فصل: قال ابن عطية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الثالث: أن لهم في القيامة وقت يمنعون فيه من الكلام إلا بإذنه.
{فمنهم شقيٌ وسعيد} فيه وجهان:
أحدهما: محروم ومرزوق، قاله ابن بحر.
الثاني: معذب ومكرم، قال لبيد.
فمنهم سعيد آخذٌ بنصيبه ** ومنهم شقي بالمعيشة قانعُ

ثم في الشقاء والسعادة قولان: أحدهما: أن الله تعالى جعل ذلك جزاء على عملهما فأسعد المطيع وأشقى العاصي، قاله ابن بحر.
الثاني: أن الله ابتدأهما بالشقاوة والسعادة من غير جزاء. وروى عبد الله بن عمر عن أبيه أنه قال: لما نزلت: {فمنهم شقي وسعيد} قلت: يا رسول الله فعلام نعمل؟ أعلى شيء قد فرغ منه أم على ما لم يفرغ منه؟ فقال: «بلى على شيء قد فرغ منه يا عمر، وجرت به الأقلام ولكن كل شيء ميسور لما خلق له».
قوله عز وجل: {فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق} فيه أربعة أوجه:
أحدها: أن الزفير الصوت الشديد، والشهيق الصوت الضعيف، قاله ابن عباس.
الثاني: أن الزفير في الحلق من شدة الحزن، مأخوذ من الزفير، والشهيق في الصدر، قاله الربيع بن أنس.
الثالث: أن الزفير تردد النفس من شدة الحزن، مأخوذ من الزفر وهو الحمل على الظهر الشدته، والشهيق النفس الطويل الممتد، مأخوذ من قولهم جبل شاهق أي طويل، قاله ابن عيسى.
الرابع: أن الزفير أول نهيق الحمار، والشهيق آخر نهيقه، قال الشاعر:
حشرج في الجوف سحيلًا أو شهق ** حتى يقال ناهق وما نهق

{خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلى ما شاء ربك} فيه ثمانية تأويلات:
أحدها: خالدين فيها ما دامت سماء الدنيا وأرضها إلا ما شاء ربك من الزيادة عليها بعد فناء مدتها حكاه ابن عيسى.
الثاني: ما دامت سموات الآخرة وأرضها إلا ما شاء ربك من قدر وقوفهم في القيامة، قاله بعض المتأخرين.
الثالث: ما دامت السموات والأرض، أي مدة لبثهم في الدنيا، قاله ابن قتيبة.
الرابع: خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من أهل التوحيد أن يخرجهم منها بعد إدخالهم إليها، قاله قتادة، فيكونون أشقياء في النار سعداء في الجنة، حكاه الضحاك عن ابن عباس، وروى يزيد بن أبي حبيب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدخل ناس جهنم حتى إذا صاروا كالحمحمة أخرجوا منها وأدخلوا الجنة فيقال هؤلاء الجهنميون».
الخامس: إلا ما شاء من أهل التوحيد أن لا يدخلهم إليها، قاله أبو نضرة يرويه مأثورًا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
السادس: إلا ما شاء ربك من كل من دخل النار من موحد ومشرك أن يخرجه منها إذا شاء، قاله ابن عباس.
السابع: أن الاستثناء راجع إلى قولهم: {لهم فيها زفير وشهيق} إلا ما شاء ربك من أنواع العذاب التي ليست بزفير ولا شهيق مما لم يسم ولم يوصف ومما قد سمّي ووصف، ثم استأنف: {ما دامت السموات والأرض} حكاه ابن الأنباري.
الثامن: أن الاستثناء واقع على معنى لو شاء ربك أن لا يخلدهم لفعل ولكن الذي يريده ويشاؤه ويحكم به تخليدُهم وفي تقدير خلودهم بمدة السموات والأرض وجهان:
أحدهما: أنها سموات الدنيا وأرضها، ولئن كانت فانية فهي عند العرب كالباقية على الأبد فذكر ذلك على عادتهم وعرفهم كما قال زهير:
ألا لا أرى على الحوادث باقيا ** ولا خالدًا إلا الجبال الرواسيا

والوجه الثاني: أنها سموات الآخرة وأرضها لبقائها على الأبد.
قوله عز وجل: {وأمّا الذين سُعدُوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك} فيها خمسة تأويلات:
أحدها: دامت سموات الدنيا وأرضها إلا ما شاء ربك من الزيادة عليها في الخلود فيها:
الثاني: إلا ما شاء ربك من مدة يوم القيامة.
الثالث: إلا ما شاء ربك من مدة مكثهم في النار إلى أن يخرجوا منها، قاله الضحاك.
الرابع: خالدين فيها يعني أهل التوحيد، إلا ما شاء ربك يعني أهل الشرك، وهو يشبه قول أبي نضرة.
الخامس: خالدين فيها إلا ما شاء ربك أي ما شاء من عطاء غير مجذوذ، فتكون: {إلا} هنا بمعنى الواو كقول الشاعر:
وكلُّ أخٍ مفارقُهُ أخوه ** لعمر أبيك إلا الفرقدان

أي والفرقدان.
{عطاءً غير مجذوذ} فيه وجهان:
أحدهما: غير مقطوع.
الثاني: غير ممنوع.
قوله عز وجل: {... وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: نصيبهم من الرزق، قاله أبو العالية.
الثاني: نصيبهم من العذاب، قاله ابن زيد.
الثالث: ما وعدوا به من خير أو شر، قاله ابن عباس. اهـ.

.قال ابن عطية:

{يَوْمَ يَأْتِ} وقرأ الأعمش: {يؤخره} بالياء، وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة {يوم يأت} بحذف الياء من: {يأتي} في الوصل والوقف، وقرأ ابن كثير بإثباتها في الوصل والوقف، وقرأ نافع وأبو عمرو والكسائي بإثباتها في الوصل وحذفها في الوقف، ورويت أيضًا كذلك عن ابن كثير، والياء ثابتة في مصحف أبي بن كعب، وسقطت في إمام عثمان، وفي مصحف ابن مسعود {يوم يأتون}، وقرأ بها الأعمش، ووجه حذفها في الوقف التشبيه بالفواصل، وإثباتها في الوجهين هو الأصل، ووجه حذفها في الوصل التخفيف كما قالوا في لا أبال ولا أدر، وأنشد الطبري:
كفاك كف ما تليق درهمًا ** جودًا وأخرى تعط بالسيف الدما

وقوله: {لا تكلم نفس} يصح أن تكون جملة في موضع الحال من الضمير الذي في: {يأتي} وهو العائد على قوله: {ذلك يوم}، ولا يجوز أن يعود على قوله: {يوم يأتي} لأن اليوم المضاف إلى الفعل لا يكون فاعل ذلك الفعل، إذ المضاف متعرف بالمضاف إليه، والفعل متعرف بفاعله، وليس في نفسه شيئًا مقصودًا مستقلًا دون الفاعل، وقولهم: سيد قومه ومولى أخيه وواحد أمه- مفارق لما لا يستقل، فلذلك جازت الإضافة فيها، ويكون قوله- على هذا-: {يوم يأتي} في موضع الرفع بالابتداء وخبره: {فمنهم شقي وسعيد} وفي الكلام- على هذا- عائد محذوف تقديره: لا تكلم نفس فيه إلا، ويصح أن يكون قوله: {لا تكلم نفس} صفة لقوله: {يوم يأتي}، والخبر قوله: {فمنهم}، ويصح أن يكون قوله: {لا تكلم نفس}، خبرًا عن قوله: {يوم يأتي}.
وقوله: {ذلك يوم} يراد به اليوم الذي قبله ليلته، وقوله: {يوم يأتي} يراد به الحين والوقت لا النهار بعينه، فهو كما قال عثمان: إني رأيت ألا أتزوج يومي هذا، وكما قال الصديق رضي الله عنه: فإن الأمانة اليوم في الناس قليل.
ومعنى قوله: {لا تكلم نفس إلا بإذنه} وصف المهابة يوم القيامة وذهول العقل وهول القيامة، وما ورد في القرآن من ذكر كلام أهل الموقف في التلاوم والتساؤل والتجادل، فإما أن يكون بإذن وإما أن تكون هذه هنا مختصة في تكلم شفاعة أو إقامة حجة، وقوله: {فمنهم} عائد على جميع الذي تضمنه قوله: {نفس} إذ هو اسم جنس يراد به الجمع.
{فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ}
قوله: {الذين شقوا} على بعض التأويلات في الاستثناء الذي في آخر الآية يراد به كل من يعذب من كافر وعاص- وعلى بعضها- كل من يخلد، وذلك لا يكون إلا في الكفرة خاصة.
وال: {زفير}: صوت شديد خاص بالمحزون أو الوجع أو المعذب ونحوه، وال: {شهيق} كذلك. كما يفعل الباكي الذي يصيح خلال بكائه، وقال ابن عباس: الزفير: صوت حاد. والشهيق صوت ثقيل، وقال أبو العالية الزفير من الصدر والشهيق من الحلق وقيل: بالعكس. وقال قتادة الزفير: أول صوت الحمار. والشهيق: آخره. فصياح أهل النار كذلك. وقيل الزفير: مأخوذ من الزفر وهو الشدة، والشهيق: من قولهم: جبل شاهق أي عال. فهما- على هذا المعنى- واحد أو متقارب، والظاهر ما قال أبو العالية: فإن الزفرة هي التي يعظم معها الصدر والجوف والشهقة هي الوقعة الأخيرة من الصوت المندفع معها النفس أحيانًا، فقد يشهق المحتضر ويشهق المغشي عليه.
وأما قوله: {ما دامت السماوات والأرض} فقيل معناه أن الله تعالى يبدل السماوات والأرض يوم القيامة، ويجعل الأرض مكانًا لجهنم والسماء مكانًا للجنة، ويتأبد ذلك، فقرنت الآية خلود هؤلاء ببقاء هذه؛ ويروى عن ابن عباس أنه قال: إن الله خلق السماوات والأرض من نور العرش ثم يردهما إلى هنالك في الآخرة، فلهما ثم بقاء دائم، وقيل معنى قوله: {ما دامت السماوات والأرض} العبارة عن التأبيد بما تعهده العرب، وذلك أن من فصيح كلامها إذا أرادت أن تخبر عن تأبيد شيء أن تقول: لا أفعل كذا وكذا مدى الدهر، وما ناح الحمام و: {ما دامت السماوات والأرض}، ونحو هذا مما يريدون به طولًا من غير نهاية، فأفهمهم الله تعالى تخليد الكفرة بذلك وإن كان قد أخبر بزوال السماوات والأرض.
وأما قوله: {إلا ما شاء ربك} فقيل فيه: إن ذلك على طريق الاستثناء الذي ندب الشرع إلى استعماله في كل كلام، فهو على نحو قوله: {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين} [الفتح: 27] استثناء في واجب، وهذا الاستثناء في حكم الشرط كأنه قال: إن شاء الله، فليس يحتاج إلى أن يوصف بمتصل ولا بمنقطع، ويؤيد هذا قوله: {عطاء غير مجذوذ} وقيل: هو استثناء من طول المدة، وذلك على ما روي من أن جهنم تخرب ويعدم أهلها وتغلق أبوابها فهم- على هذا- يخلدون حتى يصير أمرهم إلى هذا.
قال القاضي أبو محمد: وهذا قول مختل، والذي روي ونقل عن ابن مسعود وغيره إنما هو الدرك الأعلى المختص بعصاة المؤمنين، وهو الذي يسمى جهنم، وسمي الكل به تجوزًا.
وقيل: إنما استثنى ما يلطف الله تعالى به للعصاة من المؤمنين في إخراجهم بعد مدة من النار، فيجيء قوله: {إلا ما شاء ربك} أي لقوم ما، وهذا قول قتادة والضحاك وأبي سنان وغيرهم، وعلى هذا فيكون قوله: {فأما الذين شقوا} عامًا في الكفرة والعصاة- كما قدمنا- ويكون الاستثناء من: {خالدين}، وقيل: {إلا} بمعنى الواو، فمعنى الآية: وما شاء الله زائدًا على ذلك، ونحو هذا قول الشاعر: [الوافر]
وكل أخ مفارقه أخوه ** لعمر أبيك إلا الفرقدان

قال القاضي أبو محمد: وهذا البيت يصح الاستشهاد به على معتقدنا في فناء الفرقدين وغيرهما من العالم، وأما إن كان قائله من دهرية العرب فلا حجة فيه، إذ يرى ذلك مؤبدًا فأجرى إلا على بابها.
وقيل: {إلا} في هذه الآية بمعنى سوى، والاستثناء منقطع، كما تقول: لي عندك ألفا درهم إلا الألف التي كنت أسلفتك، بمعنى سوى تلك، فكأنه قال: {خالدين فيها ما دامت المساوات والأرض} سوى ما شاء الله زائدًا على ذلك، ويؤيد هذا التأويل قوله بعد: {عطاء غير مجذوذ}، وهذا قول الفراء، فإنه يقدر الاستثناء المنقطع ب سوى؛ وسيبويه يقدره ب لكن؛ وقيل سوى ما أعده لهم من أنواع العذاب مما لا يعرف كالزمهرير ونحوه، وقيل استثناء من مدة السماوات: المدة التي فرطت لهم في الحياة الدنيا؛ وقيل في البرزخ بين الدنيا والآخرة؛ وقيل: في المسافات التي بينهم في دخول النار، إذ دخولهم إنما هو زمرًا بعد زمر؛ وقيل: الاستثناء من قوله: {ففي النار} كأنه قال: إلا ما شاء ربك من تأخير عن ذلك، وهذا قول رواه أبو نضرة عن جابر أو عن أبي سعيد الخدري.
ثم أخبر منبهًا على قدرة الله تعالى بقوله: {إن ربك فعال لما يريد}.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم- في رواية أبي بكر- {سَعدوا} بفتح السين، وهو فعل لا يتعدى؛ وقرأ حمزة والكسائي وعاصم- في رواية حفص- {سُعدوا} بضم السين، وهي شاذة ولا حجة في قولهم: مسعود، لأنه مفعول من أسعد على حذف الزيادة كما يقال: محبوب، من أحب، ومجنون من أجنه الله، وقد قيل في مسعود: إنما أصله الوصف للمكان، يقال: مكان مسعود فيه ثم نقل إلى التسمية به؛ وذكر أن الفراء حكى أن هذيلًا تقول: سعده الله بمعنى أسعده. وبضم السين قرأ ابن مسعود وطلحة بن مصرف وابن وثاب والأعمش.
والأقوال المترتبة في استثناء التي قبل هذه تترتب هاهنا إلا تأويل من قال: هو استثناء المدة التي تخرب فيها جهنم، فإنه لا يترتب مثله في هذه الآية، ويزيد هنا قول: أن يكون الاستثناء في المدة التي يقيمها العصاة في النار؛ ولا يترتب أيضًا تأويل من قال في تلك: إن الاستثناء هو من قوله: {في النار}.
وقوله: {عطاء غير مجذوذ}، نصب على المصدر، والمجذوذ: المقطوع. والجذ: القطع وكذلك الجد وكذلك الحز.
{فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ} لفظ الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى له ولأمته، ولم يقع لأحد شك فيقع عنه نهي ولكن من فصاحة القول في بيان ضلالة الكفرة إخراجه في هذه العبارة، أي حالهم أوضح من أن يمترى فيها، وال: {مرية}: الشك، و: {هؤلاء} إشارة إلى كفار العرب عبدة الأصنام؛ ثم قال: {ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل}. المعنى: أنهم مقلدون لا برهان عندهم ولا حجة، وإنما عبادتهم تشبهًا منهم بآبائهم لا عن بصيرة؛ وقوله: {وإنَّا لموفوهم نصيبهم غير منقوص} وعيد، ومعناه: العقوبة التي تقتضيها أعمالهم، ويظهر من قوله: {غير منقوص} أن على الأولين كفلًا من كفر الآخرين.
وقرأ الجمهور {لموَفّوهم} بفتح الواو وشد الفاء، وقرأ ابن محيصن {لموفوهم} بسكون الواو وتخفيف الفاء. اهـ.

.قال القرطبي:

{يَوْمَ يَأْتِى}
وقرئ {يَوْمَ يَأْتِ} لأن الياء تحذف إذا كان قبلها كسرة؛ تقول: لا أدر؛ ذكره القشيري.
قال النحاس: قرأه أهل المدينة وأبو عمرو والكسائي بإثبات الياء في الإدراج، وحذفها في الوقف؛ وروي أن أُبَيًّا وابن مسعود قرأا {يوم يأتِي} بالياء في الوقف والوصل.
وقرأ الأعمش وحمزة {يَوْمَ يَأْتِ} بغير ياء في الوقف والوصل، قال أبو جعفر النحاس: الوجه في هذا ألاّ يوقف عليه، وأن يوصل بالياء، لأن جماعة من النحويين قالوا: لا تحذف الياء، ولا يجزم الشيء بغير جازم؛ فأما الوقف بغير ياء ففيه قول للكسائيّ؛ قال: لأن الفعل السالم يوقف عليه كالمجزوم، فحذف الياء، كما تحذف الضمة.
وأما قراءة حمزة فقد احتج أبو عبيد لحذف الياء في الوصل والوقف بحجتين إحداهما: أنه زعم أنه رآه في الإمام الذي يقال له إنه مصحف عثمان رضي الله عنه بغير ياء.
والحجة الأخرى أنه حكى أنها لغة هُذَيل؛ تقول: ما أدر؛ قال النحاس: أما حجته بمصحف عثمان رضي الله عنه فشيء يردّه عليه أكثر العلماء؛ قال مالك بن أنس رحمه الله: سألت عن مصحف عثمان رضي الله عنه فقيل لي ذَهَب؛ وأما حجته بقولهم: {ما أدر} فلا حجة فيه؛ لأن هذا الحذف قد حكاه النحويون القدماء، وذكروا علته، وأنه لا يقاس عليه.