكلف بمكان.
{مُّسَوَّمَةً} أي عليها سيما يعلم بها أنها ليست من حجارة الأرض قاله ابن جريح، وقيل: معلمة ببياض وحمرة، وروي ذلك عن ابن عباس والحسن، وجاء في رواية أخرى عن ابن عباس أنه كان بعضها أسود فيه نقطة بيضاء وبعضها أبيض فيه نقطة سوداء.
وعن الربيع أنها كانت معلمة باسم من يرمي بها، وكان بعضها كما قيل: مثل رؤوس الإبل، وبعضها مثل مباركها، وبعضها مثل قبضة الرجل: {عِندَ رَبّكَ} أي في خزائنه التي لا يملكها غيره سبحانه ولا يتصرف بها سواه عز وجل، والظرف قيل: منصوب بمسومة أو متعلق بمحذوف وقع صفة له، والمروى عن مقاتل أن المعنى أنها جاءت من عن ربك، وعن أبي بكر الهذلي أنها معدة عنده سبحانه.
وقال ابن الأنباري: المراد ألزم هذا التسويم للحجارة عنده تعالى إيذانًا بقدرته وشدة عذابه فليفهم.
{وَمَا هِىَ} أي الحجارة الموصوفة بما ذكر: {مِنَ الظالمين} من كل ظالم: {بِبَعِيدٍ} فانهم بسبب ظلمهم مستحقون لها، وفيه وعيد لأهل الظلم كافة، وروي هذا عن الربيع.
وأخرج ابن جرير وغيره عن قتادة أن المراد من الظالمين ظالمو هذه الأمة، وجاء في خبر ذكره الثعلبي، وقال فيه العراقي: لم أقف له على إسناد أنه صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عليه السلام عن ذلك فقال: يعني ظالمي أمتك ما من ظالم منهم إلا وهو بعرض حجر يسقط عليه من ساعة إلى ساعة، وقيل: المراد بالظالمين قوم لوط عليه السلام، والمعنى لم تكن الحجارة لتخطئهم.
وعن ابن عباس أن المعنى وما عقوبتهم ممن يعمل عملهم ببعيد، وظاهره أن الضمير للعقوبة المفهومة من الكلام، و: {الظالمين} من يشبههم من الناس، ويمكن أن يقال: إن مراده بيان حاصل المعنى لا مرجع الضمير.
وذهب أبو حيان إلى أن الظاهر أن يكون ضمير: {هِىَ} للقرى التي جعل: {عاليها سَافِلَهَا} والمراد من: {الظالمين} ظالمو مكة، وقد كانت قريبة إليهم يمرون عليها في أسفارهم إلى الشام، وتذكير البعيد يحتمل أن يكون على تأويل الحجارة بالحجر المراد به الجنس، أو إجرائه على موصوف مذكر أي بشيء بعيد، أو بمكان بعيد فإنها وإن كانت في السماء وهي في غاية البعد من الأرض ءلا أنها إذا هوت منها فهي أسرع شيء لحوقًا بهم فكأنها بمكان قريب منهم، أو لأنه على زنة المصدر كالزفير والصهيل والمصادر يستوي في الوصف بها المذكر والمؤنث. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ}
هذا كلام الملائكة للوط عليه السّلام كاشفوه بأنّهم ملائكة مرسلون من الله تعالى.
وإذ قد كانوا في صورة البشر وكانوا حاضري المجادلة حكى كلامهم بمثل ما تحكى به المحاورات فجاء قولهم بدون حرف العطف على نحو ما حكي قول: لوط عليه السّلام وقول قومه.
وهذا الكلام الذي كلّموا به لوطًا عليه السّلام وحي أوحاه الله إلى لوط عليه السّلام بواسطة الملائكة، فإنه لمّا بلغ بِلُوط توقعُ أذى ضيفه مبلغَ الجزع ونفاد الحيلة جاءه نصر الله على سنّة الله تعالى مع رسله: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا} [يوسف: 110].
وابتدأ الملائكة خطابهم لوطًا عليه السّلام بالتعريف بأنفسهم لتعجيل الطمأنينة إلى نفسه لأنّه إذا علم أنهم ملائكة علم أنهم ما نزلوا إلاّ لإظهار الحق.
قال تعالى: {ما تنزّل الملائكةُ إلاّ بالحق وما كانوا إذًا منْظرين} [الحجر: 8].
ثم ألحقوا هذا التعريف بالبشارة بقولهم: {لن يصلوا إليك}.
وجيء بحرف تأكيد النفي للدّلالة على أنهم خاطبوه بما يزيل الشك من نفسه.
وقد صرف الله الكفّار عن لوط عليه السّلام فرجعوا من حيث أتوا، ولو أزال عن الملائكة التشكّل بالأجساد البشرية فأخفاهم عن عيون الكفّار لحسبوا أنّ لوطًا عليه السّلام أخفاهم فكانوا يؤذون لوطًا عليه السّلام.
ولذلك قال له الملائكة: {لن يصلوا إليك} ولم يقولوا لن ينالوا، لأنّ ذلك معلوم فإنهم لمّا أعلموا لوطًا عليه السّلام بأنهم ملائكة ما كان يشك في أن الكفّار لا ينالونهم، ولكنّه يخشى سورتهم أن يتّهموه بأنه أخفاهم.
ووقع في التوراة أن الله أعمى أبصار المراودين لوطًا عليه السّلام عن ضيفه حتى قالوا: إنّ ضيف لوط سَحرة فانصرفوا.
وذلك ظاهر قوله تعالى في سورة [القمر: 37]: {ولقد رَاودوه عن ضيفه فطمسْنا أعينهم}. وجملة {لن يصلوا إليك} مبيّنة لإجمال جملة: {إنّا رسُل ربّك}، فلذلك فصلت فلم تعطف لأنها بمنزلة عطف البيان.
وتفريع الأمر بالسُرى على جملة: {لن يصلوا إليك} لما في حرف: {لَن} من ضمان سلامته في المستقبل كلّه.
فلمّا رأى ابتداء سلامته منهم بانصرافهم حسن أن يبين له وجه سلامته في المستقبل منهم باستئصالهم وبنجاته، فذلك موقع فاء التفريع.
و(أسْر) أمر بالسُرى بضم السين والقصر.
وهو اسم مصدر للسير في الليل إلى الصباح.
وفعله: سَرى يقال بدون همزة في أوّله ويقال: أسرى بالهمزة.
قرأه نافع، وابن كثير، وأبو جعفر بهمزة وصل على أنه أمر من سَرى.
وقرأه الباقون بهمزة قطع على أنه من أسرى.
وقد جمعوه في الأمر مع أهله لأنه إذا سرى بهم فقد سرى بنفسه إذ لو بعث أهله وبقي هو لَمَا صحّ أن يقال: أسْر بهم للفرق بين أذهبت زيدًا وبين ذهبت به.
والقِطْع بكسر القاف: الجزء من الليل.
وجملة: {ولا يلتفت منكم أحد} معترضة بين المستثنى والمستثنى منه.
والالتفات المنهي عنه هو الالتفات إلى المكان المأمور بمغادرته كَمَا دَلّت عليه القرينة.
وسبب النهي عن الالتفات التقصي في تحقيق معنى الهجرة غضبًا لحرمات الله بحيث يقطع التعلق بالوطن ولو تعلّق الرؤية.
وكان تعيين الليل للخروج كَيْلاَ يُلاَقِي ممانعة من قومه أو من زوجه فيشقُّ عليه دفاعهم.
و: {إلاّ امرأتَك} استثناء من: {أهلك}، وهو منصوب في قراءة الجمهور اعتبارًا بأنه مستثنى من: {أهلك} وذلك كلام موجب، والمعنى: لا تسْر بها، أريد أن لا يعلمها بخروجه لأنها كانت مخلصة لقومها فتخبرهم عن زوجها.
وقرأه ابن كثير، وأبو عمرو برفع: {امرأتك} على أنه استثناء من: {أحد} الواقع في سياق النهي، وهو في معنى النفي.
قيل: إنّ امرأته خرجت معهم ثم التفتت إلى المدينة فحنّت إلى قومها فرجعت إليهم.
والمعنى أنه نهاهم عن الالتفات فامتثلوا ولم تمتثل امرأتُه للنهي فالتفتت، وعلى هذا الوجه فالاستثناء من كلام مقدّر دلّ عليه النهي.
والتقدير: فلا يلتفتون إلاّ امرأتك تلتفتُ.
وجملة: {إنّه مصيبها ما أصابهم} استئناف بياني ناشئ عن الاستثناء من الكلام المقدّر.
وفي قوله: {ما أصابهم} استعمال فعل المضي في معنى الحال، ومقتضى الظاهر أن يقال: ما يصيبهم، فاستعمال فعل المضي لتقريب زمن الماضي من الحال نحو قوله تعالى: {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم} [المائدة: 6] الآية، أو في معنى الاستقبال تنبيهًا على تحقق وقوعه نحو قوله تعالى: {أتى أمر الله} [النحل: 1].
وجملة: {إنّ موعدهم الصبح} مستأنفة ابتدائية قُطعت عن التي قبلها اهتمامًا وتهويلًا والموعد: وقت الوعد.
والوعد أعمّ من الوعيد فيطلق على تعيين الشرّ في المستقبل.
والمراد بالموعد هنا موعد العذاب الذي علمه لوط عليه السّلام إما بوحي سابق، وإما بقرينة الحال، وإما بإخبار من الملائكة في ذلك المقام طَوته الآية هنا إيجازًا، وبهذه الاعتبارات صحّ تعريف الوعد بالإضافة إلى ضميرهم.
وجملة: {أليس الصبح بقريب} استئناف بيانيّ صدر من الملائكة جوابًا عن سؤال بجيش في نفسه من استبطاء نزول العذاب.
والاستفهام تقريريّ، ولذلك يقع في مثله التقرير على النفي إرخاء للعنان مع المخاطب المقرّر ليعرف خطأه.
وإنّما قالوا ذلك في أوّل الليل.
{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا}
تقدّم الكلام على نظير: {فلما جاء أمرنا}.
وقوله: {جعَلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل} تعود الضّمائر الثلاثة المجرورة بالإضافة وبحرف (على) على القرية المفهومة من السياق.
والمعنى أن القرية انقلبت عليهم انقلاب خسففٍ حتى صار عالي البيوت سافلًا، أي وسافلها عاليًا، وذلك من انقلاب الأرض بهم.
وإنما اقتصر على ذكر جعل العالي سافلًا لأنه أدخل في الإهانة.
والسجّيل: فُسّر بواد نارٍ في جهنّم يقال: سجّيل باللاّم، وسجّين بالنون.
و: {من} تبعيضية، وهو تشبيه بليغ، أي بحجارة كأنّها من سجيل جهنم، كقول كعب بن زهير:
وجلدها مِن أطوم البيت

وقد جاء في التّوراة: أن الله أرسل عليهم كبريتًا ونارًا من السماء.
ولعلّ الخسف فجّر من الأرض براكين قذفت عليهم حجارة معادن محرقة كالكبريت، أو لعلّ بركانًا كان قريبًا من مدنهم انفجر باضطرابات أرضية ثم زال من ذلك المكان بحوادث تعاقبت في القرون، أو طَمى عليه البحر وبقيَ أثر البحر عليها حتّى الآن، وهو المسمّى بُحيرة لوط أو البحرَ الميت.
وقيل: سجّيل معرب (سنك جيل) عن الفارسية أي حجر مخلوط بطين.
والمنضود: الموضوع بعضه على بعض.
والمعنى هنا أنها متتابعة متتالية في النزول ليس بينها فترة.
والمراد وصف الحجارة بذلك إلا أن الحجارة لمّا جعلت من سجّيل، أجري الوصف على سجّيل وهو يفضي إلى وصف الحجارة لأنّها منه.
والمسوّمَة: التي لها سِيما، وهي العلامة.
والعلامات توضع لأغراض، منها عدم الاشتباه، ومنها سهولة الإحضار، وهو هنا مكنّى به عن المُعدّة المهيّئة لأن الإعداد من لوازم التوسيم بقرينة قوله: {عند ربك} لأن تسويمها عند الله هو تقديره إياها لهم.
وضمير: {وما هي} يصلح لأن يعود إلى ما عادت إليه الضمائر المجرورة قبله وهي المدينة، فيكون المعنى وما تلك القرية ببعيد من المشركين، أي العرب، فمن شاء فليذهب إليها فينظر مصيرها، فالمراد البعد المكانيّ.
ويصلح لأن يعود إلى الحجارة، أي وما تلك الحجارة ببعيد، أي أنّ الله قادر على أن يرمي المشركين بمثلها.
والبعد بمعنى تعذّر الحصول ونفيه بإمكان حصوله.
وهذا من الكلام الموجّه مع صحة المعنيين وهو بعيد.
وجرّد: {بعيد} عن تاء التأنيث مع كونه خبرًا عن الحجارة وهي مؤنث لفظًا، ومع كون: {بعيد} هنا بمعنى فاعل لا بمعنى مفعول، فالشأن أن يطابق موصوفه في تأنيثه، ولكن العرب قد يجرون فعيلًا الذي بمعنى فاعل مجرى الذي بمعنى مفعول إذا جرى على مؤنث غير حقيقي التأنيث زيادة في التخفيف، كقوله تعالى في سورة الأعراف (56): {إنّ رحمت الله قريبٌ من المحسنين} وقوله: {وما يدريك لعلّ الساعة تكون قريبًا} [الأحزاب: 63] وقوله: {قال مَن يُحيي العظام وهي رميم} [يس: 78].
وقيل: إن قوله: {وما كانت أمك بغيا} [مريم: 28] من هذا القبيل، أي باغية.
وقيل: أصله فعول بغوي فوقع إبدال وإدغام.
وتأوّل الزمخشري ما هنا على أنه صفة لمحذوف، أي بمكان بعيد، أو بشيء بعيد عن الاحتمالين في معاد ضمير: {هي}. اهـ.

.قال الشعراوي:

{قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ}
وهكذا علم لوط لأول مرة أنهم رسل من الله تعالى، رغم أنهم حين تكلموا مع إبراهيم لم يقولوا أنهم رسل من الله؛ ليدلنا على أن إبراهيم عليه السلام كان يعلم أنهم رسل من الحق سبحانه، لكنه لم يكن يعلم سبب مجيئهم.
وهم حين أخبروا لوطًا: {إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يصلوا إِلَيْكَ} [هود: 81] فمن باب أولى ألا يصلوا إليهم، وتخبر الملائكة لوطًا أن يسري بأهله ليلًا أي: أخرج بأهلك في جزء من الليل، وقد أوضحت الملائكة أن موعد النكال بقوم لوط هو الصبح: {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصبح أَلَيْسَ الصبح بِقَرِيبٍ} [هود: 81].
لذلك قالوا: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اليل} [هود: 81].
والمقصود أن يترك ربع الليل الأول، وربعه الآخر، وأن يسير في نصف الليل الذي بعد ربع الليل الأول وينتهي عند ربع الليل الأخير، وقيل: إن أليق ما يكون بالقطع هو النصف.
ثم يقول الحق سبحانه: {وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ} [هود: 81].
والالتفات: هو الانصراف عن الشيء الموجود قبالتك، ويسمى الانصراف عن المقابل. فهل المقصود هو الالتفات الحسي أم الالتفات المعنوي؟
نحن نعلم أن لوطًا سيصحب المؤمنين معه؛ من ديارهم وأموالهم، وما ألفوه من مقام ومن حياة؛ لذلك تنبههم الملائكة ألا تتجه قلوبهم إلى ما تركوه، وعليهم أن ينقذوا أنفسهم، وسيعوضهم الله سبحانه خيرًا مما فاتهم.
هذا هو المقصود بعد الالتفات المعنوي، وأيضًا مقصود به عدم الالتفات الحسي.
وتوصي الملائكة لوطًا عليه السلام ألا يصحب امرأته معه؛ لأنها خانته بموالاتها للقوم المفسدين، وإفشائها للأسرار، وعليه أن يتركها مع الذين يصيبهم العذاب.